Connect with us

Published

on

الخرطوم – السودان | أحوال المسلمين 

يعرف اشهر سجن في السودان “سجن كوبر” أنه هو اكبر قلعة لانتهاك حقوق الانسان، حسب معلومات المرصد الإعلامي الإسلامي، و حسب عدة وكالات حقوقية، فماهي قصة هذا السجن؟ و لماذا يعرف بهذا الشكل؟

الموقع

يقع سجن كوبر في حي عمر المختار (كوبر سابقا)، و هو حي سوداني يقع في ولاية الخرطوم مدينة الخرطوم بحري، وهو من اقدم احياء بحري وارتبط اسمه بالسجن الذي يقبع فيه وهو سجن كوبر، و يمتد من حي الواحة جنوبًا وفي الشمال الفاصل مع المنطقة الصناعية الخرطوم بحري وغرباً شارع بشير محمد سعيد أما في الشرق شارع الشفاء حي كافوري

أصل التسمية

قرر الإنجليز بناء اضخم سجن عرفته بلاد السودان منذ فجر التاريخ، ثم جاء الجنرال البريطاني “ريجنالد وينجت” برجل عسكري يدعى “كوبر” لشغل المسؤول البريطاني علي ادارة منطقة الخرطوم بحري، و تم تكليفه بمتابعة أعمال السجن فأخذ منه اسمه و شدته .

عمارة السجن

images-cms-image-000005178

 شيد السجن علي قطعة ارض تبلغ مساحتها بنحو خمسة ألف متر مربع بمنطقة بعيدة عن المناطق السكنية والعمرانية وقتها، وتم تصميمه علي شكل هندسي يحاكي سجون بريطانيا.

ينقسم السجن الي خمسة أقسام أشهرها القسم الشمالي ومخصص للذين ينتظرون أحكام، والقسم الجنوبي وهو مخصص للمحكومين، وفي داخل السجن ممارسات وانتهاكات صارخة لأبسط قواعد حقوق الإنسان، والأقسام الخمسة تبدأ بالحروف الابجدية، فالقسم (ج) الذي كان يحتجز فيه قتلة الأمريكي جون غرانفيل هذا القسم مخصص للنزلاء السوبر ويقوم بإدارة هذا القسم ضباط الأمن الوطني.

تتزايد اعداد زوار القسم الجنوبي يوماً بعد يوم عندما تصدر احكام بالاعدام على السجناء، ويقوم النظام السوداني بتنفيذ احكام الاعدام بحق الاسرى وبدون اي اخطار للأسير أو لأسرته بما يخالف أبسط قواعد حقوق الإنسان ، حيث يتم اخطار الأسير في آخر الليل ويتم التنفيذ في الصباح الباكر.

تاريخ سجن كوبر
بعد أن انتصرت القوات البريطانية علي جيش الخليفة عبدالله التعايشي عام 1899م، وقعت السودان بكاملها في يد الجنرال “كتشنر”، عندها شرع الجنرال البريطاني في بسط قوته و تاسيس مدينة الخرطوم، فاستجلب العمال والفنيين المهرة من مصر بكميات كبيرة وايضآ معدات البناء والزراع.
أمر الجنرال “كتشنر” ببناء سجن كبير بمدينة الخرطوم بحري و بدأت أعمال إنشائه في 1902م، و كان موعد افتتاحه في يونيو عام 1903م، لكن كتشنر لم يحضر الافتتاح بسبب استدعاءه الي لندن بتوجيهات من الملكة انجلترا ليشغل وظيفة اخري هناك، قدم بعده كحاكم عام علي السودان الجنرال السير “ريجنالد وينجت” الاطول حكماً مقارنة مع بقية الحكام البريطانيين الذين حكموا السودان، حيث شغل منصب حاكم عام لمدة 17 عاما (من يوم 23 1899م وحتي 31 ديسمبر من عام 1916م)، وهي فترة طويلة اتاحت له تنفيذ كثير من المشاريع الاستعمارية بالسودان.
اشرف وينجت بنفسه علي تكملة بناء السجن بالخرطوم بحري ولم يطلق عليه اسماً محدداً، حتي جاء المستر “كوبر” المسؤول البريطاني عن ادارة منطقة الخرطوم بحري فاولي السجن اهتماماً خاصاً، فتم اطلاق اسمه علي السجن.

 

 

 سجناءه
اول دفعة سجناء دخلوا هذا السجن هم بعضاً من السودانيين الذين ابعدتهم السلطات المصرية من بلدها بتوجيهات من القصر الملكي لانهم كانوا نشطاء سياسيون انتقدوا دور الملك المصري في وقوفه مع البريطانيين ل احتلال السودان ومشاركة جنود مصريين في معارك “كرري” و”ام دبيكرات”.
أشهر الشخصيات السودانية التي دخلت هذا السجن
1- قادة اعضاء جمعية “اللواء الأبيض” عام 1924م
2- الضباط السودانييون التابعون وقتها ل”قوة دفاع السودان” وقاموا بتمرد عسكري مسلح بقيادة عبدالفضيل الماظ ضد القوات البريطانية ، ودارت اشتباكات و بالذخيرة والمدافع الرشاشة ، وتم اعتقال من تبقوا احياءآ وسجنوا ب”كوبر” وبعدها تم فيهم حكم الإعدام رميآ بالرصاص في ديسمبر 1924م، وكانت هذه اولي عمليات اعدام تتم بالسجن.
3- اسماعيل الازهري، اعتقله نميري وسجنه فيه.
4- عبدالخالق محجوب.
5- الشفيع احمد الشيخ.
6- جوزيف قرنق.
7- اللواءعمر الطيب.
8- محمود محمد طه.
9- حسن الترابي.
10- الجزولي دفع الله.
11- احد سليمان المحامي.
12- مجدي محجوب محمد احمد.
14- الضباط اعضاء انقلاب 25 مايو 1969.
15-بعضآ من اعضاء الحزب الشيوعي ونذكر منهم: كمال الجزولي، اسامة عبدالرحمن النور، فاروق كدودة، .محمدابراهيم نقد

تحطيم أسطورة السجن

الهروب الناجح

تميز السجن بحراسته المشددة و القوة الامنية الصارم، و لكن ما لبثت أن تداعت هذه الاسطورة أما هروب ماكر نفذه عبد الرؤوف أبو زيد رفقة أصدقائه الثلاثة محمد مكاوي، عبد الباسط الحاج الحسن ومهند عثمان الذين أدينو في قتل الدبلوماسي الأمريكي جون غرانفيل.

الحوار الناجح

لم تحل الاجراءات المشددة و التفتيشات المتكررة للسجناء عائقا أمام إجراء المرصد الاسلامي الاسلامي حوارا مع عبد الرؤوف بعد ان اعيد اعتقاله و الحكم عليه بالاعدام.

و بعد أن تم الحوار بين المرصد والأخ عبد الرؤوف قامت السلطات الأمنية السودانية بفتح تحقيق وتشكيل لجنة تقصي حقائق والتحقيق في كيف اخترق المرصد الإعلامي الإسلامي حصون سكن كوبر وإجراء حوار مع سجين محكوم بالإعدام والحصول على صور من داخل السجن.

غضب أمريكي

يذكر أن إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما وضعت عبد الرؤوف أبوزيد محمد حمزة على قائمة الإرهاب عام 2013 لإدانته بقتل الدبلوماسى الأمريكى جون غرانفيل فى الخرطوم عام 2008، ويقضى هذا التصنيف بتجميد أى أصول قد تكون مملوكة له وتخضع للولاية القضائية الأمريكية، كما يحظر على الأمريكيين إرسال أى أموال له أو القيام بمشروعات معه

شهادات معتقليه

من بين السجناء الذين سجنوا في سجن كوبر سيئ الصيت هو مجدي البغدادي، 31 عاما، مواطن بريطاني نشأ في غرب لندن، و كان يعمل في إدارة المطاعم بالمملكة المتحدة؛ ذهب الى السودان في يناير عام 2011 ليفتح مطعما متجول لبيع دجاج الباربيكيو و البطاطس علي شارع النيل، و هنا ننشر شهادته عن معاناته في سجن كوبر قائلاً:

مجدي البغدادي الذي عذب في سجن كوبر بالخرطوم

مجدي البغدادي الذي عذب في سجن كوبر بالخرطوم

أنا أول سجين سياسي بريطاني تعتقله الحكومة السودانية في سجن كوبر سيىء الذكر، تعرضت أثناء إعتقالي للتعذيب، و لم يسمح لي بتعيين محامي للدفاع عني، أو حتى السماح لي الإتصال بالسفارة البريطانية، إتهموني بالتجسس و محاولة تحريك الشراع و خلق “ربيع عربي” في السودان، ولكنهم أطلقوا سراحي في نهاية المطاف بدون توجيه أي إتهامات.

تم إعتقالي في الرابع عشر من فبراير 2011. و تنقلت بين أربع سجون داخل السودان قبل أن يتم الإفراج عني في يوم الثالث و العشرين من أبريل 2011، كنت أعتقد أنهم تعاملوا معي معاملة خاصة، ولكني عرفت لاحقا أن هذه الإجراءات عادية بالنسبة لهذا النظام المجرم. الذي يتزعمه الرئيس عمر البشير الملاحق دوليا في جرائم حرب.

تلاقيت مع أفراد من جنسيات مختلفة داخل السجون، جاؤا من تشاد، الأردن، نيجيريا، مصر، الهند، و كانت الوقائع كلها متشابة؛ تعرضنا للضرب و التعذيب، والتجويع و الترهيب بأسواء الطرق، متجاهلين فينا أبسط حقوق الأنسان، و لكن، على الرغم من بشاعة التعذيب و إنعدام الضمير تجاه هؤلاء الأجانب، لايمكن قياس هذا مقارنتا بما يمر به السودانيون داخل هذه المعسكرات من تعذيب، إن ما يمرون به هو أعمق و أشد قسوة مما يمكن أن نتصور، إن ما يقوم به نظام البشير المجرم تجاه شعبه خلف هذه الجدران هو شيء لا يصدق، و هذا ما دفعني للخروج من صمتي لكي أضع حدا لهذه المعاناة.

كل الأشخاص داخل القسم السياسي في سجن كوبر يتعرضون للتعذيب، على الأقل لم أرى أحدا يفلت من التعذيب، و قد شاهدت بنفسي كيف كانوا يقتادوا المعتقلين من حبسهم و يرجعوهم في نهاية اليوم و قد أنهكوا من شدة التعذيب.

قبل هذه الحادثة، لم يكن لي أي علاقة بالسياسة، و لكنني الأن أكثر تصميما من ذي قبل بسبب ما مررت به و ما شاهدت

هناك غرف في سجن كوبر بها إطارات معلقة بالسقف؛ يعلق بها المساجين و هم عراة ثم يتم جلدهم لساعات و ساعات. يعتدى عليهم جنسيا و يتعرضون للكي بالنار أيضا. كيف يمكن لأناس ينتسبون لجهاز المخابرات و الأمن الوطني أن يفعلوا هذا بأبناء جلدتهم؟ أخوانهم من نفس الوطن؟ هذا شئ مزعج

لديهم غرف أخرى مجهزة بمراوح يمكن أن يعلق بها المساجين، يقوم الضابط بتعرية المسجون و إنزال سرواله للكاحل حيث يقوم بربطه جيدا. ثم يقوم بتعليق المسجون من قدميه بمروحة السقف، و يتم ضرب المسجون بعصاة كهربائية حتى ينهار و يعترف بالإتهامات المنسبة إليه.

الغريب أن المساجين لم يشتكوا كثيرا من أثر التعذيب، و لكنهم كانوا يتألمون من سماع التهديد حول إغتصاب نسائهم، كانوا مستعدين للإعتراف و التوقيع على أي تهمة سواء كانوا مدانين أم أبرياء مقابل عدم التعرض للنساء في عائلاتهم.

أحد المساجين وصف لي طريقة من طرق التعذيب، فبعضهم قلعت أظافر يديه و رجليه و علقوا على مسامير الشباك بسبب الدخول في إضراب عن الطعام.

عندما كنت في السجن، حدثوني عن طفلين محتجزين تتراوح أعمارهم حول العشرة أعوام. ماذا يمكن ان يفعل طفل عمره عشر سنوات لنظام عمر البشير؟ شاهدت ضرب طفلين أخرين كانا معي في الحبس بسبب تسريحة شعرهما و حبهما للرقص الغربي. دخل الضباط الى زنزانتنا و أمسك ضابط منهم أحد الطفلين أمام الحائط، و أوسعه ضربا بأنبوب بلاستيكي سميك. كان يضربه في قدميه حتى تورمت، و كان الطفل المسكين يرتجف و لم يتمالك نفسه. حدث كل هذا على بعد متر واحد مني. كان حجم الضابط أكبر بثلاثة أضعاف حجم ذلك الطفل الصغير. لم يسبق لي في حياتي أن شاهدت مثل هذا الجرم تجاه طفل صغير. أشعر بالحسرة لأنني لم أستطع أن افعل شيأ وقتها. لذى قررت أن أفعل شيأ، و ها أنا ذا أكتب لكم عن قصة هذا الطفل الصغير، لعل أحدكم يصغي إلي و يكون بيده فعل شيء

ما فعلوه بي كان أقل مما سبق ذكره. لمدة ثمانية أيام كنت مضمد العينين، موصد اليدين و الرجلين. أخذوني الى جدار خارج الزنزانة، و إنهالوا علي بالضرب في الظهر و اليدين. ضربت في الوجه و الأكتاف. أوقفوني أمام الحائط و هددوا بقتلي. و ضعوا البندقية خلف رأسي و سمعت صوت تجهيز البندقية حتى حسبت أنها نهايتي. و لكنه كان نوع أخر من التعذيب النفسي الذي لم يبدأ لينتهي

فقدت أربعين كيلوجرام من وزني خلال فترة الحبس بسبب الجوع. رضخ في القدم اليمنى، و حروق في القدم اليسرى، و جروح من أثر القيد و الحجارة التي قطعت كاحلي أثناء التعذيب. في أيامي الأولى شعرت بالأسى على نفسي و كنت اظن أنني أقوى من ذلك، و لكن عندما فارقت السجن، لم أحس بالقوة أبدا بعد ما شاهدت تعذيب المعتقليين السودانيين، مازلت أشعر بالخجل للخوض في ما حدث لي، أو حتى التحدث عن مشاعري التي كتمتها كثيرا.

و لكني أذكر تمام العنف الذي تعرض له السودانييون، و كيف كان جسمي يقشعر من هذه المعاملة لهم، كيف أقارن ما جرى لي و ما حدث لأطفال أقل مني حجما، و لكنهم تحملوا الأذى و الألم، كم كانوا أقوياء و كنت أنا  ضعيفا.

وفي شهادة أخرى حول التعذيب و القسوة التي يعامل بها السجناء في السجن، أفاد الأستاذ الصحفي ” أبو ذرعلي الأمين” المعتقل السابق بشهادته التالية :

بسجن كوبر العديد من “المصطلحات” التي تعبر وبقوة عن أوضاعهم ومجمل أحوالهم وطرق معاملتهم من قبل ادراة السجن، وأول ما يلفت انتباهك ويجعلك في حالة من الزهول مصطلح “الحياة”، فأنت تستمع لأحد السجناء يقول لك في الحياة أنا كنت بشتغل في السوق الشعبي، أو آخر يقول لك فلان هذا أنا بعرفه من الحياة ويقصد كنت أعرفه قبل أن التقيه بالسجن، أو يستقبلون قادماً جديداً باعتباره قادم من “الحياة”، أو يستقبلون زائريهم بسؤال “بلاي الحياة كيف؟!”، والذي يثير دهشتك في استعمال السجناء لمصطلح الحياة، أنه ينقلك مما تعارفت عليه من أن الحياة هي عكس ولا يقابلها إلا الموت، وأن السجناء يجعلون السجن هو عين الموت لكنهم أمام ناظريك أحياء.

قد تستخف وتستهجن هذا الاستخدام المسئ لقيمة ومعنى الحياة، أو قد يثير فيك الضحك على هؤلاء الاحياء الذين يأكلون ويبيتون ويصبحون ويؤدون صلواتهم كل يوم وليلة ويعدون أنفسهم أموات، وقد يثير فيك التساؤل ما الذي يدفع السجناء لاجتراح مصلح الحياة وتضمينه هذا المعنى؟، وما ذا يعنون بالضبط؟، هل يعنون التفرقة بين المسجونين وغيرهم الذين ينعمون بكامل الحرية خارج السجن؟، أم أن أوضاعهم بالسجن دفعتهم وراكمت ظروف تواجدهم بالسجن كل الحيثيات التي يحملها استعمالهم الغريب لمصطلح الحياة؟

تواجدنا بسجن كوبر ضمن المسجونين تقدم كامل الشرح والتوضيح لمصطلح الحياة وما يعني، وكيف صار مصطلح يعبر بالتمام عن الحال والاوضاع داخل السجن. وكيف حَول تعامل ادراة السجنِ السجنَ إلى قبر بدلا عن مؤسسة للعقاب القانوني جزاء مخالفة قانونية تسوجب عقوبة السجن وليس سلب الحياة!

قد تذهب متهماً الى احدى حراسات الشرطة، ثم توجه لك النيابة تهماً عددا، أو تهمة واحدة، ثم تحال للقضاء، الذي يحكم عليك بعقوبة السجن لمدة محددة ومعلومة، لكن دخول السجن يختلف عن كل ذلك، لن تعرف أبداً شيئاً عن كيف ستقضي عقوبتك تلك، ولا ما هي حقوقك الاساسية كمسجون، ولا مدى حدود ادارة السجن في علاقتها معك كمسجون ضمن السجن الذي تديره، ولن تعرف ما اذا كان هناك قانون أو لوائح تحكم وتحدد الحقوق للمسجونين وطبيعة حدود علاقتهم مع ادارة السجن، وسقف الادارة ذاتها في علاقتها معهم، كل ذلك بسبب أن إدارة سجن كوبر كمثال لن تعرفك ولن تعرض عليك حقوقك، بل لن تأتي أبداً على ذكر وجود قانون أو لوائح تضبط وتحدد ادراة السجن.

 ستدخل السجن خالى الذهن لا تعرف ولا تعلم شيئاً عن المؤسسة العقابية التي ستقضي فيها مدة السجن التي حُكمت بها. ستكون أمامك فقط إدارة السجن التي لها أن تفعل بك كيف تشاء، وتسمح لك بما تشاء، وتمنع عنك ما تشاء، و قد سبق أن مُنِعت اسرتي من ادخال ملابس الشتاء لي كونها بالقانون ممنوعة، هذا الوضع بالتحديد والضبط هو الذي يجعل من السجن قبرا وليس مؤسسة عقابية.

وأضاف: يوم دخلولنا لسجن كوبر صادف ذات الليلة التي هرب فيها المحكموين في قضية قتل الموظف الأمريكي، وكان الضابط المسؤول وقتها عن قسم المنتظرين يتتحدث وقد جمع كل المنتظرين صباح اليوم التالي، وبعد أن انتهي مما يريد ابلاغه للمنتظرين (ليسوا محكومين بعد)، اشتكي له أحد المساجين، بأنه مريض وأن طعام السجن يتسبب له بمزيد من الضرر كونه يشكو من بطنه، ما كان من الضابط ذاك إلا أن ضرب الرجل بديه ضرباً مُبرحا وكال له السباب، وبعد ذلك أخذ يعرفنا عن طبعه وسيرته ومنهجه كسجان عريق ونادى مسجون آخر مشهور بسبب تردده علي السجن بين العسكر سجانيه، طالباً منه أن يؤكد ما يحكي، وكان قد قال وهو يحكي عندما كان بسحن الجريف ويساق المساجين للعمل بكمائن الطوب أن القاعدة عندهم وقتها أنه إذا كسر المسجون طوبه فهذا خطأ كبير لا يغتفر له ويحساب عليه عسيراً، أما إذا كسر رجله، فهذا (فقط) إهمال منه، وتلك هي بالتحديد صورة وقيمة المسجون عن بوليس السجن ووفقاً لها يتم التعامل

وقال: دخلنا السجن ووجدنا المحكومين بالاعدام موضوعين بالاغلال أو ما يعرف بالقيد الدائم على أرجلهم حتى لحظة تنفيذ الاعدام عليهم، ينامون ويصحون وهو عليهم، يستحمون ويبدلون ثيابهم وهو عليهم، ويردون المرحاض من بعد الصبح وحتى العصر والقيد عليهم، وبعد العصر يدخلون إلى زنانينهم والقيد عليهم، الزنزانه ما بين 5 إلى سبعة افراد أو تسعة في بعض الحالات، وأن يؤدوا صلاة المغرب والعشاء داخل زنازينهم ذاتها، وذلك بعض من أفضال المشروع الحضاري الاسلامي، وشئ من تجديده و تأصيله للعقوبات داخل السجون وسجن كوبر نموذجاً لذلك.

ادارة السجن مثلاً تقوم بجلد المساجين عقوبةً على ما أتو من فعل، قد يكون امتلاك موبايل، والموبايل بالسجن من الممنوعات برغم من أن كبار ضابط السجن يقف أمام الجيمع ويقول لهم أن الاتصال ممسوح به، وأنه من أراد الاتصال فإن إدارة السجن تسمح بذلك،ولكن ادارة السجن في الوقت ذاته لا توفر لك تلفون للاتصال، بل عليك أن تأخذ أذنها ثم تذهب لدُكان السجن تدفع أجر المكالمة من حر مالك، ولكن أن تمتلك موبايل فهذا من الكبائر، بل إدارة السجن تصادر موبايلك ولا تضعه في الامانات وليس لك أن تعرف من أعطى إدارة السجن حق مصادرة ممتلكات المساجين وإن كانت ممنوعة داخله، لكن هكذا تجري الامور. هذه الايام عقوبة الموبايل ليست فقط المصادرة بل الجلد خمسة وعشرين جلدة، جلد “حضاري اسلامي”، إذ تجلد عارياً وعلى ملاء من المساجين و أحياناً أمام جمع من السجانة وربما بحضور حتى كبار الضباط بالسجن، جلد يدمي عجزك، ولا تكتفي ادارة السجن بذلك بل تضع عليك شاش بالملح على جروح السوط امعاناً في الاذي والتلذذ به.

أغرب العقوبات على الاطلاق هي منع زيارة الاهل والمعارف لك، وفي حالتنا مُنعنا من الزيارة مرات بلا سبب أو مخالفة. بل منع زملائنا الصحفيين من زيارتنا، وقالوا لنا “إلا بإذن من إدارة السجون، لكن كل الذين طلبوا الاذن لم يجدوه رغم طول الانتظار وكثرة التردد على إدارة السجون، ومنهم من كانوا مسجونين معنا وبعد خروجهم طلبوا الاذن ولكنهم لم يجدوا إلا الممطالة، بالطبع لم يفعل اتحاد الصحفيين شيئاً، ولم يسأل من له الحق بمنع الزيارة مِن أياً كان لأحد المسجنونين أياً كان ما أتي أو ما عوقب به من قبل القضاء؟ وهل من حق أعلى جهة ولو كانت المجلس الوطني أن ينص قانوناً يمنع الزيارة عن أحد المسجونين؟ أم هذا حق إنساني يجب أن يُحرس من كل الجهات ويتم التشديد والحرص عليه ولكن كيف تعرف القانون أو الائحة؟، ومن له الحق في فرض العقوبة أو الاعتراض عليها؟، أو حتى يراقب ليمنع الشطط تجاه من يتلقى عقوبة السجن؟

السودان

السودان: محطم أسطورة سجن كوبر .. عبد الرؤوف أبو زيد

Published

on

By

ظهر عبد الرؤوف أبو زيد مكبل اليدين و مرفقا بحراسة شديدة خلال حضوره دفن أبيه رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية، فما هي قصته ؟ ولماذا كل التشديد هذا الذي يدل على مدى رهبة السلطات منه ؟

النشأة

عبد الرؤوف أبو زيد محمد حمزة، ابن الشيخ أبو زيد محمد حمزة، من مواليد السودان و يبلغ من العمر 28 عاماً، له اسرة مكونة من زوجته وطفلته الصغيرة لينة التي لا يتجاوز عمرها وقت اعتقاله أكثر من ثلاثة أعوام ونصف العام، و الآن تبلغ ثمانية أعوام ونصف العام.

درس عبد الرؤوف في المرحلة الابتدائية بمدارس الحارة الأولى بالثورة والثانوي في مدرسة بكار والجامعة بالمدينة المنورة بالسعودية وكان في السنة الأخيرة بكلية الدعوة.

عرف عنه أنه يتمتع بالصبر وقوة الشكيمة ، ذكرعنه معارفه و أقربائه أنه رجل هاديء ولا يحب الصخب والضجيج وقيل أنه رجل متدين، حيث تربى وترعرع في أسرة متدينة، ووالده هو الشيخ أبو زيد محمد حمزة أحد ركائز جماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان.

الإعتقال الأول

تم اعتقال عبد الرؤوف من بيته عام 2008م، كما تم القبض على ثلاثة آخرين معه، وهم محمد مكاوي وعبد الباسط الحاج الحسن ومهند عثمان – قتل لاحقاً في الصومال- وتمت محاكمتهم وأدينوا الأربعة في قضية قتل موظف بالمعونة الامريكية يدعى “جون غرانفبل” وسائقه السودانى عبد الرحمن عباس ليلة راس السنة، وحكم علي عبد الرؤوف ابو زيد محمد حمزة بالإعدام شنقاً من قبل السلطات السودانية، ثم أودع بسجن كوبر.

news1.573600

وكان جون غرانفيل (33 عاما)، الذي ينحدر من منطقة قرب بافالو بولاية نيويورك، يشتغل المسؤول في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، أول مسؤول حكومي أميركي يقتل في الخرطوم خلال أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، وقتل الى جانب سائقه عبد الرحمن عباس رحمة (39 عاما) بالرصاص في طريق عودتهما من احتفالات رأس السنة في وقت مبكر في الأول من يناير (كانون الثاني) 2008.

zz0120

تحطيم أسطورة سجن كوبر بالسودان

وفي وقت لاحق عام 2010م تمت عملية هروب للأربعة المدانين باغتيال “غرانفيل” بواسطة حفر نفق داخل الزنزانة بسجن كوبر، تسللوا عبره ليخرجوا من ناحية المباني السكنية، حيث كانت في انتظارهم عربتان أقلتهم إلى جنوب غرب أم درمان، واشتبكت معهم قوة من الشرطة كانت متواجدة في نقطة التفتيش بمنطقة «أبو حليف» بجبل أولياء، وكانت السلطات الأمنية السودانية قد أصدرت حينها بياناً جاء فيه: “تمكن المحكوم عليهم بمقتل الدبلوماسى الامريكى غرانفيل وسائقه فى العام “2008م من الهرب من السجن القومى بالخرطوم بحرى، وتقوم فرق من المباحث الاتحادية بالتحقيق فى الأمر والبحث عن الهاربين.

محمد-جعفر-مكاوي-عبد-الرؤوف-أبوزيد-مهند-عثمان-يوسف-الحاج

صورة وزعتها السلطات السودانية للقبض على الفارين من سجن كوبر الشديد الحراسة

تفاصيل الهروب

بثت ما يعرف بـ “الجبهة الإسلامية العالمية” بالتعاون مع “مؤسسة الهجرتين”، مرئي يوثق عملية الهروب من سجن كوبر فجر الجمعة 12 يونيو 2010 يكشف غموض العملية، ويوضح الفيديو الذي تبلغ مدته (41,29) دقيقة عن التفاصيل الكاملة لعملية الهروب وكيفية التخطيط لها.

hqdefault
ويظهر الفيديو محمد مكاوي (أحد المدانين) وهو يرتدي جلابية بيضاء وعمامة، مشوش الوجه وهو يروي قصة الهروب، وقال إن الفكرة بدأت لديهم عندما تم القبض عليه وعبد الباسط حاج الحسن قبل أن يلحق بهما رفيقاهما مهند عثمان يوسف وعبد الرؤوف أبو زيد محمد حمزة في السجن، لكنه أشار الى صعوبة العملية في ذلك الوقت، ولكن بعد أن تم تحويلهم الأربعة إلى زنزانة بالقسم السياسي، بدأوا يفكرون جدياً في العملية.
وقال مكاوي انهم هربوا عبر نفق قاموا بحفره بطول أكثر من 38 متراً، ونفى بشدة أن يكونوا قد هربوا عبر مجري صرف صحي قديم بالسجن وانهم استلهموا فكرته من هروب 23 من تنظيم القاعدة بأحد سجون اليمن، وبدأ الحفر من المطبخ الملحق بالحراسة، بإزالة 9 بلاطات والحفر أسفلها وتغطيتها بغطاء منهول عثروا عليه في فناء السجن، واشار الى انهم يقومون بالحفر ليلاً عقب صلاة العشاء والمرور الأخير لحراس السجن على الزنازين.
وواصل مكاوي في سرده المرفق بتصوير كامل لعملية الحفر وازالة التراب الذي كان يشكل أكبر هاجس لهم في إزالته، بانهم كانوا يحفرون في اليوم ما بين نصف متر الى المتر يومياً، حتى أكتمل لاكثر من 38 متراً وأشار الى انهم فور دخولهم الزنزانة وضعت قيود على ارجلهم وتم لحامها حتى لا يستطيعوا فكها، ولكنهم نجحوا في الاستيلاء على أحد المفاتيح بطريقة سريعة قام بها مهند وسلمه له بسرعة ووضعه داخل جواربه ولم يتم العثور عليه في التفتيش، ومن ثم وضعوا المفتاح في مكان آمن وكانوا يومياً يقومون بفك القيود عبره ليلاً اثناء حفر النفق، وفي الصباح يقومون بإعادة القيود على أرجلهم.
ويظهر الفيديو كيفية التخلص من انقاض الحفر الذي كانوا يستخدمون فيه ماسورة حصلوا عليها من راكوبة في فناء السجن وقاموا بتقسيمها لثلاث قطع، يضعونها داخل الحفرة، وفي الصباح الباكر يظهر الفيديو المدانين وهم يحملون التراب الذي كان التخلص منه يشكل أكبر هاجس لهم، ويقومون بتوزيعه في الفناء ومن ثم يصبون عليه الماء لإزالة آثاره، كما قاموا بزراعة بعض الزهور للتمويه على التراب، كما كانت هناك كاميرتان للمراقبة، جعلتهم يخرجون التراب من شباك المطبخ حتى لا ترصدهم عيون الكاميراتين.

الإعتقال الثاني

نجح الأربع معتقلين من الفرا، وذهب أثنان منهم إلي الصومال، لكن عبد الرؤوف أعيد اعتقاله مرة أخري ويخضع حاليا في السجن، وقد عرضت الخارجية الأمريكى مكافآت تصل قيمتها إلى خمسة ملايين دولار لمن يدلى بمعلومات تقود إلى اعتقالهما.

حديث عبد الرؤوف مع المرصد الإسلامي
وعن ملابسات الإعتقال، ذكر عبد الرؤوف ما حدث له وذلك في مقابلة قام بها معه المرصد الإسلامي الإعلامي من داخل السجن، فقال فيها “تم اعتقالی من قبل قوة مکافحة الارهاب التابعه لجهاز الامن والمخابرات السودانی، ،فمکثت فی معتقلاتهم ما یقارب الشهر، ثم حولت الی ادارة التحقیقات الجنا‌ئیة التابعة للمباحث المرکزیة ومن ثم الی سجن الخرطوم المرکزی الشهیر بـ “کوبر”، وعن التعذیب فقد صرح قائلا “بدأت حلقاته وتستمر الی یومنا هذا بشتی انواعه النفسي والجسدي واللفظي والله المستعان، فقد تفننت الانظمة الحاكمة بالقهر في انهاك المعتقلين سياسياً بأنواع شتى من العذابات المرة، تلقنوها عند السيد الغربي واستوردوها واعطوها كل اهتمامهم وبرعوا وتفوقوا حتى على من لقنهم مبادئ القمع والتعذيب، اشد انواع العذابات ماكان نفسيا إذ انه يستهدف النفس والوجدان . . وأشقه ما كان من جراحات اللسان بتجريحهم في العقيدة وتطاولهم على الخالق والنيل من كل المقدسات والقيم –الى الله المشتكى– فقد فاض الحس بما فعلوا وتأوه الوجدان، وما نقموا منهم الا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد”.

 

3abd-raaoof1-300x400

وسئل خلال هذه المقابلة عن كيفية أستقباله هو ومن معه بحكم الإعدام، حيث قال “ان من یسلک طریق نصرة الدین لا یطلب ولا یتمنی الا شیئین إما نصر وإما شهادة . . والشهادة نصر ، ومن صدق فی بیعه مع الله عز وجل لا یقنع بما دونها، ولا یتخیر کیف ینالها فما دام البیع قد تم فالمشتری حکیم یفعل ما یشاء سبحانه وبحمده، لذا فحکم الاعدام کان متوقعاً من جانبنا خاصة من هذه الحکومة الطاغوتیه التي تدعی الاسلام وهو منهم براء فبحمد الله عند صدور الحکم ما کان الا الفرح والاستبشار بموعود الله ومازادنا الا إیمانا وتسلیما .. أسأل الله عز وجل ان یجعلنا وایاکم من الصادقین وأن یختم لنا بالشهاده فی سبیله مقبلین غیر مدبرین

3abd-raaoof-300x400

وسئل عبد الرؤوف عن أسباب قتلهم لموظف المعونة الأمريكية وما هي الرسالة التي كنتم تريدون إيصالها لإمريكا فأجاب”الفضل لله وحده سبحانه وتعالی ان سدد ووفق لهذه العملیة المبارکة التی کان هدفها الاساسی التقرب الی الله بدم هؤلاء الانجاس وابتغاء مرضاته سبحانه وتعالی، وکذلک هی رد بسیط علی جرائم امریکا ضد المسلمین، واحیاء لروح الجهاد فی هذه الارض، ونحسب انها کانت رسالة واضحة لکل عدو لهذا الدین بدءا من احلاف الصلیب وعلی رأسهم امریکا الی الحکام المرتدین المتسلطین علی هذه البلاد، ان الاسلام لا یموت فی هذه الارض وان الحق لا یهزم فمهما اشتدت الغربة والکربة، ومهما طال ظلم الموحدین فی سجون هؤلاء الطواغیت، ومهما تمادی علماء السوء فی تجهیل واضلال هذه الأمة فلن یوقف زحف جحافل الحق احد، وانها حرب عقیدة ولا شیء غیرها، وان المعرکة للتو بدات، وان العاقبة للمتقین”، وأضاف “أنظر لأمريكا عندما يصاب منهم واحد يولولون ويملأون الدنيا مآتما وعويلا . .  فهل دماؤهم دماء؟ ودماء اهلنا في العراق وافغانستان من ماء؟ . . بل دم بدم وهدم بهدم الى ان يكفوا عنا ويخلوا بيننا وبين شريعة ربنا جل وعلا حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله”

وعند سؤله عن كيفية قضاء الوقت في السجن خاصة أنهم تم الحكم عليهم بالإعدام، أجاب” منذ وقوعنا في الأسر کان الاخوة یتواصون بالجد والاجتهاد واستغلال هذا الفراغ والاستفادة منه، فأکمل من لم یتم حفظ القرآن وکانت لنا دروس فی الفقه والعقیدة وأوقات للمطالعة والقراءة، فکانت فترة فیها من الفوائد الکثیر فلله الحمد، وبعد صدور الحکم تواصل نفس البرنامج وزیادة علیه العمل للخلاص من القید والأسر، والذکریات مع الاخوة حفظهم الله لا تنسی فمع التضییق وشدة الأسر الا ان الله عزوجل خفف عنا برحمته ، فکنا نأنس باجتماعنا ونتضاحک ونخدم بعضنا، وما کان الاعدام أبداً هم احد منا، حتی کان من یرانا یعجب من استبشارنا وسعادتنا، حتی ان بعض الجهال کان یقول “ان قلوبکم میتة” لعدم مبالاتنا بالأسر والقید والاعدام ! وذلک فضل من الله علینا . . ان من عرف الله ومن لم يعرفه مثله كالحي والميت ومن لا يعرف الله جل وعلا فيكن الحال هو والعدم سواء”.

03_27_58

وفي سؤال أخر عن كيفية الفرار من هذا السجن الشديد الحراسة قال “نعم يعد هذا السجن من أعتی حصونهم وأشدها تأمینا ولم یسبق ان فر منه احد، وفی ذلک الیوم رأینا من عظیم لطف الله وتأییده وستره ما یعجز عن وصفه اللسان فلله الحمد رب العالمین، ولحکمة یعلمها الله عز وجل بعد التوکل علی الله والأخذ بالأسباب المستطاعة والمتیسرة قدر الله ان وقعت فی الأسر مرة اخری، وسبب ذلک وشایة من احد ادعیاء السلفیه المرجئة الذي زار الاخ الذی کان یؤوینی فی بیته فأحس بوجودی معه فذهب واتی بهم وحاصروا المنطقة واعتقلت والحمد لله رب العالمین”.

أما عن سؤاله عن الكيفية التي تقضي فترة السجن بمفرده بعد فرار إخوانه، فأجاب “قبل الفرار کنا فی قسم معزول عن بقیة السجناء، أما الآن وضعت فی زنزانة منفردة فی قسم الاعدامات، واقسی مافی هذه اللجة غربتها فلا تکاد تجد صالحاً به یقتدی ولا ناصحاً یؤتمن . . وقد قصد الطغاة ذلک عندما قالوا لأحد الاخوة من قبل “سنضعکم مع بقیة السجناء حتی تفسد أخلاقکم”، ولکن هیهات فإن الله لا یضیع عبادهوالحمد لله تمضي الأیام فی خیر رغم أنوفهم، فبعد الذل الذي اصابهم من عملیة الهروب ازداد غیظهم وحقدهم وصاروا یرتکبون اجرامهم اشد من ذی قبل والله المستعان، ومن ذلک، في الأصل انا مقید الرجلین بالحدید منذ الاعتقال واحیاناً تکبل الیدین کذلک والتقیید علی باب الزنزانة لأیام، ولا یفک لصلاة ولا لقضاء حاجة ! وذات مرة قیدت لغیر القبلة ! وکذلک المنع من قضاء الحاجة لفترات طویلة خاصة وأن الزنازین لا توجد بها دورات میاه داخلیة ! والضرب المبرح والاهمال الطبي بعدم تحویلی لمقابلة اطباء اخصائیین حتی ازداد الوضع الصحي سوءً وأصبت ببعض الأمراض، والاذی لا یحصی لکن عزاءنا ان لنا یوم لن نخلفه یقتص الله فیه حتی للعجماوات”.

20qpt954

وسئل عن شعورة عندما علم بمقتل أحد رفقائه الفارين وهو الأخ أبو عثمان محمد قال “الاخ ابوعثمان مهند عثمان رحمه الله وتقبله فی الشهداء – وبقیة الاخوة احسبهم من خیرة من رأیت والله حسیبهم دینا وتقی وشجاعة وزهدا، ویعلم الله انی عندما کنت معهم کانت نفسی تحدثني انهم شهداء یمشون علی الأرض، ولا ازکی علی الله احد، واشهد بما علمت انهم کانوا علی التوحید الخالص، منهم من قاتل النصاری فی جنوب السودان عندما رفعت الحکومة السودانیه شعار الجهاد وتحکیم شرع الله ولکن عندما انکشفت سوءتها وبان کذبها کفروا بها وتبرأوا منها، خاصة الاخ مهند فقد کان ضابط استخبارات برتبة ملازم اول، والاخوة حفظهم الله لم یترکوا الدنیا عن فقر ولا عن یأس بل ملکوها فجعلوها بزخارفها تحت أقدامهم”.

أخر رسالة له في المعتقل

وفي أخر حواره مع المرصد أرسل رسالة للأمة الإسلامية قال فيها ” رسالة للامة من رجل عاش ومازال یعیش مرارة الاسر والقید من بین خلف القضبان والزنازین ، وصیة نبیکم صلی الله علیه وسلم “فکوا العانی”، ماذا فعلتم فیها ؟ ابناؤکم وبناتکم من تحت القهر والعذاب یستغیثون، انصروهم بما تستطیعون واحذروا من خذلان الله لکم ان ترکتموهم اوتقاعستم عن نصرتهم، قال علیه الصلاة والسلام :”ما من امرئ یخذل مسلما فی موضع تنتهک فیه حرمته وینتقص فیه من عرضه الا خذله الله فی موطن یحب فیه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلما فی موضع ینتقص فیه من عرضه وینتهک فیه من حرمته الا نصره الله فی موطن یحب نصرته”والی المجاهدین فی کل مکان جزاکم الله عنا وعن الاسلام خیر الجزاء، لم ننساکم وما جفت السنتنا من الدعاء لکم، وما سرتم مسیراً ولاقطعتم وادیا الا ونحن معکم، ابشروا فإنا ثابتون وعلی جمر الحق قابضون لا نقیل ولا نستقیل”.

مناشدات حقوقية لإطلاق سراحه

ناشد المرصد قد كافة المنظمات الحقوقية والمنظمات الدولية والإقليمية والمحلية أن تتدخل من أجل وقف الممارسات التعسفية والانتهاكات الصارخة لأبسط قواعد حقوق الإنسان وكشف ما يدور في سجن كوبر القلعة التي تمارس فيها أبشع صور الانتهاك بحقوق الانسان، علي مرأى ومسمع العالم في ظل صمت رهيب.

وقد أدان المرصد حكم الإعدام الذي تعرض له الأخ عبد الرؤوف قائلين “لا يقتل مسلم بكافر”، مضفين ” أمّا بالنسبة لقتل السائق السوداني عبدالرحمن عباس فعقوبته الدية، فمن قُتِل عمداً من المسلمين فان عفا واحد من أولياء الدم ينتقل الحكم من القصاص الى الدية، وجزى الله والده خيراً بعفوه وزاده رفعة في الدنيا والآخرة، أمّا عدم عفو الزوجة فلا قيمة له، لأنها ليس من أولياء الدم، وليس لها أي نصيب حتى في الدية وهذا من الأبجديات، وفي الشرع يكون القصاص بضرب العنق بالسيف، أمّا القتل شنقاً حتى الموت فهذه بدعة منكرة عند الكفار لا يحل مجارتهم فيها

وأضاف المرصد: نرجو من الحكام والقضاة أن يتقوا الله في أنفسهم وفي هذا الدين وفي المسلمين، وأن يُحِكَّمُوا فيهم شرع الله في كل صغير وكبير، وأن يتحروا العدل وقول عامة أهل العلم، ويتجنبوا الأقوال الشاذة والسقطات، أن لا يحرصوا على إرضاء الكفار على حساب الشرع الحنيف، وأن لا يتعجلوا الحكم، وليعلموا أن زوال الدنيا كلها أهون على الله من قتل مسلم بغير حق، والله من وراء القصد وهو الهادي الى سواء السبيل.

وفاة والده

خرج عبد الرؤوف من السجن لأول مرة في الثالث من ماي 2015  بسبب وفاة والدة الشيخ “ أبو زيد محمد حمزة” رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان وذلك وسط حراسة أمنية مشددة.

top4top_5f77cb21ab1

وقد أعلنت جماعة أنصار السنة المحمدية ـ جناح الإصلاح، في السودان، يوم الأحد 3/5/2015، وفاة رئيسها العام الشيخ أبوزيد محمد حمزة عن عمر ناهز التسعين عاما، وظل أبوزيد لعقود من المنافحين عن المنهج السلفي ومن رموز الجماعة السنية.

Continue Reading

السودان

السودان : جماعة أنصار السنة المحمدية

Published

on

جماعة أنصار السنة المحمدية هي جماعة دعوية إصلاحية تهتم بأمر إصلاح المجتمع – بدأ بإصلاح المعتقد – بمختلف فئاته من وجهة نظر إسلامية سلفية سنية صحيحة ,وهي امتداد للدعوة السلفية التي سادت في الجزيرة العربية.

website

 

النشأة

بدأت جماعة أنصار السنة المحمدية في سنة 1935م كمجموعة صغيرة تدعو إلى التوحيد على يد الشيخ أحمد حسون والشيخ يوسف أبوّ، وفي سنة 1359هـ الموافق لـ 1939م كون الشيخ أحمد حسون مع الشيخ محمد الفاضل التقلاوي وآخرون “جماعة أنصار السنة المحمدية” تأسياً بجماعة أنصار السنة في مصر.

التأسيس

وقد كان من بين المؤسسين: الشيخ أحمد حسون، والشيخ يوسف أبو، والشيخ أحمد ياسين، والشيخ عبد الرحمن أبو دقن قاضي النهود، والشيخ عوض الكريم الأزهري ، ومحجوب مختار، والأمين سيد أحمد، وجعفر الثوري، وطيب الأسماء، ثم انضم إليهم بعد ذلك على فترات كل من الشيخ عبد الله حمد، وطه الكردي، والشيخ محمد هاشم الهدية، وعبد الحليم العتباني، والشيخ عبد الباقي يوسف نعمة، وغيرهم من الدعاة والمشايخ

وقد كانت الجماعة مبعد تكوينا على صلة بجماعة انصار السنة المحمدية بمصر خاصة مجلة “الهدي النبوي” التي أسسها الشيخ محمد حامد الفقي. وكان الشيخ الفقي يبعث ببعض العلماء إلى الجماعة في السودان لعمل محاضرات ودروس مثل الشيخ محمد خليل هراس ومحمد صادق عرنوس

،تكونت أول قيادة لجماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان من

رئيس الجماعة: الشيخ محمد الفاضل التقلاوي

السكرتير العام: يوسف عمر أغا

أمين المال: محجوب مختار

عدد من الأعضاء

وأتخذت الجماعة من منزل سكرتيرها العام “يوسف عمر أغا” مقرا لنشر دعوتها؛ فرفعت عليه لوحة كبيرة كتب عليها: “جماعة أنصار السنة المحمدية” رغم عدم تسجيلها رسميا لدى حكومة المستعمر في ذلك الوقت

ثم تم تسجيل الجماعة رسميا والتصريح لها بمزاولة أنشطتها في ربوع السودان  في العام 1367هـ (1947م) من قبل مفتش الحكومة البريطانية “بأمدرمان”، فأصبح لها مركزا عاما ولجانا فرعية  في جميع مديريات السودان آنذاك
وفي العام 1367هـ (1947م) نقلت دار الجماعة من منزل سكرتيرها يوسف عمر أغا إلي منزل آخر بحي أبوروف على شاطئ النيل بأمدرمان ، تم استئجاره ليكون دارا للجماعة ؛ حيث تم افتتاحه في حفل كبير دعي إليه الشيخ أحمد الطاهر “أول قاضي قضاة سوداني ” والأستاذ أحمد حامد “مفتش أول مركز أمدرمان

وفي سنة 1367هـ (1947م) تولى رئاسة الجماعة الشيخ “عبد الباقي يوسف نعمة” والذي كان حاصلاً على الشهادة العلمية من الأزهر

أقامت الجماعة أول مؤتمر لها في عام 1368هـ (1948م) ، وكان الرئيس وقتها الشيخ عبد الباقي يوسف نعمة ، وذلك بعد أن أنتدب الشيخ الفاضل التقلاوي مدرساً بالمدارس العربية في إرتريا فانتخب الشيخ عبد الباقي خلفاً له . وقد مثل في هذا المؤتمر مندوبون من اللجان الفرعية من معظم أنحاء السودان ومدنه المهمة

وفي سنة 1956م تولى رئاسة الجماعة الشيخ محمد هاشم الهدية (الرئيس السابق للجماعة)، الذي سعى مع مجلسه لتطوير النظام الإداري والمركز العام للجماعة

وقد شهدت الجماعة في عهده توسعاً كبيراً ومشاركه في الحياة العامة وتنامي في علاقات الجماعة الداخلية والخارجية ، مما كان له الأثر الكبير في الوضع المتميز للجماعة داخليا وخارجيا

عن الجماعة :

وقد أشار سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز-رحمه الله-  مفتي عام المملكة العربية السعودية بالجماعة في قوله “أهنيء الشعب السوداني بجماعة أنصار السنة المحمدية، وذلك لإحيائها عقيدة أهل السنة والجماعة”، وقد وصفتها هيئة كبار العلماء في فتواها الصادرة برقم 16972 في 1415/3/13هـ  بأنها “جماعة إسلامية سنية تدعو إلى منهاج النبوة في التوحيد والتعبد والسلوك، وتعقد الولاء والبراء على الكتاب والسنة”.

و يقول الرئيس السابق للجماعة فضيلة الشيخ محمد هاشم الهدية “دخل الإسلام السودان في سلفيته الناصعة البيضاء في مستهل القرن السابع الميلادي، وظل كذلك حتى ظهرت الطرق الصوفية والبدع والخرافة والجهل، إلى أن جاء الشيخ يوسف أبوّ الذي كان زعيماً للتجانية وفقيها من فقهاء المالكية، والشيخ محمد حامد أبو دقن وكان قاضياً لمدينة النهود، والأستاذ أحمد حسون والذي كان موظفاً بمكتب البريد، وكان ثلاثتهم قد عرفوا الدعوة السلفية من الشيخ عبد الرحمن بن حجر المغربي في النهود والذي طرده الإنجليز من السودان.

بعدها قام الشيخ أحمد حسون عام 1934م بالصدع بهذه الدعوة ولاقى عنتاً كثيراً من المتصوفة والأشعرية، وكان يدرس الموطأ وسبل السلام، وفي عام 1948م تم التصديق للجماعة بإنشاء مركز عام ولجان فرعية، وظلت الجماعة تدعوا الناس بوسائل شتى مثل المحاضرات والدروس وتعرضت الجماعة لكثير من المضايقات وبدأ العمل السلفي بشكل جماعي ومتوحد، فكان فضيلة الشيخ محمد فاضل التقلاوي أول رئيس لجماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان 1948م – 1368هـ.

الجدير بالذكر أن هناك جماعة أخرى تحمل اسم جماعة الدعوة إلى التوحيد في ببورت سودان شرق البلاد، و من أبرز دعاتها فضيلة الشيخ مصطفى أحمد ناجي – رحمه الله – التي انضمت بدورها إلى جماعة أنصار السنة بعد ذلك.

وهكذا قامت أول جماعة سلفية منظمة في السودان تدعو إلى الله عز وجل وأتباع النبي صلى الله عليه وسلم أخذاً بمنهج الصحابة والتابعين لهم بإحسان من القرون الفضلى.
 أبرز علماء الجماعة في السودان ودعاتها

من أبرز علماء الجماعة هم :

ـ الشيخ أبو زيد محمد حمزة الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان، والذي تلقى الدعوة على يد الشيخ حامد الفقي مؤسس الجماعة في مصر، وعلى أيدي علماء الجماعة. وقد ظل بمصر حتى وفاة الشيخ الفقي 1959م فعاد إلى السودان وأخذ ينشر الدعوة في مدينته “وادي حلفا” والمناطق المجاورة لها، وكان للمرأة من دروسه نصيباً حيث خصص لها أماكن خاصة في دروسه، فالتف الناس حوله وزاد أتباعه مما أثار أتباع الطريقة الختمية ضده. وفي سنة 1977م بث التلفزيون السوداني مناظرة بينه وبين الشيخ علي زين العابدين أحد أقطاب الطريقة الختمية التي بين فيها زيف مبادئهم وبطلان معتقداتهم مما كان لها أثر كبير في انتشار دعوة الجماعة أكثر في المجتمع السوداني

ـ الشيخ محمد الحسن عبد القادر: خريج دار الحديث بمكة المكرمة وتلميذ الشيخ عبد الظاهر أبو السمح، تلقى الدعوة على يد الشيخ محمد الطيب عام 1946م وتأثر به حيث كان للشيخ الطيب نشاط ملموس في الدعوة في مدينة أغوردات بإريتريا ومن ثم نشط الشيخ محمد الحسن في الدعوة كذلك. مما عرضه للكثير من الصعوبات والمشاق من أصحاب الطرق الصوفية فانتقل بدعوته إلى مدينة كرن ثم أسمرا حيث عمل مدرساً بمدرسة الجالية العربية فيها، ومن خلال التدريس بها استطاع نشر دعوته في المنطقة. ومن أبرز جهوده في تلك الفترة توحيده لأنصار السنة في إريتريا، كما نظم جهودهم ومناشطهم فظهرت دعوتهم في مختلف مناحي الحياة الاجتماعية بالمنطقة، بالإضافة إلى دورهم البارز في الجهاد الإريتري ضد الاحتلال الإثيوبي وأعوانه

وفي عام 1963م استقر الشيخ في منطقة كسلا بالسودان وفيها واصل دعوته فظهرت أثار الجماعة في كسلا وبورتسودان وشرق السودان. ومما يذكر للشيخ نشاطه الدعوي في عدد من الدول الأفريقية والآسيوية مثل: المغرب، وموريتانيا، وغانا، وإثيوبيا، وغينيا، ونيجيريا، وكينيا، وبعض الدول الآسيوية مثل: إندونيسيا وتايلاند وبنغلاديش وبعض الدول الأوروبية وبخاصة هولندا

ـ الشيخ مصطفى ناجي : الذي انضم إلى جماعة أنصار السنة بعد أن تلقى العلم على الشيخ أبو طاهر محمود السواكني أحد علماء الأزهر. ومنذ تأسيس أول مسجد للجماعة في الخرطوم عام (1957م) بحي السجانه (المركز العام الحالي للجماعة) تولى الشيخ إمامته إلى منتصف الثمانينيات بالإضافة إلى مسؤوليته عن إعداد الدعاة والخطباء في الجماعة.

أسباب إنتشار دعوة جماعة أنصار السنة المحمدية :

وضح الشيخ الهدية بداية الجماعة قائلا “نشعر أن المجهود الذي بذل منذ الوهلة من خمسين سنة أثمر ثماراً كثيرة والنجاح حالف الجهد منذ الوهلة الأولى ولكن بطيء إنما متواصل”

وأضاف أن أسباب إنتشار الدعوة كثيرة منها :

– وضوح الدعوة وسلامة المنهج الذي يتميز بالوسطية والإعتدال والسهولة

– تسلط الزعامات الدينية واستغلالهم للبسطاء والسذج , الشيء الذي سبب كثيراً من الظلم الاجتماعي باسم الدين والذي حاربته الجماعة , واستطاعت أن تسحب البساط من تحت أرجل هؤلاء

– واقع التصوف الرجعي المتمثل في تفشي المظاهر الشركية والخرافات والتقاليد البالية, والجهل بالدين , أعطى هذا الواقع الحي دعاة الدعوة السلفية دافعاً قوياً لمحاربته وإعادة الامة إلى دينها الصافي المستمد من الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة

-الجرأة والصدع بالدعوة في شتى المرافق العامة , مساجد , أسواق .. ألخ . وكان مما أثار إعجاب الكثيرين ذلك الصمود وتلك الرجولة والصبر الذي قابل به دعاة التوحيد الأوائل ما واجههم من أذى في تبليغ الدعوة

– المقدرة العلمية العالية للدعاة وقوة الاستنباط والحجة في تفنيد آراء الخصوم بالدليل الصحيح من الكتاب والسنة

– التزام أفراد الجماعة بما يدعون إليه الناس وتمسكهم به,كقول شعيب عليه السلام: (وماأريد إلا الإصلاح ما استطعت)هود:88

– تمركز الدعوة وبدء الانطلاقة من العاصمة حيث يقصدها القاصي والداني من أجل العلاج والسفر وغير ذلك, فتأثر كثيرون وحملوا الدعوة إلى مناطقهم

– عدم تكالب قادة الجماعة إلى الأطماع السياسية الرخيصة، مما أكسبهم ثقة وإحترام الشعب..ووقفهم ضد الظلم والتجبر عكس ما كان سائداً من مراهنة الحكام والتواطؤ معهم يبيع الرجل دينه بعرض من الدنيا قليل . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إزهد فيما عند الناس يحبك الناس

-المبالغة في الإشاعات ضد الجماعة من قبل الخصوم خاصة المتصوفة ,لعله كان سبباً غير مباشر في دعاية عكسية للجماعة حيث أحب الناس الإستطلاع والفضول-الذي هو سمة أغلب الجماهير-حدا ببعضهم للتأكد من الأمر, فوقعوا تحت سحر الدعوة البراق , بعد أن عرفوا أن كل ماقيل ترهات وهراء  باطل لا يستند إلا حقيقة علمية ثابتة بل هو زيف وكذب

-ترابط العلاقات الإجتماعية .وطبيعة الإنسان السوداني البسيط وانفتاحه في التعامل, فما أن يلتزم فرد من الأسرة حتى يؤثر في الآخرين وهكذا

-دخول شرائح مهمة من المجتمع في الدعوة, كالموظفين وطلاب الجامعات والنساء

– وفوق ذلك كله أن الدعوة قدراً شرعياً وكونياً لأهل السودان , والمولى سبحانه وتعالى وحده الذي يملك الأسباب والمسببات وهو قادر على إنفاذ قدره.

عبد الكريم محمّد عبد الكريم الباقر رئيسا للجماعة

توفي الشيخ أبو زيد محمد حمزة رئيس الجماعة ، في الثالث من شهر مايو 2015، وجاء مكانه رئيس جديد للجماعة وهو الدكتور عبد الكريم محمّد عبد الكريم الباقر، وقد نشرت الجماعة بياناً تنعي رئسها القديم و تعلن رئيسها الجديد مضيفة علي ذلك سيرته الذاتية وكان مما جاء فيها :

حصل على الإجازة العالية (البكلاريوس) في الشريعة من الجامعة الإسلاميّة بالمدينة النبويّة ، ودرس على عددٍ من علمائها ، وحصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في الفقه المقارن من جامعة أمدرمان الإسلاميّة بالسودان

عمل نائبًا لعميد كليّة القانون بجامعة النيلين ، وأسّس كليّة القرآن الكريم بجامعة وادي النيل وتولّى عمادتها ، ويرأس حاليًا قسم الشريعة الإسلاميّة لكليّة القانون بجامعة النيلين ، ويدرّس بها ، كما يدرّس مادة الشريعة الإسلامية بكلية الدراسات العليا بالجامعة نفسها

أشرف على عدد من رسائل الدراسات العليا في جامعة النيلين وجامعة وادي النيل ، وجامعة أمدرمان الإسلاميّة ، ومعهد بحوث العالم الإسلاميّ، وجامعة دنقلا ، وهو باحثٌ بمعلمة القواعد الفقهيّة بمجمع الفقه الإسلاميّ بجدّة

له عدد من الكتب المطبوعة والبحوث المنشورة ، منها :  كتاب الشيعة في الميزان ، وكتاب أصول الفقه لكليّة القانون بجامعة النيلين ،  وبحث مطبوع بعنوان مفهوم آل البيت عند أهل السنّة منزلتهم وفضلهم

عمل الدكتور عبد الكريم مديرًا للمعهد العالي للدراسات الإسلاميّة التابع للجماعة ، وتقلّد منصب أمين أمانة المؤسّسات التعليميّة ، ورأس لجنة صياغة وتعديل دستور الجماعة بتكليف من الشيخ محمّد هاشم الهديّة رحمه الله في العام 2002م

اختاره مجلس شورى جماعة أنصار السنّة المحمديّة بالسودان نائبًا للشيخ أبوزيد محمّد حمزة الرئيس السابق للجماعة رحمه الله ، عقب المؤتمر العام للجماعة في 1/1/2012م ، وتولّى رئاسة الجماعة يوم 14 من شهر رجب ، للعام 1436 هجريّ ، الموافق 3 مايو 2015م بموجب النّظام الأساسيّ للجماعة.

ختام

قد نجحت إلى حد كبير في تشكيل ضغوط دعوية على كثير من المنحرفين عن منهاج النبوة، فانحسرت عددية أتباعهم واقتربت مساجد دعاة التوحيد من الخمسة آلاف مسجد، ودخل بعض منسوبي الجماعة باسم الجماعة مجلس الوزراء «الجهاز التنفيذي للدولة» وهو الوزير المهندس محمد عبد الكريم الهد. وحتى تطبيق الشريعة الإسلامية أيام نميري قد بدأ في محافظة كسلا بقرار محلي من المحافظ اللواء عمر عبد القادر، فقد كان من دعاة أنصار السنة، وكانت محافظة كسلا هي اليوم ولاية كسلا وولاية القضارف، لكن نميري استكمل صنيع المحافظ وألغى زيارة له إلى محافظة كسلا وبالتحديد إلى حلفا الجديدة، وقام بها نيابة عنه عمر محمد الطيب، لكنه هو غادر وقتها الى الملك فهد ملك السعودية حينها ليتشاور معه في أمر استكمال تطبيق الشريعة في كل محافظات السودان.
إذن بصمة أنصار السنة في المجتمع السوداني لاستئناف الحياة الإسلامية الخالية من الشرك والبدع والحكم بغير ما أنزل الله، بصمة قوية جداً وتحكي عن أن الإسلام بالغرباء هو نهاية التاريخ، وليس الحياة الرأسمالية كما رأى فرانسيس فوكوياما.

Continue Reading

أعلام الإسلام

السودان :رئيس المجلسُ العلميّ لجماعة أنصار السنة المحمدية .. الشيخ أبو زيد محمد حمزة

Published

on

الخرطوم – السودان | أحوال المسلمين

ميلاده ونشأته
ولد الشيخ أبو زيد محمد حمزه بمنطقة حلفا قرية «أشكيت» بالقرب من الحدود المصرية في العام 1343هـ الموافق 1925م، هاجر مع والده إلى مدينة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية، وفي العام 1942م عاد من الإسكندرية إلى القاهرة ودرس بالأزهر الشريف، درس على يد فضيلة الشيخ محمد حامد الفقي مؤسس جماعة أنصار السنة المحمدية بمصر وتلقى الدعوة على يديه، وفي نفس العام 1942م انضم لجماعة أنصار السنة المحمدية بمصر، وظل بمصر حتى وفاة الشيخ محمد حامد الفقي عام 1959م، وبعدها عاد للسودان عام 1961م، و لم يلبث بها عاما حتى شغل إمام مسجد الحارة الأولى منذ العام 1962م وحتى وفاته رحمه الله، والتحق بجماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان في العام 1963م.

الشيخ متزوج وله ثلاث زوجات وله عدد من البنين والبنات أكبرهم عبد الرحمن. والشيخ رحمه الله يحفظ القرآن الكريم، وله قدرة عالية في الاستدلال العلمي بالكتاب والسنة، كان قوياً في حجته وبيانه، وكان مع الشيخ مصطفى أحمد ناجي والشيخ محمد هاشم الهدية رحمه الله في قيادة الدعوة.

في العام 1977م بث التلفزيون السوداني له مناظرته الشهيرة والتي كثر فيها أتباع ومحبو الشيخ لما يتمتع به من قوة في الحجة. توفي أمس الأحد 14 رجب 1436هـ الموافق 3 مايو 2015م بمستشفى فضيل بالخرطوم عن 90 عاماً كانت حافلة بالعطاء والدعوة إلى الله ونشر التوحيد.

دعوته المثمرة

الشيخ_ابوزيد_محمد_حمزة_رحمه_الله

ومنذ أن صار الشيخ أبوزيد محمد حمزة رئيسًا عامًّا للجماعة بالسودان كان حريصًا على الحفاظ على هويتها العلمية الدعوية التربوية الإصلاحية، وعدم الزجّ بها في ما يؤثّر على رسالتها التي قامت من أجلها ، فحافظ عليها جماعةً قويةً مؤتلفة ً فاعلة ، تنتهج سبيل أهل السنة والجماعة في المعتقد والمواقف والسلوك ، كما حرص على التواصل مع  الهيئات والمجموعات الدعوية والعلمية في السودان ، وعرف عنه سعيه الجاد لتوحيد كلمة الدعاة ، والإصلاح بين المجموعات الدعويّة  وتعزيز الرباط الأخويّ والتعاونيّ  على البرّ والتقوى والمبادرة إلى ذلك ، والنصح لأئمة المسلمين وعامّتهم

في فترة رئاسته المجلسُ العلميّ لجماعة أنصار السنة المحمدية ، وهو مجلس يضمّ صفوة علماء الجماعة ، أنشئ في عهده نظامًا قائما على الشورى والمؤسسية في إدارة شئون الجماعة ،  مع توقير العلماء والحفاظ على مكانتهم، وخطت الجماعة خطوات متقدّمة في النظم الإدارية الحديثة الملائمة لطبيعتها ، كما قامت في عهده مشروعات نوعيّة نقلت العمل الدعويّ نُقلات متقدّمة .

سارق القلوب

الشيخ_أبوزيد-محمد-حمزة
تميز الشيخ أبوزيد أحمد حمزة بعبقرية نادرة في الدعوة تمثلت في كثير من أساليبه الإقناعية والدفاعية، له قصة مشهورة نشرها على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، تحت عنوان: «سرق جوالي… فسرقت قلبه»، حكى خلالها حواراً دار بينه وبين حرامي سطا على هاتفه عندما أوقف سيارته بالميناء البري، وقد أفلح الشيخ رحمه الله، في عودة الحرامي إلى توبة نصوحة بعد إهدائه هاتفه ليحول بين الرجل والحرام.

ويعدُّ الشيخ أبو زيد محمد حمزة رحمه الله من العلماء العاملين،الذين وثّقوا صلاتهم بعلماء العالم الإسلامي ودعاته لجمع الكلمة على توحيد الله تعالى ،  فشهد له العلماء والدعاة بالخير والصلاح  والجمع بين العلم والعمل والجهاد والله حسيبه. ولم يزل وهو في فراش موته يوصي بالتوحيد والاستمساك بالسنّة والالتزام بالهدي النبويّ.
 مشاهد من التشييع
شهدت مقابر أحمد شرفي موكباً مهيباً تقدمه المشير عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية ونائبه الأول الفريق أول ركن بكري حسن صالح وعدد كبير من المسؤولين وقادة العمل الدعوي بمختلف مشاربهم الدعوية، كما شارك في التشييع عدد كبير من رموز البلاد السياسية وقادة الأحزاب والطوائف ورجال المال والأعمال وحشود غفيرة من طلاب ومحبي وعارفي فضل الفقيد الشيخ أبوزيد محمد حمزة.

حواره مع شبكة الهداية الإسلامية

وخلال لقاء معه أجرتها شبكة الهداية الإسلامية قال فيها عن بدايته ” كانت البدايات صعبة جدا، لما رجعت من مصر ذهبت إلى حلفا ـ أنا حلفاوي من هناك ـ وعملت في البلدية، التف حولي الناس والشباب والبنات، ولم يقف ضدي إلا كبار السن، ممن كانوا يتبعون الختمية وسمع بي قاضي المحكمة العليا محجوب إسحاق في زمن عبود، وربطني بالقاضي في المنطقة وكان ختميا، وكان كلما ذهبت لاستلام راتبي الشهري يقول لي: وردتني شكاوى عنك، وردتني شكاوى عنك، وقال لي ذات مرة: يمر ستة شهور بدون شكوى فيك! ولما كثر كلامه معي حول هذه الشكاوى قلت له: الله خلق البشر و 90% من خلق الله ما دايرين الله، شوف الصين! شوفها كم، وأوروبا الشرقية فيها كم؟ وفي الخرطوم الذين يدخلون السينما أكتر من الذين يدخلون المسجد، فما بالك بي؟ هناك دايرني وهناك واحد ما دايرني.

وأضاف: جئت إلى الخرطوم، وقد تعلمت من تجربتي في حلفا ألا أواجه الناس بالعقيدة من أول مرة، ولهذا استمررت أربعة أشهر في تفسير سورة الفاتحة، بدون التطرق لأمور العقيدة، وبعد خمسة أو ستة أشهر، بدأت أتكلم عن العقيدة أول، مشكلة واجهتني كانت وفد من علماء المسجد الكبير جاؤوا لمناقشتي، وكان معي 17 من القرعان كان بعملوا البخرات وتكلمت معهم في التوحيد فالتزموا بالمنهج السلفي، ولما جاء هذا الوفد كانوا يحملون عكاكيز وعصيا، قام إليهم هؤلاء القرعان وقبضوهم وذهبوا بهم الى الشرطة فذهبت اليهم وعفوت عنهم وأمام المحكمة جاء شيخهم وقال لي: إنت أبو زيد فقلت له : نعم ! فأخرج شريط اسبرين به 3 حبوب وقال لي: إذا كان هذا الاسبرين يضر وينفع فكيف بالرسول صلى الله عليه وسلم لا يضر ولا ينفع ثم شتمني ومضى.

وسئل انه سرى اعتقاد ولفترة طويلة من الزمن مفاده أن جماعة انصار السنة يمكن أن تكون البديل الإسلامي لحكومة الانقاذ في الحكم، ما هي مبررات هذا الاعتقاد ؟ وهل ما زال قائما؟
فقال لا ،  أنصار السنة غير مؤهلين لحكم البلد، نحن بنعمل من أجل العقيدة، ولا مانع لدينا من بقاء الحكومة، هم يحكموا ونحن سنعمل في تصحيح المعتقدات، لقد تحالفنا مع الترابي في جبهة الدستور، وعملنا معه شهورا في السياسة، وتركنا العقيدة وفي النهاية لم ننجح.

فسُئل أليس في هذا دعوة للعلمانية وفصل الدين عن الدولة أو الدعوة عن السياسية؟
قال الأمر ليس كذلك وتركنا للسياسة وتفرغنا للدعوة لا يعني ترك المناصحة، نحن نلتقي بالرئيس البشير ونتناصح معه، ولكن ما نعنيه هو أن نسد ثغرة لا يهتم بها الآخرون ولو عُيِّن الإنسان في أي منصب، يمكن أن يتولاه دون أن يترك الدعوة، أنا ذاتي لو لقيت منصب بدخل، لكن ما ببطل دعوة.

وسئل أن الإسلاميون في تركيا وصلوا للسلطة، عن طريق الديمقراطية والانتخابات الحرة النزيهة، ووصلت طالبان عن طريق الحرب، أما في السودان فقد وصل ـ جماعتنا ديل ـ عن طريق انقلاب عسكري ، كيف تقيم هذه التجارب؟ وما هي الوسيلة المثلى للوصول الى السلطة برأيكم ؟.
قال كلهم ما نافعين وين طبقوا الشريعة؟ لا في تركيا لا في تونس، وفي مصر الآن مستشار رئيس قبطي، هؤلاء الناس لم يربوا المجتمع ولم يهيئوه لتقبل الشريعة، الشرك في مصر في كل مكان وهل تنفع شريعة بدون عقيدة؟ لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين، أي عمل داير عقيدة (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)، وكان ديل ولا ديل ولا ديل، العقيدة أولا، ولا أنا غلطان؟

وسئل بعد انفصال الجنوب توقع أن يتمكن الإسلام في الشمال، هل ترى أن الحكومة بمكوناتها الحالية مؤهلة لتحكيم الشريعة الإسلامية بصورة صحيحة؟
قال: الحكومة ما مؤهلة لتطبيق الشريعة ولا أظن ان الشريعة يمكن أن تطبق عندنا

وسئل جماعتكم هل ممكن تعمل دستور إسلامي وتقدمه؟
أين كلام الله..! القرآن موجود وفيه الدستور

وسُئل هناك من يرى ضرورة قيادة العلماء للدعوة، وهناك من يرى أن الدعاة يجب أن ينصرفوا للدعوة والتربية والتعليم، ويتركوا أمر الإدارة للمختصين، أين يقف الشيخ؟
أرى أن يقود العلماء والدعاة الدعوة، وأن يتقدموا الصفوف، ويجب أن تكون لهم كلمة، والصحابة الذين حكموا العالم كانوا علماء، ولماذا نحصر العلماء في إخراج فتاوى محدودة حول الوقوف بعرفة، وتحديد أيام الأعياد ورمضان والفطر؟، لماذا لا يتلكمون في قضايا المجتمع وهموم الناس؟، لماذا لا يقدمون فتاوى في موضوع أولاد المايقوما أو الواقي الذكري مثلا؟

وقيل له: لقد كان للجماعة بصفة عامة، ولفضيلتكم جهد مقدر في مناهضة الفكر الجمهوري. مؤخراً بدأ هذا الفكر في الظهور، ألم تكن الضربة قاضية؟ وبم تفسر ظهور هذا التيار مجدداً؟
لن يرجع مرة ثانية، لقد انتهى هذا الفكر إلى غير رجعة، لقد كان في مستطاع زعيمهم محمود محمد طه أن ينجو، لو ذكر مرجعية هذه الأفكار التي جهر بها، ولكنه نسبها لنفسه فحوكم بها، ولقد كنت حاضرا إعدامه

ـ وماذا عن الشيعة؟ هل لكم برامج لمناهضتها، وقد أخذ أمرها في الاستفحال في بلادنا؟
الشيعة أخطر تيار مناوئ للإسلام الصحيح، والمشكلة أن الدولة فتحت لهم مجالا واسعا للعمل، ويجب أن تتضافر الجهود من أجل إبعادهم ومحاصرتهم والقضاء على دعوتهم في هذا البلد

ـ هل من كلمة توجهها للحكومة في هذا الشأن؟
وهل للحكومة (أذن) تسمع بها النصائح؟!الله يهون علينا ويحمي الإسلام والمسلمين من كيد الأعداء

ـ قمتم بإمامة المصلين في صلاة الغائب على أسامة بن لادن وقدمت كلمة، ثم اصدرتم توضيحا، مالذي جرى في كواليس الجماعة حول هذا الموضوع ؟
الناس انتقدوني، أنا مشيت والحضور قدموني للصلاة، وصليت، لكن أسامة بن لادن ليس كافرًا وأنا لا أكفره، وهو ليس مشركا، قد أكون مختلفا معه في بعض الأمور، لكن في النهاية لا يخرج من الملة ولا أرى مشكلة في الصلاة عليه

-هناك بعض الدعاة تركوا الدعوة الإيجابية لمنهجهم، وباتوا يهاجمون غيرهم، ما الأسباب وراء ذلك؟ وماذا تقول لهم؟
هذا لا يجوز! ما ينبغي للداعية أن يسيء للناس يجب عليه أن يقدم دعوته بالصورة الإيجابية، وليس عليه أن يهاجم الآخرين والأمر يكون أسوأ إذا ذكرت الأسماء، بعض الدعاة يفعلون ذلك، يسخرون من الآخرين ويسيؤون لهم، وأنا نصحتهم في هذا الأمر.

حواره مع صحيفة الإنتباهة

الحوار أجراه معه محمد علي التوم من الله في 22/11/2010م و يقول فيه.
زرته بمنزله الكبير قرب مسجده بمدينة الثورة الحارة الأولى فوجدته خرج لتوه من مستشفى القلب بعد أن أجرى فحوصات. وزرته للمرة الثانية بعد يومين فوجدته قد سافر للابيض في سبيل الدعوة، وكانت الرحلة براً لا جواً.. ذلك هو الشيخ ابوزيد محمد حمزة، رقم في واقعنا المعاصر. من منا لا يعرفه او يسمع به.. صلب قوى في الذود عن مبادئه والدعوة لعقيدة التوحيد، صاحب مدرسة متميزة في الخطابة شجاعة وجذابه تأخذ بشغاف القلوب، كم جذبت عليه من المشكلات والمتاعب والضرب والسجون والشتائم ومحاولات القتل.. وفي منزله يلقاك الشيخ هاشاً باشاً، سهل الجانب ودوداً مرحاً وصاحب ضحكة متميزة. فهو يبكي ويضحك فيما يرضي الله. جلست معه في حوار بدأناه في (البيت الصغير) في ذات الحارة قرب (زلط النص)، ثم أكملناه في (البيت الكبير) قرب مسجده وفيه زوجته الأولى شريكة حياته التي بدأت معه المشوار منذ أن كان بمصر. وهو بيته الأول الذي انطلق منه في سبيل الدعوة بالعاصمة. تناولنا في الحوار بدايات حياته الأولى (حقبة الاسكندرية) التي بدأت بضرب الانجليز له 1942م ثم لجوئه للأزهر الذي وجد فيه من عنت شيوخه (مشاكل) وتظاهرات لانتمائه لجماعة أنصارالسنة المحمدية، وتتلمذ على يد شيخها محمد حامد الفقيه.. ثم عودته منها داعياً وقد أجاد الخطابة وتسلح باللغة والقرآن والسيرة النبوية والتفسير، عاد لموطنه الأصلي حلفا وأيضاً كانت حقبة متاعب، حكى فيها ما هو طريف.. ولعل تلك الحقبة التي مهدت للشيخ الهجرة للخرطوم حيث كانت نقطة تحول كبير في هجرته وذيوع صيته، فتطورت المجاهدات فيها على مستوى السلطة مما أدى لزجه بالسجن في كل الحقب العسكرية وأقساها الإنقاذ كما ذكر متهماً الترابي. لعل القارئ العزيز متشوق لكي يتعرف أكثر من خلال هذا الحوار على من هو ابوزيد محمد حمزة.. وما هو رأيه في أهم القضايا المعاصرة الوحدة والانفصال والحريات الاربع وما يستجد على الساحة بعدها، وقضايا الشباب والمرأة وافكار الصادق المهدي وما فعل الترابي، ومحاور اخرى مهمة، ندخل فيها مباشرة لنقرأها عبر اسلوب الشيخ السردي فإلى مضابط الحوار:

> بادرته بسؤال وهو يجلس على (عنقريب) مزدحم بالكتب في غرفته (الجالوص) المتواضعة:  شيخنا.. لقد سافرت للأبيض براً بعد أن خرجت من مستشفى القلب بيومين فقط، ألا يشكل هذا خطورة ومجازفة على صحتك؟
< أجاب بعد أن اعتدل في جلسته:
الحمد لله.. وكتر خير الاطباء.. كلهم أبنائي، مهتمين بي شديد وبعالجوني مجاناً.. نصحوني بالذهاب للاردن وأنا بقول العلاج من الله هو الشافي سألت الله أن يشفيني.. والحمد لله انا الآن بخير.
٭ الحمد لله على السلامة..
> إذن.. نبدأ فضيلة الشيخ ببدايات حياتك.. الميلاد والنشأة؟
< ولدت بقرية «أشكيت»، من قرى وادي حلفا شمال السودان عام 1925م. وتربيت في القرية وقريت خلوة (أنعلوه) والأولية في مدرسة (دبيرة) الاولية 1938م.. في ذات العام سافرت مع والدي للاسكندرية وبقيت بها حتى 1942م، وقضيت فترة الحرب العالمية الثانية في الاسكندرية، وكانت الطائرات ترمي قنابلها وندخل المخابئ < وكان الجيش الانجليزي يعيث في الارض فساداً ويوسع الناس ضرباً، وكان عندنا قهوة بشارع كنيسة الاقباط، وفي مرة الانجليز جو سكارى يضربوا الناس وكنت صغيراً لابس طربوش.. اثنين من الانجليز أدوني بنيه فرتقوا الطربوش.. أنا قلت «أولاد الكلب ما لهم ومالي».. جوني راجعين.. ضربتهم الاثنين، وقعوا على الارض وهربت، طاردوني وقبضوا على القهوجي وساقوا صاحب القهوة لـ (كوم الدكة)، وطلبوا منه احضاري.. المهم كانت هذه الحادثة سبباً في الذهاب للقاهرة والالتحاق بالأزهر.
> شيخنا.. السيرة بدأت عنيفه، يبدو أن هذا القلب الذي يعاني الآن هو أساساً قلب حار؟.. نتحدث عن فترة الأزهر:
< حضرت القاهرة مع خالي والتحقت بالأزهر (بالصباح) وبالليل لانصار السنة المحمدية الذين بدأت استمع لهم عام 1942< 1943م.. شيخ الازهر كان (صوفي)، كان يسيء لـ(محمد حامد الفقيه) وهو استاذنا ومن كبار علماء الأزهر الشريف.. لم تعجبني اساءات شيخ الازهر ولا اساءات الآخرين لاستاذي محمد حامد الفقيه.. ورفعت يدي للأستاذ (عبده ربه) الذي كان يبدأ محاضراته بالاساءة للفقيه، فادناني شيخ عبده ربه منه، وافتكرني من جماعة الفقيه وسألني سؤال طريف وغريب قال لي:
قال الله: «انما الاعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى» في أي سورة هذه الآية؟! (يضحك الشيخ).. هذا السؤال قاد لمواجهة ثم تعدوا على شخصي وأنا جريت منهم لان انصاره طاردوني.. هذه القضية تطورت حينما سمع بها انصار السنة فاجتمع من انصارنا (60) شاباً للنقاش معهم ثم قامت المعركة.
شيخ (عبده ربه) من عاداته ما بقول (بسم الله حينما يبدأ حديثه. بقول (أنا وابور الظلط) مين يناقشني؟!.. احدهم رفع أصبعه ليسأل.. ثم قامت (مشكلة) استمرت ساعة ونصف وجات عربات الشرطة لحل المشكلة وكان فيها (بمبان) ثم من بعد ألقى بنا في سجن (الدرب الاحمر).
اثنين من انصار السنة شغالين مع الملك فاروق عملوا تلفون للداخلية وأطلق سراحي.
بعد هذه الحادثة قطعت صلتي بالازهر وانخرطت بجماعة انصار السنة.
> اذن.. هذه الحقبة جاءت بمجاهدة ايضاً عنيفة انتهت بك اخيراً للجماعة ليبدأ أهم مشوار مهم في تاريخ حياتك في مصر.. ماذا وجدت عندهم ومنهم؟
< معظمهم علماء ازهريون، قضيت حوالي ثلاثة الي اربع سنوات معهم في الدراسة: لغة عربية، قرآن، حديث، سيرة، خطابه.
> واضح شيخنا إن لك مدرسة متميزة في الخطابة.. هل وجدت صعوبة في اجادتها وبماذا خرجت منهم؟
< بقيت بارعاً في الخطابة في كنفهم فقد تعلمت منهم الكثير. اذكر أن الشيخ مرة طلب مني ان اخطب الجمعة.. طلعت المنبر وكنت احفظ نصف الخطبة. لكن في ذلك اليوم طار مني جزء منها.. المهم اكملت الباقي من رأسي.. الشيخ لاحظ ذلك، وقال لي: ما تحفظ الخطب، القيها من رأسك مباشرة. ومنها وحتي اليوم انا افعل ذلك.
>  فلندخل الى بدايات عودتك للسودان؟…
< مات الشيخ محمد حامد الفقيه 1959م رحمة الله.. كان السودان حينها في مرحلة الاستقلال وخروج الاستعمار وعملوا سفارة وجوازات الخ.. انا تزوجت بالسودان 1946 وزوجتي ذهبت معي لمصر.
بعد وفاة الشيخ حدث تحول كبير ورغبة في العودة للسودان وعدت 1961 لحلفا وكان باقي اربع سنوات لترحيل حلفا «للقرية».
< بدأت نشاطي الدعوي في حلقة وطفت كل قرى حلفا شرق وغرب النيل، واستجاب لي طلبة المدارس والجامعات، حتى النساء غيرن (جرجار حلفا) وسموهو (جرجار أبوزيد) (يضحك)..
سمع باخباري قاضي قضاة السودان محجوب اسحق في عهد عبود، أرسل لي 13 جنيهاً وقال لي ده مرتبك، شد حيلك، وسأعينك في الشؤون الدينية، وربطني بقاضي شرعي حلفاوي وكان (ختمياً). نقلوا له الكثير من نشاطي، استدعاني وقال لي: داير ستة شهور ما تجيني شكوى ضدك. قلت له: ربنا خلق 90% ما مؤمنين بي الله انت عاوز برضوا أبوزيد ما يشتكي منه أحد؟
المهم كانت هذه بدايات المشكلات في السودان فرفضت على إثر ذلك الوظيفة لأتحرر للدعوة والناس وقفوا معاي، وكان ذلك مدعاة للتوجه للخرطوم وشلت منهم عشرة جنيهات، وجيت الخرطوم يوم 2/2/1962م.
هذا التاريخ 2/2/1962م هو نقطة تحول كبيرة ومهمة ومن اجل ذلك حفظته جيداً.
> نواصل كيف كانت البداية بالخرطوم؟
< نعم.. في الخرطوم سمع بي قاضي القضاة عن طريق الغبشاوي وحسن طنون.. ودعوني وكان معهم طلعت فريد، وقالوا لي عيناك في مسجد (حجوج) بالثورة الحارة الأولى.
> لعله المسجد الذي مازلت فيه حتي اليوم وحدثت فيه حادثة الخليفي وهو اليوم مشهور بمسجد شيخ ابوزيد..
نعم.. في البداية وجدت المسجد نوبات وطارات وطبلة ودراويش قربت أرجع.
لكن جاهدت كثيراً في أن أنقل الناس من البدع والخرافات والعادات والضلالات وندعوهم للتوحيد، والحمد لله بتوفيقه نجحنا بعد مجاهدات، فقد كنت في البداية حريصاً ألا أثير العقيدة.. (أربع جمعات في البداية كنت اتحدث عن سورة الفاتحة) فقط.
أخيراً وبعد أن فشلت كل محاولات الذين عملوا ضدي، حجوج قال لي: يا أبوزيد المسجد حقك استمر وأنا مسؤول فقط عن الصيانة والمعدات.
> ومن هنا يا شيخ ابوزيد ينشأ أهم سؤال عن التكفير وفي هذا المسجد فشلت محاولة مشهورة لاغتيالكم راح ضحيتها عددُ من المصلين وينفجر التكفير في مجتمعنا كظاهرة هددت حتى أنصار السنة ولقد طالتكم التهم، ما قولكم في التكفير ونصيحتكم للشباب؟
< اعتدل الشيخ في جلسته لأهمية السؤال ويجيب: الناس الجهلة يعتبرون السلفيين كلهم تكفيريين، يكفرون المجتمع ككل.. ده غلط وعدم فهم للفرق الاسلامية الموجودة.
وكما هو معلوم تاريخيا في فرقة اسمها الخوارج، الذين خرجوا على علي بن ابي طالب لخلاف على ومعاوية. ولما اشتدت الحرب وكثر الموت وكلهم من الصحابة.
< ناس معاوية جمعوا المصاحف وقالوا نحتكم للقرآن وعلي رضي الله عنه قبل أن يجيبوا ناس علي واحد ومعاوية واحد، علي يجيب ابوموسى الاشعري، ومعاوية يجيب عمرو بن العاص.
ناس علي قالوا لا «إن الحكم إلا لله»، لا نقبل حكم الرجال. وقالوا في الاتفاقية يكتب أمير المؤمنين وإلا فأنت أمير الكافرين.
والثالثة طالبوا منه أسر عائشة لأنها أيدت معاوية.
علي بن ابي طالب جاب عبدالله بن عباس لكي يقنعهم عبدالله بن عباس رجع بهم لصلح الحديبية (في الاتفاقية تلك، العرب قالوا ما يكتب رسول الله.. الرسول صلي الله عليه وسلم تنازل عن هذا لكي يتم الصلح. وايضاً قال لهم عبدالله بن عباس اسر عائشة لا يجوز وهي من أمهات المؤمنين تأسروها كيف؟
ثلاثة آلاف آمنوا بعلي واقتنعوا بـ عبدالله بن عباس.
البقية الخالفوا هم الخوارج، كفّروا علي لأنه حكم الرجال، من هنا نبتت بذرة التكفير.. تكفير الحكام.
«ويواصل شيخ أبوزيد» جذور التكفير موجودة من الأصل وفي العهد الحديث سيد قطب كفر الحكام كلهم لأنهم لا يحكمون بشرع الله.. قتل سيد قطب والاخوان قتلوا النقراشي ومحمد ماهر والحكومة تقتل فيهم وهكذا.
والحقيقة تقال إن تكفير الحاكم اساساً بدأ في العصر الحديث من مصر من الاخوان المسلمين.
اما السلفيون فكانوا قبل الاخوان، حسن البنا 1926م تقريباً والسلفيون 1924م.
والسلفيون في مصر كثيرون منهم انصار السنة، الجمعية الرعية/السبكيين/شباب محمد.. الخ.
كلهم لا يكفرون الحكام.. ومن ضمنهم نحن.
> ولكن فضيلة الشيخ لماذا شمل هذا المفهوم حتى جماعة أنصارالسنة؟
< زي ما قلت ليك يا ابني الناس الجهلة يعتبرون السلفيين كلهم تكفيريين.. الدعوة السلفية تبدأ من العقيدة.. ما ممكن تحكم امة ما عندها عقيدة، هكذا بدأ الرسول صلي الله عليه وسلم لان الحكم بدأ في المدينة بعد مكة.. و«من يحكم» آية ليست للحاكم فقط، والشريعة لاتبدأ فقط بالاحكام كما بدأ النميري.. قبلها ينبغي أن نبدأ بتربية الناس، ونريحهم ونسهل لهم سبل العيش الكريم ونشجع ونسهل الزواج.. عمر بن الخطاب في عام الرمادة عطل الشريعة.
اليد لاتقطع إلا في حالات خاصة، في المجتمع الخربان هذا لو طبقنا شريعة حنقرض الأمة.
أما بالنسبة للحاكم نسأله اولاً ما رأيه فيما يحكم، لو قال أنا لا يعجبني كلام الله نقول إنه كافر، لكن ما ممكن نكفر من عصى الله في ركن من الاركان، لو أخطأ في جانب ما ممكن احكم عليه بالكفر، فسرها عبدالله بن عباس في اثنين: كفر مخرج من الملة، كفر ما مخرج من الملة، وقال: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر.. هل الكفر هذا مخرج من الملة؟.. وقرأ عبدالله بن عباس الآية «وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما».. الآية.
الله سماهم المؤمنين.. والرسول صلى الله عليه وسلم خطب في النساء: «وإنكن لتكفرن العشير..» الحديث.
ويواصل الشيخ ابوزيد:
لو اتبع هؤلاء التكفيريون رأى السلف الصالح عبدالله بن عباس وابن تيمية والامام مالك لكان خيراً لهم فهؤلاء هم الاقرب للفهم الصحيح. نحن لسنا من دعاة التكفير..
أنا لو لقيت واحد يطوف بي قبر ما بقول ليهو يا كافر.
الله سبحانه وتعالى يقول «وما كنا معذبين حتي نبعث رسولاً»  في البداية اقدم لك الخير وارشده للصواب قبل أن نحكم عليه.
> كيف ينظر الشيخ ابوزيد الي مطالبة الحركة الشعبية بالجنسية المزدوجة والحريات الاربع في ما يتعلق بقضايا ما بعد الانفصال؟
< اذا كانت هناك جنسية مزدوجة تمنح للجنوبيين بعد الانفصال فما معنى الانفصال اذن؟ فالجنوبي اختار بمحض ارادته الانفصال وصوت له فكيف يطالب بعد ذلك بالجنسية المزدوجة أو الحريات الأربع؟، وكيف لهم ان يطالبوا بذلك في ظل حدود تكون مغلقة، وهناك حدود بين دولة واخرى، وهناك سيادة واستقلال لكل دولة، وما معنى الانفصال اذن؟، انا في رأيي ان المطالبة بالحريات الاربع مثل التنقل، والتملك، والحركة، وغيرها لا تستقيم لا عقلاً ولا منطقاً طالما ان الجنوب مضى نحو الانفصال واختاره. فهذا الطرح غير منطقي، وغير سليم، وإن الجنوبي الذي يوجد بعد الانفصال في الشمال لا بد ان يخضع للقوانين التي تحكم البلد وتتعامل معهم كأقلية ولابد أن يخضعوا للشريعة الإسلامية. فالشريعة الاسلامية مثلا تحرم الخمر واللبس الخليع وما الي ذلك، فلا يمكن أن نعطيهم الحرية في أن يمارسوا ما يخالف الشريعة تحت حجة اتفاق الحريات الاربع او نحوه، وهم لديهم مفاهيم خاطئة عن الحريات والكثيرون الآن يفسرون قول الله عزَّ وجلَّ «فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر»، تفسيراً خاطئاً ويعنون به الحرية، والمسألة ايضاً لها تأثير أمني واجتماعي، ولا يمكن أن أرى سكران يترنح ولا أقيم عليه الحد في بلد الشريعة بحجة الحريات، وهذا يعني دعوة للتمرد على الشريعة، فالأمر ليس على كيفهم، وما معنى الانفصال اذن، إذا كانت الامور تمضي هكذا دون ضوابط؟، وأنا اليوم اذا اردت أن اذهب الى مصر فلا بد أن يكون لي جواز سفر وتأشيرة. فالمسألة ليست فوضى، وفي رأيي ليس هناك معنى للحريات الاربع ولا الجنسية المزدوجة، وليس هناك شيء اسمه الحريات الاربع وإلا فلماذا إذن الانفصال؟!.

قيل عنه

الشيخ ابوزيد_0

ومما قيل عنه أنه  صار في السودان شرقه وغربه ، شماله وجنوبه بواديه وحواضُره داعيًا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، متحمّلا في سبيلها المشاقّ ، صابرًا محتسبًا ، يبلّغ دعوة التوحيد بلا كلل، و قد تتلمذ على يديه جمع من العلماء والدعاة داخل السودان وخارجه ، من أبرزهم وأكثرهم له ملازمة تلميذُه الشيخ الدكتور محمد الأمين اسماعيل، والشيخ محمد سيد حاج رحمه الله ، وغيرهم.

وذكر عنه أحد الصحفيين أنه زاره بمنزله الكبير قرب مسجده بمدينة الثورة الحارة الأولى قصد القيام بحوار معه، فوجده خرج لتوه من مستشفى القلب، بعد أن أجرى فحوصات،  وزاره للمرة الثانية بعد يومين فوجده قد سافر للابيض في سبيل الدعوة، وكانت الرحلة براً لا جواً.

وفاته

صور-التشيع

توفي زعيم جماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان الشيخ أبو زيد محمد حمزة صباح أمس بالخرطوم. ونعت الجماعة في بيان صحفي مؤسسها وزعيمها. وقد درس الشيخ أبو زيد في الأزهر ثم عاد إلى السودان ونشط في الدعوة السلفية منذ خمسينيات القرن الماضي، ثم تزعم الجماعة السلفية التي عُرفت باسم «جماعة أنصار السنة المحمدية» وكان لها دور في الحياة الدينية والسياسية بالبلاد، وانقسمت بعد ذلك إلى عدة مجموعات لكنها ظلت ترى في الشيخ أبو زيد أحد آبائها المتفق عليهم.

وقد نشرت الجماعة بياناً تعزي فيه وفاة الشيخ مما جاء فيه ” تعزّي الجماعة الأمة الإسلامية جميعها في فقده فإنها تعظم الرجاء عند الله تعالى في قيام الشيخ رحمه الله عمرا طويلا على توحيد الله تعالى ، واتّباع النبيّ صلى الله عليه وسلّم ، دعوة وعملا وجهادًا وصبرًا

وأضافت الجماعة في بيانها “لقد عرفت المنابر فقيدنا الشيخ أسداً يصدع بكلمة الحق فلاقى فيها ما لاقى من الأذى محتسباً، على سنة النبيين، يدعو إلى الله على بصيرة، متخذاً من الحكمة و الموعظة الحسنة سبيله إلى القلوب، حتى بسط الله تبارك وتعالى له القبول وهوت إليه الأفئدة وعرف فضله البعيد قبل القريب، فخرّج العشرات من طلاب العلم ينشرون الخير ويصدعون بكلمة الحق في كل أركان الدنيا، وما فتيء وهو يصارع المرض والألم في أيامه الأخيرة يذكرنا بالتمسك بدعوة الأنبياء ويوصينا بصيانتها والاستمساك بدربها حتى وافاه الأجل،فنسأل الله الغفور الودود أن يشمله برحمته وعفوه وأن يتقبل عمله ، وأن يجعله في منازل الصديقين، وإنا لله وإنا إليه راجعون”.

 السجون تتفوق
سمحت الإدارة العامة للسجون والإصلاح لابن الفقيد عبد الرؤوف أبوزيد النزيل بسجن الهدى والمحكوم بالإعدام، بحضور مراسم دفن والده وتلقي العزاء، وأبلغ أبوعبيدة سليمان مدير الإدارة العامة للسجون والإصلاح أنهم سمحوا بهذا الإجراء تقديرًا للظروف النفسية للنزيل الذي توفي والده وذلك استناداً للوائح والقوانين والمواثيق المنظمة لمهام وواجبات السجون.

Continue Reading

أخبار

السودان : 41 ألف نازح يعجزون عن العودة لـ"أبوكرشولا"

Published

on

قال مسؤول إنساني في أبوكرشولا بولاية جنوب كردفان، إن السلطات الولائية فشلت في تسهيل عودة 41,271 نازحاً فروا من أبوكرشولا وقراها المجاورة عقب اجتياح متمردي الجبهة الثورية للمنطقة في أبريل الماضي، وناشد الحكومة الاتحادية بالتدخل.وتمكن الجيش السوداني في أواخر مايو الماضي من استعادة أبوكرشولا الغنية بالغلال بعد معارك أسفرت في حينها عن نزوح أكثر من 19 ألف شخص إلى مدينة الرهد بشمال كردفان.

وحسب رئيس لجنة العودة الطوعية بالمنطقة محمد الجيلي رئيس منظمة أبوكرشولا للتنمية والسلام ، فإن المسجلين للعودة إلى أبوكرشولا وصل عددهم إلى 35800 شخصاً يمثلون 4318 أسرة.وأشار إلى 5,741 شخصاً يرغبون في العودة أيضاً إلى قراهم في: أم برمبيطة والفيض وخور الدليب، يمثلون 1513 أسرة.

Continue Reading

أخبار

السودان : 41 ألف نازح يعجزون عن العودة لـأبوكرشولا

Published

on

قال مسؤول إنساني في أبوكرشولا بولاية جنوب كردفان، إن السلطات الولائية فشلت في تسهيل عودة 41,271 نازحاً فروا من أبوكرشولا وقراها المجاورة عقب اجتياح متمردي الجبهة الثورية للمنطقة في أبريل الماضي، وناشد الحكومة الاتحادية بالتدخل.وتمكن الجيش السوداني في أواخر مايو الماضي من استعادة أبوكرشولا الغنية بالغلال بعد معارك أسفرت في حينها عن نزوح أكثر من 19 ألف شخص إلى مدينة الرهد بشمال كردفان.

وحسب رئيس لجنة العودة الطوعية بالمنطقة محمد الجيلي رئيس منظمة أبوكرشولا للتنمية والسلام ، فإن المسجلين للعودة إلى أبوكرشولا وصل عددهم إلى 35800 شخصاً يمثلون 4318 أسرة.وأشار إلى 5,741 شخصاً يرغبون في العودة أيضاً إلى قراهم في: أم برمبيطة والفيض وخور الدليب، يمثلون 1513 أسرة.

Continue Reading
Advertisement
MEDIUM RECTANGLE