Connect with us

Published

on

 

مجموعة دول جنوب أوروبا : ( اليونان ـ جزيرة كريت ـ مالطة ـ يوغسلافيا “سابقًا” ـ البوسنة
والهرسك ـ إقليم كوسوفو ـ إقليم سنجاق ـ إيطاليا ـ صقلية ـ إسبانيا ـ البرتغال )

كانت جمهورية تتكون من ست جمهوريات صغيرة هى : صربيا وعاصمتها بلغراد , وكرواتيا وعاصمتها زغرب , والبشناق والهرسك وعاصمتها سراييفو , ومقدونيا وعاصمتها سكوبي , وسلوفينيا وعاصمتها ليوبليانا والجبل الأسود والعاصمة تيتوجراد , يضاف إلى هذا إقليمان يتمتعان بالحكم الذاتي وهما كوسوفو وفويفودينا , وإقليم سنجاق الذي سلبته جمهوريتا صربيا والجبل الأسود , وتضم يوغسلافيا أكثر من 20 قومية , تتحدث عددا ممثالا من اللغات , وتنتشر بينهم المسيحية , حيث يوجد أتباع للمذهب الكاثوليكي , والأرثوذكسي , ويشكل المسلمون حصة كبيرة بين السكان , وظهرت يوغسلافيا على خارطة أوروبا السياسية في أعقاب الحرب العالمية الأولى باسم مملكة صربيا , واحتلها الألمان والإيطاليون في أثناء الحرب العالمية الثانية , ثم استقلت بعد هزيمة ألمانيا واتحدت في جمهورية فيدرالية , وسيطر الشيوعيون على حكمها , واتبعت سياسة عدم الانحياز , وعاصمة الدولة مدينة بلغراد وسكانها حوالي مليون ونصف مليون نسمة , وبعد سقوط الشيوعية تفككت يوغسلافيا , إلى جمهوريات , شأنها فى ذلك شأن الاتحاد السوفيتي فأعلنت كرواتيا استقلالها عن الاتحاد اليوغسلافي السابق , كذلك أعلنت سلوفينيا استقلالها , كما أعلنت جمهورية البوسنة والهرسك استقلالها , ولقد اعترفت معظم دول العالم باستقلال هذه الجمهوريات , ولم يتبق من يوغسلافيا السابقة غير صربيا , والجبل الأسود والأقاليم الموضوعة تحت الحكم الذاتي مثل كوسوفو وفويفودينا , وسنجاق , وهذه الأقاليم مغلوبة على أمرها تحت حكم الصرب .

الموقع :

 yugoslafiya_1_442152380 

توجد في جنوب وسط أوروبا , وفي غربي جزيرة البلقان , وعلى الساحل الشرقي لبحر الأدرياتيك , تحدها رومانيا وبلغاريا من الشرق وبحر الأدريتك من الغرب , وتحدها المجر والنمسا من الشمال , وإيطاليا من الشمال الغربي , كما تحدها ألبانيا واليونان من الجنوب . وتبلغ مساحة يوغسلافيا ( 255,804 كيلو مترات مربعة ) وسكانها في سـنة 1408 هـ – 1988 م      ( 23,549,000 نسمة ) .

الأرض :

أرض يوغسلافيا ” سابقا ” جبلية في جملتها , حيث تغطي الجبال ثلاثة  أرباعها وأبرزها جبال الألب في غربها حيث جبال ألب كراواتكين وألب جوليا في أقصى الشمال الغربي , وفي ألب جوليا أعلى جبال يوغسلافيا ” سابقا ” ( تريجلاف 2865 م ) , وهذه المنطقة ممزقة بالوديان العديدة , وعلى ساحل دلماشيا المشرف على البحر الأدرياتي , تطل سلاسل جبلية شديدة الانحدار , حيث جبال الألب الدينارية , وتتكون من صخور جيرية مسامية سريعة الذوبان ( كارست ) , وتوجد بها أحواض نهرية صغيرة , ويلي هذا النطاق الجيري سلاسل تغطيها الغابات , والمنطقة وعرة صعبة الاجتياز , وإلى الشرق من هذا الإقليم ( الديناري ) تمتد كتلة ردوب البللورية , وتعرف بأراضي الدهاليز والأحواض الجبلية , وتجري بها روافد عديدة , ويخترقها خط حديد الشرق السريع , وإلى الشرق من أرض الدهاليز تمتد سلسلة جبال البلقان اليوغسلافية , أما السهول فتوجد في القسم الشمال حيث سهل الدانوب اليوغسلافي , ويجري به نهر الدانوب , وطول القسم الواقع في يوغسلافيا ” سابقا ” من نهر الدانوب حوالي 1400 كم , وتأتي إليه روافد عديدة من يوغسلافيا السابقة .

المناخ :

يجمع المناخ بين طرازين , الأول يتمثل في مناخ البحر المتوسط والثاني المناخ القاري ويفصل بين الطرازين المرتفعات الغربية , ويسود الطراز الأول في صربيا , ويتصف هذا النمط بصيفه الحار والشتاء المعتدل الممطر , وفي الداخل يسود الطراز القاري , فالصيف حار والشتاء بارد , وأكثر المناطق أمطارا تلك المناطق القريبة من البحر الأدرياتي , وينطبق هذا على أرض جمهورية البوسنة والهرسك وجمهورية كرواتيا , وساحل دلماشية .

السكان :

ينتمي السكان إلى مجموعة من العناصر , أكثرها عددا الصقالبة الجنوبيين أو كما يطلق عليهم أحيانا السلاف ومنهم الصرب والكروات والبشناق , يضاف إليهم المقدونيون , والألبان وجماعات أخرى عديدة منها الأتراك , وفيها أكثر من عشرين قومية , ولهذا تتعدد اللغات واللهجات , وتصل إلى أكثر من عشرين لهجة ولغة , وقدر عدد السكان في سنة 1408هـ ـ 1988م , بحوالي 23,5 مليون نسمة ، وتختلف الكثافة السكانية ، فتقل الكثافة فوق الجبال ، وتزداد في السهول الزراعية , وأكثف أجزاء البلاد حول منطقة بلغراد , وفي إقليم سلوفينيا , وفي منطقة زغرب .

 ويتكون المسلمون في يوغسلافيا من البشناق , والهرسك , والألبان , والأتراك والغجر , ويصل عدد المسلمين في الوقت الراهن إلى حوالي 6 ملايين نسمة , ويستعمل السكان ابجديتين لاتينيتين : الأولى للسلاف والكروات والثانية للصرب والبشناق .

النشاط البشري :

يعمل السكان في الزراعة , هذا برغم الهجرة الكبيرة من الريف إلى المدن الصناعية , وتنقسم البلاد من حيث الزراعة إلى نطاقين رئيسيين , إقليم الحبوب والبنجر السكري , وهذا يوجد في السهول الشمالية , وهو أهم مناطق الزراعة بالبلاد , وفي جنوب وادي سافا وعند اتصاله بنهر الدانوب يوجد الإقليم الثاني , وتشغل الغابات والمراعي حيزا كبيرا منه , وأهم الغلات تتمثل في القمح والشعير , ويزرع العنب والعديد من الفاكهة , وتغطي الغابات والمراعي ثلث مساحة البلاد , وتتكون الثروة الحيوانية من الماشية ومن الأغنام وتمتلك احتياطيا عظيما من الحديد , والرصاص وهى ثانية الدول الأوروبية بعد الاتحاد السوفييتي في إنتاج الرصاص ومعظمه يأتي من إقليم كوسوفو . وبعد تفكك يوغسلافيا أصبح لكل جمهورية انتاجها الخاص بها , وهناك احتياطي كبير من الفحم , كما أنها غنية بالمساقط المائية لهذا تولد الطاقة الكهربائية , ولقد تطورت الصناعة بها في الآونة الأخيرة , فتوجد الصناعات المعدنية والكيميائية , والآلات الزراعية والسيارات .

كيف وصلهم الإسلام ؟

serbia_12_237959851

من الآراء السائدة أن أول وصول للإسلام جاء مع الفتح العثماني , غير أن هذا الرأي ينطبق على وصول المسلمين بأعداد كبيرة , ولكن الوصول الفعلي سابق على غزو العثمانيين , فالإسلام وصل إلى بعض المناطق قبل الفتح العثماني بعدة قرون , وهناك آراء عديدة تفسر هذا ، بعضها يرى أن الإسلام وصل إلى هذه البلاد بعد فتح صقلية , والبعض يرى أنه سابق على هذا .

ومهما تعددت الآراء , فمن الواضح أن الإسلام وصل إلي هذه المنطقة قبل دخول العثمانيين , ولكن هذه الآراء ينقصها الدليل , وإن كانت بعض المصادر العربية القديمة أشارت إلى وصول الإسلام إلى المنطقة مبكرا , ولكن وصول المسلمين بأعداد كبيرة جاء مع الفتح العثماني , وانتشر الإسلام بعد هذا انتشارا واسعا , وهناك عامل هام ساعد على تهيئة الظروف لانتشار الدعوة الإسلامية في هذه المنطقة , وهو ظهور المذهب البوغوميلي , أو الكنيسة البشناقية , والتي عارضت المذهبين المسيحيين السائدين في المنطقة , المذهب الكاثوليكي والمذهب الأرثوذكسي .

وكانت الكنيسة البشناقية أكثر اعتدالا في العبادة , بل رفضت الكثير مما جاء بالمذهبيين , ورفضت تقديس البشر , والتعميد , كما رفضت مبدأ النزاع بين الروح والمادة , وطالبت بعودة المسيحية إلى أصولها القديمة , لهذا برز الصراع بينها وبين المذهبين السابقين وهكذا كان البشناق مهيئين لقبول الإسلام .

ودخل العثمانيون شبه جزيرة البلقان عندما فتحوا جنيبلو في سنة ( 754 هـ – 1353 م ) , ثم هزموا التحالف النصراني في سنة ( 767 هـ – 1365 م ) قرب أدرنة , وهزم التحالف مرة أخرى في سنة (773 هـ – 1371 م ) وهكذا توغل الأتراك في شبه جزيرة البلقان حتى وصلوا إلى بلغراد في سنة (856 هـ – 1452 م ) ، واشتدت حدة الصراع بين المذاهب المسيحية , وطلب البشناق العون من الأتراك , ففتح بلادهم السلطان العثماني محمد الفاتح في سنة ( 868 هـ – 1463 م ) , وحسم الصراع بين المذاهب المسيحية , وعندما تعرف البشناق على مبادىء الإسلام اعتنقوا الدين ذرافات ووحدانا .

ولم ينقض قرن حتى اعتنق جميع البشناق الإسلام طواعية , وصاروا من أقوى أنصاره , وأخذوا في تشييد المدن ذات الطابع الإسلامي , ومن أهم هذه المدن سراييفو , أو ” بشناق سراى ” , وتقدم العثمانيون في فتح بلاد جديدة , وحسن إسلام البشناق , وعندما ضعفت الدولة العثمانية استولت النمسا على مناطق عديدة من المنطقة , وأخذت بعض المناطق تستقل مثل بلاد الجبل الأسود , وصربيا , واضطر العثمانيون للتخلي عن بلاد البشناق والهرسك في سنة ( 1295 هـ – 1878 م ) لإمبراطورية النمسا والمجر . وهكذا دام الحكم العثماني في معظم مناطق يوغسلافيا أكثر من أربعة قرون .

أحوال المسلمين :

تعرض المسلون في عهد الحكم النمساوي لموجات قاسية من الاضطهاد , واضطر العديد منهم إلى الهجرة فرارا بدينهم , وعندما ثار المسلمون ضد الحكم النمساوي انضم إليهم الأرثوذكس , ونجح المسلمون في الحصول على الحكم الذاتي في الأمور الدينية , وعندما ظهرت الدولة الصربية استبشر المسلمون للتخلص من الاستعمار النمساوي , ولكن غدر بهم الأرثوذكس بعد الاستقلال , وقد كان في مدينة بلغراد 270 مسجدا , والعديد من المدارس الإسلامية وأكثر من 270 كتابا , وبعد أن انحسر الحكم الإسلامي عن المدينة , قضى على المدارس الإسلامية , وهدمت المساجد لتقام مكانها الفنادق , والمسارح , وأقيم البرلمان , على أنقاض مسجد بتار وكان أجمل مساجد بلغراد , والمسجد الوحيد الذي بقى في بلغراد هو مسجد بيرقلى , ويعتبر أقدم مساجد بلغراد وبني في سنة (828 هـ – 1521 م )

أحوال المسلمين بعد الحرب العالمية الثانية :

سادت يوغسلافيا ” سابقا ” فترة من الاضرابات في أعقاب الحرب العالمية الثانية , وبعد أن استقرت الأحوال أخذ المسلمون يستردون كيانهم فأعيدت لهم بعض مساجدهم ومدارسهم , واعترفت الدولة بكيان المسلمين في سنة ( 1393 هـ – 1973 م ) , وتكونت جمهورية إسلامية في بلاد البشناق والهرسك , ويشكل المسلمون أغلب سكان هذه الجمهورية , وأصبح للمسلمين حرية التعبد وإقامة المساجد وبناء المدارس , وشراء الكتب الإسلامية وكذلك نشرها , ولم تنقض مدة وجيزة على هذا الاستقلال حتى بدأت جمهورية صربيا تشن هجمات وحشية على الجمهوريات التي أعلنت استقلالها , ولاسيما جمهورية البوسنة والهرسك . وفي الحلقات الموالية دراسة مفصلة عن البوسنة والهرسك , إقليم كوسوفو , وكذلك عن إقليم سنجاق , وهى أهم مناطق تجمع المسلمين فيما كان يسمى بيوغسلافيا , ولقد مارست صربيا عمليات استئصال ديني للمسليمن في هذه المناطق .

مناطق المسلمين :

يتركز وجود المسلمين في المناطق التالية :
1.جمهورية البشناق والهرسك , وجمهورية كرواتيا , وجمهورية سلوفينيا وحيث المركز الرئيسي للهيئة الإسلامية العليا في مدينة سراييفو ويشرف على المسلمين في البوسنة والهرسك .
2.في جمهورية صربيا وإقليم كوسوفو وإقليم فويفودينا , حيث المركز الرئيسي للهيئة الإسلامية العليا في مدينة برشتينا , ويشرف على المسلمين في هذه المناطق , يعاني المسلمون في إقليم كوسوفا العديد من تحديات الصرب للسلطات الحاكمة .
3.في جمهورية مقدونيا , وحيث المركز الرئيسي للهيئة الإسلامية في مدينة سكوبي , ويشرف على المسلمين في الجمهورية .
4.في جمهورية الجبل الأسود , وحيث المركز الرئيسي للهيئة الإسلامية في مدينة تيتوجراد ويشرف على المسلمين في منطقة الجبل الأسود .

وجملة المسلمين في هذه المناطق أكثر من 6 ملايين , أي أن نسبتهم تزيد على ربع السكان , وقدر عدد المسلمين في سنة 1406 هـ – 1986 م بأكثر من 5 ملايين نسمة .

تطور أعداد المسلمين :

لقد تعرض المسلمون للاضطهاد في الفترة من سنة ( 1297 هـ – 1879 م ) , فهاجر الكثير منهم إلى تركيا والبلدان الإسلامية , ذلك أنهم تعرضوا للاضطهاد والتحدي بعد خروج الحكم التركي وسيطرة النمسا , ولقد هجر النمساويون أعدادا كبيرة من الكاثوليك إلى أراضي البشناق , وظهر التحدي للمسلمين والمسيحيين والأروثوذكس , فقل عدد المسلمين لأسباب عديدة منها الهجرة إلى الخارج , ومنها جلب الكاثوليك إلى أرضهم وزيادة عدد المسيحيين , ومنها اضطراب أحوال المسلمين في الفترة السابقة , ولنأخذ حالة المسلمين في جمهورية البشناق والهرسك كمثال لما حدث ، فلقد كان عدد سكان هذه الولاية في سنة ( 1297 هـ – 1879 م ) 1,153,000 نسمة , وكان عدد المسلمين 449,000 سنة أي أن نسبتهم 38,9% , ووصل عدد السكان في سنة ( 1328 هـ – 1910 م ) 1,848,000 نسمة , وكان عدد المسلمين 588,000 نسمة المسلمين إلى 32% ، وفي سنة 1350هـ ـ 1931م وصلت نسبة المسلمين إلى 30,9% ثم تحسنت أحوال المسلمين بعد ذلك فوصلت في جمهورية البشناق والهرسك إلى 41,5% في سنة ( 1391 هـ – 1971 م ) وفي إحصاء تم في أغسطس 1991 م وصلت نسبة المسلمين في البوسنة إلى حوالي 50% من جملة السكان أي زادت نسبتهم عن ذي قبل .

القوميات المسلمة :

يشكل المسلمون البشناق أغلبية المسلمين في يوغسلافيا , وهم أفضل حالا من باقي الجماعات المسلمة , ثم المسلمون الألبان ويقترب عددهم من مليونين , وفي إحصاء سنة 1989 م بلغ عددهم 1,8 مليون , ومعظمهم في إقليم كوسوفو حيث يشكلون حوالي 77% من سكانه , وحوالي نصف مليون ألباني في منطقة مقدونيا ويوشك إقليم كوسوفو على الانفجار نتيجة تحدي الصرب . حيث سلب هذا الإقليم من ألبانيا في الحرب العالمية الأولى , ثم يأتي ترتيب الأتراك , وقد قل عددهم بسبب هجرة العديد منهم إلى تركيا , ثم يأتي دور الغجر ويقترب عددهم من مائة ألف نسمة , ولكل قومية لغتها ومدارسها الإسلامية .

الهيئات الإسلامية :

يوغسلافيا ” سابقا ” كانت دولة علمانية , وفي البلاد اتحاد إسلامي عام يرأسه كبير العلماء , ومقره في سراييفو وفي عواصم أربع جمهوريات مجالس للعلماء ينظمون شؤون المسلمين , ويبلغ عددهم 260 مجلسا فيوجد مجلس في سراييفو عاصمة جمهورية البشناق والهرسك , وفي سكوبي عاصمة جمهورية مقدونيا , وتيتوجراد عاصمة الجبل الأسود , وكذلك مجلس للعلماء في بريشتينا عاصمة إقليم كوسوفو , والمجالس الإسلامية الأخرى موزعة حسب البلديات , وفي العواصم الكبرى تسمى المجالس الإسلامية مشيخات .

ولهذه الهيئات قوتها ونفوذها بين المسلمين , وتعترف الحكومة بهذا التنظيم , ولقد تكون حزب إسلامي في البوسنة والهرسك باسم الهيئة الديمقراطية , ويرأس هذا الحزب علي عزت بك , وهذا حدث هام في تاريخ المسلمين بعد غبن دام مدة طويلة تحت الحكم الشيوعي , ولكن مما يؤسف له أن جمهورية البوسنة والهرسك مرت ولفترة طويلة بمحن لم يسق لها نظير , حيث مارس الصرب عملية استئصال ديني للمسلمين في البوسنة والهرسك بل ومن معظم مناطق يوغسلافيا ” سابقا “

توزيع المؤسسات الإسلامية :

الطائفة الإسلامية / بريشتينا , والطائفة الإسلامية في سراييفو , ومدرسة غازي خسروبيك في سراييفو , ومكتبة غازي خسروبيك في سراييفو , واتحاد الطلاب المسلمين في شرق أوروبا ستودنتسك ناسلجي ب / 10 في لويليانا . ومجلس الجمعية الإسلامية في زغرب

المساجد :

لقد تعرضت المساجد للهدم في فترة التحدي أيام حكم النمسا , وقبل الحرب العالمية الأولى وبعدها , لهذا قل عددها عن ذي قبل , أي في عهد حكم الأتراك , وبعد أن حصل المسلمون على اعتراف الدولة بدأ عدد المساجد يزداد فوصل إلى 2700 مسجد , واسترد المسلمون معظم المساجد التي سلبت منهم أيام الاضطهاد , وتنشر المساجد في معظم المدن والقرى حيث تعيش الأقلية المسلمة , ففي إقليم سراييفو 1092 مسجدا , وفي مشيخة بريشتينا 670 مسجدا , وفي سكوبج 372 مسجدا , وفي مشيخة تيتوجراد 76 مسجدا , والباقي موزع في مناطق أخرى , ولقد نشطت حركة بناء المساجد في الآونة الأخيرة , وفي البلاد حوالي 1950 إماما للمساجد . ويقدر عدد المساجد حاليا بأكثر من 3000 مسجد ومصلى وتقوم الجمعية الإسلامية اليوغسلافية ببناء حوالى 70 مسجدا سنويا ولقد تجاوز عدد الأئمة ثلاثة ألاف , غير أن هذه المساجد لم تسلم من تدمير الصرب في حربهم ضد المسلمين .

التعليم الديني :

يتعلم الطفل المسلم مبادىء الإسلام والقرآن الكريم في الكتابيب , فحسب إحصاء 1391هـ كان بمدارس تحفيظ القرآن الكريم حوالي 120 ألف طفل , وكان بسراييفو 569 مدرسة ابتدائية ( كتّابا ) , وفي برشتينا 120 مدرسة ابتدائية إسلامية ( كتابا ) , وفي سكوبي مدرسة ابتدائية , وفي تيتوجراد مدرستان ابتدائيتان , ولقد طور المسلمون مناهج التعليم الابتدائي من حيث المناهج والمعلمين .

وهناك عدد من المدارس المتوسطة والثانوية , فتوجد مدرسة ثانوية إسلامية في مدينة سراييفو ( مدرسة خسروبك ) وثانوية أخرى بمدينة برشتينا , كما توجد الكلية الإسلامية في سراييفو , وقد افتتحت في سنة 1397 هـ ، ووضعت مناهجها وفقا لنظم الكليات الإسلامية , كما افتتح بها قسم للمرأة المسلمة , ولقد ساهمت المملكة العربية السعودية في إقامة الكلية الإسلامية في سراييفو , وساهمت فيها رابطة العالم الإسلامي وبعض الدول الإسلامية , وهناك مكتبة الغازي خسروبك في سراييفو , وهي من أشهر المكتبات الإسلامية وتضم الآلاف من الكتب باللغة العربية وكذلك بالتركية , هذا إلى جانب العديد من المخطوطات ولقد ترجمت معاني القرآن الكريم منذ فترة بعيدة إلى بعض اللغات اليوغسلافية , وصدرت ترجمة حديثة للمعاني القرآنية وهى مترجمة عن اللغة العربية , أما الطبعات القديمة فترجمت عن اللغة التركية , وفي البلاد مدارس لإعداد الأئمة .

المتطلبات :

لقد نشط المسلمون في إقامة المؤسسات الإسلامية , وفي بناء المساجد والمدارس , لهذا تبرز المتطلبات في دعم هذه المؤسسات كتقديم المعونات المادية , ومساعدة الأقلية المسلمة في تأسيس تعليم جامعي إسلامي , خصوصا وقد بدأت الكلية الإسلامية في سراييفو تأخذ مكانها في مجال التعليم منذ خمس سنوات , وهذه فرصة نادرة , لهذا ينبغي دعم هذا الاتجاه , لتحصين الجيل الصاعد من أبناء المسلمين ضد موجات الإلحاد حتى يستعيد الإسلام وضعه الحقيقي بين المسلمين في المنطقة , ومن المتطلبات حاجة المسلمين إلى المدرسين باللغة العربية , دعم الدعاة والدعوة , كذلك الحاجة إلى الكتب والدوريات الإسلامية ودعم وتصحيح مناهج التعليم الإسلامي .

الهيكل الإدراي للطائفة الإسلامية :

ينتظم الهيكل الإدراي للمسلمين فيما يلي :
1 –  رئيس العلماء : هو الرئيس الديني الأعلى للطائفة المسلمة وينتخبه مجلس خاص مكون من :
( أ ) أعضاء المجلس الأعلى للطائفة المسلمة في يوغسلافيا ” سابقا ” .
( ب ) مديرو المدارس الدينية .
( ج ) رؤساء وأعضاء الهيئات الإسلامية .

2 – الرئاسة الإسلامية العليا في يوغسلافيا ” سابقا ” ويتكون من رئيس العلماء رئيسا ورؤساء الرئاسات الدينة أعضاء , و6 أعضاء ينتخبهم المجلس الأعلى .
3- المجلس الأعلى للطائفة الإسلامية يضم 35 عضوا تنتخبهم مجالس الطائفة الإسلامية ,

الحرب الأهلية في يوغسلافيا :

لقد أصاب يوغسلافيا مثلما أصاب الكتلة الشيوعية من التفكك والانهيار , فاشتعلت حرب أهلية في يوغسلافيا في النصف الثاني من عام 1991 م , فأعلنت جمهورية صربيا الحرب على جمهوريتى كرواتيا , وسلو فينيا , ونالت كرواتيا النصيب الأكبر من التدمير والخراب , مما أدي إلى تدخل هيئة الأمم المتحدة , ودول غرب أوروبا , وتأثر بهذه الحرب مسلمو كرواتيا وسلوفينيا .

ولقد دفعت أحداث تسلط الصرب على الجمهوريات الأخرى في يوغسلافيا المسلمين في جمهورية البشناق والهرسك إلى توجية نداء إلى العالم الإسلامي أكدوا فيه أنهم معرضون لخطر بالغ من جانب النزعات القومية التي تسود البلاد , وتمزقها , وجه هذا النداء الشيخ يعقوب سليموسكي زعيم المسلمين إلى وزراء خارجية العالم الإسلامي . وقال : في حالة اندلاع قتال واسع النطاق سيكون المسلمون معرضون لهجمات لا ترحم : ونتيجة هذه الأحداث دعا الحزب الإسلامي في البوسنة والهرسك إلى تأسيس جيش خاص بمسلمي يوغسلافيا لاسيما وأن المسلمين في هذه الجمهورية ينظرون إلى الجيش الصربي المعسكر في بلادهم على أنه جيش احتلال , ودعا الحزب الإسلامي المسلمين في يوغسلافيا إلى الا نضمام إلى هذا الجيش , وأيد تكوين هذا الجيش زعماء المسلمين اليوغسلاف , ويرون أن تكوين جيش إسلامي يحمي مسلمي يوغسلافيا أصبح أمرا ضروريا , وتسير الأحداث في يوغسلافيا إلى الانهيار والتفكك غير أنها تشير إلى ضرورة استقلال الجمهوريات اليوغسلافية .

أما عن عمليات الاستئصال الديني للمسلمين والذي قام به الصرب في جمهورية البوسنة والهرسك , فقد خصصت الحلقة التالية لبيان هذه المأساة .

المصدر : السكينة

تاريخ إسلامى

داغستان: القائد الداغستاني الذي جمع بين الأدب و السياسة في سبيل نصرة الإسلام و المسلمين “علي عدلو”

Published

on

By

محج قلعة – داغستان | أحوال المسلمين

لا تكاد تسأل أحد من الداغستانيين عن شخص شاعر و صحفي و عضو نشط في اتحاد الكتاب الا أجابك على الفور قائلا إنه علي ييف (علي) عدلو ، فهو بذلك شخصية عامة وشهيرة في داغستان، أديب لم يمنعه الأدب من عدم التدخل في الحياة السياسية و التأثير بها في سبيل صحوة المسلمين و الذب عنهم، المفكر الإسلامي الذي اقتحم مدارات السياسة حتى جعلته محط أنظار الحكومات مما أدى لإعتقاله وقضاء حياته وسط ضغط أمني .. من هو ؟  تعريف له ومقتطفات من سيرته العطرة

مولده

  ولد الأديب المسلم علي عدلو في 15 فبراير 1932 بمقاطعة جيداتل، حي شامل ييفسكوغو (المقاطعة السوفياتية أوراد سابقا) داغستان، بدأت تنتشر أشعار علي ييف في المجلات المحلية و الوطنية خلال سنوات ثانويته، أما بعد تخرجه من معهد موسكو للأدب الذي يدعى مكسيم غوركيو، فقد هم بالإشتغال في عدة مؤسسات في داغستان.

حياته المهنية

احدى منشوراته و كتبه في بداية رحلته المهنية

احدى منشوراته و كتبه في بداية رحلته المهنية

اشتهر في أوساط المجتمع الداغستان بالشاعر الأواري (من اللغة الأوارية التي تهم المجتمع الأواري و هو شعب قوقازي يسكن في شمال شرق القوقاز في جمهورية داغستان بروسيا الاتحادية. ويبلغ إجمالي عددهم حوالي المليون نسمة)، و قد ألف في زمن السوفييت أكثر من ثلاثين كتابا في الشعر باللغتين الأوارية و الروسية، و كان إنتماء تلك الكتب الى الشعر الأواري الكلاسيكي، و قد نشرت ترجمات لأشعاره في موسكو وقتئذ، ودٌرست في المناهج الدراسية.

في أواخر الثمانينيات صنف الشاعر علي ييف من أكثر الناشطين في برنامج الإصلاحات الاقتصادية “بيريسترويكا” (يعني إعادة بناء) الذي أطلقه رئيس الإتحاد السوفييتي ميخاييل غورباتشوف، و تم في 1985 انتخاب علي ييف رئيسا لحركة “الجماعة” التي تهتم بالسياسة و الثقافة الإجتماعية الوطنية للشعب الأواري.

في سنة 1992 خرج علي ييف من اتحاد الكتاب الداغستاني برسالة مفتوحة الى رفقائه الأعضاء و إلى العامة، في طريقة لجذب انتباه الشعب الى ما يقع فعلا في داغستان، مميطا الغطاء على إستبداد نومنكلاتورا خروجها ن القانون.
أما في 1994 فقد أصبع علي ييف رئيس المحررين في الصحيفة المستقلة “لواء الإسلام” التي شغلت دور مهم و نشيط في الحياة السياسية للمنطقة، و منذئذ أصبح الشاعر علي ييف يتنقل كثيرا الى الشيشان، و التي أتاحت له إقامة علاقة وطيدة مع القادة الرسميين و الغير الرسميين لإشكيريا.
في اواخر ابريل و أوائل شهر مايو من عام 1999 بادر القائد الميدانى شامل باسييف إلى انشاء علاقات ماراطونية خلصت الى الإجتماع مع قادة داغستان وتم تشكيل اتحاد شعبى الشيشان وداغستان و الاعلان عن جمعية تأسيسية له، تم تنصيب الشيخ المجاهد شامل باسييف رئيسا له و تنصيب الأديب الباحث علي عزلة النائب الأول للرئيس، ويرمي هذا الاتحاد إلى ترسيخ وحدة الشعبين الداغستانى والشيشانى وبقية شعوب القوقاز، وقد شارك فى هذة الجمعية التاسيسية التى عقدت اجتماعاتها فى غروزنى مسؤولون شيشانيون وداغستانيون.

في 7 أغسطس 1999 بدأت الحرب الداغستانية، عندما شن اللواء الإسلامي الدولي بقيادة شامل باساييف وخطاب، هجوم على جمهورية داغستان الروسية لدعم حركة مجلس شورى داغستان التي تدعو للتحرر من احتلال روسيا، و انتهت الحرب بانتصار روسي كبير، وانسحاب اللواء الإسلامي الدولي، و كان من آثار ذلك زج الكثير من المسلمين في لائحة المطلوبين للأنتربول، من بينهم علي عدلو، و زج باسم علي عدلو في قائمة المطلوبين الاتحادية والدولية، وعلى اثر ذلك غادر روسيا لمدة خمس سنوات (1999-2004)، كان لاجئا خلالها في جورجيا، ثم انتقل الى تركيا.

https://www.youtube.com/watch?t=332&v=52H4qCS2lVs

 

قامت السلطات الداغستانية في ذلك الوقت باتخاذ عدة تدابير في سبيل تشويه سمعته و كتم صوته، و من بين تلك التدابير حذف جميع اقتباساته و أشعاره من المناهج بالإضافة الى سحب جميع جتبه من الكتبات و حرقها، بالاضافة الى تدمير جميع سجلاته الصوتيه التي احتفظ بها في المكتبة الإذاعية الجمهورية، و بالموازاة أصدر عدلو عدى كتب في الخارج، من بينها باللغة التركية و الإنجليزية.

عودته الى داغستان و محاكمته

view_adallo (1)

في سنة 2004 الحافلة بالعمليات القتالية بين الحكومة الموالية لروسيا و المجاهدين، و التي كان أهمها اغتيال الرئيس الشيشاني الداعي للاستقلال زليم خان يانداربييف في منفاه بقطر، و اعقبه اغتيال الموالي لروسيا الرئيس الشيشاني أحمد قاديروف (أب الرئيس الشيشاني الحالي رمضان قاديروف) في 9 ماي 2004 خلال مهرجان له في غرونزي، خلال هذه الأحداث حظي علي عدلو بموافقة إدارية من داغستان بالعودة إليها من دون التعرض إليه، و بمساندة عدد كبير من الشعراء و الكتاب الروسيين، و الأعضاء في مجمع القلم الروسي، أمثال أندري فوزنيسنسكي، أندري بيتوف، فاضل اسكندر و آخرون، في حين نادى وزير الداخلية أديلجري محمد تاغيروف مرارا و تكرارا و في العموم الى عدم السماح لعدلو بالعودة الى داغستان، و في أوائل يوليو 2004 عاد علي طواعية الى داغستان، غير أن السلطات اعتقلته حين عودته في داغستان

في أكتوبر 2004 تم تقديم علي عدلو الى المحكمة العليا في داغستان، و حكم عليه بالسجن لثماني سنوات (معلقة)، وقد اتهم بموجب ثلاث مواد من القانون الجنائي، وهي قيامه بالتمرد المسلح، المشاركة في جماعة مسلحة غير مشروعة والحيازة غير المشروعة على الأسلحة.

огрызко

في أوائل أغسطس 2007 نشر الأديب علي عدلو كتاب جديد بعنوان “حوارات مع عدلو” (الكتاب الثاني). و قد التقى علي عدلو كثيرا مع رئيس داغستان موهو علي ييف، حول عدة قضايا، من بينها مراقبة مجهولين لإبنيه الإثنين، و الذي كان يعتبرهم عدلو عملاء للسلطة.
علي عدلو و جريدة العقدة القوقازية
خلال حواره مع جريدة “العقدة القوقازية” بتاريخ 23 ديسمبر 2009، وصف علي جمهورية داغستان أنها تعيش “حرب أهلية شاملة”، لافتا الى أنه “لا ينبغي أن يكون المسؤولون محميون بحواجز ضخمة تفصلهم عن الشعب” و ذلك من اجل تحسين الوضع الاجتماعي والسياسي في المنطقة، و أضاف “يجب أن يكون قانون واحد للجميع، و يجب علينا حقا أن نكافح الرذائل، مع عدم ذكر حسن نواياهم.

و قد حصلت أحوال المسلمين على حواره الكامل و المثير مع جريدة العقدة القوقازية و ستنشر ترجمته الكاملة في الأيام القليلة المقبلة

استهداف و تضييق له و لعائلته

adallo

في ديسمبر 2010، أدلى علي عدلو بتصريح لـ “العقدة القوقازية” معلقا على رسالة الرئيس الروسي السنوية إلى الجمعية الاتحادية، وذكر عدلو أنه فوجئ بأن الرئيس لم يشر الى شمال القوقاز أو يتناول محنتها ضمن رسالته وفي العام نفسه صرح الشاعر علي أن أبناءه تعرضوا لظغوط مهولة من لدن قوات الأمن

وفي يوم 4 يوليو 2010 ألقي القبض على “غامزت” نجل الشاعر الداغستاني علي مع أقارب زوجته، شقيقها “عبد الكريم موف رمضان” في نقطة تفتيش للشرطة الجمهورية بمنطقة جامبيت، و قد جدت المحكمة “غامزت علي ييف” و “عبد الكريم موف رمضان” مذنبين بارتكاب جريمة بموجب الفصل 1 الجزء 19.3 من القانون الإداري، وحكمت المحكمة عليهم بالاعتقال الإداري لمدة خمسة أيام لكل منهما و في ال 10 يوليو 2010، أطلق سراح المحتجزين لاحقا.
في مارس 2012، اشتكى علي عدلو إلى “العقدة القوقازية” من زيارة ضابط شرطة لبيته، و ذكر أن الزيارة و سببها لا يمكن تبريره، و قد كان سبب الزيارة ما ادعاءات ضابط الشرطة ان لديه “بيانا تتهم في الشرطة الشاعر عدلو بأنه كان يعتنق “الوهابية” في عام 1983

وفاته

logo_company_orig_aliev_adallo_magomedovich

أصدرت جريدة “العقدة القوقازية” خبر عن وفاة الشاعر الداغستاني المسلم ” علي عدلو” وذلك يوم 30 أغسطس 2015 عن عمر يناهز 83 عاماً، و قد حضر جنازته الكثير من أحبائه و معجبيه، موارينه الثرى في العاصمة محج قلعة.

Continue Reading

تاريخ إسلامى

باكستان:إعدام “شفقت حسين” بالرغم من ملابسات قضيته المتضاربة

Published

on

By

أحوال المسلمين | باكستان – إسلام آباد

قامت السلطات الباكستانية في صباح اليوم، الثلاثاء 8/4/2015، بتنفيذ حكم الإعدام علي الشاب “شفقت حسين”، الذي أدين وهو طفل ذو 14 عاماً بقتل طفل ذو 7 سنوات عام 2004 عندما كان يعمل كحارس مبني في كراتشي جنوب باكستان، وكما زعمت الأوراق القانونية فإن شفقت قام بخطف الطفل وطالب أهله بفديه وعندما رفضوا قام بقتله، فتم إلقاء القبض عليه.

وقد احتج محاموه وذووه على هذه العقوبة، مؤكدين انه لم يكن سوى في الرابعة عشرة من عمره آنذاك، ولا يمكن بالتالي إعدامه، خاصة وأنه تعرض للتعذيب بإطفاء السجائر في جسده و نزع أظافر أصابعه إلى أن اعترف بقتل الطفل.
وقد زعمت المحكمة أنه كان فوق 18 عاماً عندما تم القبض عليه، علي الرغم من أن والدته أثبتت بشهادة ميلاده أنه في 2004 كان يبلغ 14 عاماً من العمر

هذا وعلي الرغم من أن قضيته أثارت حنق الجماعات المعنية بالحقوق وفجرت دعوات للرأفة أطلقتها أسرته إلا إنه تم إعدامه، وذلك بعد أربعة مرات تأجل فيها تنفيذ حكم الإعدام، وجاء القرار قبل ساعات من الموعد المقرر لإعدامه شنقا بمدينة كراتشي الساحلية

5503f6c253ca6

يذكر أن “شفقت حسين” أدين في هذه القضية وتم الحكم النهائي عليه بالإعدام وهو يبلغ من العمر 24 عاماً أي أوائل عام 2014 ، وأكد خبرالإعدام شقيقه وهو “جول زمان” حيث صرح لوكالة الأنباء الفرنسية أنه تم إعدامه في سجن كراتشي، خلال 10 -13 دقيقة قبل صلاة الفجر من صباح اليوم الثلاثاء.

محاولات دولية لوقف الإعدام

هذا وقد حثت حكومة كشمير، الرئيس الحالي لباكستان “ممنون حسين” علي وقف تنفيذ الإعدام لإتاحة المزيد من التحقيقات ولكن بدا أن القرار قد أُتُخذ من قبل الحكومة الباكستانية علي تنفيذ الحكم.

أيضاً قال خبراء معنيين بالحقوق في الأمم المتحدة أن محاكمته “لم تطابق المعايير الدولية” وحثوا باكستان على التحقيق في ادعاءات أنه اعترف تحت التعذيب، فضلا عن عمره.
وطالبت منظمات غير حكومية من قبل مثل منظمة ” مشروع العدالة لباكستان” أن تتم إزالة اسم شفقت من قائمة الإرهابيين، بحجة أن الحكومة قد رفعت التجميد فقط على عقوبة الإعدام عن المسلحين.

شعور العائلة بعد إصدار الإعدام الأولي
وصرحت والده ” شفقت حسين” إلي وكالة الأنباء الفرنسية بعد إصدار حكم الإعدام المبدئي قائلة أن أبنها برئ وأن أخر مرة رأته وهو في السجن عام 2005 .

وأضافت ودموعها تنهمر قائلة : لقد تلاشت كل أمالي ولا أري العدل في هذه البلد، قالت أيضاً ” لدي رغبة حقيقة في رؤية ابني، ولكن هذا الأمل قد أنتهي، والآن فقط أتضرع إلي الله أن يحفظ حياة أبني.

Makhni Begum (3R) and Shah Zula (2R), the parents of Pakistani Kashmiri convicted killer Shafqat Hussain, pray as they sit with relatives in Muzaffarabad, the capital of Pakistani-administered Kashmir on June 9, 2015. Relatives of a Pakistani death row prisoner said that they “felt a wave of life” when his execution was halted to examine claims he was a juvenile when the crime was committed. AFP PHOTO/ Sajjad QAYYUM

 وقد خرجت الكثير من الحملات مطالبة بوقف الإعدام ومندده بهذا الحكم قبيل إعدامه وخرجت إحنجاجات في باكستان من أصدقاءه وأنُاس متعاطفين مع قضيتة،  ونشرت وسم له علي موقع تويتر عبر الوسم #freeshafqat

  تصريحات لــ ” شفقت حسين” الأخيرة قبل إعدامه بساعات

وصف ” حسين شفقت” قبل يوم من مقتله، محنته في السجن وذلك في تصريح له لشبكة ” سي ان ان” قائلاً “أقضي ساعات السجن وحدي حيث تم إعدام المرافقين لي منذ حوالي 7 سنوات، وهم محمد فيصل ومحمد افضل”، و أضاف “لا يمكنني وصف ما مررت به بعد أعدامهم، ولم أستطع أن أفكر لأنه ببساطة كان من المقرر إعدامي في اليوم التالي”.

و حول حكم إعدامه ذكر حسين قائلا “لقد قيل لي أنني سيتم إعدامي أكثر من 7 مرات وكانت أول مرة في اوائل عام 2007″، و أضاف “في المرة الأولى التي قيل لي عن الحكم كنت قلق جداً وفي حيرة و شعرت بإحباط شديد ولكن قلت أنني الآن مازلت حي، وقد يحدث شئ، وشعرت ببصيصاً من الأمل، ولكن علمت لاحقا انني قد يتأكد الإعدام وتعرضت للإحباط مرة أخري، لقد كنت ضحية للضغط النفسي”

أما حول الأحداث التي تلت حكم الإعدام عليه فذكر حسين قوله “عندما قال لي السجان أنه نم الحكم الأخير بإعدامي، فصلني فورا عن السجناء الآخرين، وقضيت سبعة أيام بمفردي في زنزانة مخصصة للسجناء الذين حُكمعليهم بالإعدام، وتم إجراء الكشف عني بدنياً وتحديد وزني، وأخذ عينات من دمي وقياس إرتفاع الضغط، و في آخر يومين قاموا بمعرفة طولي و وزني من أجل جلب ملابس الإعدام، و في آخر يوم لإعدامي تحدثوا لي أن عائلتي ستزورني وأنني سأعدم بعدها بساعات”
و أضاف قائلا “لقد بكينا في زيارة عائلتي الأخيرة لي، تحدثنا عن تدبيرات دفني، عن المكان وطريقة الدفن، فالناس عادة يحبون أن يدفنوا بجانب أحبابهم في الدنيا، مثل الأم والآب ولكن قلت لعائلتي أنني أريد أن أدفن بجانب عمي”، و استطرد ” لم أري حبل المشنقة من قبل، فلا يراه السجناء حتي يذهبوا إليه، ولكن وقعت عليه عيني عندما كنت بجانب الغرفة فقد أرعبني منظره وقلت لنفسي أنه لا يمكن أن يأتي اليوم الذي أدخل فيه هذه الغرفة”

و اختتم حسين قوله “أدعو لوزير الداخلية “شودري نزار” أدعو الله أن يضع الرحمة في قلبه لي، ماذا يمكنني أن أفعل؟ فلقاءه من المستحيل، ولكن إذا فعلت، أود أن أدافع عن “نفسي وأقول له فقط عن مشاكلي في الحياة.

مشاعر عائلته بعد حكم الإعدام وإستلام جثته

أصيبت عائلته بالصدمة و الذهول ازاء اعدام ابنهم شفقت حسين، و أصيب بعضهم بالاغماء حال سماعه خبر تنفيذ الاعدام.

تاريخ الإعدامات في باكستان

وكانت باكستان جمدت تنفيذ أحكام الإعدام في 2008، لكنها رفعت هذا التجميد جزئيا إثر هجوم نفذته حركة طالبان على مدرسة في بيشاور (شمال غرب) وأوقع 154 قتيلا في 16 ديسمبر الماضي، ثم عادت ورفعته بالكامل، ومنذ ذلك الحين، بعد هذه الحادثة قد تم إعدام 193 مدانيين في السجون عبر البلاد

وذكرت منظمة “ريبريف” لحقوق الإنسان، أن عدد المحكوم عليهم بالإعدام في باكستان يزيد على 8000 شخص وهو أكبر عدد على الإطلاق في أي دولة بالعالم

Continue Reading

آسيا

تركستان الشرقية: وفاة مدون تاريخ الإيغورالدكتور”توختي موزارت”، ونبذةٌ عنه

Published

on

By

تركستان الشرقية – الصين | أحوال المسلمين

تُوُفِيَّ يُوم الأحد بتاريخ 29 مايو 2015م المؤرخ والباحث التركستاني “توختي تنياز موزارت” البالغ من العمر 52 عاما، وذلك إثر إصابته بجلطة قلبية أثناء تواجده في العاصمة الصينية بكين.

ولد “توختي تنياز موزارت” في عام 1963م بقرية “باي” التابعة لمدينة “آقسو” بتركستان الشرقية، أكمل تعليمه الجامعي في جامعة القوميات بالعاصمة “بكين” وعمل باحثا في نفس الجامعة، حصل على درجة الدكتوراة من جامعة طوكيو في تخصص”تاريخ غرب آسيا”.

وقد اعتقل في “أورمتشي” بتاريخ 6 فبراير 1998م بزعم “إفشاء أسرار الدولة” وحكم عليه بالسجن 12 عاما، زاره في السجن مسؤول مفوضية مكافحة التعذيب التابعة للأمم المتحدة “مانفرد نواك” في شهر نوفمبر 2005م، وقد أطلق سراحه بعد 11 عاما قضاها في السجن بعد تدخل دولي وياباني

بعد خروجه من السجن استمر في أبحاثه العلمية والتاريخية، ولديه مؤلفات عديدة في تاريخ الأويغور في تركستان الشرقية منها: “بحث في تاريخ الثقافة الأويغورية”، وآخر بعنوان “المجتمع الأويغوري في العصور الوسطى”، و “تاريخ الأويغور في العصور الوسطى”،بالإضافة إلى “بحث في وثائق دستور الأويغور القديم”، وكذلك “300 سنة في تركستان الشرقية بعد التاريخ الرشيدي”. كما أن له عشرات المقالات علي شبكة الإنترنت.

Continue Reading

تاريخ إسلامى

السويد: “الأُخُوَّة” شعار الملتقى الأول للشباب التركستانيين في دول إسكندنافيا

Published

on

ستوكهولم – السويد | أحوال المسلمين

تحت شعار “الأخوة” ، نظَّم اتحاد الأيغور التعليمي فى مملكة السويد الملتقى الأول للشباب التركستانيين المقيمين فى دول إسكندنافيا بدءًا من يوم ١٥ إلى ١٧ من شهر مايو الجاري. وقد شارك في هذا الملتقى 60 مشاركا من ثلاث دول مختلفة.

جاء هذا الملتقى ضمن برامج اتحاد المنظمات التركستانية فى دول إسكندنافيا، والتي تسعى إلى رعاية الشباب وتقوية روابط الأخوة الإسلامية بين الشباب التركستانيين.

وقد سعى الملتقى لتحقيق عدد من الأهداف، كان أبرزها غرس قيم التميز والنجاح في النفس والمجتمع، إضافةً إلى تعميق روح الأخوة بين الشباب التركستانين وتوجيه الطاقات وصقل القدرات وبناء حب الوطن والعمل للإسلام، والمشاركة فى قضية تركستان وهموم الأمة والبحث عن الحلول.

افتُتِحَ النشاط الصباحي برفع علم تركستان الشرقية مصحوبًا بالنشيد الرسمى، وتلا ذلك كلمةٌ ترحيبية ألقاها “أحمد ترسون”، حيث رحب بالمشاركين و قدَّم نبذة عن أعمال اتحاد المنظمات التركستانية فى إدول سكندنافيا وأهدافها.

أما أنشطة الملتقى فتنوعت بين محاضراتٍ أخلاقية تربوية وفكرية قدمها الناشط الحقوقي “عبدالله كوكيار” من السويد، والأستاذ “عيسى ساؤت” من هولندا، والدكتور “محمد علي حاجي” من فنلندا، بالإضافة إلى دروس تاريخية من تقديم الصحافى “نبيجان علاء”، كما تم التحدث إلى المشاركين حول أهمية العلم.

استمرت أنشطة الملتقى ثلاثة أيام في أجواءٍ من البهجة والسرور وتنظيم محكم بقيادة المسؤول عن الملتقى “نجات تورغن” في جزيرة سياحية بالسويد.

 وتِلْكُم صورٌ من الملتقى:

Continue Reading

أمريكا

أحمد طه يكتب : “العظماء المائة “.. والتلاعب بالعقول !

Published

on

منذ فترة قصيرة انتشر على موقع “اليوتيوب” حلقات تاريخية عن كتاب “العظماء المائة” وقد لاقت قبولاً طيباً لجميل عرضها، وبساطة أسلوبها، ونصح بالاستماع إليها الكثير – لا سيما النشء – ومضت الحلقات تعرض صفحات مشرّفة من تاريخ المسلمين في الماضي..
ثم جاءت الحلقة الثالثة عشر تحت عنوان: “كاتم سر الرسول – صلى الله عليه وسلم – والجاسوس الروسي” لتنحرف بشدة عن السير التاريخي الذي كان هو موضوع الحلقات والكتاب، وأقحم فيها – بصورة غير مبررة – أحداث الواقع الجهادي المعاصر، فتحدث عن تنظيم القاعدة، والدولة الإسلامية.. في صورة من الإخراج توحي للمشاهد أنه وقع على كشف من أخطر الاكتشافات، من خلال التحليل العلمي ! وإن هي إلا أكاذيب وافتراءات لا ينهض بها دليل..

ولكم أتمنى عدم التعليق على مثل هذا العبث الذي يخرج – هو وغيره – بين الحين والآخر، ولكن وللأسف الشديد ينتشر انتشار النار في الهشيم، فاضطر – على غير رغبة – في التعليق والرد.

* * *

جاء بالحلقة مغالطات كثيرة ويبدو لي أن صاحبها لا يعرف شيء عن تاريخ الجماعات المجاهدة، أو أنه يعرف وينكر.

وركزت الحلقة على مسألة قتل النساء والأطفال والتترس وغيرها.. كأن المجاهدين تركوا ديارهم وأموالهم لقتل النساء والأطفال، وهذا افتراء على المجاهدين.. ومعلوم أن أهل الجهاد لا يقصدون أبداً قتل النساء والأطفال والشيوخ، لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – حرّم قتلهم – إلا من حارب – وأوحى مُعد الحلقة للمشاهد أن أهل الجهاد هم الجناة البغاة، وغيرهم هم أهل البراءة والطهر.

وأما مسألة المعاملة بالمثل وغيرها مما كتب فيه الفقهاء.. وما هو محل اتفاق، وما هو محل خلاف معتبر… إلخ إنما يناقش بأدلته من مجموع كتب الفقه، لا أن يجتزأ كلمة من هنا أو من هناك ليبرر بها موقفه، فهذا فقه الجهاد والحرب يناقش بأدلته بين العلماء، وليس بهذه الطريقة التي يظهر في التدليس، ونسي مُعد الحلقة أن يتحدث عن الجرائم التي وقعت في حق المسلمين، فلقد قُتل في حصار العراق أكثر من مليون طفل عراقي، غير تشريد خمسة ملايين، غير الأجنة المشوهة جراء الأسلحة المحرمة دولياً، غير قتل أمريكا ما يقرب من عشرة ملايين مسلم، كل ذلك وغيره لم يُذكر في الحلقة، أولم يكن أولى به وضع الصورة كاملة ويُعرفنا من المعتدي، ومن الذي قهر وأذل وقاتل الأمة المسلمة ومازال ؟!

ثم انتقل للحديث عن الشيخ الظواهري، وأنه هو الذي انحرف بفكر القاعدة، والذي حدث – كما يقولون – أن استراتيجية تنظيم الجهاد كانت العدو القريب على عكس القاعدة، ولما دخل تنظيم الجهاد في القاعدة – بعد طرد الجميع من السودان – تحولت الاستراتيجية للعدو البعيد.. أي فيما يبدو أن فكر القاعدة هو الذي أثر على فكر تنظيم الجهاد المصري وليس العكس.

ثم جاءت الطامة باتهامه للشيخ الظواهري بالعمالة – ومن ثم الكفر – والدليل: “قول جاسوس روسي”!! يَدعي أنه أسلم، ولم يقل لنا قصة إسلامه.. فروسي من أهل المادية الإلحادية، وجاسوس عمل طويلاً في جهازها الاستخباراتي لا بد وأن يحدث له زلزلاً عظيماً حتى يترك وسخ المادية الإلحادية، ونجس العمل الاستخباراتي حتى يتحول إلى الإسلام، ولكن لم يحدثنا عن قصة إسلام الجاسوس !!

وإنني – قياساً على هذا العبث – أستطيع أن أتهم من أشاء بتهمة العمالة للاستخبارات بناء على قول أي جاسوس يحلو لي! أهذا هو التحقيق العلمي، واتباع اليقين، وتمحيص الدليل؟ أهذا ما نربي عليه النشء؟! بئس القول والفعل !

ومن العجيب أن صاحب الحلقات يشيد بالعظماء أمثال صلاح الدين وغيره، ولا يدري كيف كان هؤلاء يعاملون عدوهم، أو لا يدري ماذا فعل صلاح الدين بالدولة الفاطمية بمصر ؟ للأسف إن كثيراً ممن يقدّمون التاريخ للمسلمين يرسمون صورة مزيفة مخملية وردية.. ويعجزون عن رسم الصورة الواقعية بكل أركانها.. فترتسم في عقول المسلمين أوهام عن حقيقة النصر وكيفية المواجهة.. فينهزمون في كل معركة، طالما كان تصوراتهم بهذه السذاجة.

ومن العجيب أيضاً أن صاحب الحلقات يشيد بـ “عاصفة الحزم” – وقد سبق الإشارة لهذا الموضوع في مقال “الصراع الإسلامي الفارسي” – والإشادة بها دليل على سقوط الوعي الشرعي والسياسي، ويكشف – عند حسن الظن – عن البلادة والعته الفكري والسياسي، ويشيد بطاغوت يدعم ويقتل أطفال المسلمين ونساءهم في غير مكان.

ويقول إن الثوار حرروا ثلث سوريا حتى جاءت القاعدة وأخواتها وأفسدوها.. عن أي ثوار يتحدث ؟ وجبهة النصرة – حين أرسلتها الدولة – كانت من أول من دافع عن أهل سوريا، ولما استبان خطرها، أخروجوا لها ضباع الشام ليُفسدوا الفكر والجهاد معاً، ويعطلوا أي ثمرة للجهاد.

* * *

ويبدو لي أن مُعد الحلقات متلوث بـ “فيروس الفكر الإخواني” وليس شرطاً في الإصابة به الانضمام التنظيمي للإخوان، وما يطفح فكر الإخوان المعاصر في مكان إلا وأفسده، وأصابه بالعطب، والذلة، وعطل طاقات الأمة، وأفسد تصوراتها وفكرها وموازينها، وأقعدها عن التحرر والتمكن من القوة، وما لوثة “الاتهام المخابراتي” إلا عنصر أصيل في هذا “الفيروس” وإن هذا الفيروس أوشك على الموت، وأصبح أقل وأحقر من الحديث عنه، فلقد انتهى أمرهم، ولكن في انتظار أن تأكل دابة الأرض المنسأة التي تتكأ عليها تلك الجثة العتيقة..

وهم في انتظار “قبلة الحياة” من السيدة أمريكا، ليكونوا “صحوات” تقاتل للدفاع عن “القومية العلمانية” لصالح “الملك الجبري والطواغيت والصليب”.. ونسأل الله أن لا يُمحنوا تلك القبلة حقناً لدماء المسلمين، وحماية لشبابهم الأرعن الجهول.

ولكن هذا الفيروس يحاول أن يعدل ويطور من نفسه.. ليتخذ صورة أشد خبثاً ومقاومة وعناداً، فيخرج من مسألة “السلمية الديمقراطية والإيمان بالطواغيت ودين الإرجاء والبرجماتية والكذب” إلى صورة أكثر تطوراً وهي “المقاومة، والخطاب الأرقى والأعنف، والأكثر عمقاً، والأقل برجماتية، والأجود في لي أعناق النصوص، وإيجاد المهارب الشرعية.. مع نقد الفكر الإخواني وفي نفس الوقت الدفاع عنهم وعن مواقفهم !” تم تكون – في النهاية – صورة المقاومة في “الإطار الذي يسمح به الطاغوت” إن لم يكن يدعمه.. صورة من المقاومة المتطورة والأشد عنفاً – من الناحية اللفظية والحركية – من الإخوان.. وهي صورة خبيثة تخدع ملايين من المسلمين عندما يطربون للحن القول من هذا الخطاب، ويحسبونه خطوة للأمام أفضل من فكر الإخوان..

والرد على هذا الفكر من أعقد صور التحليل، لأن الحق فيه كثير، لكنه يُفضي في النهاية إلى حماية الطواغيت وبقاء الدولة “القومية العلمانية” ويتأرجح بين فكر الإخوان وفكر الجهاد؛ فيُضل خلق كثير عن سبيل الله !

إن الصمود أمام هذه الحرب الفكرية والعقيدية تتطلب ولا شك إخلاصاً وتجرداً لله – جل جلاله – فالإخلاص طريق نجاة، وطهارة القلوب وابتغاءها وجه الله والدار الآخرة.. هي العاصم – بإذن الله – من فتن كقطع الليل المظلم.. والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

Continue Reading
Advertisement
MEDIUM RECTANGLE