Connect with us

Published

on

مسجد الخرطوم الكبير

بدأ تاريخ بناء المساجد في السودان منذ عهد الخلفاء الراشدين حيث أن أول بناء مسجد في السودان جاء في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان في 652 ميلادية عندما حاصر عبد الله بن سعد بن أبي السرح مدينة دنقلا عاصمة دولة المقرة المسيحية وأرغم ملك النوبة المسيحي على توقيع إتفاقية البقط الشهيرة حيث جاء في أحد بنودها.

وعليكم حفظ المسجد الذي أنشأه المسلمون بمدينتكم لا تمنعوا منه مصلينا وعليكم كنسه وإسراجه وتكريمه.

وهكذا كان هذا أول مسجد بني في السودان ثم تلاه مسجد دنقلا العجوز في 9 يونيو 1318م علي يد الملك النوبي المسلم سيف الدين برشنبو كما جاء على حجر تأسيسه والذي لا زال يوجد في الطابق الثاني في المسجد.

مسجد الخرطوم الكبير  (مسجد عباس سابقاً) وعباس المقصود هنا هو الخديوي عباس باشا حلمي الذي تولى الحكم في 8 يناير1892م ويقع المسجد في وسط ميدان عباس حالياً (ميدان الأمم المتحدة) وشماله (سراي الحاكم) القصر الجمهوري حالياً وجنوبه السوق ونلاحظ أن موقع المسجد يتوسط مدينة الخرطوم وهذا يؤكد أن مدينة الخرطوم التي أتخذت كعاصمة للبلاد في فترة التركية عام 1830م أنشئت على نسق تخطيط المدن الإسلامية والذي يقع فيها دائما المسجد في الوسط حيث يعتبر مركز المدينة ومحور حركتها وقاسمها المشترك الذي يحتل أهمية كبيرة في تخطيط المدينة العربية القديمة والحديثة فهو يعتبر المحرك لكل حياة المدينة.

ويمكن أن تدرك تخطيط مدينة الخرطوم كمدينة إسلامية نجده في تخطيط وإنشاء مسجد الخرطوم الكبير حيث يعتبر أعلى مبنى في الخرطوم عند إنشائه وهو مبدأ أساسي في العمارة الإسلامية أن لا يعلو أي مبنى علي مبنى المسجد.

وضع حجر الأساس لمسجد الخرطوم في 17 سبتمبر 1900م وتم إفتتاحه عند زيارة الخديوي عباس باشا حلمي للسودان في 4 ديسمبر 1901م والمنطقة التي شيد فيها المسجد هي جزء من مقابر الخرطوم القديمة ويقع المسجد في الجزء الغربي من المقابر ولازالت الحفريات داخل المسجد تخرج عظام بشرية.

تكونت لجنة لإدارة المسجد من مواطني الخرطوم القديمة يرأسها عمدة المنطقة الشرقية للخرطوم المرحوم عثمان منصور وكان أبرز أعضائها المرحوم محمود القباني.

شكل مسجد الخرطوم مشابه تماما للمساجد في المناطق المبكرة حيث نجد أن شكل البناء مربع وهي خاصية للمساجد في بلاد العراق وفارس ومصر حيث أن المسجد مربع 45 × 45 متر وهنالك ثلاثة أبواب من الخشب مستطيلة بها زخرفة إسم الجلالة بعبارة الله اكبر ومجموعة من الشبابيك المستطيلة في الإتجاهات الأربعة بنفس الزخرفة ويعلو كل شباك منورين مستطيلين مع منور دائري يعلوهما.

وبالمسجد مئذنتان إحداهما

 من الناحية الجنوبية والثانية من الناحية الغربية تميزتا بشكل معماري بديع حيث أنشئتا على شكل ثلاثة أبراج زينت بأشكال زخرفية بديعة وهو ما يعرف بزخرفة التوريف والتي سيطر النحات فيها علي الحجر الرملي النوبي وإستطاع أن يصنع منه أشكال عالية الروعة من المقرنصات والقريلات الحجرية للأبراج كما إستعمل الأشكال المجردة. أما قمة المئذنة فقد قطعت علي شكل كرة بيضاوية من قطعة واحدة من الحجر الرملي النوبي ويعلوها ثلاث كرات حديدية ثم هلال مقفول من الحديد مطلي بالفضة. ولسور المسجد الخارجي أبواب أربع أختيرت على شوارع رئيسية من شوارع المدينة حيث نجد إحداهما من الناحية الشمالية يفتح على شارع يمتد حتى النيل الأزرق والثاني من الناحية الجنوبية على شارع يمتد حتى رئاسة السكة حديد وغرباً حتى النيل الأبيض وشرقاً حتى خط السكة حديد الممتد إلى مدينة الخرطوم بحري حيث تمثل هذه النهايات حدود مدينة الخرطوم القديمة.

أضيفت بعض المباني في العقد الأخير من القرن الماضي داخل المسجد تتمثل في مصليات غرب مبنى المسجد الرئيسي ومكتبة لبيع الكتب في الجزء الجنوبي من سور المسجد حيث أن هذه المباني تشكل عمارة دخيلة على المسجد في الشكل ومواد بنائها مخالفة لمواد بناء المسجد مما أدى إلى تنافر معماري مع جسم المسجد. ونشير إلى إستخدام الحجر الرملي النوبي Nubian Sand Stone والذي أحضر من جبل أولياء وتم تقطيعه بواسطة عمال مهرة أحضروا من مصر يساعدهم عمال سودانيين والذي صادف العمل في بناء خزان جبل أولياء ، كما أن هنالك طوب أحمر أستخدم كرباط وحلية في البناء عند الواجهات الأربع مع تلوينه بالبوهية السوداء بطريقة فنية وأستعملت مادة الجير المطفئ بعد خلطه بالرمل وتحميره لفترة محدودة وتشعيره بالأسمنت البورتلاندي بنسبة ثابتة.

ونجد بعض الزخارف في أعلى الأبواب نحتت في أصل حجر البناء بعد تقطيعه إلى كتل منتظمة على أشكال مستطيلة أو مربعة وبأحجام مختلفة مما أعطى واجهة المسجد تباين متناسق وجعل المسجد يزخر بالزخارف والحلي المعمارية وخاصة في المآذن كما ذكرنا سابقاً.

بداية بناء هذا الصرح الديني الشامخ كانت عام 1864م ثم تواصل العمل عام 1898م في عهد خورشيد باشا إلى أن إكتمل تشييده عام 1902 وبعد ذلك تتابعت بعض المحاولات لتأهيله وللأسف لم يكتب لها النجاح الكامل .. وقد إقتصرت على إنشاء معهد للتعليم الديني وبرندات خارجية ودورات المياه القديمة وذلك في أواخر الثمانينات من القرن الماضي.

كذلك تم إنشاء ساحة الإمام مالك لتقدم فيها الدروس والعلوم الشرعية بمساحة ألف متر مربع وساحة عبد الله بن مسعود الشمالية مع الإنتهاء من البرندات الخارجية وتجهيزها للصلاة.

والآن الداخل إلى المسجد الكبير يلحظ أن الحمامات القديمة تقع في الجهة الأمامية فقد تقرر إزالتها وإقامة حدائق مكانها .. وتم بناء دورات جديدة بالناحية الغربية من طابقين وسيكتمل العمل فيها قريباً بإذن الله .. إضافة إلى زيادة عددية الوضايات وسقفها بمظلات ومصلى خاص بالنساء يسع أكثر من 500 مصلية.

يقع المسجد الكبير في قلب الخرطوم تماماً .. ويصل إليه الناس من جهات عدة بكل سهولة ويسر. أما تاريخياً فهو كما أسلفنا يعود إلى زمن بعيد يناهز المائة عام .. ولذلك أصبحت هذه المنارة الدينية التاريخية المميزة تحت إشراف الهيئة القومية للآثار ولا يمكن تعديل أو تغيير أي من مبانيه القديمة إلا بعد موافقة هيئة الآثار.

وما يميز مسجد الخرطوم الكبير هو مساحته الواسعة وبنائه المتين.. رغم عمره الطويل .. وسوره الجديد الجميل .. والأعداد الهائلة المتزايدة يوماً بعد يوم من المصلين الذين يرتادونه في جميع أوقات الصلاة مما أجبر لجنة المسجد على التفكير والإبتكار بإستمرار لزيادة المصليات حتى يتمكن من إستقبال 100 ألف شخص بعون الله.

ومن الأشياء التي إرتبطت إرتباطاً وجدانياً برواد المسجد الكبير منبره القديم الذي يعتبر إرثا إسلامياً عريقا ويشكل لوحة جمالية مميزة بالمسجد ومع أنه يشغل حيزاً كبيراً بالجهة الأمامية إلا أن إعتياد الناس عليه لفترة طويلة وإمتزاجه نفسياً وتاريخياً بأذهانهم جعل لجنة المسجد تتركه كما هو من غير أي تعديل.

مساجد

المسجد في الإسلام

Published

on

المسجد ليس ديرًا ولا كنيسةً، وليس في الإسلام رهبانية تقطع المسلم عن مجريات الحياة، بل إنه دِين كامل شامل، ومن هذا المنطلق فإن البيت الذي اختص للعبادة في الإسلام لا بد أن ينطلق من هذه الشمولية، ويستوعب جميع المجالات، ويهتم بجميع عناصر المجتمع الإسلامي، ويقوم باستخدام طاقات الشباب ومواهبهم استخدامًا نافعًا للإسلام، ويزود أبناء الجيل الجديد بزادٍ من التقوى والإحسان والسلوك والمعرفة، ويغرس فيهم حب الإيمان والعمل الصالح.

و الشيء الذي دفعنا للحديث عن المسجد ودوره في البعث الإسلامي، هو أنه اليوم لا يلعب الدور المطلوب في هذا المجال، في حين أنه مرجو ليكون في مقدمة المؤسسات الدينية والتربوية التي عليها أن تتحمل النصيب الأوفر في هذا المضمار.

ورب نظرة خاطفة عن دور المسجد عبر التاريخ الإسلامي، ترينا حقائق كثيرة، وتطلعنا على أمور ما أحوج المسلمين اليوم للتعرف عليها: ذلك أن بناء الرجال وصناعة المجتمعات، وتحميس الأفراد، وتنقية قلوبهم وأفكارهم وعقد ألوية الجهاد في سبيل الله، كل هذه الأمور كانت من عمل المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصدق الله تعالى إذ يقول: “في بيوت أذن الله ان ترفع و يذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر الله و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء من غير حساب”. سورة النور.

في هذا المبحث سنتعرف على دور المسجد في المجتمع الإسلامي، و المجالات التي كان يشملها.

الطهارة الحسية والمعنوية

إن المسلمَ مطالَبٌ في صلاته بأن يكون طاهرَ الثوب، والبدن، والمكان، وأن يكونَ طاهرًا من الحدَثَيْنِ الأكبرِ والأصغر، وحين يصلي فإن الصلاةَ تُطهِّرُه من الذنوب والآثام، يقول الله تعالى: ﴿ لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ﴾ [التوبة: 108].

دار القضاء

كان المسجد دارًا للقضاء، والفصل بين المتخاصمين؛ حيث يأمَنُ فيه كلُّ إنسان على نفسه، ويطمئنُّ على أخذ حقه؛ يقول الله تعالى: ﴿ وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ ﴾ [سورة ص: 21، 22].

قال الإمامُ القرطبي في تفسيره: “ليس في القرآن ما يدلُّ على القضاء في المسجد إلا هذه الآياتُ، وبها استدَلَّ من قال بجواز القضاء في المسجد، ولو كان ذلك لا يجوز – كما قال البعضُ – لَمَا أقرَّهم داود عليه السلام على ذلك، وقال لهم: انصرفا إلى موضع القضاء”.

وقد كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم والخلفاءُ يقضُون بين النَّاس في المسجد. [1]

مدرسة/جامعة

ذكر عبد الرحمن السيد في كتابه (مدرسة البصرة النحوية) في هذا الصدد: “لم تكن هناك بطبيعة الحال مدارس منظمة أو معاهد مهيَّأة يلتقي فيها المعلمون والمتعلمون على النحو الذي نراه في عصرنا الحاضر، وإنما كانت الدراسة ملائمة لهذه الحقبة من تاريخ البشرية، متماشية مع حاجات الناس في ذلك العصر المتقدم، فكان من جملة ما يسعى إليه الدارسون لأخذ العلم والأدب واللغة المساجدُ، فكانت حلقات الدراسة تُعقَد فيها”.

و لم تكن المساجد على هذه الحالة في البصرة فقط، فقد عمت جميع مساجد العالم، حتى مساجد تمبكتو في مالي دأبت على نفس المنوال، و أذكر ما قال عبد الرحمن السعدي في كتابه “تاريخ السودان”:

“ولم تكن تمبكتو تضم فقط هذه المساجد الثلاثة المشهورة: بل ضمت مساجد أخرى: ولكنها لم تصل إلى شهرة هذه الثلاثة ومكانتها في التاريخ الحضاري الإسلامي لغرب إفريقيا، وقد أوصل المؤرخون عددها إلى أكثر من تسعة مساجد .

كانت هذه المساجد الثلاثة – بصفة خاصة – معاهد تعليمية كبرى. ومراكز ثقافية مهمة، مثل الجامع الأزهر بالقاهرة؛ والجامع الأموي بدمشق. وجامع الزيتونة بتونس؛ وجامع قرطبة بالأندلس؛ وجامع القرويين بفاس. وغيرها من المساجد الإسلامية الكبرى.

فكانت المرحلة العليا من التعليم – في هذه المساجد التمبكتوية – تشبه ما كان بالأزهر قديما وما هو كائن اليوم. إذ إن حلقات الدراسة مازالت تعقد في جامع تمبكتو، وينتظم فيها طلبة الدراسات الإسلامية؛ الذين يمنحون شهادة الإجازة (الليسانس)؛ تماما كزملائهم الذين يتخرجون في الكليات المختلفة في جامع الأزهر .

ويسمي بعض المؤرخين هذا النوع من التعليم المسجدي بالجامعات العامة. لأنه يجمع بين فكرة التخصص الدقيق وفكرة الثقافة التربوية العامة. وهو تعليم إسلامي أصيل. وضعت بذرته الدعوة الإسلامية وما تمت ظلالها .” [2]

ناهيك عن انتشار الكتاتيب في المساجد، و تطور كبير في بعض منها، كما حصل في مسجد القرويين، و الذي استحدث فيه أول جامعة في العالم.

و بخصوص الكتاتيب: فهي بداية التعليم لدى الطفل، ومفردها كتّاب ويطلق عليه المكتب، وسمي بذلك لأنه يتعلم فيه التلميذ الكتابة؛ ويطلق عليه أهل صنعاء واليمن المعلامة. والمعلامة: غرفة ملحقة في الغالب بأحد المساجد أو تجاورها، يأتي إليها الأطفال في سن السادسة من العمر يوميا لتعلم مبادئ القراءة والكتابة والحساب، والتدرب على قراءة القرآن الكريم: وكان المعلمون لا يتقاضون أجرًا رسميا مقابل تعليمهم للصبيان، بل كانوا يعتمدون على ما يدفعه لهم الصبيان من نقود في آخر الأسبوع، وكان أهل صنعاء يسمونها: “حق الخميس”. [3]

مكتبة

تحتوي العديد من المساجد خلال مختلف الأزمة على العديد من الكتب التي تهم المسلم، دينا و دنيا، و تكون مفتوحة للعامة لمن أراد القراءة.

وأذكر منها [4] :

مكتبة الحرم المكي

مكتبة أيا صوفيا

مكتبة مسجد أبي أيوي

مكتبة مسجد السلطان أحمد الثالث

خزينة جامع السلطان محمد.

وفي الجامع الكبير في صنعاء مكتبة تحتوي على مخطوطات هامة وكتب قيمة، وقد بدأت هذه المكتبة صغيرة فكانت مجرد خزانة خشبية تقع في مؤخرة الجامع، ثم تطورت بعد ذلك تدريجيا وأقبل الطلاب من صنعاء وخارجها على هذه المكتبة؛ نظرا لكونها أكبر مكتبات الجوامع بصنعاء خاصة واليمن عامة؛ ولان الكتب التي بداخلها كتبت بخطوط رائعة [5].

و بإمكان الباحث أن يستزد في هذا الباب من خلال كتاب “المكتبات العامة الموصلية منذ القرن الثامن عشر و حتى القرن العشرين” للمؤلف قصي حسين آل فرج.

الفلك

كان للجامع الأموي الكبير (حلب) دور كبير كمؤسسة لعلوم الفلك، فقد درس فيه العديد من العلماء المشهورين أمثال: العالم ابن النقيب (900-971هـ/ 1494-1563م)[6] والعالم أحمد آغا الجزار (في القرن 19).

وقد قضى عالم الفلك العربي ابن الشاطر معظم حياته في وظيفة التوقيت ورئاسة المؤذنين في الجامع الأموي من عام 1332 حتى وفاته في عام 1376 [7]، وقد قيل أنه قام بتنصيب مزولة كبيرة على المئذنة الشمالية للمسجد في عام 1371. [8]

مكان للتشاور و الإستشارة

المسجدُ كان – ولا يزال – أفضلَ مكانٍ للتشاور بين المسلمين، في كل شأن من شؤون دِينهم ومعيشتهم؛ لأن المسلمَ في المسجد يكونُ بعيدًا عن هوى النَّفس ونزغات الشيطان.

مآل الفقراء و المساكين و أهل الصفة

الحرصُ على صلاة الجماعة وسيلةٌ ممتازة للتعرُّف على ظروف هؤلاء وأحوالهم، وهذا في الواقع يُعَدُّ هدَفًا من أهداف الإسلام حين رغَّبَ في صلاةِ الجماعة، وحثَّ عليها.

 عن مُعاذِ بن جبلٍ رضي الله عنه، أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الشيطانَ ذِئبُ الإنسان، كذئب الغنم، يأخذ الشاةَ القاصية والناحية؛ فإياكم والشِّعابَ، وعليكم بالجماعةِ والعامَّةِ والمسجد)) رواه الإمام أحمد في المسند.

>>حدثنا أبو النعمان قال حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله قال جاء رجل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس يوم الجمعة فقال “أصليت يا فلان” قال “لا” قال “قم فاركع ركعتين”

قوله : ( قم فاركع ) زاد المستملي والأصيلي ” ركعتين ” وكذا في رواية سفيان في الباب الذي بعده ” فصل ركعتين ” ، واستدل به على أن الخطبة لا تمنع الداخل من صلاة تحية المسجد ، وتعقب بأنها واقعة عين لا عموم لها فيحتمل اختصاصها بسليك ، ويدل عليه قوله في حديث أبي سعيد الذي أخرجه أصحاب السنن وغيرهم جاء رجل والنبي – صلى الله عليه وسلم – يخطب والرجل في هيئة بذة ، فقال له : أصليت ؟ قال : لا . قال : صل ركعتين ، وحض الناس على الصدقة الحديث فأمره أن يصلي ليراه بعض الناس وهو قائم فيتصدق عليه<< [9]

محمد بن خفيف رحمه الله من علماء الحنابلة قالوا قد نزل به الفالج، الفالج هو مثل الجلطة شلل نصفي، يقولون فكان إذا أُذّن عليه للصلاة إذا سمع الآذان قال :” احملوني إلى المسجد” قالوا : سبحان الله، إن الله قد عذرك، قال: “أعلم أن الله قد عذرني أعلم لكني لا أطيق” -لا أصبر- ثم قال :”إذا سمعتم حيّ عل الصلاة حيّ على الفلاح ولم تروني في الصف فاطلبوني في المقبره” يعني إن لم تجدوني في المسجد اعلموا أني قد مت، أنا في المقبره، “فاطلبوني في المقبره” !

دور للعلاج و حضانة للأطفال

في ترجمة العالم الجليل سليمان ربيع يذكر يوسف المرعشلي في كتابه “نثر الجواهر والدرر في علماء القرن الرابع عشر ” قوله “كما أنشأ مستشفى خيريا كبيرا يجمع مختلف الأطباء في جميع التخصصات العلاجية: وأحدث الطرق العلاجية للأمراض المزمنة. وخاصة مرض الفشل الكلوي. حيث استورد جهازا للغسيل الكلوي ليكون بأسعار مخفضة ومتاحة للمرضى.

وقد الحق بالدور العلاجية مبنى للمسنين الذين لا يجدون من يقوم بخدمتهم، فأتاح لهم الراحة الكاملة، من خدمات ومماشات يومية. وعوضهم خيرًا عن أبنائهم وأقاربهم الذين اهملوا رعايتهم وحقوقهم بعد لن كبروا في السن.

وفي طريق طلب العلم ونشره أنشأ معهدًا كبيرًا وضمه للأزهر؛ وهى معهد الفتيات بمصر الجديدة. كما أتمّ بالحي نفسه بناء خمسة عشر مسجدًا، وألحق بكل مسجد دورًا للعلاج وحضانة للأطفال وتعليمهم.” [10]

مستشفى

لقد كانت المستشفيات في بلاد المسلمين تُبنى في أفضل الأماكن البيئية وأبعدها عن أسباب التلوث والتغير؛ وبدأ ذلك منذ فترة باكرة، فأول بيمارستان في الإسلام كان خيمة نُصِبت في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، والمسجد هو أطهر مكان في أرض المسلمين، إذ يجتمع الناس فيه للصلاة وهم متطهرون، وكان أول ذلك الأمر بعد غزوة الأحزاب، وكان أول من عولجوا هم جرحى هذه الغزوة، وعرفت الخيمة باسم طبيبتها رفيدة الأسلمية فكان يقال «خيمة رفيدة» [11]

ونرى كثيراً من المستشفيات في الحضارة الإسلامية بُنيت بجوار المسجد، ويزداد الأمر وضوحاً إذا علمنا أن المسجد كان هو مركز المدينة الإسلامية وأفضل البقاع فيها، وأحياناً تُبنى بجوار القصور أو تُحوَّل القصور إلى مستشفيات، ولا ريب أن القصر يُبنى في أفضل المواقع من المدينة كما هو معروف ومتوقع. وأحياناً لا تبخل علينا المصادر فتصف موقع المستشفى بمزيد تفصيل فإذا بنا نجده على شاطئ نهر أو على شاطئ بحيرة (وتسمى: بِرْكَة) أو نحو هذا.

فمن هذا ما ورد من أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه بنى بيمارستاناً «كان مكانه في قبلة مطهرة الجامع الأموي» عند المئذنة الغربية.[12]

و لمن أراد الإستزادة في هذا الصدد، فبإمكانه مراجعة مقالة مجلة البيان “مواقع المستشفيات في الحضارة الإسلامية”. [13]

توثيقِ عقود الزواج

كان المسجد دارًا لتوثيقِ عقود الزواج؛ لِما رواه الترمذيُّ وغيرُه، عن عائشةَ رضي الله عنها، أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أعلِنوا هذا النكاحَ، واجعَلوه في المساجدِ، واضرِبوا عليه بالدُّفوفِ)).

ولكي يعود للمسجد دورُه الرِّياديُّ في نهضة الأمَّة وتقدُّمها، واستعادة مَجْدها؛ فإنه ينبغي أن يمكَّنَ للمسجد كي يؤديَ رسالته الرُّوحية، والتعليمية، والاجتماعية، دون قيود؛ لكي يعودَ كما كان مِحورًا للعديد من المجالات النافعة للأمة؛ كأن يُلحَق به نادٍ للشباب يمارسون فيه رياضةً بدنيَّة خفيفة، ويقومون بأنشطة ثقافية وترفيهية، وأن يضم مكتبةً أكبر للقراءة والمطالعة، يتزوَّدُ فيها رواد المسجد بالثقافة الرَّفيعة.

وينبغي كذلك أن يقومَ المسجد بدوره في رعاية الطلاب، وتقديمِ العون لهم؛ كي يتفوّقوا في دراستهم؛ تخفيفًا عن كاهل أولياء أمورهم، ولكي تتوثَّقَ علاقة الشباب بربِّه عن طريق ارتباطه بالمسجد.

المراجع

[1] تفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن) 1-11 ج8 ص 118

[2] تاريخ السودان (كتاب في تاريخ الإسلام والثقافة والدول والشعوب) ص 74

[3] تاريخ صنعاء منذ فجر الإسلام وحتى أواخر القرن الرابع الهجري. ص:299

[4] تفسير الراغب الأصفهاني المتوفي في حدود سنة 450هـ دراسة وتحقيقاً من اول سورة آل عمران

[5] عفيفي البهنسي: الجامع الكبير بصنعاء، دراسة تاريخية و معمارية لأقدم مسجد دامع في اليمن، ص 130

[6] “خليل بن أحمد النقيب.” الموسوعة العربية، (http://arab-ency.com/.)

[7] Charette، François (2003), Mathematical instrumentation in fourteenth-century Egypt and Syria: the illustrated treatise of Najm al-Dīn al-Mīṣrī (Kitāb Fī Al-ālāt Al-falakīyah). p.16

[8] Selin، Helaine، المحرر (1997)، Encyclopaedia of the history of science, technology, and medicine in non-western cultures p.413

[9] فتح الباري شرح صحيح البخاري 888

[10] نثر الجواهر والدرر في علماء القرن الرابع عشر  ص 1834

[11] ابن هشام: السيرة النبوية 2/239، الطبري: تاريخ الطبري 2/586

[12] ابن العماد: شذرات الذهب 7/584

[13] رابط المقالة في مجلة البيان.

Continue Reading

العالم الإسلامى

تركيا : مسجد أحمد حمدي أكسكي في أنقرة بين البروتوكول و الأطفال

Published

on

أنقرة – تركيا | أحوال المسلمين

يمتاز جامع أحمد حمدي أكسكي الواقع بقلب العاصمة التركية انقرة بإعتماد مصمميه على تقنيات مزجت بطريقة مدهشة بين العصرنة وسحر الخط العربي وجمال الزخرفة الإسلامية العريقة.

المسجد الذي أمضى على إفتتاحه 4 سنوات خلال شهر أبريل الماضي على مساحة 90 ألف متر مربع، فاتحا المجال لسعة 6 ألف مصلي منه جناح مخصص للنساء، يستمد شهرته مقارنة بالمساجد الأخرى بتركيا من إدخال تقنيات جد حديثة في بنائه حسب المصممة والمهندسة المعمارية ومنسقة مصممي المسجد.

CInJz8oUkAAGQ4v

ينفرد المسجد عن باقي المساجد الأخرى بالبلاد أنه كان الأول الذي أعتمدت فيه تقنية خاصة للقضاء على رائحة الأحذية من خلال وضعها في علب حائطية في مدخل قاعة الصلاة مزودة بنظام تهوية أتوماتيكي يمتص الرائحة ثم يعالجها داخل فتحة داخلية تمتد الى أعلى المسجد بطريقة محافظة على البيئة، حيث تحتوي كل علبة في إحدى زواياها الجانبية على مصباح صغير يضيئ بالأخضر عند إنتهاء  العملية في كل مرة.

كما أن المعلم الهندسي الذي يعد من أكبر مساجد أنقرة توجد كل أجهزة تكبير الصوت فيه وكذا الإضاءة خفية ومندمجة في أجزاء من جدران قاعة الصلاة خاصة بشكل يضفي على المسجد  طابعا سحريا ويعطي إنطباعا لدى المصلين بأن الضوء والصوت طبيعيين.

أما نظام التكييف بالمسجد فهو ثابت طيلة أيام السنة حسب مريح أيلايج التي أكدت للصحفيين أيضا بأن الأجزاء الداخلية لقاعة الصلاة بما فيها القبة التي يقدر  علوها ب 50 مترا وعرضها 35 مترا  غير عاكسة للصدى  وكل المواد التي اعتمدت في بناء وتجهيز المعلم محلية وتركية مائة بالمائة.

CInJ0iRUcAA1gac

يزخر جامع أحمد حمدي أكسكي بانقرة زخارف ولوحات خزفية تعكس الحضارتين السلجوقية والعثمانية تعكس ثراء وسحر الحضارتين السلجوقية والعثمانية بمسحة فنية زادت من جمال المعلم.

وتظهر جليا للعيان الأقحوانة الكبيرة التي تعد تراثا طبيعيا محميا بتركيا وتسمى محليا (لالة) في الزخارف النباتية التي تزين الأعمدة الخرسانية المتواجدة خارج قاعة الصلاة .

وفيما يخص الخطوط التي كتبت على أرضية سوداء بالنسبة للآيات القرآنية وفاتحة للأحاديث النبوية الشريفة أستعملت فيها 7 أقلام خط مختلفة من الرقيق الى الضخم لكن براعة الخطاطين أخفت كل ذلك بل وظفت اللون الذهبي الذي كتبت بها الآيات القرآنية لدعم إضاءة المكان.

وما يشد إنتباه زائر المسجد خارطة الجوامع بالعالم التي قالت آيلايج أن قطعها الخزفية هي صناعة يدوية حيث رسمت ولونت من طرف فنانين إثنين من  أبرز المختصين في الخزف الصيني والمنمنمات بتركيا.

ويظهر على  اللوحة التي يغلب عليها اللون الأزرق بتدرجاته  99 جامعا من أشهر وأكبر المساجد الموجودة في العالم تتوسطها الكعبة الشريفة، و جاء إعتماد رقم 99 كإشارة لأسماء الله الحسنى فيما ترمز النجمة العشرية التي تتكرر في مختلف الأشكال الهندسية المركبة في الزخارف الحائطية الى أن الله كامل الأوصاف.

أما اللوحات العملاقة التي تزين مداخل الأبواب الستة للمسجد فتتميز بالكلمات المنحوتة فيها التي تتم قراءتها من الأعلى والأسفل وتعطي نفس المعنى وأجملها تلك الموجودة على مدخل الباب المقابل لمحراب قاعة الصلاة.

متحف لمصاحف القرآن الكريم و التركواز مسيطر على ألوان الجامع

CInJ0x2VEAAvS2o

ومن بين المرافق العديدة التي يتوفر عليها الجامع الذي أطلق عليه إسم أحمد أكسكي وهو رئيس الشؤون الدينية الثالث الذي حظي بإعجاب كبير من طرف هادم الإمبراطورية العثمانية و مؤسس تركيا، مصطفى كمال اتاتورك، متحف المصاحف الشريفة الذي يضم مخطوطات قديمة للمصاحف منها المطرزة بالذهب الخالص.

ويتوفر المسجد الذي تعلوه أربعة مآذن على مكتبة للشباب، وتحيط به حديقة تتوفر على أشجار ونباتات مختلفة فيما تطغى على الألوان  المستخدمة داخل وخارج المسجد اللونان الأخضر والأزرق أو ما يعرف بالتركواز الذي يجمع بين لون السماء وخضرة الأرض.

مسجد البروتوكول

تركيا أنقرة

عقب إنشاء مسجد أحمد حمدي أكسكي، أعلن وقف الديانة التركي أن جنائز الرؤساء المتقاعدين و رؤساء المجلس و أعضاء الحكومة و موتى ضباط الجيش ستؤدى مراسمها في المسجد بدل مسجد كوجاتيبي (الهضبة الكبيرة) الذي كان يحتضن هذه الجنائز.

مسجد الأطفال

13417443_1756076054607184_207275307320183408_n

عقب إنتشار صور أطفال يلعبون داخل مسجد أحمد حمدي أكسكي في قسم خاص بهم، سارع العديد من الأتراك على مواقع التواصل الإجتماعي بتسمية المسجد بـ”مسجد الأطفال”، مسجد أظهرت تعليقاتهم أنهم لطالما حلموا به و تمنوا وجوده، لما يضفي على المسجد من قيمة مسلوبة في حاضرنا، و هي جعل المسجد محور حياة الإنسان و غرس حب بيوت الله تعالى في نفوس الأطفال وتعويدهم على الحضور إليها للتعلق قلوبهم بها، مع حثهم على العناية بها ونظافتها واحترمها والهدوء فيها وتشجيعهم على ذلك بكل وسائل التشجيع والتعزيز.

(المصدر : أحوال المسلمين + وكالات)

Continue Reading

مساجد

أفريقيا الوسطى : “كيلو خمسة” آخر معاقل المسلمين فى بانجي

Published

on

بانجي – أفريقيا الوسطى | أحوال المسلمين

يعيش بضعة آلاف من مسلمي أفريقيا الوسطى في العاصمة بانغي بحالة حصار، تدعي القوات الأممية حمايتهم من هجمات مليشيات البالاكا المتكررة، بعد أن نزح أغلبهم منذ مجازر عام 2013 بعد الانقلاب.

شهدت بانجي العاصمة تغييرا في تركيبتها السكانية بعد أن غادرها معظم المسلمين خوفا على أنفسهم إلى مناطق أخرى، ولم يبق منهم إلا قلة اختاروا البقاء والتمسّك بأرضهم وممتلكاتهم.

“كيلو خمسة”، آخر معقل لازال يمتلكه المسلمين فى بانجي، هناك يتمسك العديد من المسلمين بمقولة “من يمتلك السلاح، تكون له الكلمة، ومن تكون له الكلمة، تكون له السلطة الكاملة”، و على اثر هذا أنشأ المسلمون مجموعة مسلحة للدفاع عنهم أسموها قوات الدفاع؛ يتزعم هذه القوات القائد العسكرى “نور” و الذي صرح خلال المجازر قائلا ” بيت مسلم واحد بثلاثين بيتاً نصرانياً”، مؤكدا على لسانه أن قوات الدفاع تدافع عن كل حق من حقوق إخوانها.

آثار الحرب لا تخفى على أحد وهى الأكثر بروزاً في الحي، الدمار والقتل تسبب فى هجرة آلاف العائلات التى قد حرّقت منازلهم، و دمرت مساجدهم، و سرقت أغلب مقتنياتهم من لدن الميليشيا النصرانية تارة و جنود البعثة الأممية تارة أخرى.

هنا في كل تقاطع شارع تجد نقاط التفتيش، حيث يقوم الجنود بتفتيش البطائق التعريفية للمواطنين و السماح أو الإذن لهم بالمرور الى الجهة الأخرى، من المهام التي يقومون بها أيضا (الجنود) رصد أى حراك أو تظاهرة فى محيط المنطقة الخاصة بالنصارى و المسلمين، فضلاً عن العديد من أبراج المراقبة البدائية التى قد بُنيت من رفات البيوت التى عثروا عليها.

المسجد المركزي في حي الكيلو خمسة في بانجي

المسجد المركزي في حي الكيلو خمسة في بانجي

جنود قوات الدفاع عن النفس القاطنين بمنطقة “الكيلو خمسة” ما هم إلا مجموعة من شباب عاطلين عن العمل، لا يسمح لهم بمغادرة الحي و لا يقدرون على التجارة لفقرهم الشديد بعد أن سرقت أمتعتهم، فقدوا عائلاتهم أثناء الحروب والآن يريدون القصاص، ويتدرب معهم كثير من الأشبال الصغار، من بينهم “عواد” ذو الستة أعوام والذى يحارب منذ الخامسة، فعندما تنظر لوجهه ترى رجلاً وليس طفلاً.

“قتلت الأنتى بالاكا (مليشيا نصرانية) جميع عائلتي” هكذا قال عواد بصوت حزين ناظراً إلى القائد “يوسف أحمد” الرجل الثانى فى قيادة الميليشيا المسلمة والذى ظهر فجأة من داخل أحد البيوت التى تستخدم كوحدة طبية، فقاطعه قائلاُ :”وذلك حتى يعرفوا جيدا أن رسالتنا ستكون قوية وواضحة”.

وأكمل عوّاد قائلاً :”إننى أقاتل دفاعاً عن المسلمين”، و يكمل :”لقد أرسلنى والدىّ لقضاء حاجة، وعندما عُدت إلى البيت وجدت ميلشيا الأنتى بالاكا قد قتلتهم جميعاً، لذلك ذهبت إلى قوات الدفاع الذاتى وأصبحتُ جندياً فى صفوفهم”. كان عواد فى البداية يحمل لهم الرسائل ويأتى لهم بالطعام ويساعدهم فى ذلك، أما الآن فهو يشكل جزءاً هاماً فى صفوفهم، فهو يحرس القائد “فورثى أنيميرى”.

واستكمل عوّاد حديثه قائلاً :”لقد رحبوا بي وهم الآن يعتبرونني واحداً من عائلاتهم” ناظرا إلى القائد أحمد الذى كان يبادله النظرات بابتسامة؛ هذا الطفل الذى ذاق الموت وعرف معنى البؤس فى عمر مبكر جداً و ذلك مقابل عدم تدخل المنظمات الدولية وعدم وصول مساعدتها.

فى الوحدة الطبية يوجد “حسان عبد العزيز” جريح منذ ستة أشهر، قد تمزقت ساقه اليمنى تماماً فقد أصيبت بثلاث طلقات مما أدى إلى تعفنها وإصابتها بغرغرينا، و لا يزال مستلقيا على نقالة، إنها معجزة أنه مازال على قيد الحياة.

أحد المتاجر المتواجدة داخل حي الكيلو خمسة في بانجي

أحد المتاجر المتواجدة داخل حي الكيلو خمسة في بانجي

” هذا هو كل ما أملكه من الدواء” هكذا قال حسان مشيراٌ إلى صينية بجانبه تحتوى على بعض من حبوب الباراسيتامول والإسبرين. يستدرك حسان :”الألم غير محتمل بالمرة، لا يمكننى أن أتحمل أكثر من ذلك، لكن لا أريد أن يبتروا ساقى”.

“يبلغ طول المنطقة خمسة كيلو مترات مربعة وهذه هى النقطة التى تحدث فيها غالبية المناوشات” هكذا وصف يوسف المنطقة، التي تبعد أمتار قليلة من محطة الإنقاذ الواقعة على جسر حدود قناة المياه الكبرى المنسكبة من المنطقة المسيطر عليها من قبل النصارى، والتى تقابلها فى الجهة المعاكسة لها، و التي تعتبر نهاية أراضيها.

و صرح الرجل الثانى في قوات الدفاع عن النفس قائلا” العدو فى الجانب الآخر، و تارة يقوم بالهجوم لإثارة الحرب والاستفزاز دون سابق انذار، ومن أجل ذلك نعبر الجسر سريعا إلى الجانب الآخر حتى نتبين عن بُعد مواقع النصارى المزعومة”، و يضيف يوسف بإصرار” نحن لا نهاجم، نحن ندافع عن أنفسنافقط، وفى كثير من الأحيان نتجنب تلك المناوشات حتى يسود الإستقرار فى المدينة”.

مدرسة نصر الدين في حي الكيلو خمسة بالعاصمة بانجي

مدرسة نصر الدين في حي الكيلو خمسة بالعاصمة بانجي

في الحي ذي الغالبية المسلمة، يتوافد النصارى التجار و معارف كثر للمسلمين الى الحي من أجل الزيارة أو بغية عمل، بينما يقيم آخرون جنبا الى جنب مع المسلمين، و خلال تواجدهم في الحي تحرص قوات الدفاع على تأمين تحركاتهم و الدفاع عنهم، و قد علّق أحد هؤلاء النصارى قائلاً :” قوات الدفاع عن النفس تحمينا وتجعلنا نعيش فى سلام”.

Continue Reading

مساجد

فرنسا: إعتداء متعمد بمسجد “السلامة” بمدينة أوش يودي بحرق %70 من المسجد

Published

on

By

أحوال المسلمين |  باريس – فرنسا

نشب حريق هائل بمسجد “السلامة” بمدينة أوش الفرنسية، و هرع رجال الإطفاء الى اخماد الحريق الذي وصفوه بالمتعمد جراء عثورهم على رائحة بنزين قوية بالمسجد.

هذا وتسبب الإعتداء بحرق 70% من المسجد فإلتهمت النيران المبنى ودمرت غرفتين للصلاة وأجزاء كبيرة من السقف، في حين أنه لم يخلف الحادث أي مصابين، ونشرت وسائل الإعلام الغربية تصريحاً للرئيس الفرنسي “فرانسوا أولاند” يدين هذا الإعتداء

من جهة أخرى أصدر “محمد الموساوي” رئيس اتحاد مساجد فرنسا بياناً أعلن فيه عن أسفه الشديد لهذه الحادثة ودعمه الكامل للمسؤولين عن المسجد والجالية المسلمة القاطنة بالمدينة، كما دعا مسلمي فرنسا إلى المساعدة من أجل إعادة بناء المسجد، وطالب محمد الموساوي السلطات القضائية إلى بذل قصارى جهدها للتعرف على مرتكبي هذا الحريق المدمر، وإلى تعزيز التواجد الأمني أمام أماكن العبادة.

يذكر أن مسجد السلامة تعرض لهجوم في يناير الماضي من هذا العام، حيث قام متطرفون بوضع لحم خنزيرداخل المسجد، بالإضافة الى تدنيسه عبر كتابتهم مخطوطات عنصرية نازية.

ويعاني المسلمين في الغرب وخاصة ” فرنسا” من إعتداءات من قبل متطرفون حيث يذكر أنه بعد حادثة ” شارلي ايبدو” التي جاءت رداً علي الرسوم المسيئة للنبي صلي الله عليه وسلم، وصل عدد الهجمات ضد المسلمين الي 100 حادثة وذلك خلال الإسبوعين بعد الحادثة.

Continue Reading

مساجد

بلوشستان :اغتيال مُصلى امام مسجد “مكي” بـ زاهدان

Published

on

في صباح يوم السبت الموافق 29 نوفمبر استيقظت سكان العاصمة زهدان على خبر اغتيال رجل يدعى “خدا نظر براهويى البلوشي ” خارج مسجد مكي في زاهدان عاصمة بلوشستان الغربية المحتلة من مجهولين يشتبه في انتمائهم للميليشيا الشيعية الصفوية.
image

و وفقا للتفاصيل فانه قام مسلحون باطلاق النيران على الضحية فور خروجه من المسجد بعد صلاة الفجر، وذكر شهود عيان ان 3 أشخاص كانوا يستقلون سيارة بيضاء اللون و انتظروا خروج المصلي من المسجد وأطلقوا النار فى جنون فور خروجه.
و لم يتم القبض على أي من المهاجمين حتى الآن او حتى التعرف عليهم، ولكن هده الجريمة تشبه سابقاتها من الجرائم التيك اعتاد على فعلها شيعه ايران ضد اهل السُنة فى اقليم البلوش المحتل .

Continue Reading
Advertisement
MEDIUM RECTANGLE