Connect with us

Published

on

المسجد الأقصى

المسجد الأقصى

المسجد الأقصى هو واحد من أكثر المعالم قدسية عند المسلمين، حيث يعتبر أولى القبلتين في الإسلام. يقع المسجد الأقصى داخل البلدة القديمة لمدينة القدس في فلسطين. وهو اسم لكل ما دار حول السور الواقع في أقصى الزاوية الجنوبية الشرقية من المدينة القديمة المسورة، ويعد كل من مسجد قبة الصخرة والجامع القبلي من أشهر معالم المسجد الأقصى.
وقد ذكر في القرآن حيث قال الله: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾«‌17‏:1». وهو وأحد المساجد الثلاثة التي تشد الرحال إليها، كما قال رسول الله محمد ” لا تشدُّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام، ومسجدي هذا (المسجد النبوي)، ومسجد الأقصى”(البخاري 1189 ومسلم 1397 واللفظ للبخاري).
يقدس اليهود أيضا نفس المكان، ويطلقون اسم “جبل الهيكل” على ساحات المسجد الأقصى نسبة لهيكل النبي سليمان المفترض. وتحاول العديد من المنظمات اليهودية المتطرفة التذرع بهذهالحجة لبناء الهيكل حسب معتقدها.

التسمية

للمسجد الأقصى عدة أسماء، أهمّها ثلاثة:
المسجد الأقصى: وكلمة “الأقصى” تعني الأبعد،  وسُمِّيَ الأقصَى لبعد ما بينه وبين المسجد الحرام، وكان أبعد مسجد عن أهل مكة في الأرض يعظَّم بالزيارة. والذي سمّاه بهذا الاسم هو الله في القرآن، وذلك في الآية: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾
البيت المقدّس: وكلمة “المقدّس” تعني المبارك والمطهّر، وقد ذكر هذا الاسم علماء المسلمين وشعرائهم كثيراً، كما قال ابن حجر العسقلاني: «إلى البيت المقدّس قد أتينا.. حِنان الخُلد نُزُلاً من كريم».
بيت المَقدِس: وهو الاسم الذي كان متعارفاً عليه قبل أن يُطلق عليه “المسجد الأقصى” في القرآن. وهذا الاسم هو المستَخدَم في معظم أحاديث النبي محمد، مثل ما قاله يوم الإسراء والمعراج: « ثم دخلت أنا وجبريل عليه السلام بيت المقدس فصلى كل واحد منا ركعتين»

فضائل المسجد الأقصى

ورد لدى المسلمين في القرآن، وفي أحاديث النبي محمد العديد من فضائل المسجد الأقصى وأهميته، منها:
في القرآن: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾
عن ميمونة بنت الحارث أنها قالت: «يا رسول الله أفتِنَا في بيت المقدس، فقال: إِيتوهُ فصلُّوا فيه، وكانت البلاد إذ ذاك حربًا، فإن لم تأتوه وتصلّوا فيه فابعثوا بزيتٍ يُسرَج في قناديله».
عن أم سلمة عن النبي محمد أنه قال: «من أهلَّ بعمرةٍ من بيتِ المقدسِ غُفر له».
عن أبي سعيد الخدري، عن النبي محمد أنه قال: «لا تُشَدُّ الرحالُ إلا إلى ثلاثةِ مساجدَ : مسجدِ الحرام، ومسجدِ الأقصَى، ومسجدي هذا».
عن جابر بن عبد الله، عن النبي محمد أنه قال: «صلاةٌ في المسجدِ الحرامِ مائةُ ألفِ صلاةٍ، وصلاةٌ في مسجدِي ألفُ صلاةٍ، وفي بيتِ المقدسِ خمسمائةِ صلاةٍ».

تاريخ المسجد الأقصى

 أول بناؤه

لم يُعلم بشكل دقيق تاريخ أول بناء للمسجد الأقصى، ولكن ورد في أحاديث النبي محمد بأن بناؤه كان بعد بناء الكعبة بـ 40 عاماً، فعن أبي ذر أنه قال: «قلت: يا رسول الله! أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام. قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى. قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون سنة».  وقد اختلف المؤرخون في مسألة الباني الأول للمسجد الأقصى على عدو أقوال: أنهم الملائكة، أو النبي آدم أبو البشر، أو ابنه شيث، أو سام بن نوح، أو النبي إبراهيم، ويرجع الاختلاف بذلك للاختلاف في الباني الأول للكعبة، وقد رجّح الباحث عبد الله معروف، كون آدم هو من بنى المسجد الأقصى البناء الأول، لرواية عن ابن عباس،  ولترجيح أن يكون آدم هو الباني للكعبة، كما رجّحه ابن حجر العسقلاني في كتابه فتح الباري.  ويرجح عبد الله معروف أن يكون البناء الأول للمسجد الأقصى قد اقتصر على وضع حدوده، وتحديد مساحته التي تتراوح بين 142 – 144 دونم.
عهد اليبوسيين وبني إسرائيل
أما من بعد عهد آدم، فقد انقطعت أخبار المسجد لانعدام التأريخ في تلك الفترة، إلى أن سُجلت معلومات تاريخية عن أول مجموعة من البشر قدمت مدينة القدس وسكنتها، وهم اليبوسيون (3000 – 1550 ق.م)، والذين قد بنوا مدينة القدس وأسموها “يبوس”،  حتى أن بقايا الآثار اليبوسية ما تزال باقية في سور المسجد الأقصى بحسب رأي بعض الباحثين. وفي تلك الفترة، هاجر النبي إبراهيم إلى مدينة القدس، وعمّر المسجد وصلّى فيه، وكذلك ابنه اسحق وحفيده يعقوب من بعده.
بعد ذلك آل أمر مدينة القدس والمسجد الأقصى إلى الفراعنة (1550 – 1000 ق.م)، والتي استولى عليها لاحقاً “القوم العمالقة”، ثم فتح المدينة النبي داود ومعه بنو إسرائيل عام 995 ق.م،  فوّسع المدينة وعمّر المسجد الأقصى. ثم استلم الحكم ابنه سليمان، فعمّر المسجد وجدّده مرة أخرى، يروي النبي محمد ذلك، فيقول: «لمَّا فرغ سُليمانُ بنُ داودَ عليهما السَّلامُ من بناءِ بيتِ المقدسِ سأل اللهَ عزَّ وجلَّ ثلاثًا أن يُؤتيَه حُكمًا يُصادِفُ حُكمَه ومُلكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعدِه وأنَّه لا يأتي هذا المسجدَ أحدٌ لا يُريدُ إلَّا الصَّلاةَ فيه إلَّا خرج من ذنوبِه كيومِ ولدَتْه أمُّه فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أما اثنتيْن فقد أُعْطِيهما وأرجو أن يكونَ قد أُعْطِي الثَّالثةَ»،  وهذا البناء لسليمان هو الذي يقول اليهود بنسبته إليهم، ويطلقون عليه اسم “هيكل سليمان”. وبوفاة النبي سليمان، انتهى حكم بني إسرائيل الذي دام 80 عاماً.
عهد الهياكل
بعد وفاة سليمان، انقسمت دولة بني إسرائيل إلى “مملكة إسرائيل” في الشمال، و”مملكة يهوذا” في الجنوب ومعها القدس، وما لبثت أن هاجمها البابليون وأحرقوا المسجد الأقصى، وسبوا اليهود إلى بابل فيما عٌرف بالسبي البابلي.  بعد ذلك هزم الفرس البابليين، وسمح الملك الفارسي قورش الكبير عام 538 ق.م لمن أراد من أسرى اليهود في بابل بالعودة إلى القدس وإعادة بناء الهيكل المهدم،  فعاد عدد من اليهود إلى القدس وشرعوا ببناء الهيكل الثاني، وانتهوا من العمل به سنة 516 ق.م، في عهد الملك الفارسي دارا الأول، وعُرف فيما بعد بمعبد حيرود تيمنًا بملك اليهود حيرود الكبير الذي قام بتوسيعه.
عهد الرومان والبيزنطيين
احتل اليونانيون فلسطين، وخضعت للإسكندر المقدوني (حوالي عام 332 ق.م)، ثم لخلفائه البطالمة، ثم للسلوقيين. ولم تلبث المدينة حتى خضعت لحكم الإمبراطورية الرومانية، وكان من أوائل وأبرز الحكام الذين عينهم الرومان لحكم القدس هيرودس (حوالي عام 37 ق.م)، والذي جدد بناء البيت المقدس (حوالي عام 20 ق.م)، كما أقام قلعة عظيمة بباب الخليل (يطلق عليها اليهود الآن اسم “قلعة داود”).  وفي تلك الفترة تذكر المصادر الإسلامية بعثة النبي عيسى بن مريم وزكريا وابنه يحيى بن زكريا إلى بني إسرائيل في القدس، حيث كان يحيى يعظهم داخل المسجد الأقصى، كما يفيد الحديث النبوي: «فجمع يحيى بن زكريا بني إسرائيل في بيت المقدس حتى امتلأ المسجد فقعد على الشرف فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن وأمركم أن تعملوا بهن..»،  كما يذكر الإنجيل الذي بين أيدي النصارى اليوم أن عيسى بن مريم أنكر على بني إسرائيل انحرافهم عن عبادة الله تعالى داخل المسجد الأقصى، وتحويلهم إياه إلى مكان للبيع والشراء.
وبعد النبي عيسى بن مريم بحوالي 300 عام، انقسمت الإمبراطورية الرومانية إلى الإمبراطورية الرومانية الغربية في الغرب، والإمبراطورية البيزنطية في الشرق، وبقيت الإمبراطورية البيزنطية هي المسيطرة على القدس، فأصبحت القدس مدينة نصرانية، وبنوا فيها كنيسة القيامة، أما المسجد الأقصى فبقي متروكاً كما هو دون بناء. وفي عام 614 احتل الفرس مدينة القدس بمعاونة اليهود، وذلك بعد حرب طويلة ضد البيزنطيين الروم، وقد حصل ذلك في فترة بعثة النبي محمد في مكة، إذ يذكر القرآن قصة الحروب في سورة الروم: ﴿غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ﴾.  وما لبث أن عاد البيزنطيون الروم إلى الحكم عام 624. وفي تلك الفترة أصبحت أرض المسجد الأقصى مكبّاً للنفايات، وذلك انتقاماً لليهود إذ كانت الصخرة المشرفة قبلة لهم.
عهد النبي محمد

حائط البراق، حيث ربط النبي محمد دابّته البراق في رحلة الإسراء والمعراج
كان للمسجد الأقصى أهميّة خاصة في عهد النبي محمد، إذ كانت القبلة الأولى للمسلمين بعد هجرة النبي محمد إلى المدينة المنورة عام 1 هـ الموافق 622، إذ كان المسلمون يتوجّهون إلى المسجد الأقصى في صلواتهم، ومكثوا على ذلك مدة 16 شهراً تقريباً.  وكان المسجد الأقصى وجهة النبي محمد في الرحلة المعجزة الإسراء والمعراج، وذلك ليلة 27 رجب بعد البعثة بعشر سنين (3 ق هـ)،  إذ خرج من المسجد الحرام بصحبة جبريل راكباً دابّة البراق، فنزل في المسجد الأقصى وربط البراق بحلقة باب المسجد عند حائط البراق، وصلّى بجميع الأنبياء إمامًا، ثم عُرج به من الصخرة المشرفة إلى فوق سبع سماوات مارًا بالأنبياء آدم، ويحيى بن زكريا وعيسى بن مريم، ويوسف، وإدريس، وهارون وموسى وإبراهيم.
الفتح الإسلامي
عندما تولّى أبو بكر الصديق خلافة المسلمين خلفاً للنبي محمد، سيّر جيش أسامة بن زيد لفتح بلاد الشام عامّة ونشر الدعوة الإسلامية فيها، والذي كان قد جهّزه النبي محمد قبل وفاته، وما لبث أن تُوفي أبا بكر، فتولّى عمر بن الخطاب الخلافة، فكان أوّل ما فعله أن ولّى أبا عبيدة بن الجراح قيادة الجيش الفاتح للشام بدلاً من خالد بن الوليد، فوصل أبو عبيدة بن الجراح القدس (وكانت تُسمى “إيلياء”)، فاستعصت عليهم ولم يتمكنوا من فتحها لمناعة أسوارها، حيث اعتصم أهلها داخل الأسوار، فحاصرهم حتى تعبوا وأرسلوا يطلبون الصلحَ وتسليم المدينة بلا قتال، واشترطوا أن يأتي خليفة المسلمين بنفسه إلى القدس ليتسلّم مفاتيحها منهم، فخرج عمر بن الخطاب من المدينة المنورة حتى وصل القدس وذلك عام 15 هـ الموافق 636، وأعطى أهلها الأمن وكتب لهم العهدة العمرية. وقد صحبه البطريرك “صفرونيوس” فزار كنيسة القيامة ومن ثم أوصله إلى المسجد الأقصى، فلمّا دخله قال: «الله أكبر، هذا المسجد الذي وصفه لنا رسول الله »، وكان في تلك الأيام عبارة عن هضبة خالية في قلبها الصخرة المشرفة. ثم أمر ببناء المصلّى الرئيسي الذي سيكون مكان الصلاة الرئيسي في المسجد الأقصى، وهو موقع “الجامع القبلي” اليوم، ويقع في الجنوب في جهة القبلة، وكان المسجد في عهده عبارة عن مسجد خشبي يتّسع لحوالي 1000 شخص، وبقي على حاله إلى زمن معاوية بن أبي سفيان.

 العهد الأموي
بعد قيام الدولة الأموية في عام 41 هـ الموافق 661 على يد معاوية بن أبي سفيان، قام بتجديد بناء المسجد القبلي داخل المسجد الأقصى الذي بناه عمر بن الخطاب، فجعل من الحجر بدلاً من الخشب، ووسّعه ليسع 3000 مصلٍ. إلاأن أوسع حركة تعمير للمسجد تمت في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان منذ عام 65 هـ الموافق 685، وتواصلت في عهد ابنه الوليد بن عبد الملك حتى عام 96 هـ الموافق 715. حيث بدأ البناء الأموي للمسجد الأقصى ببناء قبة الصخرة وهي عبارة عن قبة ذهبية فوق الصخرة المشرفة الواقعة في قلب الأقصى (في منتصف المسجد أقرب إلى الغرب قليلا)، والتي تمثل أعلى نقطة في جبل البيت المقدس، ويعتقد أن معراج النبي محمد إلى السماء تم منها، لتكون قبة للمسجد كاملاً. وقبل الشروع ببنائها، أقيمت بجانبها قبة صغيرة في منتصف المسجد الأقصى تماماً، عُرفت بـ “قبة السلسلة”، لتكون مقراً للمشرفين على البناء للأقصى، وخزانة لجمع الأموال اللازمة لذلك، وقيل لتكون نموذجاً لقبة الصخرة.
وصف المسجد الأقصى

موقع المسجد داخل أسوار البلدة القديمة بالقدس
المسجد الأقصى هو المنطقة المحاطة بالسور المستطيل الواقعة في جنوب شرق مدينة القدس المسورة والتي تعرف بالبلدة القديمة. وتبلغ مساحة المسجد قرابة الـ 144 دونماً ويشمل قبة الصخرة والمسجد الأقصى حسب الصورة المرفقة، وعدة معالم أخرى يصل عددها إلى 200 معلم. ويقع المسجد الأقصى فوق هضبة صغيرة تسمى هضبة موريا وتعتبر الصخرة هي أعلى نقطة في المسجد وتقع في موقع القلب بالنسبة للمسجد الأقصى الشريف.
وتبلغ قياسات المسجد: من الجنوب 281 م ومن الشمال 310 م ومن الشرق 462 م ومن الغرب 491 م. وتشكل هذه المساحة سدس مساحة البلدة القديمة، وهذه الحدود لم تتغير منذ وضع المسجد أول مرة كمكان للصلاة بخلاف المسجد الحرام والمسجد النبوي اللذان تم توسعيهما عدة مرات.
وللمسجد الأقصى أربعة مآذن هي مئذنة باب المغاربة الواقعة الجنوب الغربي، مئذنة باب السلسلة الواقعة في الجهة الغربية قرب باب السلسلة، مئذنة باب الغوانمة الواقعة في الشمال الغربي، ومئذنة باب الأسباط الواقعة في الجهة الشمالية.

مساجد

المسجد في الإسلام

Published

on

المسجد ليس ديرًا ولا كنيسةً، وليس في الإسلام رهبانية تقطع المسلم عن مجريات الحياة، بل إنه دِين كامل شامل، ومن هذا المنطلق فإن البيت الذي اختص للعبادة في الإسلام لا بد أن ينطلق من هذه الشمولية، ويستوعب جميع المجالات، ويهتم بجميع عناصر المجتمع الإسلامي، ويقوم باستخدام طاقات الشباب ومواهبهم استخدامًا نافعًا للإسلام، ويزود أبناء الجيل الجديد بزادٍ من التقوى والإحسان والسلوك والمعرفة، ويغرس فيهم حب الإيمان والعمل الصالح.

و الشيء الذي دفعنا للحديث عن المسجد ودوره في البعث الإسلامي، هو أنه اليوم لا يلعب الدور المطلوب في هذا المجال، في حين أنه مرجو ليكون في مقدمة المؤسسات الدينية والتربوية التي عليها أن تتحمل النصيب الأوفر في هذا المضمار.

ورب نظرة خاطفة عن دور المسجد عبر التاريخ الإسلامي، ترينا حقائق كثيرة، وتطلعنا على أمور ما أحوج المسلمين اليوم للتعرف عليها: ذلك أن بناء الرجال وصناعة المجتمعات، وتحميس الأفراد، وتنقية قلوبهم وأفكارهم وعقد ألوية الجهاد في سبيل الله، كل هذه الأمور كانت من عمل المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصدق الله تعالى إذ يقول: “في بيوت أذن الله ان ترفع و يذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر الله و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء من غير حساب”. سورة النور.

في هذا المبحث سنتعرف على دور المسجد في المجتمع الإسلامي، و المجالات التي كان يشملها.

الطهارة الحسية والمعنوية

إن المسلمَ مطالَبٌ في صلاته بأن يكون طاهرَ الثوب، والبدن، والمكان، وأن يكونَ طاهرًا من الحدَثَيْنِ الأكبرِ والأصغر، وحين يصلي فإن الصلاةَ تُطهِّرُه من الذنوب والآثام، يقول الله تعالى: ﴿ لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ﴾ [التوبة: 108].

دار القضاء

كان المسجد دارًا للقضاء، والفصل بين المتخاصمين؛ حيث يأمَنُ فيه كلُّ إنسان على نفسه، ويطمئنُّ على أخذ حقه؛ يقول الله تعالى: ﴿ وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ ﴾ [سورة ص: 21، 22].

قال الإمامُ القرطبي في تفسيره: “ليس في القرآن ما يدلُّ على القضاء في المسجد إلا هذه الآياتُ، وبها استدَلَّ من قال بجواز القضاء في المسجد، ولو كان ذلك لا يجوز – كما قال البعضُ – لَمَا أقرَّهم داود عليه السلام على ذلك، وقال لهم: انصرفا إلى موضع القضاء”.

وقد كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم والخلفاءُ يقضُون بين النَّاس في المسجد. [1]

مدرسة/جامعة

ذكر عبد الرحمن السيد في كتابه (مدرسة البصرة النحوية) في هذا الصدد: “لم تكن هناك بطبيعة الحال مدارس منظمة أو معاهد مهيَّأة يلتقي فيها المعلمون والمتعلمون على النحو الذي نراه في عصرنا الحاضر، وإنما كانت الدراسة ملائمة لهذه الحقبة من تاريخ البشرية، متماشية مع حاجات الناس في ذلك العصر المتقدم، فكان من جملة ما يسعى إليه الدارسون لأخذ العلم والأدب واللغة المساجدُ، فكانت حلقات الدراسة تُعقَد فيها”.

و لم تكن المساجد على هذه الحالة في البصرة فقط، فقد عمت جميع مساجد العالم، حتى مساجد تمبكتو في مالي دأبت على نفس المنوال، و أذكر ما قال عبد الرحمن السعدي في كتابه “تاريخ السودان”:

“ولم تكن تمبكتو تضم فقط هذه المساجد الثلاثة المشهورة: بل ضمت مساجد أخرى: ولكنها لم تصل إلى شهرة هذه الثلاثة ومكانتها في التاريخ الحضاري الإسلامي لغرب إفريقيا، وقد أوصل المؤرخون عددها إلى أكثر من تسعة مساجد .

كانت هذه المساجد الثلاثة – بصفة خاصة – معاهد تعليمية كبرى. ومراكز ثقافية مهمة، مثل الجامع الأزهر بالقاهرة؛ والجامع الأموي بدمشق. وجامع الزيتونة بتونس؛ وجامع قرطبة بالأندلس؛ وجامع القرويين بفاس. وغيرها من المساجد الإسلامية الكبرى.

فكانت المرحلة العليا من التعليم – في هذه المساجد التمبكتوية – تشبه ما كان بالأزهر قديما وما هو كائن اليوم. إذ إن حلقات الدراسة مازالت تعقد في جامع تمبكتو، وينتظم فيها طلبة الدراسات الإسلامية؛ الذين يمنحون شهادة الإجازة (الليسانس)؛ تماما كزملائهم الذين يتخرجون في الكليات المختلفة في جامع الأزهر .

ويسمي بعض المؤرخين هذا النوع من التعليم المسجدي بالجامعات العامة. لأنه يجمع بين فكرة التخصص الدقيق وفكرة الثقافة التربوية العامة. وهو تعليم إسلامي أصيل. وضعت بذرته الدعوة الإسلامية وما تمت ظلالها .” [2]

ناهيك عن انتشار الكتاتيب في المساجد، و تطور كبير في بعض منها، كما حصل في مسجد القرويين، و الذي استحدث فيه أول جامعة في العالم.

و بخصوص الكتاتيب: فهي بداية التعليم لدى الطفل، ومفردها كتّاب ويطلق عليه المكتب، وسمي بذلك لأنه يتعلم فيه التلميذ الكتابة؛ ويطلق عليه أهل صنعاء واليمن المعلامة. والمعلامة: غرفة ملحقة في الغالب بأحد المساجد أو تجاورها، يأتي إليها الأطفال في سن السادسة من العمر يوميا لتعلم مبادئ القراءة والكتابة والحساب، والتدرب على قراءة القرآن الكريم: وكان المعلمون لا يتقاضون أجرًا رسميا مقابل تعليمهم للصبيان، بل كانوا يعتمدون على ما يدفعه لهم الصبيان من نقود في آخر الأسبوع، وكان أهل صنعاء يسمونها: “حق الخميس”. [3]

مكتبة

تحتوي العديد من المساجد خلال مختلف الأزمة على العديد من الكتب التي تهم المسلم، دينا و دنيا، و تكون مفتوحة للعامة لمن أراد القراءة.

وأذكر منها [4] :

مكتبة الحرم المكي

مكتبة أيا صوفيا

مكتبة مسجد أبي أيوي

مكتبة مسجد السلطان أحمد الثالث

خزينة جامع السلطان محمد.

وفي الجامع الكبير في صنعاء مكتبة تحتوي على مخطوطات هامة وكتب قيمة، وقد بدأت هذه المكتبة صغيرة فكانت مجرد خزانة خشبية تقع في مؤخرة الجامع، ثم تطورت بعد ذلك تدريجيا وأقبل الطلاب من صنعاء وخارجها على هذه المكتبة؛ نظرا لكونها أكبر مكتبات الجوامع بصنعاء خاصة واليمن عامة؛ ولان الكتب التي بداخلها كتبت بخطوط رائعة [5].

و بإمكان الباحث أن يستزد في هذا الباب من خلال كتاب “المكتبات العامة الموصلية منذ القرن الثامن عشر و حتى القرن العشرين” للمؤلف قصي حسين آل فرج.

الفلك

كان للجامع الأموي الكبير (حلب) دور كبير كمؤسسة لعلوم الفلك، فقد درس فيه العديد من العلماء المشهورين أمثال: العالم ابن النقيب (900-971هـ/ 1494-1563م)[6] والعالم أحمد آغا الجزار (في القرن 19).

وقد قضى عالم الفلك العربي ابن الشاطر معظم حياته في وظيفة التوقيت ورئاسة المؤذنين في الجامع الأموي من عام 1332 حتى وفاته في عام 1376 [7]، وقد قيل أنه قام بتنصيب مزولة كبيرة على المئذنة الشمالية للمسجد في عام 1371. [8]

مكان للتشاور و الإستشارة

المسجدُ كان – ولا يزال – أفضلَ مكانٍ للتشاور بين المسلمين، في كل شأن من شؤون دِينهم ومعيشتهم؛ لأن المسلمَ في المسجد يكونُ بعيدًا عن هوى النَّفس ونزغات الشيطان.

مآل الفقراء و المساكين و أهل الصفة

الحرصُ على صلاة الجماعة وسيلةٌ ممتازة للتعرُّف على ظروف هؤلاء وأحوالهم، وهذا في الواقع يُعَدُّ هدَفًا من أهداف الإسلام حين رغَّبَ في صلاةِ الجماعة، وحثَّ عليها.

 عن مُعاذِ بن جبلٍ رضي الله عنه، أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الشيطانَ ذِئبُ الإنسان، كذئب الغنم، يأخذ الشاةَ القاصية والناحية؛ فإياكم والشِّعابَ، وعليكم بالجماعةِ والعامَّةِ والمسجد)) رواه الإمام أحمد في المسند.

>>حدثنا أبو النعمان قال حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله قال جاء رجل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس يوم الجمعة فقال “أصليت يا فلان” قال “لا” قال “قم فاركع ركعتين”

قوله : ( قم فاركع ) زاد المستملي والأصيلي ” ركعتين ” وكذا في رواية سفيان في الباب الذي بعده ” فصل ركعتين ” ، واستدل به على أن الخطبة لا تمنع الداخل من صلاة تحية المسجد ، وتعقب بأنها واقعة عين لا عموم لها فيحتمل اختصاصها بسليك ، ويدل عليه قوله في حديث أبي سعيد الذي أخرجه أصحاب السنن وغيرهم جاء رجل والنبي – صلى الله عليه وسلم – يخطب والرجل في هيئة بذة ، فقال له : أصليت ؟ قال : لا . قال : صل ركعتين ، وحض الناس على الصدقة الحديث فأمره أن يصلي ليراه بعض الناس وهو قائم فيتصدق عليه<< [9]

محمد بن خفيف رحمه الله من علماء الحنابلة قالوا قد نزل به الفالج، الفالج هو مثل الجلطة شلل نصفي، يقولون فكان إذا أُذّن عليه للصلاة إذا سمع الآذان قال :” احملوني إلى المسجد” قالوا : سبحان الله، إن الله قد عذرك، قال: “أعلم أن الله قد عذرني أعلم لكني لا أطيق” -لا أصبر- ثم قال :”إذا سمعتم حيّ عل الصلاة حيّ على الفلاح ولم تروني في الصف فاطلبوني في المقبره” يعني إن لم تجدوني في المسجد اعلموا أني قد مت، أنا في المقبره، “فاطلبوني في المقبره” !

دور للعلاج و حضانة للأطفال

في ترجمة العالم الجليل سليمان ربيع يذكر يوسف المرعشلي في كتابه “نثر الجواهر والدرر في علماء القرن الرابع عشر ” قوله “كما أنشأ مستشفى خيريا كبيرا يجمع مختلف الأطباء في جميع التخصصات العلاجية: وأحدث الطرق العلاجية للأمراض المزمنة. وخاصة مرض الفشل الكلوي. حيث استورد جهازا للغسيل الكلوي ليكون بأسعار مخفضة ومتاحة للمرضى.

وقد الحق بالدور العلاجية مبنى للمسنين الذين لا يجدون من يقوم بخدمتهم، فأتاح لهم الراحة الكاملة، من خدمات ومماشات يومية. وعوضهم خيرًا عن أبنائهم وأقاربهم الذين اهملوا رعايتهم وحقوقهم بعد لن كبروا في السن.

وفي طريق طلب العلم ونشره أنشأ معهدًا كبيرًا وضمه للأزهر؛ وهى معهد الفتيات بمصر الجديدة. كما أتمّ بالحي نفسه بناء خمسة عشر مسجدًا، وألحق بكل مسجد دورًا للعلاج وحضانة للأطفال وتعليمهم.” [10]

مستشفى

لقد كانت المستشفيات في بلاد المسلمين تُبنى في أفضل الأماكن البيئية وأبعدها عن أسباب التلوث والتغير؛ وبدأ ذلك منذ فترة باكرة، فأول بيمارستان في الإسلام كان خيمة نُصِبت في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، والمسجد هو أطهر مكان في أرض المسلمين، إذ يجتمع الناس فيه للصلاة وهم متطهرون، وكان أول ذلك الأمر بعد غزوة الأحزاب، وكان أول من عولجوا هم جرحى هذه الغزوة، وعرفت الخيمة باسم طبيبتها رفيدة الأسلمية فكان يقال «خيمة رفيدة» [11]

ونرى كثيراً من المستشفيات في الحضارة الإسلامية بُنيت بجوار المسجد، ويزداد الأمر وضوحاً إذا علمنا أن المسجد كان هو مركز المدينة الإسلامية وأفضل البقاع فيها، وأحياناً تُبنى بجوار القصور أو تُحوَّل القصور إلى مستشفيات، ولا ريب أن القصر يُبنى في أفضل المواقع من المدينة كما هو معروف ومتوقع. وأحياناً لا تبخل علينا المصادر فتصف موقع المستشفى بمزيد تفصيل فإذا بنا نجده على شاطئ نهر أو على شاطئ بحيرة (وتسمى: بِرْكَة) أو نحو هذا.

فمن هذا ما ورد من أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه بنى بيمارستاناً «كان مكانه في قبلة مطهرة الجامع الأموي» عند المئذنة الغربية.[12]

و لمن أراد الإستزادة في هذا الصدد، فبإمكانه مراجعة مقالة مجلة البيان “مواقع المستشفيات في الحضارة الإسلامية”. [13]

توثيقِ عقود الزواج

كان المسجد دارًا لتوثيقِ عقود الزواج؛ لِما رواه الترمذيُّ وغيرُه، عن عائشةَ رضي الله عنها، أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أعلِنوا هذا النكاحَ، واجعَلوه في المساجدِ، واضرِبوا عليه بالدُّفوفِ)).

ولكي يعود للمسجد دورُه الرِّياديُّ في نهضة الأمَّة وتقدُّمها، واستعادة مَجْدها؛ فإنه ينبغي أن يمكَّنَ للمسجد كي يؤديَ رسالته الرُّوحية، والتعليمية، والاجتماعية، دون قيود؛ لكي يعودَ كما كان مِحورًا للعديد من المجالات النافعة للأمة؛ كأن يُلحَق به نادٍ للشباب يمارسون فيه رياضةً بدنيَّة خفيفة، ويقومون بأنشطة ثقافية وترفيهية، وأن يضم مكتبةً أكبر للقراءة والمطالعة، يتزوَّدُ فيها رواد المسجد بالثقافة الرَّفيعة.

وينبغي كذلك أن يقومَ المسجد بدوره في رعاية الطلاب، وتقديمِ العون لهم؛ كي يتفوّقوا في دراستهم؛ تخفيفًا عن كاهل أولياء أمورهم، ولكي تتوثَّقَ علاقة الشباب بربِّه عن طريق ارتباطه بالمسجد.

المراجع

[1] تفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن) 1-11 ج8 ص 118

[2] تاريخ السودان (كتاب في تاريخ الإسلام والثقافة والدول والشعوب) ص 74

[3] تاريخ صنعاء منذ فجر الإسلام وحتى أواخر القرن الرابع الهجري. ص:299

[4] تفسير الراغب الأصفهاني المتوفي في حدود سنة 450هـ دراسة وتحقيقاً من اول سورة آل عمران

[5] عفيفي البهنسي: الجامع الكبير بصنعاء، دراسة تاريخية و معمارية لأقدم مسجد دامع في اليمن، ص 130

[6] “خليل بن أحمد النقيب.” الموسوعة العربية، (http://arab-ency.com/.)

[7] Charette، François (2003), Mathematical instrumentation in fourteenth-century Egypt and Syria: the illustrated treatise of Najm al-Dīn al-Mīṣrī (Kitāb Fī Al-ālāt Al-falakīyah). p.16

[8] Selin، Helaine، المحرر (1997)، Encyclopaedia of the history of science, technology, and medicine in non-western cultures p.413

[9] فتح الباري شرح صحيح البخاري 888

[10] نثر الجواهر والدرر في علماء القرن الرابع عشر  ص 1834

[11] ابن هشام: السيرة النبوية 2/239، الطبري: تاريخ الطبري 2/586

[12] ابن العماد: شذرات الذهب 7/584

[13] رابط المقالة في مجلة البيان.

Continue Reading

العالم الإسلامى

تركيا : مسجد أحمد حمدي أكسكي في أنقرة بين البروتوكول و الأطفال

Published

on

أنقرة – تركيا | أحوال المسلمين

يمتاز جامع أحمد حمدي أكسكي الواقع بقلب العاصمة التركية انقرة بإعتماد مصمميه على تقنيات مزجت بطريقة مدهشة بين العصرنة وسحر الخط العربي وجمال الزخرفة الإسلامية العريقة.

المسجد الذي أمضى على إفتتاحه 4 سنوات خلال شهر أبريل الماضي على مساحة 90 ألف متر مربع، فاتحا المجال لسعة 6 ألف مصلي منه جناح مخصص للنساء، يستمد شهرته مقارنة بالمساجد الأخرى بتركيا من إدخال تقنيات جد حديثة في بنائه حسب المصممة والمهندسة المعمارية ومنسقة مصممي المسجد.

CInJz8oUkAAGQ4v

ينفرد المسجد عن باقي المساجد الأخرى بالبلاد أنه كان الأول الذي أعتمدت فيه تقنية خاصة للقضاء على رائحة الأحذية من خلال وضعها في علب حائطية في مدخل قاعة الصلاة مزودة بنظام تهوية أتوماتيكي يمتص الرائحة ثم يعالجها داخل فتحة داخلية تمتد الى أعلى المسجد بطريقة محافظة على البيئة، حيث تحتوي كل علبة في إحدى زواياها الجانبية على مصباح صغير يضيئ بالأخضر عند إنتهاء  العملية في كل مرة.

كما أن المعلم الهندسي الذي يعد من أكبر مساجد أنقرة توجد كل أجهزة تكبير الصوت فيه وكذا الإضاءة خفية ومندمجة في أجزاء من جدران قاعة الصلاة خاصة بشكل يضفي على المسجد  طابعا سحريا ويعطي إنطباعا لدى المصلين بأن الضوء والصوت طبيعيين.

أما نظام التكييف بالمسجد فهو ثابت طيلة أيام السنة حسب مريح أيلايج التي أكدت للصحفيين أيضا بأن الأجزاء الداخلية لقاعة الصلاة بما فيها القبة التي يقدر  علوها ب 50 مترا وعرضها 35 مترا  غير عاكسة للصدى  وكل المواد التي اعتمدت في بناء وتجهيز المعلم محلية وتركية مائة بالمائة.

CInJ0iRUcAA1gac

يزخر جامع أحمد حمدي أكسكي بانقرة زخارف ولوحات خزفية تعكس الحضارتين السلجوقية والعثمانية تعكس ثراء وسحر الحضارتين السلجوقية والعثمانية بمسحة فنية زادت من جمال المعلم.

وتظهر جليا للعيان الأقحوانة الكبيرة التي تعد تراثا طبيعيا محميا بتركيا وتسمى محليا (لالة) في الزخارف النباتية التي تزين الأعمدة الخرسانية المتواجدة خارج قاعة الصلاة .

وفيما يخص الخطوط التي كتبت على أرضية سوداء بالنسبة للآيات القرآنية وفاتحة للأحاديث النبوية الشريفة أستعملت فيها 7 أقلام خط مختلفة من الرقيق الى الضخم لكن براعة الخطاطين أخفت كل ذلك بل وظفت اللون الذهبي الذي كتبت بها الآيات القرآنية لدعم إضاءة المكان.

وما يشد إنتباه زائر المسجد خارطة الجوامع بالعالم التي قالت آيلايج أن قطعها الخزفية هي صناعة يدوية حيث رسمت ولونت من طرف فنانين إثنين من  أبرز المختصين في الخزف الصيني والمنمنمات بتركيا.

ويظهر على  اللوحة التي يغلب عليها اللون الأزرق بتدرجاته  99 جامعا من أشهر وأكبر المساجد الموجودة في العالم تتوسطها الكعبة الشريفة، و جاء إعتماد رقم 99 كإشارة لأسماء الله الحسنى فيما ترمز النجمة العشرية التي تتكرر في مختلف الأشكال الهندسية المركبة في الزخارف الحائطية الى أن الله كامل الأوصاف.

أما اللوحات العملاقة التي تزين مداخل الأبواب الستة للمسجد فتتميز بالكلمات المنحوتة فيها التي تتم قراءتها من الأعلى والأسفل وتعطي نفس المعنى وأجملها تلك الموجودة على مدخل الباب المقابل لمحراب قاعة الصلاة.

متحف لمصاحف القرآن الكريم و التركواز مسيطر على ألوان الجامع

CInJ0x2VEAAvS2o

ومن بين المرافق العديدة التي يتوفر عليها الجامع الذي أطلق عليه إسم أحمد أكسكي وهو رئيس الشؤون الدينية الثالث الذي حظي بإعجاب كبير من طرف هادم الإمبراطورية العثمانية و مؤسس تركيا، مصطفى كمال اتاتورك، متحف المصاحف الشريفة الذي يضم مخطوطات قديمة للمصاحف منها المطرزة بالذهب الخالص.

ويتوفر المسجد الذي تعلوه أربعة مآذن على مكتبة للشباب، وتحيط به حديقة تتوفر على أشجار ونباتات مختلفة فيما تطغى على الألوان  المستخدمة داخل وخارج المسجد اللونان الأخضر والأزرق أو ما يعرف بالتركواز الذي يجمع بين لون السماء وخضرة الأرض.

مسجد البروتوكول

تركيا أنقرة

عقب إنشاء مسجد أحمد حمدي أكسكي، أعلن وقف الديانة التركي أن جنائز الرؤساء المتقاعدين و رؤساء المجلس و أعضاء الحكومة و موتى ضباط الجيش ستؤدى مراسمها في المسجد بدل مسجد كوجاتيبي (الهضبة الكبيرة) الذي كان يحتضن هذه الجنائز.

مسجد الأطفال

13417443_1756076054607184_207275307320183408_n

عقب إنتشار صور أطفال يلعبون داخل مسجد أحمد حمدي أكسكي في قسم خاص بهم، سارع العديد من الأتراك على مواقع التواصل الإجتماعي بتسمية المسجد بـ”مسجد الأطفال”، مسجد أظهرت تعليقاتهم أنهم لطالما حلموا به و تمنوا وجوده، لما يضفي على المسجد من قيمة مسلوبة في حاضرنا، و هي جعل المسجد محور حياة الإنسان و غرس حب بيوت الله تعالى في نفوس الأطفال وتعويدهم على الحضور إليها للتعلق قلوبهم بها، مع حثهم على العناية بها ونظافتها واحترمها والهدوء فيها وتشجيعهم على ذلك بكل وسائل التشجيع والتعزيز.

(المصدر : أحوال المسلمين + وكالات)

Continue Reading

مساجد

أفريقيا الوسطى : “كيلو خمسة” آخر معاقل المسلمين فى بانجي

Published

on

بانجي – أفريقيا الوسطى | أحوال المسلمين

يعيش بضعة آلاف من مسلمي أفريقيا الوسطى في العاصمة بانغي بحالة حصار، تدعي القوات الأممية حمايتهم من هجمات مليشيات البالاكا المتكررة، بعد أن نزح أغلبهم منذ مجازر عام 2013 بعد الانقلاب.

شهدت بانجي العاصمة تغييرا في تركيبتها السكانية بعد أن غادرها معظم المسلمين خوفا على أنفسهم إلى مناطق أخرى، ولم يبق منهم إلا قلة اختاروا البقاء والتمسّك بأرضهم وممتلكاتهم.

“كيلو خمسة”، آخر معقل لازال يمتلكه المسلمين فى بانجي، هناك يتمسك العديد من المسلمين بمقولة “من يمتلك السلاح، تكون له الكلمة، ومن تكون له الكلمة، تكون له السلطة الكاملة”، و على اثر هذا أنشأ المسلمون مجموعة مسلحة للدفاع عنهم أسموها قوات الدفاع؛ يتزعم هذه القوات القائد العسكرى “نور” و الذي صرح خلال المجازر قائلا ” بيت مسلم واحد بثلاثين بيتاً نصرانياً”، مؤكدا على لسانه أن قوات الدفاع تدافع عن كل حق من حقوق إخوانها.

آثار الحرب لا تخفى على أحد وهى الأكثر بروزاً في الحي، الدمار والقتل تسبب فى هجرة آلاف العائلات التى قد حرّقت منازلهم، و دمرت مساجدهم، و سرقت أغلب مقتنياتهم من لدن الميليشيا النصرانية تارة و جنود البعثة الأممية تارة أخرى.

هنا في كل تقاطع شارع تجد نقاط التفتيش، حيث يقوم الجنود بتفتيش البطائق التعريفية للمواطنين و السماح أو الإذن لهم بالمرور الى الجهة الأخرى، من المهام التي يقومون بها أيضا (الجنود) رصد أى حراك أو تظاهرة فى محيط المنطقة الخاصة بالنصارى و المسلمين، فضلاً عن العديد من أبراج المراقبة البدائية التى قد بُنيت من رفات البيوت التى عثروا عليها.

المسجد المركزي في حي الكيلو خمسة في بانجي

المسجد المركزي في حي الكيلو خمسة في بانجي

جنود قوات الدفاع عن النفس القاطنين بمنطقة “الكيلو خمسة” ما هم إلا مجموعة من شباب عاطلين عن العمل، لا يسمح لهم بمغادرة الحي و لا يقدرون على التجارة لفقرهم الشديد بعد أن سرقت أمتعتهم، فقدوا عائلاتهم أثناء الحروب والآن يريدون القصاص، ويتدرب معهم كثير من الأشبال الصغار، من بينهم “عواد” ذو الستة أعوام والذى يحارب منذ الخامسة، فعندما تنظر لوجهه ترى رجلاً وليس طفلاً.

“قتلت الأنتى بالاكا (مليشيا نصرانية) جميع عائلتي” هكذا قال عواد بصوت حزين ناظراً إلى القائد “يوسف أحمد” الرجل الثانى فى قيادة الميليشيا المسلمة والذى ظهر فجأة من داخل أحد البيوت التى تستخدم كوحدة طبية، فقاطعه قائلاُ :”وذلك حتى يعرفوا جيدا أن رسالتنا ستكون قوية وواضحة”.

وأكمل عوّاد قائلاً :”إننى أقاتل دفاعاً عن المسلمين”، و يكمل :”لقد أرسلنى والدىّ لقضاء حاجة، وعندما عُدت إلى البيت وجدت ميلشيا الأنتى بالاكا قد قتلتهم جميعاً، لذلك ذهبت إلى قوات الدفاع الذاتى وأصبحتُ جندياً فى صفوفهم”. كان عواد فى البداية يحمل لهم الرسائل ويأتى لهم بالطعام ويساعدهم فى ذلك، أما الآن فهو يشكل جزءاً هاماً فى صفوفهم، فهو يحرس القائد “فورثى أنيميرى”.

واستكمل عوّاد حديثه قائلاً :”لقد رحبوا بي وهم الآن يعتبرونني واحداً من عائلاتهم” ناظرا إلى القائد أحمد الذى كان يبادله النظرات بابتسامة؛ هذا الطفل الذى ذاق الموت وعرف معنى البؤس فى عمر مبكر جداً و ذلك مقابل عدم تدخل المنظمات الدولية وعدم وصول مساعدتها.

فى الوحدة الطبية يوجد “حسان عبد العزيز” جريح منذ ستة أشهر، قد تمزقت ساقه اليمنى تماماً فقد أصيبت بثلاث طلقات مما أدى إلى تعفنها وإصابتها بغرغرينا، و لا يزال مستلقيا على نقالة، إنها معجزة أنه مازال على قيد الحياة.

أحد المتاجر المتواجدة داخل حي الكيلو خمسة في بانجي

أحد المتاجر المتواجدة داخل حي الكيلو خمسة في بانجي

” هذا هو كل ما أملكه من الدواء” هكذا قال حسان مشيراٌ إلى صينية بجانبه تحتوى على بعض من حبوب الباراسيتامول والإسبرين. يستدرك حسان :”الألم غير محتمل بالمرة، لا يمكننى أن أتحمل أكثر من ذلك، لكن لا أريد أن يبتروا ساقى”.

“يبلغ طول المنطقة خمسة كيلو مترات مربعة وهذه هى النقطة التى تحدث فيها غالبية المناوشات” هكذا وصف يوسف المنطقة، التي تبعد أمتار قليلة من محطة الإنقاذ الواقعة على جسر حدود قناة المياه الكبرى المنسكبة من المنطقة المسيطر عليها من قبل النصارى، والتى تقابلها فى الجهة المعاكسة لها، و التي تعتبر نهاية أراضيها.

و صرح الرجل الثانى في قوات الدفاع عن النفس قائلا” العدو فى الجانب الآخر، و تارة يقوم بالهجوم لإثارة الحرب والاستفزاز دون سابق انذار، ومن أجل ذلك نعبر الجسر سريعا إلى الجانب الآخر حتى نتبين عن بُعد مواقع النصارى المزعومة”، و يضيف يوسف بإصرار” نحن لا نهاجم، نحن ندافع عن أنفسنافقط، وفى كثير من الأحيان نتجنب تلك المناوشات حتى يسود الإستقرار فى المدينة”.

مدرسة نصر الدين في حي الكيلو خمسة بالعاصمة بانجي

مدرسة نصر الدين في حي الكيلو خمسة بالعاصمة بانجي

في الحي ذي الغالبية المسلمة، يتوافد النصارى التجار و معارف كثر للمسلمين الى الحي من أجل الزيارة أو بغية عمل، بينما يقيم آخرون جنبا الى جنب مع المسلمين، و خلال تواجدهم في الحي تحرص قوات الدفاع على تأمين تحركاتهم و الدفاع عنهم، و قد علّق أحد هؤلاء النصارى قائلاً :” قوات الدفاع عن النفس تحمينا وتجعلنا نعيش فى سلام”.

Continue Reading

مساجد

فرنسا: إعتداء متعمد بمسجد “السلامة” بمدينة أوش يودي بحرق %70 من المسجد

Published

on

By

أحوال المسلمين |  باريس – فرنسا

نشب حريق هائل بمسجد “السلامة” بمدينة أوش الفرنسية، و هرع رجال الإطفاء الى اخماد الحريق الذي وصفوه بالمتعمد جراء عثورهم على رائحة بنزين قوية بالمسجد.

هذا وتسبب الإعتداء بحرق 70% من المسجد فإلتهمت النيران المبنى ودمرت غرفتين للصلاة وأجزاء كبيرة من السقف، في حين أنه لم يخلف الحادث أي مصابين، ونشرت وسائل الإعلام الغربية تصريحاً للرئيس الفرنسي “فرانسوا أولاند” يدين هذا الإعتداء

من جهة أخرى أصدر “محمد الموساوي” رئيس اتحاد مساجد فرنسا بياناً أعلن فيه عن أسفه الشديد لهذه الحادثة ودعمه الكامل للمسؤولين عن المسجد والجالية المسلمة القاطنة بالمدينة، كما دعا مسلمي فرنسا إلى المساعدة من أجل إعادة بناء المسجد، وطالب محمد الموساوي السلطات القضائية إلى بذل قصارى جهدها للتعرف على مرتكبي هذا الحريق المدمر، وإلى تعزيز التواجد الأمني أمام أماكن العبادة.

يذكر أن مسجد السلامة تعرض لهجوم في يناير الماضي من هذا العام، حيث قام متطرفون بوضع لحم خنزيرداخل المسجد، بالإضافة الى تدنيسه عبر كتابتهم مخطوطات عنصرية نازية.

ويعاني المسلمين في الغرب وخاصة ” فرنسا” من إعتداءات من قبل متطرفون حيث يذكر أنه بعد حادثة ” شارلي ايبدو” التي جاءت رداً علي الرسوم المسيئة للنبي صلي الله عليه وسلم، وصل عدد الهجمات ضد المسلمين الي 100 حادثة وذلك خلال الإسبوعين بعد الحادثة.

Continue Reading

مساجد

بلوشستان :اغتيال مُصلى امام مسجد “مكي” بـ زاهدان

Published

on

في صباح يوم السبت الموافق 29 نوفمبر استيقظت سكان العاصمة زهدان على خبر اغتيال رجل يدعى “خدا نظر براهويى البلوشي ” خارج مسجد مكي في زاهدان عاصمة بلوشستان الغربية المحتلة من مجهولين يشتبه في انتمائهم للميليشيا الشيعية الصفوية.
image

و وفقا للتفاصيل فانه قام مسلحون باطلاق النيران على الضحية فور خروجه من المسجد بعد صلاة الفجر، وذكر شهود عيان ان 3 أشخاص كانوا يستقلون سيارة بيضاء اللون و انتظروا خروج المصلي من المسجد وأطلقوا النار فى جنون فور خروجه.
و لم يتم القبض على أي من المهاجمين حتى الآن او حتى التعرف عليهم، ولكن هده الجريمة تشبه سابقاتها من الجرائم التيك اعتاد على فعلها شيعه ايران ضد اهل السُنة فى اقليم البلوش المحتل .

Continue Reading
Advertisement
MEDIUM RECTANGLE