Connect with us

Published

on

أوزبكستان – أنديجان .. بعد المجزرة

أخبار

أوزبكستان : السلطات تحظر الإفطار الجماعي في أرجاء البلاد

Published

on

طشقند – أوزبكستان | أحوال المسلمين

أفاد مراسلنا من طشقند عاصمة أوزبكستان أن السلطات قامت صبيحة 26 شعبان الماضي بتعميم بلاغ على المطاعم و المقاهي في أرجاء البلاد تحظر فيها الإفطار الجماعي.

القرار انبثق من طلب لوزارة الديانة الأوزبكية الى الحكومة بمنع الإفطارات الجماعية للمسلمين في أرجاء البلاد، معللة طلبها بأن المسلمين يكتسبون من هذه اللقاءات دعما معنويا، و يتبادلون المواضيع و الأحداث في أحاديثهم، الأمر الذي بامكانه أن يخل بعلمانية الدولة.

رمضان الذي يحل بدولة أوزباكستان في السادس من يونيو الجاري سيكون محروما من نهاية اليوم المعتادة، نظام الدولة الديني، الإفطارات الجماعية في المساجد و المطاعم و الدعوات لحضورها.

المنع ابتداءا نفذ رمضان الماضي في عدة مناطق بالبلاد، لكن تنفيذه كان من لدن الدولة فقط، أما هذه المرة فقد دعى الشيوخ المنضوين في وزارة الديانة المسلمين الى تطبيق القرارات المتخذة و عدم الإخلال بها، و هذا ما صرح به مساعد رئيس إدارة الديانة الأوزبكي الشيخ “عبد العزيز منصور” بقوله “قامت بلدية طشقند حسب وصيتنا بمنع الإفطارات الجماعية في المقاهي و المطاعم، هذه الإفطارات لا تمثل سياسة دولتنا، في زمن الرسول عليه السلام كان يقيم موائد الإفطار لاطعام الفقراء، أما في أيامنا الحالية فقد أصبحت مترفة، ولذلك من اليوم فصاعدا لن يتم تنظيم أي موائد إفطار في البلاد”

و حسب خبر الشبكة السمعية “أزادليك” فإن حظر موائد الرحمان في أوزباكستان بدأ بين سنتي ٢٠١٤-٢٠١٥، أما عن المواطنين الأوزبك الذين امتنعوا عن الحضور الى هذه الموائد فقد قاموا بإرسال شكايات الى القناة السمعية، داعين الى وقف تنظيم مثل هذه الإفطارات في أرجاء البلاد، مدعين أن الملتقين في الإفطارات يكتسبون دعما معنويا من بعضهم البعض الأمر الذي يجب أن يوضع له حد على حسب تعبيرهم.

يذكر حسب آخر تقرير للأمم المتحدة أن ٢٠٪ من سكان أوزبكستان يعيشون تحت خط الفقر، بينما ٧٥٪ يعيشون على دخل ضعيف و في مناطق فقيرة، و تحتل أوزبكستان المرتبة ما قبل الأخيرة المحتفظة لكوريا الشمالية ضمن تقرير حرية الصحافة و الذي تضمنت دراسته لـ١٩٧ دولة و تعرضت للوضع القانوني، السياسي و الإقتصادي للبلاد.

Continue Reading

أخبار

أوزباكستان: قرار بمنع الحجاب واﻹكتفاء بالوشاح الوطني

Published

on

By

أحوال المسلمين | طشقند – أوزباكستان

طلبت السلطات بمدينة “فرغانسكيا دولينا” من المسلمات نزع حجابهنَّ، وارتداء الحجاب على الطريقة التقليدية لأوزبكستان ” الوشاح الوطني”، وصرَّح المتحدث الإعلامي للشرطة بوجوب التزام المسلمات بهذا القرار، مؤكدا أن الشرطة تشدد مراقبة المسلمات في الأماكن المزدحمة، مثل: الأسواق، وغير ذلك، مبررا أن السلطات أقرت ذلك لخشيتها من انتشار التطرف في البلاد.

والجدير بالذكر أن السلطات في أوزبكستان قد نفَّذت مثل هذا التعنُّت قبل عامين على عدد من المسلمات المرتديات للحجاب، مما أدى إلى ادانة واسعة للمسلمين حول هذا القرار، و فزع العديد من المسلمات ممن اضْطُرُرْنَ لنزع الحجاب خوفًا من بطش الشرطة.

لا يزال المسلمون في أوزبكستان يعانون من المجازر تارة و القوانين المجحفة التي سنتها السلطات و طالت قمع الحريات الدينية، والتضييق على مظاهر التدين فى البلاد، التى تقطنها أغلبية مسلمة، وذلك بفرض حظر على بيع ملابس نسائية، مثل الحجاب والعباءة، والتى اختفت من أسواق العاصمة طشقند وبات من الصعب العثور عليها فى أسواق المدينة الكبيرة، و قد فرضت السلطات، حسبما ذكرت وسائل إعلام محلية، غرامة على المحلات التى يتم فيها ضبط ملابس نسائية إسلامية محتشمة، وذلك فى خطوة اعتبرها ناشطون فى مجال حقوق الإنسان خطوة إضافية فى إطار حملة تستهدف مظاهر التدين فى البلاد.

هذا و قد قامت السلطات الأوزبكية بنصب كاميرات مراقبة فى أكثر من 30 مسجداً، منهم المسجد الجامع بمدينة نامنجان التاريخية العريقة متذرعة بأسباب أمنية ومكافحة السرقة، مما أثار حالة من مشاعر الاستياء بين المواطنين الذين اعتبروها خطوة جديدة فى إطار مخطط رسمى لقمع الحريات الدينية تضمنت أيضاً ضرورة إجبار خطباء المساجد بضرورة تسجيل أنفسهم لدى الجهات الرسمية.

تجدر الإشارة إلى كل من أوزبكستان وجارتها طاجاكستان سنت سلسلة من القوانين الصارمة تستهدف قمع الحريات الدينية لمواطنيها، وصلت إلى حد حظر الشباب من الصلاة فى المساجد، بحجة منع انتشار التطرف وانتقاله إليها من أفغانستان القريبة.

Continue Reading

أعلام الإسلام

‏أوزبكستان ‬:الشيخ محمد صادق المفتى السابق وصاحب أول ترجمة وتفسير للقرأن باللغة الاوزبكية

Published

on

أنديجان – أوزبكستان | أحوال المسلمين

اسمه الكامل هو محمد صادق محمد يوسف، ولد الشيخ محمد صادق بمنطقة أنديجان بتاريخ 15  ابريل عام 1952 م ينحدر من عائلة صوفية تابعة للطريقة النقشبندية، و يذكر أن جده ” محمد علي مُلا أنديجاني” توفي قبل الثورة البلشفية لروسيا و الذي كان معلما وثريا للغاية، اما ابوه ” صادق محمد يوسف” فقد ورث الصوفية لكنه لم يعمل بها ولم يعلمها كان معارضاً لحكم السوفييت إلا ان الإضطهاد أجبره علي الإبتعاد عن السياسه و التفرغ لإنشاء مدرسة إسلامية لتعليم أصول الفقه (تحت الأرض) هذه المدرسة التي تعلم بها الشيخ والابن محمد صادق محمد يوسف .

تعليمه :

recei

دُعي ابوه عام 1950 م من قِبل “إيشان بابا خان عبد المجيد خان” لتقديم محاضرات لتدريس القرآن وعلومه في المدرسة العربية” ميراي” في مدينة بُخارى، ثم عينه الإتحاد السوفيتي لرئاسة اتحاد مسلمي آسيا الوسطي “SADUM ” ثم منصب شيخ و حارس ضريح “بهاء الدين زنكي الأب المؤسس للطريقة النقشبندية الصوفية” حتي عام 1957 م ليكمل تدريس بمدرسة بخاري و تقاعد عن العمل فيها عام ١٩٦٠م
تعلم الدين على يد والده رحمه الله “محمد يوسف” في سنوات الطفولة الأولي كونه كان مُعلما ثم إلتحق بمدرسة التعليم المتوسط وأنهي سنوات تعليمه بها عام 1970 م ليلتحق بالمذرسة العربية “مير أي” في مدينة بخارى التي إفتُتحت عام 1940 م والتي دَرّس بها ابوه أيضاً.

أوزباكستان-قرغيزستان-صديق-يوسف-السعودية-ليبيا
أكمل تعليمه في المعهد العالي،للدراسات الإسلاميه في طشقند و الذي أنهي،دراسته فيه بتقدير إمتياز عام 1975 م .
عمل محرراً صحفياً في مجلة “مسلمو الشرق السوفيتي” ” sovet Musulmonlari ”

rece

صورة الشيخ محمد صادق مع المقبور القذافي خلال زيارته ليبيا

في عام 1976 م سافر الي،ليبيا علي اثر مسابقة أُقيمت للطلبه الراغبين للدراسة بالخارج ففاز بها بتفوق وإلتحق بالجامعة الوطنية للدعوة الإسلامية في ليبيا تخرج منها بتفوق و بجائزة مادية
في عام 1980 م سافر،الي اليابان،لإستكمال الدراسة حيث كان زميل صف لإمام مسجد طوكيو “محمد رشيد”.
بعدها عاد الي بلده الام (أوزبكستان) ليعمل بقسم العلاقات الدولية لمسلمي وسط اسيا في نفس الوقت عمل بالتدريس داخل المعهد العالي للدراسات الاسلامية بالعاصمة طشقد قدم به محاضرات عديدة عن التفسير و علوم الحديث و الفقه و احكام الشريعة منذ ذلك الوقت تكونت لدي الشيخ “محمد صادق” المهارات التنظيمية ساعدته علي تعزيز علاقاته فشارك في تنظيم سلسلة المؤتمرات الدولية التي وقعت بعام 1980 م بطشقند وطور المناهج بالمعهد .

رحلته مع دار إفتاء آسيا الوسطى :

أوزباكستان-قرغيزستان-صديق-يوسف-السعودية-ليبيا (18)

في مارس1989 م إنتُخِب من قبل مجلس اتحاد مسلمي وسط آسيا ليشغب منصب مفتي ديار آسيا الوسطي و كازاخستان .
كما انتخب نائبا للمجلس الاعلي لإتحاد الجمهوريات الإشتراكية السوفياتية
عمل مترجما خاصا لميخائيل جورباتشوف سكرتير عام الحزب الشيوعي السوفيتي و رئيس الدولة في الاتحاد مابين عامي (1988 م-1991 م) مع الوفود الدولية القادمة من سوريا و المملكة العربية السعودية
استغل كل تلك المناصب في تخفيف القيود علي المسلمين في ذلك الوقت حيث قدم لائحة رسمية تحوي عدد من الطلبات الهامة
و الضرورية للمسلمين من بينها:

+ السماح لمسلمي الإتحاد السوفيتي سابقا للسفر إلي المملكة العربية السعودية لآداء فريضة الحج
+ السماح للمسلمين بالسفر الي الخارج لدول الشرق الأوسط للدراسة الدينية خاصة السعودية
+ السماح ببناء مساجد جديدة
+ تدشين مؤسسات تعليمية اسلامية
+ السماح بنشر الصُحف الإسلاميه وتوسعها .
+ تخفيف القيود علي تعليم اللغة العربية .
وبالفعل بعض تلك المطالب نجح في تحقيقها و استرداد الحقوقة المسلوبة من المسلمين اليهم مرة أخرى، و عارض الشيخ بشده الفتاوى التي روجتها الحكومة اثناء خطب الجمعة حول إجازة وسائل منع الحمل و الإجهاض مما تسبب في خلق صراع بينه و بين مستشار الحكومة السوفيتية للشؤون الدينية و خاصة نائب المستشار الأول “مطلب عثمانوف”،  حيث كان الشيخ سبباً في غضب المسلمين و انتفاضهم ضد تلك الفتاوي اللاشرعية .

أوزباكستان-قرغيزستان-صديق-يوسف-السعودية-ليبيا (25)

في عهده زاد عدد المدارس الاسلامية الي 14 مدرسة والمساجد من 188 مسجد إلي 5000 مسجد ودُرست اللغة العربية و القياس في الفقه وذلك حتى عام 1990 م عارض ايضا طقوس التقرب للاضرحة بالمساجد فهي لاتمثل شيئا لا من الإسلام ولا المذهب الحنفي، فقام بتعيين إمام خاص في كل ضريح ليشرح لمّن يأتوا اليه تعاليم المذهب الحنفي وان عبادة القبور ليست عقيدتنا، وسعى للقضاء علي مظاهر الشرك مثل الشموع علي القبور و طحن غبار الأؤلياء لكنه واجه معرضة شرسة ممّن كانوا يهيمنون علي إدارة الأضرحة من الصوفيين .

استقالته :

أوزباكستان-قرغيزستان-صديق-يوسف-السعودية-ليبيا (12)

إستقال الشيخ محمد صادق من منصبه بسبب الوشايات الكاذبة للمفتي السابق شمس الدين خان باباخان والذي قام بتأجيج بعض الناس ضده فظهر علي الساحة انصار كلا الطرفين ووقع الصدام .
كما وقع صدام بينه وبين الشيخ “عبدوف قوري علي” لأسباب أيدلوجية و طموحات شخصية فكان الشيخ عبدوف صاحب الإتجاهات السلفية المجددة الذي كان يعتمد في تفسير القرآن علي النقاط المؤثرة التي قدمها الشهيد سيد قطب تقبله الله.
فكان منتصف يناير عام 1993 م تاريخ الاستقالة وتم الإستيلاء علي كثير من محفوظاته كما تم إتهامه بالاستفادة و المتاجرة ببيع المصاحف التي قدمها السعوديين لدار الإفتاء كهدية اثناء الزيارات الأمر الذي جعله يُخطط للخروج من البلاد الي ليبيا ومختلف البلاد العربية حتي وصل للسعودية .

رحلته مع رابطة العالم الاسلامي :

أوزباكستان-قرغيزستان-صديق-يوسف-السعودية-ليبيا (21)

في عام 1997 م عُيّن عضوا في رابطة العالم الإسلامي واعتبر الشيخ محمد صادق محمد يوسف بالفعل كعضو دائم في مجلس ادارة هذه المنظمة، هناك وخلال سنوات المنفى السبع دعم مسلمي طاجيكستان اثناء الحرب محاولا إقناعهم بتبني الوسائل السلمية للنضال لكن بائت مطالبته بالفشل .

أوزباكستان-قرغيزستان-صديق-يوسف-السعودية-ليبيا (9)
كما أصبح خلال تلك الفترة كاتباً غزير الإنتاج بين عامي 1994 م-2000 م حيث كتب 60% من اعماله المشهورة اكثر من 20 كتاب ونشرات كلها باللغة الأوزبكية تُرجمت بعضها للغة الروسية كما نشر المركز الثقافي في “أوش (قرغيزيستان) و كزاخستان” 10 كتابات له من بينها “هلال التفسير”، “لمحة عامة عن التصوف”، “الاختلاف”، “التعليم الديني”، “التدريب العقلي” ، “المذاهب السنية” و “المرأة و الحياة”.
و لشغفه بالعلاقات الدولية خصص غرف من منزله علي الطراز البروتوكولي الدبلوماسي تعلم من خلالها كيفية التصرف والتعامل مع السياييين و الصحفيين الأجانب و الباحثين و الناشطين .

مؤلفاته :

أوزباكستان-قرغيزستان-صديق-يوسف-السعودية-ليبيا (4)

افضل كتبه هي كتاب التفسير و الترجمة للقرآن الكريم باللغة الأوزبكية واضعاً إياه في 6 مجلدات
و كتاب الحديث والحياة ” و هي سلسلة من الكتب التي تتناول تاريخ الاسلام بالتفصيل و تاريخ جميع الأنبياء وضعه في 40 مجلد ”
و كتاب “تربية الروح ” كتاب تربوي لتهذيب الروح وضعه في 3 مجلدات.
بالاصافة لكتب الفقه و الشريعة الإسلامية في ثلاث مجلدات .
ترجم العديد من مؤلفات الإمام البُخاري رحمه الله الي اللغة الأوزبكية.
و عند كل مقدمة كتاب او خاتمه يكتب تلك السطور:” شعارنا الوصول للإيمان الحقيقي نحو جوهر الإسلام نريد تعلم القرآن و السُنة وإتباعهما وإتباع السلف الصالح فهم خِيرة أجدادنا، نريد نشر التسامح والإخاء بين بني الإسلام ، والقضاء علي الأمية الدينية واضعين بذلك حداً للتناقضات و الإنقسامات المذهبية لتطهير ما عندنا من تعصب.

وفاته :

أوزباكستان-قرغيزستان-صديق-يوسف-السعودية-ليبيا (14)

توفي الشيخ محمد صادق يوم 10 مارس 2015 على الساعة ال 10 صباحا، و حضره دفنه العشرات المسلمين و تم نعيه من قبل مختلف الجمعيات العالمية، و أفاد أحد الحاضرين جنازته قوله “اليوم نفقد عالما جليلا في صمت، رحل الى الدار الأخرى تاركا وراءه ارثا ضخما يجب علينا المحافظة عليه و نشره و الاستفادة منه، فتلك هي صدقة الشيخ الجارية على الأمة الاسلامية جمعاء و خصوصا مسلمي أوزباكستان”.

صور متفرقة للشيخ :

Continue Reading

أوزباكستان

أوزبكستان.. نافذة على أبواب الجحيم بقلم/ عبد الباقي خليفة

Published

on

يعيش أكثر من 90 في المائة من الشعب الأوزبكي وهي نسبة المسلمين (من أصل 26 مليون نسمة هم عدد سكان البلاد )، في أوضاع حقوقية مزرية، و” يعاني الملتزمون منهم بالاسلام من الاضطهاد الذي بلغ حد الرمي بالضحايا في مياه تغلي مع الآسيد، إذا رفض إقرار التهم الملفقة في تقارير الاستخبارات بأنه عضو في أحد الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة. وأن أشخاصا لا يعرفهم كانوا خاضعين لقيادة أسامة بن لادن “.

هذه الشهادة ليست لمسلمين من أوزبكستان، وإنما لسفير بريطانيا السابق هناك غراي موراي الذي أكد بأن “الاستخبارات الازبكستانية كانت تعذب السجناء وتنقل على ألسنتهم معلومات خاطئة للاميركيين والبريطانيين ” وكان غراي موراي قد شعر باستفاقة ضميره بناء على تراكمات معرفية لها صلة بالممارسات النازية قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية، عندما وصلته صور فتوغرافية بعد اسبوعين من وصوله إلى أزبكستان ” كانت شهادة ساطعة على أول عملية تعذيب علمت بها “وكانت الصور لشاب تم تعذيبه ورميه في ماء مغلي حتى فارق الحياة، وهو أسلوب استخدمته الاستخبارات الازبكية مع المئات من أبناء الشعب الازبكي المسلم ” لم أتمكن من معرفة ما حل بجسد ذاك الشاب عندما تمعنت في الصور، ولذلك أرسلتها إلى جامعة غلاسكوف في اسكتلندا، وكشفت التحاليل إنها لناشط اسلامي كان في معتقل غياسليبيا حيث تعرض للتعذيب حتى الموت ” و يتابع ” وضع جسده في نعش مقفل وطلب من أمه أن تدفنه دون أن تفتحه، ولكنها كانت جريئة ولم تخضع للتهديدات، وفتحته في منتصف الليل، والتقطت له عدة صور ثم قامت بارسالها إلي “وكانت نتائج التحليل إن الشهيد ” ألقي به في سائل مغلي بعد أن ظل وفيا لمبادئه حتى الموت، ونحن هنا لسنا أمام صور من جيل الصحابة جيل خباب وعثمان بن مظعون وجعفر الطيار رضي الله عنهم، وإنما فتية من فتية الاسلام في القرن الواحد والعشرين رضي الله عنهم.

دموية فضيعة:

لقد توفي الشاب بعد وضعه في سائل مغلي ” يظهر ذلك بشكل جلي من خلال ظهور خط واضح في القسم الاعلى من صدره وذراعيه ” كانت تلك التحليل مثار فزع لدى من كانت لديه ذرة من انسانية، ومنهم السفير المذكور “سيطر علي الرعب طبعا، لكني علمت بأن ما حدث لذلك الشاب ليس سوى حلقة في سلسلة طويلة “.

وجميعنا يتذكر صور المجزرة التي قام بها نظام كريموف في 14 مايو 2005 والتي ذهب ضحيتها وفق الاحصائيات الرسمية 187 شخصا، بينما قالت مصادر أخرى إن عددهم تجاوز الثمانمائة شخص، قتلوا رميا بالرصاص في الشارع لأنهم كانوا يتظاهرون ضد نظام كريموف.ورغم مطالبة المنظمات الحقوقية الانسانية الكشف عن ملابسات تلك الجرائم إلا إنه لم تسفر تلك المطالبات عن نتائج ذات بال. وظلت السلطات الازبكية تمارس عمليات التعذيب والقتل داخل المعتقلات ضد المعارضين السياسيين، ولاسيما الاسلاميين منهم.

ورغم علم لندن وواشنطن بما يجري في سراديب المعتقلات الاوزبكية، إلا إنها لم تحرك ساكنا لوقفها، كما تفعل مع الانظمة التي تصفها بالمارقة، بل أصبحت الاعترافات القسرية والمعلومات الخاطئة التي أدلى بها المعتقلون في أزبكستان أداة سياسية في يد الاستخبارات الاميركية والبريطانية.

وفي الشهادة التي قدمها السفير البريطاني غراي موراي لبعض وسائل الاعلام الاوروبية، يلاحظ المرء مدى استخفاف الادارات الغربية بقضية حقوق الانسان، عندما تكون مصالحها في انتهاكها ؟!!!

توطئ امبريالي:

” استدعيت إلى لندن للمشاركة في لقاء الثامن من مارس أخبرني مسئول الشؤون السياسية في وزارة الخارجية بأن استخدام معلومات ناتجة عن أعمال التعذيب أمر شرعي مضيفا بأن المخابرات لم تمارس أي أعمال تعذيب أو تحرض أحد على التعذيب للحصول على المعلومات ” ويتابع ” لذلك كانوا يعتبرون حصول الاستخبارات الازبكستانية على المعلومات من خلال التعذيب ونقلها إليهم يجري في الاطار الشرعي والقانوني، وهذا في نظرهم ينطبق على مصر و تونس وسوريا رغم أن الأخيرة في دائرة الدول المارقة ” ؟!!!

يواصل الدبلوماسي البريطاني الادلاء بشهادته المثيرة ” استدعوني عندما كنت عطلتي في كندا، ووجهوا لي 18 تهمة، وكانت تلك الاتهامات من النوع الذي يوجه عادة للاشخاص بقصد تشويه سمعتهم، اتهموني بالادمان على الكحول، وبسرقة أموال السفارة، وغير ذلك من الافتراءات والاقاويل الباطلة، ورغم إن جميع تلك الاتهامات باطلة إلا إنهم هددوني بنشرها إن لم أقدم استقالتي ” لقد سقطت كل الاتهامت الموجهة إليه فيما بعد ولكن الخطر كان يحيط به من كل جانب ” أجبرت على تقديم استقالتي بعد 21 سنة من الخدمة كان ذلك القرار صعب جدا، تدهورت حالتي الاقتصادية بشكل مريع بعد أن وجدت نفسي فجأة دون عمل، سدت جميع أبواب التوظيف في وجهي، وماعدت قادرا على ايجاد عمل بعد أن شوهت سمعتي، لقد عشت مرحلة قاسية “.

طريقة مبتكرة:

وفي الاسابيع القليلة الماضية قدم ديك مارتي في باريس تقريره عن الرحلات الجوية السرية التي كانت تقوم بها وكالة الاستخبارات الاميركية المركزية السي آي إيه، والتي كشفت تورط الاستخبارات الاوروبية في تلك العمليات القذرة، في وقت كانت السلطات الاميركية تقوم فيه بتسليم المتهمين للبلدان التي تمارس فيها أعمال التعذيب واستخدام المعلومات الناتجة عنه، بما في ذلك البلدان التي تضنف على إنها مارقة مثل سورية. ” اطلعت على وثائق لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية السي آي إيه، ومن المؤكد أن وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس ووزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد قد اطلعا عليها، وهي تقارير عن التعذيب، تم إعادة صياغتها وتعديلها قبل خروجها من إطارها السري ” ومن ذلك ” يقرأ في بعضها على سبيل المثال المعتقل يقول أو فلان يقول، وربما يكون المعتقل و فلان شخصا واحدا وربما لا، يصعب تحديد هوية المعتقل في التقارير المعدلة أو تأكيد تعرضه للتعذيب، وهذه طريقة مبتكرة تسمح لكبار المسئولين بالقول: لم أطلع على أي وثائق ناتجة عن عملية تعذيب “.

حرية الصحافة:

لقد عمل غراي موراي على تجميع وثائق عن انتهاكات حقوق الانسان في جميع أنحاء العالم ونشرها في وقعه على الانترنت، لكن الصحافة البريطانية كما يقول ” تجد صعوبة كبيرة في مواجهة هذه المسألة بشكل علني، فلم يسألني أحد على سبيل المثال إن كانت الوثائق التي نشرتها على موقعي صادرة عن أشخاص أو إذا كنا نحرض السلطات في أوبكستان أو مصر وتونس وسورية على تعذيب السجناء وبذلك تمكن ( الفورن أوفس ) نتيجة لذلك من تظليل الرأي العام “.

ولم يعد الاعلام البريطاني يجرأ منذ عدة سنوات على عرض مشاهد تعتبر في عرض السطات تمس بالروح الوطنية، فقد أقيل مدير البيب بي سي من منصبه لأنه قال بأن العراق لا يملك أسلحة الدمار الشامل، الجميع أصبح اليوم يدرك هذه الحقيقة و لكن مديرا البي بي سي أجبرا على تقديم استقالتهما بعد نشرهما لهذا الخبر و لهذا يتجنب الصحافيون البريطانيون الخوض في هذا الموضوع. ” الشهادة التي أدليت بها بخصوص الرحلات السرية الجوية للاستخبارات الاميركية أثارت اهتمام البرلمانيين الاوروبيين ” وقال ” الأمر الذي نزل علي نزول الصاعقة هو اكتشافي بأن الموظفين الذين كنت أعمل معهم منذ أمد بعيد كانوا يعلمون بما كان يجري، لقد دهشت بأن مايكل ورد وجد مببرات ( شرعية ) للتحايل على القانون الذي يمنع اللجوء إلى التعذيب، لذلك قلت في نفسي لماذا لا يتحمل الاشخاص المسئولية الاخلاقية لما يفعلونه، فإذا بدأنا بتبرير التعذيب من الناحية القانونية يسهل علينا أيضا كيف تمكن النازيون من ايجاد مبرر إلى سوق الآلاف لمعسكرات الاعتقال باسم الواجب أو الطاعة لاوامر رؤسائهم وتنفيذ الاوامر العليا.

الديكتاتورية والامبريالية:

تؤكد المعارضة ومنظمات حقوق الانسان أن الرئيس كريموف أمر بإبادة المدنيين لخنق كل معارضة لنظامه متترسا بحرب الحركات الاسلامية بحثا في ذلك عن البراءة و السكوت و الدعم من الغرب، رغم أن بعض الاوساط بدأت تتفهم رسالة الحركات الاسلامية ووصفتها بأنها ثورة ديمقراطية كما ظهرت تعبيرات ملغومة مثل زالزال ديمقراطي في بعض وسائل الاعلام الغربية.

لقد أبرزت أحداث أزبكستان المتأرجحة بين موسكو وواشنطن وبكين بوضوح غياب الاستقرار في آسيا الوسطى، وهي الحجة التي يتوسل بها المستبدون و الطغاة لدى الغرب للبقاء في السلطة و حفظ مصالحه وزيادة، لكن تلك الحجة سقطت في أزبكستان وعدد من الدول الاخرى مما جعل الغرب يعيد حساباته السابقة و أصبح يخشى على بيضه الذي إئتمن الانظمة الديكتاتورية عليه فظهرت مواقف – و إن كانت في غير المستوى المطلوب – تطالب بفتح تحقيقات في تلك المذابح. وذلك بعدما تبين عجز كريموف عن إبقاء أزبكستان بلدا مستقرا بالمفهوم الاميركي لمناطق نفوذها. مما يكشف زيف الادعاءات الاميركية لنشر الديمقراطية والاصلاح في العالم الاسلامي.

شهادات من داخل أزبكستان:

تمكن كريموف من خلال تمكين روسيا من تحقيق أهدافها في أوبكستان و أميركا من إقامة قواعد عسكرية فوق التراب الازبكي، واقتسام النفط عوائده مع الشركات العابرة للقارات دون الشعب القابع في زوايا النسيان ومرابض الفقروالعوز. وهذا ما جعله يقدم على ارتكاب جرائمه دون أن يحسب للضحايا من أبناء شعبه أي حساب، وهو كأي ديكتاتور مستعد لبيع مصالح بلاده للاجنبي مقابل الاحتفاظ بالسلطة. تقول إلينا ساليفا من منظمة تعنى بحقوق الانسان في أوبكستان ” لا يمكننا أن نفعل شيئا، لا يمكننا أن نساعد الضحايا ” و قالت غالية أنديان ” لقد قتل أناس فقراء و ابرياء، السلطة مسؤولة عما حصل و رموزها لم يكونوا هناك، زبانيتهم فقط حضروا لاداء المهمة القذرة ” و قال فايز الله شاكيروف ” أعرف إمرأة فقدت 4 ابناء وكثيرون لا يعملون وليس لهم المال لاطعام عائلاتهم و لا يملكون كسرة خبز يأكلونها ” و قال خالد انديان ” من أعطاهم الحق في إطلاق النار على المدنيين العزل و الابرياء، قتلوا ولدي و هو اب لثلاثة أطفال من سيكفلهم، أنا متقاعد و لي 67 عاما و سيصعب علي الاهتمام بهم كما يجب “وقال محمد أنديان “أميركا شريك استراتيجي لكاريموف و إلى جانب مسؤوليتها عما حدث من خلال الدعم الذي تقدمه لكريموف، هي مسؤولة عن الدماء التي سالت في أنديجان و التي ستسيل في المستقبل في أزبكستان ” و تابع ” أعتقد بأن أميركا مسؤولة بشكل جلي بسبب دعمها اللامشروط لكريموف ” وقال سعيد زاييكوف ” كنت في العمل عندما بدأت قوى القمع في إطلاق النار على الناس، وكان ابني أمام البيت و عندما عدت لم أجده و لا أزال ابحث عنه منذ ذلك اليوم، قيل لي إنه في المستشفى و لكن السلطات منعتني من رؤيته ولا أدري إن كان في المستشفى أم لا، أتيت له بطعام و لكنهم يقولون إنه لم يعد هنا، أطلقوا النار على ساقيه و لا أحد يعلم أين هو ” وقال احد المشاركين في الاحتجاجات طلب عدم ذكر اسمه ” وصل الجنود للساحة و بدأوا باطلاق النار على جموع الناس بدون أي تمييز بين الاطفال والنساء والمسنين ” وقال ” قررنا تشكيل فريق متلاحم وشكل الرجال درعا خارجيا و لكن الجنود أطلقوا النار علينا وكأننا كلاب، لقد كانت مجزرة بكل ما تعني الكلمة من معنى ” وتابع ” في مؤتمر صحفي من السهل تشويه الحقائق و لكننا نقلنا الادلة ” وأخرج من جيبه ظروف رصاصات فارغة لاسلحة استخدمت في قمع الاحتجاجات وهي رصاصات أسلحة مضادة للدروع والطائرات. وقال إذا لم يجر تحقيق فنخشى أن يقوم النظام بإبادة الشعب و لا سيما المعارضة. أما باختيار رحيموف أحد الزعماء الاسلاميين في ازبكستان والذي اعتقل لاحقا فقال ” إذا واصل كريموف هذه السياسة الهجومية فسوف نقاوم حتى الرمق الاخير لان الشعب يقف معنا و سنقف بدورنا إلى جانب شعبنا، لسنا زعماء لهذا الحزب أو ذاك ولا ننتمي لاي فريق ولا نحصل على اي تمويل من أحد لدينا دعم الناس في ازبكستان و غيرعيرستان فهناك يدعمنا المسلمون “. و يقول المراقبون إن الطريق الذي اختاره كريموف كان خاطئا، فقد واجه مطالب شعبه على الطريقة السوفياتية القديمة و فشل في تحقيق مأربه،  سيشهد السقوط الذي ينتظره، فخشيته على حياته جعلته عصا بدون عقل، وعلق استبداده على مشجب محاربة الحركات الاسلامية الذي يلقى في الغرب صدى ايجابيا لكنه غير مضمون. واليوم يتحدث شهود العيان عن وجود مقابر جماعية لضحايا قام جنود كريموف بدفنهم سرا مما يجعل رقم الالف ضحية يرتفع إلى مستويات أكبر من ذلك بكثير

العد التنازلي لنظام كريموف:

لقد بدا العد التنازلي لنظام كريموف الذي يمسك بقبضته الحديدية أعناق شعبه البائس منذ 16 سنة، فمنذ 1991 و هو يواصل قمعه للحركات الاسلامية في أزبكستان فهناك الآلاف من الشباب الاسلامي داخل السجون في ظروف سيئة للغاية ومعظمهم قضى عدة سنوات دون توجيه أي اتهامات لهم فضلا عن محاكمتهم، بسبب أن اعتقالهم كان لمجرد الشبهة فكل صاحب لحية مشبوه و كل من يصلي مشبوه و كل قريب لمشبوه مشبوه حتى أضحت أزبكستان مجتمعا من الاشباح. و في ظل وضع متوتر كهذا تمت أحداث أنديجان التي يؤكد المراقبون أنها لن تكون الاخيرة، فالدماء التي أهرقت لن تسهل الصلح مع نظام دموي والغ في دماء شعبه و مسؤول عن تجويعه، حيث الاوضاع السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية من السوء لدرجة لم يعد فيها الشعب يتحمل الاوضاع القاسية التي يعيشها. ولا يمكن لشعب تعداده 26 مليونا أن يظل حبيس الاقفاص التي وضعها فيه الطاغية كريموف. فهذا الديكتاتور العميل للقوى الكبرى أصبح من الصعب عليه في ظل تفاقم النقمة الشعبية على نظامه و تحرك الجهات الدولية تحت ضغوط شعوبها و منظمات الدفاع عن حقوق الانسان ممارسة ارهاب الدولة على نطاق واسع كما حدث نهاية النصف الاول من شهر مايو.

الأطماع الدولية في أوزبكستان:

تقع أوزبكستان في منطقة تقاسم نفوذ سياسي وثقافي واقتصادي فهي ساحة خلفية لروسيا التي ورثت الاتحاد السوفياتي، وأطماع روسيا لا تزال قائمة ليس في أزبكستان فحسب بل آسيا الوسطى بكاملها ومنطقة القوقازولا سيماالدول الاسلامية التي أضحت نهبا لكل طامع من الشرق والغرب. وتصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاخيرة تؤكد ذلك ” انهيار الاتحاد السوفياتي كان أكبر كارثة حدثت في القرن العشرين ” و سليل الاستخبارات الروسية يسعى منذ توليه السلطة جعل الجمهوريات المسلمة في القوقاز ووسط آسيا في دائرة نفوذه. والولايات المتحدة تريدها مكانا لمراقبة الصين ومناطق نفوذ جديدة حيث تقيم قواعد عسكرية فوق أراضي أزبكستان، و كانت الاتصالات بين واشنطن و طشقند قد بدأت في منتصف الثمانينات على قاعدة ” النفط و القواعد العسكرية مقابل ضمان السلطة ” و بذلك أصبح كريموف شرطي المنطقة مثل شاه ايران سابقا تمارس من خلاله اميركا نفوذها في آسيا الوسطى. كما تمثل أهمية استراتيجية بالنسبة للصين المتعطشة لنفط آسيا الوسطى و خاصة نفط بحر قزوين، و اسرائيل الباحثة عن فضاء يطوق المحيط الرافض لوجودها، والزحف من خلال محاصرة المركز الاسلامي عبر أطرافه، إضافة لتركيا وباكستان وايران و السعودية و بقية دول العالم الاسلامي التي تربطها مع دول المنطقة وشائج ثقافية و اقتصادية، لكن نفوذها مقارنة مع الاطراف الاخرى يعد ضعيفا للغاية. و تعتبر القوى المتصارعة في آسيا الوسطى المنطقة هشة و معرضة للزوال في أي لحظة، مستحضرة في ذلك ما حدث قبل أحداث أزبكستان في غيرغيرستان التي فر رئيسها بعد احتجاجات شعبية عارمة. و هذا ما دفع كريموف لارتكاب مجزرة في أنديجان العام الماضي للحيلولة دون السقوط في مصير جاره الغيرغيرستاني. لكنه لم يدرك بأن قتل الناس و إقامة بحور الدماء على مذبحة السلطة قد غذى المعارضة و مكنها من أوراق جديدة و أسلحة جديدة تستخدمها ضده.

استراتيجية العدوان:

و في خضم التحولات التي يشهدها العالم الاسلامي و لا سيما منذ سنة 2001 فإن الهدف الاستراتيجي للغرب و لا سيما أميركا هو المحافظة على مناطق النفوذ عبر دعم السلط الغاشمة مع تشجيعها على قدر من الانفتاح تمتص به حالة الاحتقان، وفي حالة انفلات زمام الامور من أيديها يكون تقسيمها و تفتيتها هو الحل الجاهز. وهذا ما ينطبق على ازبكستان و غيرها من الدول الاسلامية بما في ذلك العراق و غير العراق. وتعتقد المصادر الغربية إن أزبكستان بها مناطق نفوذ بعضها تابع للرئيس كريموف لكنها متاثرة بالنفوذ العسكري الروسي و بنفوذ أميركا التي أضحت أزبكستان إحدى قواعدها بعد الحرب على أفغانستان في سنة 2001 حيث تم إقامة قاعدتين عسكريتين اميركيتين في البلاد. وتخشى أميركا أكثر من المناطق التي بها شروط البقاء مثل الماء و الزراعة و الذي ينطبق على سهل فرغانة الواقع بين أوبكستان و غيرغيستان و طاجيكستان و الذي يعد معقلا للحركات الاسلامية في آسيا الوسطى. كما تحدد مناطق أخرى لنفوذ الجهات المحلية المرتبطة بجهة داخلية أو دولية بعينها.

أوزبكستان إلى أين:

لا شك أن الاحداث التي شهدتها أزبكستان العام الماضي و تحديدا والجانب الشرقي منها سيكون له ما بعده فهي بداية لثورات أعم و أكبر، ما لم يبادر كريموف لتصحيح مساره الحالي و تعامله مع الشعب الازبكي بطريقة حضارية، و السماح لاحزاب المعارضة بحرية التعبير و تنظيم المظاهرات السلمية و الاحتكام لصناديق الاقتراع لحل الخلافات السياسية و توزيع الثروة بشكل عادل. كما أن المعارضة و بعد تجربة 16 سنة من حكم كريموف لم تجد في نظامه ما يدعو للتأني في انتظار الاصلاحات التي لم تأت و لم يعلن عنها في أوزبكستان حتى الآن بل لم يعلن حتى عن اجراء تحقيقات مستقلة فيما جرى في انديجان، وبالتالي فإن المعارضة قد تلجأ إلى الاحتكام للسلاح مرة أخرى، خلافا لما جرى في جمهوريات أخرى مثل أوكرانيا و غيرغيرستان وغيرها. في حين ستظل القوى الاقليمية و لا سيما روسيا و القوى الدولية و تحديدا أميركا و حلف شمال الاطلسي ترقب الاوضاع عن كثب بعد أن وضعت المعارضة الاسلامية تحت المراقبة الشديدة، و هذه القوى متأهبة للتدخل العسكري المباشر وهي تروج الآن لمقولة إن ” استقلال الجمهوريات السوفياتية السابقة أدى للعنف، ولم تتحسن حياة الناس رغم وجود النفط الذي يتم اقتسامه بين كريموف و شركات التنقيب ” و ” جمهوريات متخلفة تقلصت هويتها الوطنية و ليس لها ثقافة و محكمومة بالبروباغاندا التي يمارسها كريموف ” ورغم استعداد هذه القوى للتدخل بقوة السلاح إلا أنها لا تمتلك برامج تنموية كما هو الحال في افغانستان و العراق، وهو ما يؤكد أطماعها في ثروات البلاد و ليس في تنمية شعبها. فروسيا تسعى للهيمنة من جديد باسم روسيا الكبرى بدل الاتحاد السوفياتي و أميركا تسعى لتقليص الحضور الروسي وبناء امبراطورية امبريالية بدون بدائل اقتصادية و سياسية بما فيها ارساء دعائم الديمقراطية و التعامل مع الواقع لا قمعه. و التآمر مع الديكتاتوريات و الامبرياليات الاخرى ضد الشعوب و ثرواتها. وفي كل الاحوال تبقى المقاومة و المقاومة بأشكالها المختلفة فقط الحل الوحيد لمواجهة الديكتاتوريات والاحتلال على حد سواء.

Continue Reading

أوزباكستان

الهروب من جحيم كريموف (أئمة أوزبكستان في مساجد السويد) بقلم / علاء البشبيشي

Published

on

يَسعَى الطغاةُ دومًا لإبعاد أهل الحقِّ؛ خوفًا من انتشار الخير الذي يحملون، وأنَّى لهم ذلك مع أناس هم كالغيث أينما حلُّوا نفعوا؟! إنها قصة الحق الذي أخرج شطأه في أوزبكستان، فأراد طاغيتُها اجتثاثَه، فأَبَى الله إلا أن يستوي على سوقه في السويد!

عَايَش علماءُ المسلمين في أوزبكستان اضطهادًا لا يُحتَمل على أيدي سلطات بلادهم، التي تشارك في الحملة الأمريكية العالمية على “الإرهاب”، الأمر الذي اضطرَّ الكثيرين منهم إلى اللجوء إلى السويد، حيث لم يجدوا فحسب نسائم الحرية التي افتقدوها طويلًا، بل التَقَوْا أيضًا بالعديدِ من أبناء أوزبكستان الذين هربوا من بلادهم تحت وطأةِ القهر والاضطهاد الدينيِّ.
هؤلاء العلماء الذين ذاقوا الويلاتِ على يدِ الدكتاتور “إسلام كاريموف”- الذي تسلَّم السلطة عام 1991، بعدما كان السكرتير الأول للحزب الشيوعي أثناء الحقبة السوفييتية- أصبحوا الآن يديرون العديد من المساجد التي افتُتِحت في ربوع السويد، وهو ما لم يحلموا به قَطُّ في بلادهم.

بِدايَة الغَيْث

معمورجان قاري، أحد مواطني مدينة “أنديجان” الواقعة شمال شرق أوزبكستان [حيث قتلت القوات الحكومية آلاف الناس في مجزرة بشعة عام 2005]، حصل على حقِّ اللجوء السياسي في السويد منذ أقلّ من عام، وهو الآن يعيش في مدينة “تيمرو”، حيث افتتح مسجدًا بمساعدة بعض رفاقه، عن طريق استئجار بناءٍ مهجورٍ أعادوا تجهيزَه وتوسعةِ بعض حجراته.

ولم يلبث معمورجان قاري طويلا حتى أصبح أحد الشخصيات المؤثرة التي تلقَى احترامًا كبيرًا في أوساط المهاجرين الأوزبكيين وبقية المسلمين الذين يعيشون في مدينة “تيمرو”، إلا أن المعاناة التي شهدها في أوزبكستان ما تزال تجعله حريصًا وهو يتطرق إلى الأوضاع في وطنه، وإن كان حديثه الرقيق وصوته الهادئ يُنبِئَان بأن الرجل غيرُ منخرطٍ في السياسة.

ويأبى “معمور جان قاري” أن ينسى إخوانه الذين ما زالوا في “جحيم كريموف”، الذي يرزح فيه 6,000 سجين على الأقلّ خلف قضبان السجون، وفقًا لتقديرات منظمة العفو الدولية، لذلك فهو لا يفتأُ يذكُرهم “سيكافئ الله هؤلاء الذين يعانون من سطوة النظام الدكتاتوري في أوزبكستان، فهم يواجهون قمعًا وإذلالاً على كافة الأصعدة السياسية والدينية والاقتصادية، وتعذيبًا داخل غرف أجهزة تنفيذ القانون”، ويضيف: “نحن دائمًا ندعو لهم، فهذا هو الشيء الوحيد الذي نملكه”.

وقد بدأت مساجد شبيهة بمسجد “معمورجان قاري” تنتشر في ربوع السويد، كما أن العديد من المسلمين في مدن أخرى مثل “كالمار” و”أوريبرو” و”هيلفورس” و”سترومسوند” يُصَلُّون في مساجد يقوم عليها أئمة أوزبكيُّون، وتضمُّ هذه المساجد مسلمين من مختلف أنحاء العالم.

العَيْنُ الخفيَّة

ورغم توسع نشاطاتهم، ما زال الأئمة الأوزبكيُّون يتحدَّثون بحرص حينما يُسألون عن أهدافهم وأفكارهم ومواقفهم السياسية، كما لو كانوا يخافون أن تكون “العين الخفية” التابعة لجهاز الأمن القومي الأوزبكي ما تزال ترصد كلَّ خطواتهم.

يقول الشيخ “مقيمجان محمودوف” إمام أحد المساجد في مدينة “هيليفورس”: إنه والعديد من الأئمة الآخرون يرغبون في بقاء أنشطتهم في الظلِّ، لأن إظهارها ربما يكون ضررُه أكثرَ من نفعه، ويردف: “حتى إننا نطالب الصحفيين السويديين بألاَّ يكتبوا عنَّا”.

هذه المخاوف ربما يبرِّرُها الحريق المتعمَّد الذي أصاب مسجد الإمام “قابد قاري نازاروف” أحد المُدرَجِين على القائمة السوداء في أوزبكستان، بزعم قيادته للحركة الوهابيَّة في البلاد!

وخلال هذا الصيف افتتح “عابد قاري نازاروف” للمرة الثانية مُخَيَّمًا للأطفال في جامبتلاند، وهي منطقة بديعة شمالي السويد، بعدما استأجر فيلا لهذا الخصوص، يستمتع فيها الأطفال بالطبيعة ويتلقَّوْن بعضًا من التعاليم الإسلامية يوميًّا، ويستمعون إلى محاضرات الإمام.
حينما زار الصحفيون المخيَّمَ الذي دشَّنَه “عابد قاري نازاروف”، استرعى انتباههم لافتةُ ترحيب باللغة الأوزبكية في المدخل مكتوب عليها “مرحبًا بكم في المخيم الصيفي”.

ولا تقتصر جهودُ الشيخ “عابد قاري نازاروف” من أجل توصيلِ رسالته في السويد على “مخيم الأطفال”، الذي دشَّنه عام 2006 [إثر وصوله إلى هناك مهاجراً فارا بدينه] بعد اعتقال عددٍ من رفاقه جنوبي كازاخستان وتسليمهم لحكومة أوزبكستان، بل يمكن مشاهدة محاضراته في موقع يوتيوب، وقراءتها في موقعه Islomovozi.com ، حيث يجيب أيضًا عن مختلف الأسئلة التي تصله.

لقد آتت الأنشطة المكثفة التي يقوم بها الأئمة الأوزبكيُّون في أوروبا أُكُلها، فالكثير من الأوزبكيين الذين كانوا لا يعتبرون أنفسهم ملتزمين قبل وصولهم إلى أوروبا، بدءوا في ارتياد المساجد، وربما يرجع ذلك إلى أنهم قد وجدوا للمرة الأولى الفرصة لدراسة الإسلام، وممارسة شعائره دونما خوف من أن يتمَّ قمعُهُم، لذلك فهم الآن يتقيدون بالتعاليم الإسلامية والعادات الشرقية رغم أنهم يعتبرون أنفسهم أوروبيين، ويظهر تأثير هؤلاء العلماء جليًّا في أوساط النساء والفتيات، اللواتي يرتدين الحجاب ويلتزمن السّتر.

شُهدَاء

أوزبكستان هي أكبر دول وسط آسيا (تركستان) سكانًا، عاصمتها طشقند، ومن أهم مدنها سمرقند، وهي إحدي الجمهوريات الإسلامية ذات الطبيعة الفيدرالية ضمن الجمهوريات السوفيتية السابقة، ويقدَّر عدد المسلمين بها 14.872.440 نسمة، وحصلت أوزبكستان على استقلالها عقب انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، وينصُّ دستورها لعام 1992 على أن نظام الدولة علمانيٌّ ديمقراطيٌّ، وأن حرية التعبير والعبادة وحكم القانون مكفولةٌ للجميع!

يقول الناشط الحقوقي المستقلُّ والشهير في أوزبكستان السيد “سرعت إكراموف” بأن سجون أوزبكستان تخرّج في كل عام مائتي شهيد على الأقل يموتون جراء التعذيبات اللا إنسانية، ومعظمهم من الشباب المسلمين الذين يُتَّهمُون بالتُّهم الدينية المعروفة، ويستمرُّ الناشط في بيان هذا الجحيم فيقول: “إن ضحايا التعذيب هؤلاء على قسمين؛ قسم منهم يموتون بعد أيام قليلة من اعتقالهم وبدء التحقيق معهم، وذلك بسبب فظاعة التعذيبات التي يتعرضون لها، وقسم آخر يموتون خلال مُدَد ليست طويلة، حيث تتدهور قواهم وأحوالهم الصحية فيُنقَلون إلى بعض المستشفيات، وفي أغلب الأحيان يموتون من شدة الأمراض التي أصيبوا بها، أو قد يعيشون سائر حياتهم بتلك الأمراض.

Continue Reading
Advertisement
MEDIUM RECTANGLE