Connect with us

Published

on

sirilanka_885895179

عرفها العرب باسم سرنديب ، وكانت إحدى الجزر التي وصلتها سفن العرب في تجارتهم مع الشرق الأقصى ، فلقد قاموا برحلات تجارية إلى الجزيرة قبل الإسلام وبعده ، ثم أطلق عليها ” سيلان ” ، وصلها الإسلام مبكراً في نهاية القرن الهجري الأول وبداية القرن الثاني .

احتلها البرتغاليون في سنة 911هـ – 1505م ، واحتلها من بعدهم الهولنديون في سنة 1069هـ – 1655م ، ثم خلفهم البريطانيون في سنة 1211هـ – 1706م ، لهذا مكث احتلالها زهاء أربعة قرون ، فلقد ظل الاحتلال البريطاني لسيلان حتى سنة 1368هـ – 1948م عندما نالت استقلالها وعرفت بجمهورية سيلان وتغير اسمها في سنة 1392هـ – 1972م إلى سريلانكا ( نسبة إلى الحزب الحاكم ، والكلمة تعني البلد الجميل ، واستمد من روعة الكساء الأخضر لأرضها ) .

الموقع

سريلانكا جزيرة كمثرية الشكل ، توجد في جنوب قارة آسيا في المحيط الهندي ، وإلى جنوب شبه جزيرة الهند ، ويفصل بينها مضيق ” بالك ” والمسافة بين البلِدِين لا تتجاوز 35 كيلو متراً وتمتد أرض سريلانكا بين دائرتي عرض6 ْ شمال و 10 ْ شمال ، فهي على حافة المنطقة الاستوائية ، غير أن موقعها في المحيط عدل من أحوالها المناخية .

وتبلغ مساحة الجزيرة حوالي  ” 65,610 كم2 ” ، وعاصمتها كولمبو ، وسكانها حوالي 586,000 نسمة ، أما سكان سريلانكا فقدروا في سنة 1408هـ – 1988م ، حوالي 16,825,000 نسمة .

الأرض

وأرض سريلانكا ترتفع في القسم والجنوبي الأوسط ، حيث مجموعة من الجبال أعلى قممها تصل إلى ألفين وخمسمائة متراً ، وبين هذه الجبال جبل سرنديب حيث القمة المنسوية لآدم عليه السلام وتحيط بهذه المرتفعات السهول من كل جانب ، وتنحدر إليها أنهار قصيرة سريعة الجريان تنبع من المرتفعات.

المناخ

يحمل سمات النوع الموسمي الرطب ، فالحرارة مرتفعة ، إلا أن موقعها الجزري  ووفرة أمطارها لطفا من حدة حرارتها ، والتساقط المطري في الصيف والشتاء وتهب عليها الرياح الموسمية الصيفية والشتوية .

الزراعة

الزراعة حرفة السكان الأولى ويعمل بها 55% من القوة العاملة والأرض الزراعية تقدر بمليونين من الهكتارات والحاصلات النقدية مثل الشاي والمطاط وجوز الهند تشغل ثلاثة أرباع المساحة الزراعية ، والأرز الغلة الغذائية الأساسية ولا يكفي حاجة البلاد ولسريلانكا شهرة انتاج الشاي الجيد ، وتأتي الثالثة في الإنتاج العالمي ، ويشكل أكثر من نصف صادراتها ، وهناك حاصلات أخرى كالقرنفل والقرفة وقصب السكر والفلفل ، وجوز الهند والمطاط ، وتغطي الغابات 40% من مساحتها .

السكان

وسكان سريلانكا ينتمون إلى أجناس مختلفة ، أبرزها العناصر السنهالية ، وتشكل أكثر من ثلث السكان ، وإلى جانبهم جماعات التاميل وينقسمون إلى جماعتين تاميل من الهند ، وتاميل سيلان ، ثم أقليات من المور والماليزيين والأندونيسيين وهناك عناصر درافيدية قديمة ، واللغة الرسمية في سيلان هي السنهالية لغة أغلبية السكان وإلى جانبها لغة التاميل ويتحدثها ربع السكان ، هذا إلى جانب اللغة الإنجليزية .

ويوجد الإسلام وسط محيط من الأديان المختلفة ، فيدين بالبوذية ثلثي السكان ” 64% ” وإلى جانبهم أقلية هندوسية ” 20% ” ثم أقلية مسيحية ” 5% ” ، وهكذا تعيش الأقلية المسلمة وسط هذا الخليط إلا أن المسلمين أقوى الأقليات ، فعددهم حوالي 1,600,000 نسمة ” 10% ” ، ويتركز المسلمون في النطاق الشرقي من سريلانكا ، وفي المدن الهامة . وتقلل المصادر الغربية من عدد المسلمين .

كيف وصل الإسلام إلى سيلان ؟ 

sirlanka_526372165

وصول الإسلام إلى هذه المنطقة ارتبط بوصوله إلى الهند وجزر أندونيسيا ، فلقد كان العرب على صلة تجارية بجزيرة سرنديب قبل ظهور الإسلام ، وكان طبيعياً أن يصل التجار العرب المسلمون إليها خلال القرن الهجري الأول ، غير أن الانتشار الفعلي للإسلام في جزيرة سيلان بدأ بنهاية القرن الأول الهجري وبداية القرن الثاني ، حيث انتشر الإسلام في سواحل الجزيرة ، ثم وفد إلى الجزيرة مسلمون من التاميل الهنود ، ومسلمون من الملايو وأندونيسيا ، ولقد اتخذ ملوك جزيرة سيلان مستشارين لهم من العرب والمسلمين في فترات سابقة على الاستعمار الأوروبي .

وزار الرحالة أبو عبد الله محمد بن إبراهيم اللواتي ، المعروف بابن بطوطة ، زار سيلان في أوائل القرن الهجري الثامن ، وتحدث عن مواضع مهمة بها ، فلقد زار مدينة كولمبو وأطلق عليها ” كولومبو ” وزار مدينة بوتالام وأطلق عليها بطللة ، وذهب إلى ميناء مندل وأسماها مندلي وشاهد مسجداً في بلدة كنكار ونسبه إلى الشيخ عثمان الشيرازي .

وعندما خضعت جزيرة سيلان للاستعمار البرتغالي ثم الهولندي ، وأخيراً الاستعمار البريطاني ، واجه المسلمون تحدياً من البعثات التنصيرية طيلة أربعة قرون ، فلقد دعم الاستعمار هذه البعثات التنصيرية وأمدها بنفوذه ، وأمام هذا التحدي لجأ المسلمون إلى المناطق المنعزلة ، وعلى الرغم من مساندة الاستعمار للبعثات التنصيرية المسيحية ، لم تتجاوز حصيلتها نصف مليون مسيحي ، وظل الإسلام ينتشر بجهود فردية دون دعم مادي أو سياسي .

الوضع الراهن للمسلمين

حسب إحصائيات السكان في سريلانكا ، كان عدد المسلمين في إحصاء سنة 1299هـ – 1881م 197,800 نسمة من جملة السكان وقدرها 2,759,800 نسمة أي أن نسبة المسلمين 7.2% ، وفي إحصاء سنة 1309هـ – 1891م ، كان عدد المسلمين : 212,000 نسمة من جملة 3,007,700 نسمة ، بنسبة 7% ، وفي سنة 1319هـ – 1901م وصل عدد المسلمين إلى 246,000 نسمة من جملة 3,565,900 نسمة ، بنسبة 6,9% ، وفي سنة 1329هـ – 1911م – بلغ عدد المسلمين 283,600 نسمة من جملة 4,106,400 نسمة ، بنسبة 6,9% ، وفي سنة 1309هـ – 1921م ، كان عدد المسلمين 302,500 نسمة بنسبة 6,7% من جملة  السكان ، وفي سنة 1351هـ – 1931م ، وصل العدد إلى 354,600 مسلماً أي نسبة 6,7% من جملة السكان ، وفي سنة 1383هـ – 1963م ، وصل عدد المسلمين إلى 724,000 نسمة من جملة 10,582,000 نسمة أي بنسبة 6,9% ، وفي سنة 1391هـ – 1971م وصل عدد المسلمين إلى 909,900 نسمة من جملة 12,711,100 نسمة أي بنسبة 7,2% ، ويتضح أن نسبة المسلمين آخذ في الزيادة ، خصوصاً في إحصاء 1391هـ ، وسكان سريلانكا في سنة 1401هـ – 1981م وصلوا إلى 14,850,000 نسمة ، وحسب نسبة آخر إحصاء يكون عدد المسلمين بالبلاد حوالي 1,336,500 نسمة ( 9% ) وتقدرهم بعض المصادر الغربية بـ 1,128,000 نسمة في سنة 1397هـ وتقدرهم بعض المصادر الإسلامية 1,400,000 نسمة ، وهذا أقرب للحقيقة وهم الآن في حدود 1,600,000 نسمة.

التوزيع الجغرافي للمسلمين

ينتشر المسلمون في كل مقاطعات سريلانكا ، فوفقاً لإحصاء 1391هـ – 1971م ، كان توزيع المسلمين على أهم المقاطعات كما يلي : كولمبو 147,973 مسلماً ، وأمباراي 123,935 مسلماً ، وكاندي 97,286 مسلماً ، وترينكوماني 60,698 مسلماً ، وبتيكالو 611,881  مسلماً ، وكالوترا 4,864,100 مسلماً ، وكورناجالا 45,527 مسلماً ، وبوتالام 7,182 مسلماً وكيجالي 29,074 مسلماً وأنورادبورا 25,189 مسلماً وبدولا 21,250 مسلماً وجالي 21,790 مسلماً وماتكلي 20,092 مسلماً وماترا 1,400مسلم ، وباقي المقاطعات أقل من عشرة آلاف ويلاحظ أن المسلمين في  القطاع الشمالي والقطاع الشرقي من البلاد يتعرضون للدمار من جانب ثوار التاميل ومن جانب قوات حفظ السلام الهندية . فيوجد في القطاعين 200 ألف لاجئ مسلم ، وهدم 2000 مسجد ، ونهب 2 مليون رأس من الأبقار ، وبلغت خسائر المسلمين 125 مليون دولار أمريكي .

المساجد

ويقدر عدد المساجد في سريلانكا بألفي مسجد ، موزعة على المدن المهمة والقرى التي ينتشر بها المسلمون .

القرآن الكريم

لقد ترجمت معاني القرآن الكريم إلى اللغتين السنهالية ولغة التاميل وقامت بالترجمة منظمات إسلامية بسريلانكا ، ويطبق المسلمون الشريعة الإسلامية في معاملاتهم .

التعليم

للمسلمين مدارسهم الخاصة ، حيث يتلقى أبناء المسلمين من الذكور والإناث تعليماً إسلامياً ، ففي سريلانكا حوالي خمسمائة مدرسة إبتدائية إسلامية تخضع لإشراف حكومة البلاد ، وهناك نوع من المدارس تفتح أبوابها لأبناء المسلمين يوم الأحد حيث العطلة الأسبوعية ، وتسمى المدارس الأحدية ، أسستها جمعية إسلامية لتعليم أبناء المسلمين مبادئ الدين الإسلامي وحفظ القرآن الكريم ، وخصص لرجال الدين مدرسة دار العلوم ، وتدرس بها علوم الدين باللغة العربية في العاصمة ، وهناك كلية السيدات المسلمات في مدينة كليليا ، كما توجد كلية الزاهرة في مدينة كولمبو وتأسست سنة 1310هـ ، وجامعة كيلانيا للدراسات الإسلامية وتخضع هذه المؤسسات التعليمية لإشراف الدولة ، ويعين خريجوها للتدريس في المدارس الابتدائية الإسلامية ، ومدارس للأيتام وتوجد مدارس تحفيظ القرآن الكريم ودار للثقافة الإسلامية ، ومكتبة إسلامية ، وهناك جامعة الفلاح في كاتانكودي في شرق البلاد ومشروع الكلية العربية في مدينة كينيا بسريلانكا .

الجمعيات الإسلامية

هناك عدد من الجمعيات الإسلامية يبلغ عددها حوالي 38 بين هيئة وجماعة ومؤسسة ، منها الجماعة المسلمة ، وجمعية أنصار السنة ، وجماعة التبليغ ، وجمعية الشبان المسلمين ، ومن الجمعيات الإسلامية جمعية ندوة البخاري ، والجماعة الإسلامية وجمعية الأمين .

هذا إلى جانب عدد من الجمعيات الخيرية ، وللمسلمين ثلاث صحف تصدر شهرياً وهناك حزب سياسي إسلامي تشكل في سنة 1981م وهو حزب المؤتمر الإسلامي السيريلانكي في مدينة كولمبو .

المؤتمر العالمي الإسلامي لبحث مشكلات المسلمين

عقد في كولومبو عاصمة سريلانكا في الفترة من 7 إلى 11 ربيع الأول سنة 1401هـ لبحث مشكلات المسلمين بمناسبة القرن الخامس عشر الهجري ، واشتركت فيه وفود من مختلف أقطار العالم الإسلامي ، ومن الهيئات العلمية والمنظمات الإسلامية ، وكان من بين الموضوعات التي بحثت :

1/ العودة لتطبيق الشريعة الإسلامية .

2/ التطور الاقتصادي للمسلمين .

3/ مكانة المرأة المسلمة في المجتمع .

4/ مدى مساهمة الأقليات المسلمة في النهوض بالمستوى الاقتصادي لمجتمعاتهم .

التحديات

تتمثل فيما يلي :

1/ المشاكل الطائفية .

2/ نشاط القديانية .

3/ نشاط البهائية .

4/ طائفة إنكار الحديث النبوي الشريف ، وظهرت هذه الطائفة حديثاً وتصدر الطائفة مجلة شهرية .

5/ تيارات أخرى كالشيوعية ، والماسونية .

6/ الحرب الأهلية الحالية وما يقوم به ثوار نمور التاميل من مذابح .

متطلبات

تحتاج الأقلية المسلمة إلى الدعم المادي ، والتعليمي والكتب الإسلامية باللغة المحلية ، وتنشيط المدارس الإسلامية والإعلام الإسلامي ومساعدة اللاجئين والأيتام .

عناوين بعض المؤسسات

1/ اتحاد الطلاب المسلمين – ص . ب . 1186 كولمبو .

2/ الجماعة الإسلامية بسيلان 204 / أ شارع فاجير وجنانا كولمبو .

3/ جبهة اتحاد المسلمين 119 القسم الأول / مرادانا كولمبو .

4/ جمعية الدعوة الإسلامية السلفية والإصلاح الاجتماعي . ص . ب . 86 كولمبو.

5/ هيئة الشبان المسلمين 323 مسجد الجمعية – كولمبو .

6/ الجمعية الخيرية في كولمبو .

7/ البعثة الإسلامية في كولمبو .

8/ رابطة كل المسلمين في سريلانكا – كولمبو .

9/ رابطة السيدات المسلمات .

10/ حركة الطلاب المسلمين في كولمبو .

المصدر : السكينة

آسيا

رحلتي إلى الله 💖 قصة حب للزوجين الكوريين المسلمين يعيشان بالمغرب

عائلة بوهيمية

Published

on

قصة حب للزوجين الكوريين المسلمين يعيشان بالمغرب

رحلتي إلى الله 💖 قصة حب للزوجين الكوريين المسلمين يعيشان بالمغرب

عائلة بوهيمية❣️

Continue Reading

آسيا

اليابان: تَخَوُّفٌ من انتشار الإسلام ومُسلِمو البلاد تحت المُراقبة

Published

on

طوكيو – اليابان || أحوال المسلمين

في وجهٍ آخر لبلد اليابان الذي يتغني الكثيرون بتقدُّمِهِ ورُقِيِّه، صادقت المحكمةُ العُليا هناك منذ عدة أسابيع على قانون يسمح للحكومة بمراقبة شاملة لأفراد الجالية المسلمة بالبلاد، حسب ما أوردت صحيفة إندبندنت البريطانية في مقالٍ للكاتب “دوغلاس روبرتسون” قد تناول فيه هذا الأمر.

يشير “روبرتسون” في مقاله إلى أن المصادقة على قانون كهذا يوضح مدى امتعاض اليابانيين من تصاعد الإسلام وانتشاره. ويُذكر أن عدد المسلمين باليابان يبلغ 150 ألف مسلم، كثيرٌ منهم هم من المهاجرين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وغيرها، ونسبة تبلغ نحو 12% أي 18 ألف مسلم تقريبا هم من أصل ياباني.

وعُلِمَ أن المراقبة تشمل جميع المساجد ومطاعم الأكل الحلال والمنظمات والجمعيات الإسلامية وفقا لتحقيق كانت قد أجرته قناة الجزيرة الإنجليزية؛ مما أثار غضب المسلمين الذين قررت مجموعة منهم تتألف من17 شخص استئناف دعوى قضائية ثانية ضد الحكومة اليابانية للتعدي على حقوقهم وانتهاك حريتهم في ممارسة الشعائر الدينية، إلا أن تلك الدعوى قد رُفِضَت أيضًا من قِبَل المحكمة.

وجديرٌ بالذكر ما أشار إليه “دوغلاس روبرتسون” في مقاله من عدم التعجب من التزام الإعلام الياباني الصمت إزاء هذه القضية، وأن ذلك يعود إلى جوهر الثقافة اليابانية التي تفرق بين ما هو ياباني وما هو غير ياباني. وتتجاوز هذه الثقافة العنصرية جنسية الأشخاص ومظهرهم وتمتد لتشمل الدين والمعتقد والأفكار.

 

Continue Reading

آسيا

باكستان : أجواء صلاة عيد الفطر 1437 في مدينة لاهور

Published

on

 

إسلام آباد – باكستان | أحوال المسلمين

يعكس مسجد بادشاهي في لاهور المعالم الدينية المميزة بباكستان وأكثرها شهرة، فهو ثاني أكبر مسجد في باكستان وجنوب آسيا، وخامس أكبر وأجمل مسجد في العالم ويُطلق عليه اسم المسجد الملكي أو الإمبراطور.

 و قد توافد مئات المسلمين على المسجد لإقامة صلاة عيد الأضحى و الإحتفال بالعيد.

صور أجواء عيد الفطر من مسجد بادشاهي و باحته.

13626521_1093709660676600_8495293723989768456_n 13627025_1093709650676601_1052464515068080078_n 13600346_1093709680676598_5784912830022050179_n 13606601_1093709730676593_3250742603194440830_n

Continue Reading

آسيا

الهند : الإفطارات الجماعية في مختلف أنحاء البلاد

Published

on

دلهي – الهند | أحوال المسلمين

نظرًا لانتشار المسلمين في أماكن متفرقة في هذا البلد الشاسع والواسع، فإن ثبوت رمضان قد يختلف فيه من مكان لآخر، إضافة إلى اختلاف الناس هناك في اتباع المذاهب الفقهية، وما يترتب عليه من اعتبار اختلاف المطالع، أو عدم اعتبارها. وعلى العموم فإن هناك هيئة شرعية خاصة من العلماء تتولى متابعة أمر ثبوت هلال رمضان، وتعتمد في ذلك الرؤية الشرعية، وحالما يثبت لديها دخول شهر رمضان، تُصدر بيانًا عامًا، ويتم إعلانه وتوزيعه على المسلمين.

ومع ثبوت شهر رمضان تعم الفرحة المسلمين أينما كانوا، والمسلمون في الهند لا يشذون عن هذه القاعدة، إذ تعم الفرحة جميع المسلمين هناك، والأطفال منهم خاصة، ويتبادلون عبارات التهاني والفرح، مثل قولهم: ( رمضان مبارك ) ونحو ذلك من العبارات المعبرة عن الفرحة والسرور بقدوم هذا الشهر الكريم.

ولشهر رمضان في الهند طابع خاص، حيث تضاء المساجد ومآذنها، وتكثر حلقات القرآن، وتمتلئ المساجد بالمصلين، وتتجدد حياة المسلمين في هذا الشهر الذي يكسر عاداتهم اليومية، ويخرق كثيرًا مما ألفوه واعتادوه.

ويحافظ غالبية المسلمين هناك على سُنَّة السحور. ومن معتاد طعامهم فيه ( الأرز ) و( الخبز ) وهو غذاؤهم الرئيس، ويطبخ إلى جانب أنواع أخرى من الطعام، إضافة إلى ( الخبز ) و( الإدام ).

وشخصية ( المسحراتي ) لا تزال تؤدي دورها على أتم وجه عند مسلمي الهند؛ حيث يطوف كل واحد منهم على الحي الذي وكِّل به، ليوقظ الناس قبل أن يدركهم أذان الفجر، ومع نهاية شهر رمضان تُقدم له الهدايا والأعطيات وما تجود به أيدي الناس، لقاء جهده الذي بذله لهم.

ويفطر المسلمون هناك عادة عند غروب الشمس، على رشفات من الماء إذا لم يجدوا تمرًا. وبعضهم يفطر بالملح الخالص؛ وذلك عملاً بقول تذكره بعض كتب الحنفية أن من لم يجد التمر أو الماء ليفطر عليه، يفطر على الملح. وهي عادة لا تعرف إلا بالهند. وتشتمل مائدة الإفطار الهندية على ( الأرز ) وطعام يسمى ( دهى بهدى ) يشبه طعام ( الفلافل مع الزبادي ) و( العدس المسلوق ) وطعام يُطلق عليه اسم ( حليم ) و( الهريس ) وهو يتكون من القمح واللحم والمرق، وكل هذه الأنواع من الطعام يضاف إليها ( الفلفل الحار ).

أما المشروبات فيتصدرها ( عصير الليمون ) و( اللبن ) الممزوج بالماء، و( الحليب ). وفي ولاية ( كيرالا ) جنوب الهند، تحضِّر بعض الأسر المسلمة هناك مشروبًا يتكون من ( الأرز ) و( الحلبة ) ومسحوق ( الكركم ) و( جوز الهند ) لوجبة الإفطار، ويشربونه بالملاعق المصنوعة من قشور جوز الهند، معتقدين أن هذا المشروب يزيل تعب الصوم، وينشِّط الصائم للعبادة ليلاً. ومن العادات المخالفة للسنة عند أهل هذه المناطق تأخير أذان المغرب، وتقديم أذان الفجر احتياطًا للصيام.

ومن العادات الطريفة والظريفة لبعض المسلمين هناك توزيع الحلوى والمرطبات وثمار الجوز الهندي على المصلين عقب الانتهاء من صلاة التراويح؛ وأحيانًا يوزع التمر وسكر البنات، والمشروب الهندي يسمى ( سمية ) وهو يشبه ( الشعيرية باللبن ) عند أهل مصر. وأغلب أنواع الحلوى هناك تُحضَّر من مادة ( الشعيرية ).

ويجتمع كل جماعة في مسجد حيِّهم على طعام الإفطار، حيث يُحْضِرُ كل واحد منهم ما تيسر له من الطعام والشراب والفواكه، ويشترك الجميع في تناول طعام الإفطار على تلك المائدة؛ ومن المناظر المألوفة هنا أن ترى الصغار والكبار قبيل أذان المغرب بقليل وقد حملوا في أيديهم أو على رؤوسهم الصحون والأطباق متجهين بها صوب المساجد بانتظار وقت الإفطار.

ويحرص الأطفال على شراء فوانيس رمضان، وتراهم يتجولون في الأحياء الشعبية فرحين مسرورين بما أنعم الله عليهم من خيرات هذا الشهر، وهم ينشدون الأغاني الدينية بلغتهم الهندية ولهجاتهم المحلية.

وأغلب المسلمين في الهند يحافظون على لبس ( الطاقية ) خصوصًا في هذا الشهر، ويرتادون المساجد للصلاة وتلاوة القرآن، إذ يجتهد كل مسلم هناك في قراءة ختمة من القرآن خلال هذا الشهر. إضافة إلى اهتمامهم بحضور صلاة التراويح التي يشد لها الجميع رحالهم. وهم في أغلب المساجد يصلون صلاة التراويح عشرين ركعة، وفي بعض المساجد يكتفون بصلاة ثمان ركعات، يتخللها أحيانًا درس ديني، أو كلمة طيبة يلقيها بعض أهل العلم المتواجدين في تلك المنطقة، أو بعض رجال الدعوة الذين يتنقلون بين المساجد، داعين الناس للتمسك بهدي خير الأنام.

وهم في العادة يختمون القرآن خلال هذا الشهر. وبعض المساجد التي لا يتوفر فيها إمام حافظ، يسعى أهل الحي لاستقدام إمام حافظ للقرآن من مناطق أخرى للقيام بهذه المهمة.

ومن العادات المتبعة أثناء صلاة التراويح، قراءة بعض الأذكار، كقولهم: ( سبحان ذي الجبروت والملكوت، والكبرياء، والعظمة، سبوح قدوس، رب الملائكة والروح ) كما يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم، ويذكرون أسماء أولاده، والحسن والحسين، وفاطمة الزهراء، وأسماء الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، كل هذا يكرر بعد كل أربع ركعات من صلاة التراويح.

وتنظَّم بعض الدروس الدينية وحلقات القرآن خلال هذا الشهر، ويقوم عليها بعض أهل العلم، وإذا لم يتوفر من يقوم بذلك يجتمع بعض رواد المسجد على قراءة كتاب ما، وفي بعض الأحيان توجه الدعوة لبعض الخطباء المعروفين لإلقاء بعض الدروس، وقد يتولاها بعض رجال الدعوة وهم كثر في تلك البلاد، وقد توجه هذه الدعوة إلى العلماء من خارج الهند وخاصة من الدول العربية، وأكثر ما يكون هذا في العشر الأخير من رمضان، وتعقد هذه الدروس بعد صلاة العصر، أو أثناء التراويح، أو بعد الانتهاء منها.

والمسلمون في الهند يحافظون على سنة الاعتكاف، وخاصة في العشر الأواخر من رمضان؛ وهم يولون عناية خاصة بليلة القدر على وجه أخص، وهي عندهم ليلة السابع والعشرين. وهم يستعدون لإحياء هذه الليلة بالاغتسال والتنظف ولبس أحسن الثياب، وربما لبس بعضهم الجديد من الثياب، احتفاءً بهذه الليلة، وتقديرًا لمكانتها.

وفي هذه الليلة يختم القرآن في صلاة التراويح. ومن العادة عند مسلمي الهند بعد دعاء ختم القرآن توزيع الحلاوة، وقد يوزعون شيئًا من السكر، أو نحو ذلك من أنواع الحلوى. والعادة عند مسلمي الهند أن يقوم إمام المسجد بالنفث ( النفخ ) على تلك الأنواع من الحلوى كل يوم من أيام رمضان، بعد قراءة الجزء من القرآن في صلاة التراويح، ويسمون هذا ( تبرك ) ويُكرم الإمام في هذا اليوم غاية الإكرام، حيث يُلبس حلة جديدة، وتُقدم له الهدايا والأعطيات، كل ذلك مقابل ما قام به من ختم القرآن في صلاة التراويح. وربما يسبق كلَ هذه المراسم اتفاقٌ مسبق بين الإمام وأهل الحي على كل هذه الأمور !!

ومن العادات المعهودة في صباح هذه الليلة – ليلة السابع والعشرين – عند مسلمي الهند زيارة القبور، حيث يخرج الجميع إلى المقابر لزيارة موتاهم، وقراءة ما تيسر من القرآن عند قبورهم.

والشباب المسلم في الهند ضائع بين بين؛ فريق فُتن بمظاهر الحياة العصرية، فليس له من دينه إلا المظاهر والشكل فحسب، وهو فيما وراء ذلك لا يدري من الأمر شيئًا، وأغلب هؤلاء الشباب من طبقة المثقفين. ويقابلهم فريق من الشباب الجهال، الذين جهلوا دينهم، ولم يُحصِّلوا من علوم الدنيا شيئًا. والغريب هناك أن فريقًا من هذا الشباب الضائع ينتهز الفرصة في ليلة القدر لإزعاج الناس – مسلمين وغير مسلمين – الذين ليس من عادتهم السهر إلى وقت متأخر من الليل، لذا تراهم يجولون في الشوارع والحارات يقرعون الأبواب بحجة تنبيه الناس إلى إحياء هذه الليلة، ولهم أعمال غير ذلك هم لها عاملون !!

والمسلمون عامة في الهند يقدسون شهر رمضان غاية التقديس، ويحترمونه أشد الاحترام؛ وهم يعتبرون كل ما يخل بحرمة هذا الشهر أمر منكر ومستنكر ومرفوض، ولأجل هذه المكانة عندهم يحرص الجميع على مراعاة حرمة هذا الشهر، والإنكار على كل من يسعى للنيل منها.

أما غير المسلمين فبعضهم يقيم حرمة لهذا الشهر، ويراعي مشاعر المسلمين فيه، وربما اغتنموا هذه المناسبة ليباركوا لهم بقدوم هذا الشهر الكريم، أو لدعوتهم إلى مائدة إفطار…وثمة آخرون لا يرعون حرمة لهذا الشهر، بل إنهم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله، ويسعون في إثارة المشاكل والفوضى هنا وهناك.

والجمعة الأخيرة من رمضان تُسمى عند مسلمي الهند ( جمعة الوداع ) ويعتبر المسلمون هناك هذه الجمعة مناسبة عظيمة للاجتماع والالتقاء، فترى الجميع كل قد حزم أمتعته، وشد رحاله إلى أكبر مسجد في مدينة ( حيدر آباد ) يسمى عندهم ( مكة مسجد ) وهم يروون في سبب هذه التسمية قصة حاصلها: أن ملكًا مسلمًا قبل خمسمائة عام قصد مكة للحج، وفي رحلة عودته أحضر معه حجرًا من مكة، وأمر بوضعه ضمن بناء هذا المسجد، ثم بعد ذلك أخذ الناس يطلقون عليه هذا الاسم لهذا السبب. وبعيدًا عن هذه القصة، تجتمع في هذا المسجد أعداد غفيرة من المسلمين في هذه ( الجمعة الأخيرة ) بحيث تصل صفوف المسلمين وقت أداء الصلوات قرابة ثلاثة كيلو مترات من كل جانب من جوانب المسجد، ولأجل هذا الاجتماع تغسل الشوارع والساحات المجاورة لهذا المسجد ليلة الخميس السابقة ليوم الجمعة الأخيرة من رمضان، كما ويُمنع مرور الناس في تلك الشوارع والساحات المحيطة بهذا المسجد، ويبقى هذا الحظر ساري المفعول إلى وقت الانتهاء من صلاة الجمعة.(المصدر)

صور و مرئيات رمضان 1437

مرئي افطار للمسلمين مساء الـ21 رمضان في مدينة كادايانالور بحضور الأمين العام لإتحاد المسلمين الهنود محمد أبو بكر.

صور إفطار المسلمين في الـ 25 رمضان 1437 بمدينة تاميل نادو الساحلية بحضور بعض المسؤولين.

تاميل نادو - افطار-هند-مسلم 30-6-2016 Tamil Nadu تاميل نادو - افطار-هند-مسلم١

Continue Reading

آسيا

أمريكا :تقرير مترجم- الحياة بعد غوانتانامو “منفي إلى كازاخستان”

Published

on

نيويورك – أمريكا | أحوال المسلمينماذا يحدث لمعتقلي غوانتانمو بعد اطلاق سراحهم؟

الجواب عن السؤال، في مجمله، بقي لمدة طويلة محفوفا بالأسرار

فور ترحيل خمسة معتقلين من مقبرة التعذيب الأمريكية الى كازاخستان في أواخر عام 2014 م، ذكر مسئول أمريكي رفيع المستوى في إدارة اوباما قوله بأن الأسرى السابقين باتوا “رجالا أحرارا”، لكن ماذا يعني هذا على أرض الواقع ؟ من أجل الإجابة سافرت فيس نيوز الى كازاخستان.

أحد الأسرى المفرج عليهم و المنقلين الى كازاخستان يدعى “عبد الرحمن محمد” أو ما يعرف بـ “لطفي بن علي”، استقدم الى الولايات المتحدة  في عام 2003 م وتم اتهامه بعلاقته مع مجموعة من التونسيين الجهاديين و تنظيم القاعدة، الاتهامات التي ينفيها لطفي نقيا قاطعا. بالرغم من ذلك تم تصنيفه بأنه “مقاتل عدو” من لدن الجيش الأمريكي، و تم نقله الى غوانتنامو حيث تم احتجازه مدة 12 سنة دون ادعاء أو محاكمة.

ضمن الوثائق المسربة من لدن ويكيليكس و خصوصا من وزارة الدفاع، جاء في تقرير عن بن علي انه “متوسط الذكاء”، بالإضافة الى أن تقييم الإستخبارات الصادر في 2004 تضمن مادة جديرة بالملاحظة، توضح أن لطفي يعاني من اضطرابات في القلب، و هو في حاجة الى متابعة طبية جادة، و بالتالي فإنه “منخفض الخطر”؛ و قد وصى الجيش الأمريكي على إعادته الى بلده أو ارساله الى دولة ثالثة، و حسب التوصية فقد تم اعتقال لطفي لعشر سنوات إضافية.

لطفي لا يزال مريضا ويزداد مرضه يوما بعد يوم، و يصف حالته بقوله “انا مريض نفسي و يعاملونني مثل الحيوانات، من كثرة التعذيب”، حتى منزله القاطن بشرق كازاخستان يواجه تحديات كبيرة سواء نفسيا و أمنيًا خاصة صعوبة الإندماج اجتماعيًا.

“الحياة بعد غوانتنامو” ترسم صورة للتحديات و المشاكل التي يواجهها المفرج عليهم من معتقل غوانتنامو و الظروف الغامضة التي تتعرض لها أساسيات حقوقهم. (المصدر)

 

Continue Reading
Advertisement
MEDIUM RECTANGLE