
(المسلمون في الصين (2/3
-
My journey to Allah 💖 Korean Muslim Couple Love Story live in Morocco
-
رحلتي إلى الله 💖 قصة حب للزوجين الكوريين المسلمين يعيشان بالمغرب
-
عاملة إغاثة إيطالية تعتنق الإسلام رغم خطفها من جماعة إسلامية متشددة، فكيف علق الإيطاليون؟
-
Muslim Chinese Street Food Tour in Islamic China | BEST Halal Food and Islam Food in China
التطور العددي للمسلمين بالصين :
في القرن التاسع عشر لم يكن عدد المسلمين معروفاً وذهبت بعض التقديرات إلى أنهم كانوا بين 5 ملايين و 6 ملايين ويحتمل أن عددهم تضاءل بسبب الاضطهاد وكثرة الثورات ويستفاد من تقارير الأوربيين الذين زاروا الصين ، أن ولايات بأكملها خربت .
وذهب البعض إلى أن العدد كان حوالي 9.5 مليون ، ولكن هذه البيانات غير صحيحة ، ذلك أن عدد المسلمين في الصين في الأربعينات من القرن العشرين قدر بـ 48 مليون نسمة ، ولا يعقل أن يتضاعف عددهم خمس مرات في خلال نصف قرن ، لذلك يحتمل أن يكون عدد المسلمين في الصين في أواخر القرن الماضي حوالي 20 مليوناً .
التوزيع الجغرافي للمسلمين :
جاء بالإحصاء الذي تم قبل الحرب العالمية الثانية سنة 1355هـ – 1936 م ، جاء توزيع المسلمين في أنحاء مقاطعات الصين ، وعلى أساسه قدرت عدد المسلمين بها في سنة 1307هـ – 1957 م ، وسنة 1403هـ – 1983 م . وبصورة عامة يتركز المسلمون في ولايات هونان ولينشيا ، وشاندونج ، وهوبي ، ويونان ، منغوليا الداخلية ، وشنسي ، وانهوي ، وجكوان ، وشانسي .
التحديات خلال النصف الأول من القرن العشرين :
على الرغم من حصاد هذه الفترة المثمرة في مجال الدعوة الإسلامية في الصين ، إلا أن الأمر لم يخلو من وجود بعض التحديات وسط هذا المحيط الهادر من البشر ، من مختلف النزعات والديانات واللغات والقوميات ، فعلى الرغم من إخلاص المسلمين في الصين للعهد الجمهوري في حكم صن يات صن ، وفي عهد خليفته الجنرال كاي شك ، ففي سنة 1329هـ – 1911 م ، وقع صدام مسلح بين المسلمين وحاكم مقاطعة سنكيانج أدى إلى قتل عشرات الآلاف من المسلمين ، وحدث صدام آخر بين المسلمين والسلطات الحاكمة في مقاطعة جانصو في سنة 1347هـ – 1928 م ، نتج عنه مقتل العديد من المسلمين ، وحدثت عدة صدامات بين المسلمين والسلطة في مقاطعتي هيوان ، وكويوان ، ورغم هذه التحديات فإن الأمر لا يقارن بالمعاناة التي قاسى منها المسلمون في الصين في عهد الحكم الشيوعي .
المسلمون الصينيون في عهد الحكم الشيوعي :
( النصف الثاني من القرن العشرين ) .
استولى الشيوعيون على حكم الصين في سنة 1369هـ – 1949 م ، ولقد هادن الشيوعيون المسلمين أول الأمر ، وذلك كجزاء لمساعداتهم ومعاناتهم أثناء الحرب الأهلية ، ونص الدستور الصيني الجديد في عهد الشيوعيون على حرية العبادة ، شأنه في ذلك شأن الدستور السوفياتي ، ولكن هذه النصوص مجرد شعارات جوفاء ذراً للرماد في العيون ، وتتلاشى عند التطبيق ، وشكلت السلطات الشيوعية الجمعية الصينية الشعبية الإسلامية ، وكان الهدف من هذا وقوف المسلمين وراء التنظيم الجديد ، وإيهام زوار الصين من الدول الإسلامية بحرية ممارسة المسلمين لعقيدتهم ، من خلال المعلومات المعدة مسبقاً من قبل الجمعية ، وذلك لخدمة النظام الحاكم ، ولقد وزعت هذه الجمعية نشرات مطولة عن منح الحكم الذاتي للمسلمين في الصين ضمن 34 مقاطعة ، وكلها معلومات مزيفة ، فمجريات الأحداث أثبتت عكس ما ادعته هذه النشرات ، فلقد فرض على المسلمين نظام الزواج المختلط ، ونظام ” الكميونات ” ونظام المعيشة المشتركة وصادرت السلطات أملاك الأوقاف الإسلامية ، وقضى هذا على مرتبات الوعاظ والمدرسين ، فاضطروا للعمل داخل ” الكميونات ” وقاوم المسلمون هذا التسلط في ولايات جانصو ، وتسغناي ، والتركستان الشرقية ، والتبت ، فقبض الشيوعيون على زعماء المسلمين وأودعوا السجن وأحرقت الكتب الإسلامية وأغلقت المساجد ، وهدم الكثير منها ، كما أغلقت المدارس ، وشرد علماء الدين ، وفر العديد منهم إلى الخارج ، ويمكن اختصار هذه الفترة في المراحل التالية :
المرحلة الأولى :
من سنة 1369هـ / 1949 م إلى 1378هـ / 1958 م :
كانت مرحلة مهادنة لأنها سايرت الإعداد لتأسيس الدولة ، فكان لابد من مهادنة جميع الأطراف التي تشكل كيان المجتمع الصيني ، ولنا أن نتصور أمة تعيش في أعقاب حرب طال أمدها ، وهذا الكيان البشري الذي كان يشكل 500 مليون نسمة آنذاك ، فكان هم الشيوعيين تثبيت السلطة وسط هذا المحيط البشري ، لذلك تنازلت السلطة الحاكمة عن بعض الشعارات ، وفي هذه الظروف كانت قضية المسلمين في الصين غير مثارة إلا بقدر يحسن علاقات الصين بالعالم الإسلامي ، فلقد أقلق مصير ملايين المسلمين في الصين العالم الإسلامي في ظل الحكم الجديد ، فحاولت السلطة الحاكمة إرضاء العالم الإسلامي ، وظهرت الجمعية الإسلامية الصينية الشعبية في سنة 1373هـ – 1953 م ، كجمعية وحيدة تمثل المسلمين شكلاً لا موضوعاً ، وألغيت الجمعيات الإسلامية السابقة ، وعقد أول مؤتمر للمسلمين في ظل النظام الجديد في نفس السنة ، ثم صدرت مجلة باسم مسلمي الصين في العام التالي له ، كما تم إنشاء معهد إسلامي في عام 1375هـ – 1955 م ، وفي الدستور الجديد نص على حرية العبادة ، وهكذا كانت هذه المرحلة مهادنة للأقلية المسلمة في مظهرها ، ولكنها كانت مرحلة تأميم نشاط الدعوة الإسلامية لفرض هيمنة النظام الشيوعي على النشاط الإسلامي .
المرحلة الثانية :
من سنة 1378هـ / 1968 م إلى 1386هـ / 1966 م :
كانت مرحلة انتقالية للمرحلة العنيفة التي تلتها ، فبدأت السلطات في إنشاء ما يسمى ” بالكوميونات ” ، وأقدمت السلطة على ذلك لإحكام الهيمنة على مقاليد الأمور ، وكان في هذه المرحلة مساس بشعور المسلمين ، وظهر هذا في تطبيق نظام ” الكوميونات ” ، فلقد شمل التطبيق رجال الدين ووزعوا على المزارع الجماعية والمصانع الجماعية ، وبدأت مرحلة من تصاعد القلق عند المسلمين عندما ظهرت في الصحف الصينية مقالات لمهاجمة وجود هذه العدد الكبير من المساجد ، بل والإلحاح على استخدامها لأغراض اقتصادية ، وزاد قلق المسلمين لأن هذه الحملة كانت مقدمة لإغلاق العديد من المساجد ، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تغلق فيها المساجد منذ سنة 1369هـ – 1949 م ، فلقد أدى هذا إلى تعطيل قيام المسلمين بشعائر دينهم ، وتلي ذلك توقف المعهد الإسلامي الذي أنشئ في المرحلة السابقة ، وكان النافذة الوحيدة للمسلمين لتلقي علوم دينهم ، وتوقف إصدار مجلة ” المسلمون في الصين ” ، كما توقف سفر بعثات الحج ، ثم تلي ذلك خطوة أشد تنكيلاً ، وهي تهجير المسلمين من مناطق الكثافة الإسلامية العالية إلى مناطق أخرى ، وتهجير غير المسلمين إلى مناطق المسلمين ، ولقد واجه المسلم هذا بكفاح حدث في التركستان الشرقية في سنة 1392هـ – 1962 م ، كل هذا كان تمهيداً للمرحلة القادمة . وفي هذه المرحلة تبنت الحكومة سياسة تحويل الهوية الإسلامية إلى هوية شيوعية .
المرحلة الثالثة :
من سنة 1386هـ / 1966 م إلى 1369هـ / 1976 م :
وهي أشد مراحل العنف ، وتسمى بمرحلة الانتفاضة الثقافية أو مرحلة انتفاضة ( الملاعين ) ، هذا الزلزال الذي قلب الصين رأساً على عقب ، تصفه السلطات الحاكمة الآن بالصين بفترة حكم عصابة الأربعة ، فماذا حل بالمسلمين على أيدي عصابة الأربعة ؟
يقو ل الحاج إلياس نائب رئيس الجمعية الإسلامية : هذه مسألة يطول شرحها ، بل والإلمام بها ، لأنهم خربوا كل شيء في الصين ، فلقد قبض على رئيس الجمعية الحاج محمد علي تشانج وضرب وعذب وسجن ، وهكذا كان مصير نواب رئيس الجمعية في الولايات الصينية ، وضرب رجال الدين في الشوارع ، وأقحم شباب عصابة الأربعة بيوتهم وأخذوا المصاحف والكتب واحرقوها علانية في الشوارع ، وفقد المسلمون الصينيون مخطوطات نادرة ، وامتدت الحملة إلى المساجد فأغلقت في سنة 1386هـ – 1966 م الكثير منها ، وحول البعض الآخر إلى ” ورش ” ومخازن ، وأبقوا على مسجد واحد في بكين ليصلي فيه الدبلوماسيون المسلمون – أعيد فتحه في سنة 1388هـ – وألغيت العطلات الإسلامية المعترف بها من الدولة ، ومنع المسلمون من ارتداء ثيابهم القومية ، وأجبروا على ارتداء الملابس الزرقاء ، وألغيت التصاريح التي كانت تصرف بها أكفان الموتى ، وهكذا كانت حرية العبادة المكفولة بمقتضى المادة 88 من دستور سنة 1374هـ – 1954 م ” حبراً على ورق ” ، وفي سنة 1395هـ – 1975 م تظاهر المسلمون في ولاية ” يونان ” مطالبين بعطلة يوم الجمعة ، وفي هذه المرحلة حاول النظام الشيوعي مسخ الشخصية الإسلامية وخصائصها الفردية .
المرحلة الرابعة :
من سنة 1396هـ / 1976 م إلى الآن :
كانت بداية المرحلة عبارة عن صراع على السلطة لتصفية عصابة الأربعة ، واستغرق هذا عامين ، ثم بدأت مرحلة جديدة مع عام 1398هـ – 1978 م ، فما وضع المسلمين في هذه المرحلة ؟
أجاب عن هذا الحاج محمد علي تشانج بقوله : أن النص الذي ذكر في الدستور بخصوص حرية العقيدة لسائر المواطنين أعيد بعد حذفه في ظل عصابة الأربعة وأصبح النص المعدل في دستور سنة 1398هـ – 1978 م كما يلي : جميع المواطنين لهم حرية الاعتقاد الديني ، كما أن لهم الحق في عدم الاعتقاد .
وأضيفت مادة في قانون العقوبات سنة 1399هـ – 1979 م ، (رقم 147 ) تنص على معاقبة موظفي الحكومة بالسجن بحد أقصى سنتين أو بالحبس إذا ما أفرطوا في تجريد المواطنين من حريتهم في عقيدتهم الدينية ، وانتهكوا أعراف وعادات أبناء الأقليات القومية ، على نحو غير شرعي . وهناك وعد بإعادة فتح المعهد الإسلامي في بكين ، وإعادة إصدارة مجلة “المسلمون” واستئناف بعثات الحج ، ومحاولة إعادة جسور الاتصال بالعالم الإسلامي ، وفتح المساجد المغلقة ومنها أكثر من 1900 مسجد في التركستان الشرقية وحدها ، وإعادة العطلات الإسلامية .
أما بخصوص تعديل بعض نصوص الدستور الصيني ، حيث توجد بعض الجمل المثيرة للقلق مثل ” إذا ما أفرطوا في تجريد المواطنين من حريتهم في عقيدتهم ” . وعبارة ” على نحو غير شرعي ” هذه جمل مثيرة للشك . وكل ما يرجوه المسلم ألا يكون هذا التغيير ” حبراً على ورق ” كما حدث في الماضي القريب ، ولقد حدثت بعض البوادر الطيبة ، وفي سنة 1399هـ – 1979 م ، بدأ افتتاح تدريجي للمساجد ، وساهمت الحكومة في نفقات إصلاحها ، وفي نفس السنة سمحت حكومة الصين بدخول أعداد من المصاحف من الدول العربية ، كما زار وفد من مسلمي الصين باكستان والبحرين والكويت وعمان واليمن الشمالي ، وإيران ، وفي سنة 1400هـ – 1980 م أرسلت الجمعية الإسلامية الصينية مندوبين عنها لحضور المؤتمر الإسلامي في باكستان ، وفي نفس العام عقدت الجمعية الإسلامية الصينية مؤتمرها الرابع وأعلنت عن مشروعها لطبع القرآن الكريم والكتب الدينية ، كما عقدت مؤتمراً إسلامياً في تركستان الشرقية .
الحجم العددي للمسلمين بالصين :
أثارت قضية عدد المسلمين بالصين كثيراً من الجدل ، ولا تزال السلطات الصينية تجري الإحصاءات على أساس القومية ، ومرد هذا يعود على أسباب عديدة منها :
1/ عدم اعتراف نظام الحكم الصيني بالأديان ، على الرغم من أن الدستور الصيني ينص على حرية العقيدة .
2/ الثغرات التي تخللت تقدير عدد المسلمين بالصين حتى في الاجتهادات الفردية ، ففي النصف الثاني من القرن التاسع عشر صدرت عدة تقديرات لأعداد المسلمين في الصين ، منها تقدير أرشيمودريت بالاديوس ، في سنة 1287هـ – 1870 م ( 4 ملايين نسمة ) ، وتقدير سيد سليمان ( 70 مليون نسمة ) في سنة 1312هـ – 1894 م ، وانتهى القرن التاسع عشر دون تقدير لعدد سكان الصين ، فقدر عددهم الشيخ عبد الرحمن ( صيني ) بـ ( 34 مليون نسمة ) ، في سنة 1325هـ – 1907 م ، وقدر عددهم سادات شاند راداس ” هندي بنغالي ” ( 50 مليون نسمة ) ، وفي سنة 1328هـ – 1910 م قدر عددهم مارشال بروم هال بحوالي ( 9.821.000 نسمة ) ، ثم حدثت فجوة استمرت من السنة السابقة على سنة 1354هـ – 1935 م ، لم تصلنا أي تقديرات عن عدد المسلمين بالصين ، ثم فجوة أخرى استمرت حتى سنة 1373هـ – 1953 م ، حينما صدر أول إحصاء في عهد الحكم الشيوعي .
3/ الإحصاء الشيوعي لسكان الصين بني على أساس القوميات ، لا على أساس الديانات .
4/ في أثناء حكم ماو كانت السلطات الصينية تحاول إخفاء العدد الحقيقي للمسلمين بالصين ، لذلك صدرت أرقام لا تمت للواقع العددي للمسلمين الصينيين ، وتدور حول تقليل عدد المسلمين بها .
5/ المصادر الغربية لا تذكر حقيقة عدد المسلمين بالصين ، وإنما تحاول تقليل عددهم بشكل لا يقبل الجدل ، فلا تزال ظلال الصليبية تنشر سحباً من التعصب ، تخفي حقائق كثيرة .
6/ التشكيل البشري للمسلمين بالصين يضم العديد من العناصر ، تعكس صورة الهيكل السكاني للصين ، وتجعل الاجتهاد في محاولة دقيقة لتحديد عدد المسلمين في الصين من الأمور الصعبة ، فتعدد العناصر وتعدد اللغات أمر مألوف بين سكان الصين .
لهذا فتقدير عدد المسلمين في الصين من الأمور المحاطة بالعقبات ، والميدان مفتوح للاجتهاد ، لذلك سوف أستعرض وجهتي النظر ، التقديرات الغربية ، والتقديرات الإسلامية .
التقديرات الغربية في الربع الأخير من القرن التاسع عشر :
قدر إم . دوتيرسانت ” M. de Thiersant ” عدد المسلمين في الصين في سنة 1215هـ – 1879 م بحوالي 20 مليون نسمة ، واعتبره البعض مبالغاً ، ولكن أيده بعد مضي نصف قرن في هذا الرقم كلود إل بيكنز ” Chaude L. pickens ” في سنة 1355هـ – 1936 م حيث قال : هناك العديد من المسلمين في الصين ، لم ترغب البعثات التنصيرية في البلاد في ذكرهم . ولقد اتهم تيرسانت ” Thiersant ” بالمبالغة ، ولكن الحقائق الواضحة اليوم أمامنا ، تجعل تقديره يقترب من الحقيقة .
ثم قدر مارشال بروم هال ” Marshall Broomhall ” عدد المسلمين بالصين في سنة 1328هـ – 1910 م بحوالي 9.821.000 نسمة ، واعتمد بروم في تقديره على 800 بعثة تنصيرية بالصين وهذا مصدر للشك في صحة التقدير الذي ذكره ” بروم هال ” ، فماذا يصنع مثل هذا العدد الضخم من البعثات التنصيرية بالصين في أوائل القرن العشرين ؟ ولا يمكن الاعتماد على تقدير البعثات التنصيرية لعدد المسلمين في الصين أو غيرها ، فإذا كان هدف وجودهم بالصين مضاد للإسلام ، فكيف نعتبرهم مصدراً لحقيقة عدد المسلمين بها ؟ . ولقد اعتمد على تقدير ” بروم هال ” العديد من الباحثين الغربيين كما سيتضح فيما بعد ، غير أن كلمة حق تأتت من مقدمة كتاب ” بروم هال ” جعلت الشك يقيناً في عدم صحة تقديره ، في مقدمة هذا الكتاب ” الإسلام في الصين ” ذكر المؤتمر التنصيري العالمي : يفوق عدد المسلمين في الصين سكان الجزيرة العربية ، وسوريا ، ولبنان ، وفلسطين ، والأردن ، والعراق ، ومصر ، وإيران .
وفي وقت معاصر للتقدير السابق قدر إم ويري ” EM. Wherry ” عدد المسلمين بالصين ، بحوالي 50 مليون نسمة ، وقدرهم كين ” A. H. Keane ” بـ ( 3 مليون نسمة ) وأخذ بهذا الرقم كتاب ” staesman year book ” وقدر عدد سكان الصين في سنة 1328هـ – 1910 م بـ ( 426.045.305 نسمة ) ، وبذلك تكون نسبة المسلمين بين سكان الصين ( 7,4 % ) كما قدرها ” بروم هال ” وفي سنة 1355هـ – 1936 م ، جاء تقدير عدد المسلمين بالصين في كتابين سنويين صدرا باللغة الإنجليزية في الصين ، الأول كتاب عن أبناء شمال الصين اليومية ” North China Daily News ” قدر عدد المسلمين بين 15 و 25 مليون نسمة ، وصدر الكتاب الثاني عن ” commercial press ” وقدر عدد المسلمين في السنة السابقة الذكر بحوالي 48 مليون نسمة ، وتلقف الباحثون الغربيون الرقم التقديري لعدد المسلمين في الكتاب الأول ( من 15 على 20 مليون نسمة ) وأضيف إلى الرقم الذي قدره بروم هال ، وبنيت عليه تقديراتهم فيما بعد .
التقديرات الشيوعية لعدد المسلمين بالصين :
لا تحصى السلطات الشيوعية بالصين السكان على أساس ديني ، وإنما على أساس القوميات ، وقدرت عدد العناصر التي تعتنق الإسلام بحوالي 10 ملايين نسمة في تعداد سنة 1373هـ – 1970 م ، وبعد مضي 17 سنة على التعداد السابق لا تزال السلطات الصينية تصر على أن عدد المسلمين في الصين 10 ملايين نسمة في سنة 1390هـ 1970 م وللأسف أن العديد من الباحثين الغربيين اعتمد هذا الرقم ، على الرغم من أن مجلة ” New week ” قدرتهم بحوالي 64.800.000 نسمة في سنة 1369هـ – 1949 م ، وجاء عدد المسلمين في كتاب الشعوب الإسلامية ” Muslim peoples ” في سنة 1399هـ – 1979 م ( 17.850.000 نسمة ) .
وتعتبر بربارا ” Barbara L. K. pillsbuy ” من الباحثين الغربيين الذين اعتمدوا على تقدير بروم هال ، وتقدير ” North China Daily News ” ، وتقدير السلطات الشيوعية في سنة 1343هـ – 1953 م ، وإن كانت تنفي ذلك ، ولكن تقديرها لعدد المسلمين بالصين برقم يتراوح بين 20 مليون كحد أدنى و 40 مليون نسمة كحد أقصى في سنة 1400هـ – 1980 م يفصح عن اعتمادها للتقديرات السابقة الذكر ، وكما سبق تقدير بروم هال لا يمت للحقيقة بصلة ، وقد أيد هذا الرأي المؤتمر التنصيري المسيحي العالمي كما سبق في سنة 1328هـ – 1910 م ، ورفضت ” Barbara ” رقم 48.104.240 نسمة كعدد للمسلمين في الصين في سنة 1355هـ – 1936 م ، وبررت رفضها بسببين ، الأول انصب على أن عدد سكان الصين آنذاك كان غير معروف ( ولكن نفس المصدر أشار إلى عدد سكان الصين في سنة 1355هـ – 1936 م كان 452.460.000 نسمة ) وهذا الرقم غير بعيد عن الحقيقة ، فالإحصاء الرسمي للصين ، والذي يعترف به الجميع هو الإحصاء الصادر في سنة 1373هـ ـ 1953م ويبلغ عدد سكان الصين في هذا الإحصاء 583.269.000 نسمة على الرغم من أنه أجرى في سنة 1371هـ – 1951 م ولم يعلن عنه إلا بعد سنتين ، والفارق الزمني بين تقدير سنة 1355هـ ـ 1936م ( والإحصاء الرسمي في سنة 1371هـ 1951 م هو 15 سنة ) ، والفارق العددي بين سكان الصين في الرقمين هو 130.890.000 نسمة ، أي بزيادة قدرها 28.6 % فيكون المعدل السنوي لزيادة السكان في هذه الفترة 1.9 % ، وهذه نسبة مقبولة بالنسبة لظروف الصين في الفترة المحصورة بين سنة 1355هـ – 1936 م وسنة 1371هـ – 1951 م وهي السنة التي أجرى فيها الإحصاء ، فلقد تعرضت الصين لكثير من المشكلات مما أضعف نمو سكانها ، منها :
1-غزو اليابان لها .
2-الحرب الأهلية بين الوطنيين والشيوعيين.
3-الهجرة إلى جزيرة تايوان وخارج الصين.
هذه الظروف أدت إلى عرقلة النمو الطبيعي لسكان الصين ، فإذا أضفناها إلى نسبة 1.9 % نجد أنها تعطي نسبة تقترب من 3 % ، وهذا معدل نمو طبيعي ، لهذا فتقدير سكان الصين في سنة 1355هـ – 1936 م بـ 452.460.000 نسمة أمر مقبول ومنطقي ، وعلى هذا الأساس فتقدير المسلمين في الصين في نفس السنة بـ 48 مليون نسمة لا يبتعد عن الصواب ، فالمصدر الذي ذكر الرقمين واحد ، وبذلك تكون نسبة المسلمين 10.6 % من جملة سكان الصين ). واعتمد سيد خليل ششتي على تقدير سنة 1355هـ – 1936 م لعدد المسلمين بـ 48 مليون نسمة ولكنه قدر سكان الصين آنذاك بـ 400 مليون نسمة بدلاً من 452.5 مليون نسمة ، ولذلك قدر نسبة المسلمين بـ 12 % بدلاً من 10.6 % ثم اعتمد نسبة ( 12 % ) كأساس لتقديراته فيما بعد .
أما رفض باربارا ( Barbara ) لتقدير عدد المسلمين بـ 48 مليون نسمة في سنة 1355هـ – 1936 م فمبني على وجهة نظرها ، وتحليلها لبعض الأمور غير المنطقية ، والعبارات سالفة الذكر رد على السبب الأول من وجهة نظرها ، أما السبب الثاني الذي تذكره كحجة لرفض الرقم السابق ، فهو مجاملة السلطات الصينية آنذاك للمسلمين ، وبنت هذا على أمور ثلاث هي : ـ
1/ أن حكومة الصين الوطنية في عهد كاي شيك ، كانت ترغب في كسب ود المسلمين ( لا يكون هذا بالمبالغة في العدد ، وإنما قد يكون بمنحهم بعض الحقوق ) . وذلك لظروف الصين في الحرب ضد الغزو الياباني ، ومقاتلة الشيوعيين .
2/ مطالبة قادة المسلمين آنذاك ببعض الحقوق السياسية والمدنية.
3/ سبب شخصي خاص بوزير الدفاع في عهد الحكم الوطني الجنرال عمر باي شيونج هسي ، وكان مسلماً.( وهذا أمر غير مقبول ، فهل من أجل إرضاء الطائفة المسلمة يبالغ في عددهم ؟ ).
لهذا فرفض تقدير عدد المسلمين بـ 48 مليون نسمة من جانب باربارا (Barbara ) ليس له ما يبرره وعلى منوالها سار الباحثون الغربيون في اعتمادهم على تقديرات ( بروم هال ) وتقديرات السلطات الشيوعية في سنة 1373هـ – 1953 م.
المصدر : السكينة
تقارير
ميانمار : بالصور سجون الأراكانيين تنافس سجن أبو غريب !

أراكان – ميانمار | أحوال المسلمين
قال عضو المركز الإعلامي “الروهنجي” محمد ذكير إن السلطات البورمية بدأت تنفيذ خطة ممنهجة ضد الروهنجيا في أركان منذ فترة طويلة تعتمد على المداهمات الليلية، لافتا أنها صعدت مؤخرا من وتيرة اعتداءاتها على الروهنجيين وإهانتهم بالضرب والاعتقال العشوائي. وأشار إلى أن السجون الحكومية في أراكان تضم مئات المعتقلين الروهنجيين دون توجيه تهم إليهم أو محاكمتهم، ويقبعون داخلها تحت التعذيب منذ أحداث العنف الطائفي التي وقعت في 2012م.
وتابع ذكير أن الحكومة تحظر على الأراكانيين المسلمين اقتناء الجوالات الذكية تخوفا من استخدامها في التواصل مع العالم الخارجي.
وأكد التقرير الدوري لقطاع حقوق الإنسان بالمركز الروهينغي العالمي أن الشرطة المحلية البورمية تواصل ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد الروهينغا.
ورصد التقرير -الذي يغطي شهري فبراير/شباط ومارس/آذار الماضيين- حالة قتل واحدة لأحد مسلمي الإقليم من الأراكانيين المسلمين، إضافة إلى حالات تعذيب واعتقال تعسفي.
و قد حصل موقع أحوال المسلمين على صور للمحتجزين الأراكانيين في أحد سجون ميانمار، و توضح الصور جنودا من الجيش البورمي يحملون أسلحة و يعنفون السجناء المكبلين تارة، و يكشفون عن عورات سجينات في المعتقل.
و معلقا على الصور أفاد أحد السياسيين المناهضين للنظام العسكري البورمي قائلا :”ان الجيش العسكري البومي مستمر في ابتكار أساليب أكثر قمعا و تعذيبا ضد الأقليات المقيمة في بورما، و ان هذه المعتقلات لهي أشد فظاعة من معتقل أبو غريب الأمريكي بالعراق”
محاولات لتحويل ديانة السجناء الروهنجيين إلى البوذية
تعتقل السلطات البورمية مئات الروهنجيين والروهنجيات داخل سجونها في ولاية أراكان منذ ٢٠١٢م دون محاكمتهم أو توجيه تهم إليهم، في ظل انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان وإساءة معاملتهم وتعريضهم لشتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي حسبما ذكرته تقارير رسمية لمنظمات حقوقية ودولية.
وأفاد شاهد عيان – وهو سجين سابق تم إطلاق سراحه مؤخرا – بأن السلطات البورمية تفرض بالقوة والتعذيب على المساجين الروهنجيين والروهنجيات ترديد جمل وعبارات من الديانة البوذية تتضمن معاني شركية وتخالف المعتقد الديني للمسلمين في تصعيد خطير لا سابقة له على حد قوله، مضيفا أن رهبانا بوذيين يقومون بزيارات دورية للسجناء الروهنجيين بهدف تلقينهم مبادئ أولية من الديانة البوذية تمهيدا لتغيير معتقداتهم وإدخالهم في الديانة البوذية بالقوة والتهديد.
يشار إلى أن السجون الحكومية في ولاية أراكان تعتقل ما يقرب من خمسة آلاف سجين روهنجي بمن فيهم النساء والأطفال حسب تقديرات بعض المراقبين.
تضامن شعبي
أطلق ناشطون أركانيون على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” وسم للفت أنظار العالم بما يعانيه مسلمو أراكان بإقليم أراكان غربي ميانمار، لا سيما في المحتجزين منهم في السجون، وذلك تحت هشتاق (#محاكم_التفتيش_البوذية).
شارك في الحملة الإعلامي والكاتب الروهنجي صلاح عبد الشكور في مقال له بعنوان: “محاكم التفتيش البوذية”:
“حوّل الرهبان البوذيون ومليشيات الطوائف البوذية -وبدعم كامل من حكومة ميانمار- ولاية أراكان إلى سجن كبير للأراكانيين، فوضعوا قيودا صارمة على تحركات المسلمين، وفرضوا قوانين تعسفية تمنع التنقل بين القرى والتجمع في المناسبات الدينية، ومنعوا المسلمين من ذبح الأضاحي وأحرقوا عددا كبيرا من المساجد الأثرية القديمة وما تبقى منها أغلق بأوامر بوذية“.
وأضاف: “من أسوأ الجرائم المرتكبة داخل أماكن الاحتجاز والسجون الميانمارية: التعذيب الوحشي المتواصل بحق السجناء، حيث أفاد شهود عيان في خبر نشرته وكالة أنباء أراكان أن السلطات البورمية تمارس أبشع أنواع التعذيب ضد الأراكانيين في السجون الحكومية بما في ذلك إدخال أسياخ الحديد في الأعضاء الحساسة للرجال والنساء، مما يؤدي في كثير من الحالات إلى اضطرابات حادة في أداء وظائفها الطبيعية، وهو ما ينتهي غالبا بالوفاة بعد سلسلة من المعاناة الطويلة”.
وقال عبد الشكور في مقاله: “خلال السنوات الأخيرة، اتسعت دائرة اعتقالات مسلمي أراكان بشكل ملفت وخطير للغاية، وتكمن خطورة هذه الاعتقالات في كونها تتم بطريقة سرية ومنظمة ودون توجيه أي اتهام واضح، ولا يستطيع أحد من ذوي المعتقل أن يستفسر أو يسأل عن حال وسبب الاعتقال، فضلا عن مصيره”.
وقد رصدت تقارير حقوقية أن حالات كثيرة جدا من حالات الاعتقال في صفوف أراكان تنتهي إلى المجهول واختفاء الأثر نهائيا، دون أن يستطيع أحد السؤال عن المفقود. وتفيد مصادر صحفية أن السلطات الأمنية بميانمار بدأت بملاحقة علماء الدين وطلاب الشريعة في مقاطعة أراكان وزجت بعشرات منهم في السجون.
وتشير بعض التقارير الحقوقية إلى وجود أكثر من سبعة آلاف سجين روهينغي حاليا في سجون أراكان، تدور معظم التهم الموجهة إليهم حول عدم اعترافهم بالعرقية البنغالية، وبعضهم بتهمة المطالبة بحقوقهم المسلوبة كحق المواطنة والتعليم وغيرها.
المغرب العربي
المغرب : ضحايا أحداث 16 ماي 2003 المسكوت عنهم

المغرب – الدار البيضاء | أحوال المسلمين
عبد الله الحمزاوي
مرت لحد الآن 13 سنة عن أحداث 16 ماي 2003 التي شهدتها مدينة الدار البيضاء، وراح ضحيتها عدد كبير من الأبرياء، والتي لا يعرف من يقف وراءها ومن خطط لها ووظف مرتكبيها، رغم التقارير المحتشمة التي صدرت، وهو ما يجعل عددا من المهتمين يستمرون في مطالباتهم بفتح تحقيق جاد حول الواقعة.
أحداث مؤلمة كان لها ضحايا أزعم أنهم بالآلاف، فمنهم من قتل في التفجيرات وأفضى لمولاه، ومنهم من لايزال يعاني ليومنا هذا رغم مرور كل هاته السنوات، من معتقلين وأسرهم، خصوصا فلذات أكبادهم.
إن متابعة مجريات ما بعد الأحداث تظهر جليا -ولو حسب نظري القاصر- أنها افتعلت لغرض ما، لست بصدد مناقشته في مقالي هذا، فقد أغناني عن التكلم فيه الكثير منذ 13 سنة.
كما أن حديثي هنا ليس عن الآلاف من المعتقلين الذين طالهم الظلم في الاعتقال وملابساته أو أثناء التحقيق في مخافر الأمن أو في المعتقلات السرية (التي مات البعض فيها من شدة التعذيب)، بالإضافة إلى المحاكمات غير العادلة والأحكام الخيالية التي حكموا بها، ولا عن قمعهم في السجون أو حرمانهم من أغلب حقوقهم.
لكن حديثي في هذه السطور عن فئة مجتمعية كانت أكبر ضحية لتلك الأحداث، وهي تعيش مآسيها في صمت، والقليل من يتحدث عنها، أو يسلط الضوء على مشاكلها.. هذه الفئة هي أسر المعتقلين الإسلاميين.
لماذا أسر المعتقلين؟! وما هي مآسيهم؟! وما هي مشاكلهم؟!
يقول أحد الباحثين: “عندما يتعرض الزوج للسجن تصبح الزوجة وأطفالها في حكم المساجين، وعرّفها: بالأسرة السجنية”.
إذن يمكن القول بأن أسر المعتقلين تعاني مباشرة بعد اعتقال معيلها من عزلة اجتماعية تُفرض عليها من مجتمع يعاقب على القرابة، وهو ما يجعلها تشعر بالنبذ والإقصاء بل أحيانا من العداوة، وبالتالي تصبح هذه الأسرة معرضة للضياع نفسيا واجتماعيا، مما قد تكون له تبعات مستقبلية من خلال ردود أفعال أفرادها غير الواعية اتجاه المجتمع الذي نبذها وقسى عليها بجريرة غيرها.
هذا المجتمع الذي لا يعي أن كل ما تتعرض له هذه الأسرة وأبناؤها من اضطهاد وكنسهم من قائمة الأفراد الصالحين ومن اهتمامات المؤسسات -رسمية كانت أو مدنية- دون ذنب اقترفوه، تترتب عليه نتائج سلبية يكون المتضرر الأكبر منها هو المجتمع ولو بعد حين بسبب تلك التراكمات النفسية على الأفراد والجماعة المنبوذة.
إن غياب الأب من بيت الأسرة لفترة زمنية طويلة لظروف طبيعية كالسفر له آثاره السلبية على تربية الأبناء واستقرار الأسرة، فكيف إذا كان تغيب الأب لسبب غير طبيعي كالاعتقال؟!
لا شك أن آثاره ستكون كارثية ومهولة، فغياب الأب بما له من تأثير قوي على الأطفال يحدث اضطرابا في الهوية القيمية لديهم نتيجة افتقارهم للصورة المرجعية للنموذج الأبوي الذي لا يتحقق إلا بوجوده وقيامه بدوره التربوي الفعال داخل الأسرة؛ كما أن غيابه يمهد للكثير من المشكلات النفسية والسلوكية والأخلاقية…
ويتجلى هذا واضحا في أثره في التحصيل الدراسي لدى الأبناء، وفي الإحساس بالقصور في القدرات في مختلف جوانب النمو، أما إن كان الأطفال ممن شهدوا وقائع اقتحام بيوتهم ليلا واعتقال الوالد وتعنيفه أو تعنيف الأم أمام أعينهم دون رعاية نفسية بعد ذلك، فتلك مأساة أخرى يطول شرحها.
فالأطفال إذن هم أكبر الضحايا الذين تنعكس عليهم تلك النظرة السلبية للمجتمع وتؤثر عليهم نفسيا واجتماعيا، فالطفل الذي يشعر بالنبذ تلقائيا تتجه نفسيته لكره الجميع ويدخل في حالة من الانطواء على النفس ويكون أكثر من غيره عرضة للخوف الشديد والشك والقلق العام وردود الفعل الشديدة وغيرها من الاضطرابات النفسية.
هذا عند الأطفال ذكورا وإناثا على حد سواء، غير أن الإناث تنضاف لمآسيهن مأساة أخرى بعد النضج وبلوغ سن الزواج بسبب ثقافة مجتمعية سائدة، ترفض الاقتران بمثلها، والعلة هي حالة الأب المعتقل، ما يجعل الكثيرات منهن محرومات من فرصة خلق بيئة جديدة تحدد مسارهن على خلاف ما حدده لهن المجتمع.
أما الزوجة فلها نصيب وافر من المعاناة، فهي تواجه مصيبة فقد الزوج المعيل وما يرتبط بذلك من ضغوط نفسية قد تصل إلى حالة الاكتئاب بل وحتى الانتحار أو الانفصال “الطلاق” بسبب الفراغ الذي يخلقه غيابه والعجز عن مقاومة التيار والهزات العنيفة المفاجئة التي تتعرض لها الأسرة، إضافة إلى تسليط الأنظار عليها إما بالتشكيك في قيمها أو محاولة افتراسها لبعد الحامي والمسؤول، زيادة على ضغوط وإكراهات أخرى في الحياة ولقمة العيش، ناهيك عن تعقيدات الأمور الإدارية، دون إغفال الحرمان العاطفي والبيولوجي الفطري عندها.
وهناك معاناة أخرى تتعرض لها الأسرة عند زيارة معتقلها بكل السجون المغربية دون استثناء مع اختلاف أنواع الاستفزاز و”الحكرة”، ومن أخطر ما تعاقب به أسر المعتقلين وينضاف إلى محنة الاعتقال، هي سياسة “الطرونسفير” أي “الترحيل التعسفي” والمفاجئ من سجن إلى آخر؛ بحيث تقوم إدارة السجن بمعاقبة السجين لكنها في الحقيقة تكون قد عاقبت عائلة السجين بما هو أشد وأفظع.
فكيف يعقل أن تتنقل أسرة توفر قوت يومها بصعوبة لزيارة معتقلها من شمال المملكة إلى جنوبها أو من غربها إلى شرقها، وبعد يوم طويل من السفر تجد نفسها مضطرة لقضاء ساعات طوال من الانتظار من أجل الدخول لزيارة ربع أو نصف ساعة لا تكفي حتى لتقبيل الأبناء والدهم أو سماع أخبارهم، مآسي لا أشك أنها متعمدة وممنهجة.
إن ما ذكرت لا يعدوا أن يكون قطرة في بحر من مآسي مهولة تعيشها آلاف الأسر المغربية في صمت ووحدة ولا مبالاة، أسر رزئت في حرية أبنائها قبل أن تصير معاقبة هي الأخرى بسجنهم.
وفي الأخير أوجه نداء لكل المؤسسات الحقوقية ومؤسسات المجتمع المدني للفت الأنظار لهاته الفئة المجتمعية التي تعيش معاناتها في صمت، وإدراجها في أنشطتها والإسهام في حل مشاكلها، كما أجعلها دعوة لمحاولة خرق العزلة الاجتماعية التي يفرضها المجتمع أو التي تفرضها الأسرة على نفسها بالتقوقع على ذاتها في محاولة لتفادي الإحراج ونظرات الريب أو الشفقة، وهي دعوة لتسريع إطلاق سراح معيليهم وأرباب بيوتهم المظلومين.
تقارير
أفريقيا الوسطى :خاص- تقرير يتهم القوات الفرنسية بـ”إجبار المسلمات على ممارسة الجنس مع الحيوانات” في بانغي

بانغي – أفريقيا الوسطى | أحوال المسلمين
ذكرت 100 فتاة في جمهورية أفريقيا الوسطى أنهم تعرضن لاعتداءات جنسية من قبل قوات حفظ السلام الدولية، منهم ثلاثة ضحايا صرحوا بأنه تم تقييدهن و إجبارهن على ممارسة الجنس مع كلب من قبل القائد العسكري الفرنسي في عام 2014.
و على إثر الشهادات، أعلنت الأمم المتحدة إجراء تحقيق عاجل في مزاعم الاغتصاب والاعتداء، قائلة إن التقارير ترجع ثلاث سنوات سابقة.
ما أثار الجدل حول هذا الموضوع هو شكوى إحدى الفتيات اليافعات التي تعرضت للتحرش الجنسي، حيث أخبرت أحد الضباط التابعين للأمم المتحدة أن “أحد الجنود قام بتجريدها من ثيابها، ومارس معها الجنس بصورة وحشية، ومن ثم جعلها تمارس الجنس مع كلب”، شهادة أماطت اللثام على حقائق بشعة ضد جنود الأمم المتحدة و القوات المحلية، فضلا عن القوات التي أرسلتها فرنسا.
لم يتم الإعلان عن نتائج التحقيق على الملأ حتى الآن، لكن مجموعة حملة خال-من-الإيدز العالمية ذكرت أن المصادر احتوت تفاصيل عن الواقعة.
وقال متحدث باسم الضحايا إن ثلاث فتيات بالإضافة الى الضحية الرابعة، الذي توفيت منذ الحادثة بمرض غير معروف، أنه تم تقييدهن و تركهن عراة في معسكر للجيش من قبل قائد القوة الفرنسية “سانجاريس Sangaris”.
و ذكر المتحدث أن الضحايا أجبرن على ممارسة الجنس مع كلب قبل أن يقدم لهن 5000 فرنك الوسط أفريقي (7.5 يورو) لكل منهما.
وذكؤت إحدى الضحايا في شهادتها أن الناس و أفراد حييها أطلقوا عليها لقب “كلبة سانجاريس Sangaris” بعد الهجوم.
من جهة أخرى فقد ذكرت مجموعة حملة خال-من-الإيدز أن الفتيات الثلاث الباقين على قيد الحياة تلقوا العلاج الطبي الأساسي.
ليس هذا التقرير هو الوحيد عن اعتداءات جنود حفظ السلام في جمهورية أفريقيا الوسطى على المدنيين، حيث نشرت تقارير أخرى أن قوات حفظ السلام متهمة في اغتصاب فتيات لا تتجاوز أعمارهن 12، و تقارير أخرى ذكرت قوات الأمم المتحدة “حفظ السلام” تهتك الأعراض مقابل 50 سنت !.
من بين تلك التقارير، تقرير تم تسريبه العام الماضي يتضمن شهادات بأن القوات الفرنسية أجبرت أطفال اللاجئين الفارين من العنف على ممارسة الفاحشة مقابل الغذاء.
وبحسب ما ورد في تقرير اليونيسيف أن مقابلات شملت 98 فتاة، أدلوا أنهن تعرضن لاعتداءات جنسية من قبل قوات حفظ السلام الدولية في اقليم واحد فقط من بين أقاليم البلاد الأربع عشر.
من جهته ذكرت مجموعة خال-من-الإيدز في تصريحها أنه من المنتظر أن يقوم الأمين العام للأمم المتحدة بالنظر في إيفاد مبعوثين رفيعي المستوى إلى البلدان التي قد تورطت و “تأكد ضلوعها للوهلة الأولى” في حوادث الإعتداءات.
وقالت المجموعة ان المعلومات التي تلقتها – بما في ذلك اغتصاب فتاة تبلغ من العمر 16 عاما من قبل قوات حفظ السلام في فندق يوم الاثنين الماضي – قد تسلمها كبار مسؤولي الأمم المتحدة.
مزاعم اغتصاب الأطفال والاعتداءات الجنسية الأخرى قد سلطت الضوء على قوات حفظ السلام للامم المتحدة في الأشهر الأخيرة، وخاصة تلك القائمة في جمهورية أفريقيا الوسطى والكونغو.
كانت هناك ادعاءات مماثلة ضد قوات من التدخل الفرنسي، عمليات قوة سانجاريس Sangaris، والتي تعمل بشكل مستقل في جمهورية أفريقيا الوسطى.
أعلنت الأمم المتحدة يوم الإثنين الماضي أنها أرسلت وفدا الى إقليم كيمو للتحقيق بعد تلقيها ة “مزاعم جديدة تخص الاستغلال الجنسي وسوء المعاملة من جانب كل من الامم المتحدة والقوات خارج الأمم المتحدة للمدنيين في المنطقة”.
و بخصوص هذه الحادثة، وصف رئيس المينوسكا Minusca، بارفيه أونانغا-أنيانغا، بأنها تبعث على “اليأس والغضب”، متعهدا بتقديم الجناة إلى العدالة.
في الوقت نفسه، وصف المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الحادثة بأنها “مقززة” وقال ان التحقيقات ستشمل كل شيء، و صرح زيد بن رعد الحسين “نحن نتخذ هذه الادعاءات -ولا سيما أن الغريب منها- على محمل الجد”، و أضاف “من المهم أن يتم حماية الضحايا مع تقديم كل الرعاية اللازمة لهم”
من جهته ذكرت المتحدث بإسم الضحايا أن معظم مزاعم الإعتداءات الجنسية تتعلق بالوحدات البوروندية والغابونية الموجودة في إقليم كيمو بين عامي 2013 و 2015، وكذلك الوحدة الفرنسية سانجاريس Sangaris المتمركزة في نفس المنطقة خلال تلك الفترة.
وقد تم إخطار السلطات المعنية في الدول الثلاث رسميا بالادعاءات ضد قواتها.
يذكر أن أفريقيا الوسطى دخلت إلى الصراع منذ أن أطاح ائتلاف ثوار سيليكا بالرئيس السابق فرانسوا بوزيزي يوم 24 مارس/آذار 2013، لتنصب الحركة إسلامية الهوية زعيمها ميشال جوتوديا -بعد حلّ الحركة- رئيسا انتقاليا للبلاد يوم 18 أغسطس/آب 2012.
و سرعان ما أدى ذلك الى ظهور مجموعات مسيحية من أتباع الرئيس بوزيزي توحدت تحت اسم “أنتي بالاكا” أو ما يعرف بمناهضي السواطير و بدأت حملتها الدموية ضد المسلمين انتقاما من انقلاب حركة سيليكا على الحكم و رغبتهم في انتقال الحكم إلى رئيس مسيحي، الحدث الذي أدى بالبلاد الى السقوط في آتون المجازر و الحرب، الأمر الذي أجبر مئات الآلاف من المدنيين على الفرار من منازلهم.
و قد أرسلت الأمم المتحدة قوة قوامها 10.000 في السنة الموالية للمساعدة في استعادة النظام وأطلقت فرنسا تدخلها بناء على طلب من حكومة بانغي.
العنف في أفريقيا الوسطى تراجع في نوفمبر/تشرين الثاني وارتفعت الآمال في الاستقرار مع تنصيب رئيس جديد يوم الاربعاء الماضي لكن الاعتداءات الجنسية وجرائم الحرب لا تزال مصدر قلق خطير.
تقارير
العالم : هل أسامة بن لادن حي ؟ و هل يقيم في البهاماس أم في كييف ؟

إسطنبول – تركيا | أحوال المسلمين
عقب مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة ابن لادن في عملية اقتحام وكالة الإستخبارات الأمريكية و الجيش الأمريكي لمجمع سكنه و عائلته، سارعت العديد من المنابر الإعلامية و النشطاء في المواقع الإجتماعية الى تكذيب الرواية الأمريكية حول الحادث لمكانة الرجل الرفيعة في العالم و المعلومات الشحيحة التي اتسمت بها العملية خصوصا الصورة المفبركة لجثته.
و بالرغم من تأكيد الحكومة السعودية و نظيرتها الأفغانية و الباكستانية مقتل أسامة، إلا أن مواقع عدة نسبت كلاما الى إدوارد سنودن أن بن لادن حي يرزق، و يعيش في جزر الباهاماس، بينما نشر مؤخرا أنه يعمل سائق أجرة في كييف أوكرانيا !
هل بن لادن يعيش في جزر الباهاماس ؟
من خلال تتبع الشائعات نصل إلى مقال في موقع WorldNewDailyReport.com يدعي فيه كاتبه أن سنودن حاز على وثائق و تقارير سرية تثبت و تؤكد أن وكالة المخابرات المركزية قامت بمنح أسامة ابن لادن قصرا فخما في جزر البهاماس، بالإضافة الى أنها المسؤولة عن رعايته.
و قد تقدم المقال قوله :”المبلغ عن فساد وكالة الأمن القومي إدوارد سنودن، قدم تصريحا جديدا مثيرا للجدل أمس، قائلا ان لديه بعض المعلومات السرية التي تثبت أن أسامة بن لادن لا يزال على قيد الحياة. سنودن الذي يعيش كهارب في روسيا بعد تسريب وثائق حول برامج مراقبة وكالة الأمن القومي، ذكر مؤخرا مزاعم جديدة حول أسامة بن لادن، خلال مقابلة مع موسكو تريبيون.”
وعلى الرغم من العديد من نظريات المؤامرة بشأن أسامة بن لادن ومختلف المزاعم بأنه لا يزال على قيد الحياة وبصحة جيدة، من الجدير بالذكر أن WorldNewsDailyReport.com هو موقع أخبار وهمية و أنه لا ينشر أخبار حقيقية. في حين أن هناك تسريبات عن سنودن سليمة لمعلومات حول بن لادن – بما في ذلك الادعاء بأن وزارة الدفاع الأمريكية أجرت اختبارت الحمض النووي على جثته بعد أن قتل على يد قوات البحرية – و لكن لم يكن هناك أي ادعاء لسنودن أن بن لادن على قيد الحياة أو أنه يعيش في جزر البهاما.
هل بن لادن يعيش في كييف ؟
عندما توقفت سيارة أجرة (تكسي) في المكان الممنوع الأسبوع الماضي، اسرعت اليه الشرطة لتحرير مخالفة قدرها 500 غريفن (18.5 دولار)، و سجلت المخالفة لدى الشرطة باسم سائق السيارة كما كتب حرفيا في بطاقة السياقة “اسامة بن محمد بن لادن” وكانت المهنة “ارهابي”، ولم ينتبه الشرطي الى الإسم الغريب أو صورة أشهر جهاديي العالم.
اتضح فيما بعد ان سائق سيارة الأجرة يدعى “ألكسندر” وهو شبيه لـ”بن لادن” كما يعتقد أصدقاءه الذين لقبوه كذلك و أهدوه في عيد ميلاده شهادة سياقة باسم اسامة بن لادن صاحب مهنة ‘ارهابي’، كانت رخصة السياقة ورقية و ليست حقيقية، و قد كتب عليها أنها “ورقية و ليست حقيقية”.
بالعودة الى أصل الحدث، أفاد ألكسندر الى قناة TCH قوله أنه أراد ان ينزل احد راكبيه تحت اشارة ممنوع الوقوف، فاسرع اليه رجال الشرطة وشرحوا له انه مخالف لقوانين السير ويستحق المخالفة، فلم يتردد ألكسندر و عزم من باب المداعبة والمزاح ان يعطيهم شهادته الورقية التي دون فيها باسم بن لادن، و توقع السائق أن ينكب الشرطي ضاحكا على ما تحويه الرخصة من معلومات مفبركة، غير أن المضحك ان الشرطي سجل مخلافته فعلا على بن لادن وبكل جدية، و لم يعر الاوراق التي بيديه أي انتباه ما إن كانت حقيقية أم غير ذلك.
و يرجح الى أن الشرطي أقر اسم بن لادن في المخالفة و لم ينفه لاعتماد السائق على الإسم في عنوان سيارته، حيث أنه وضع اسم “أسامة بن لادن” على لوحة “تاكسي” أعلى سيارته.
المغرب العربي
الإمارات : حين تعصف دويلة بدول العالم العربي
