المسلمون في إثيوبيا
عرفت بلاد الحبشة قديماً ببلاد كوش ، وعرفها العرب بالحبشة ، وهذا يعني الخليط البشري ، وأطلق عليها حديثاً إثيوبيا ، ومعناها الوجه المحروق عند الإغريق ، وتضم منطقة الحبشة إثيوبيا وجيرانها من الشعوب التي استولت عليها وهما إرتريا وأوجادين . ولتشعب المشاكل التي تواجه المسلمين بالحبشة وتعدد جوانبها ، سيتم تناول كل وحدة سياسية على حدة ، مبتدئين بإثيوبيا ثم إرتريا فالأوجادين . ( وسنتناول في هذه الحلقة المسلمون في إثيوبيا ) .
الموقع :
توجد في القسم الشمالي الشرقي من قارة أفريقيا ، تحدها السودان من الغرب والشمال وإرتريا وجيبوتي من الشرق حيث البحر الأحمر وكينيا من الجنوب والصومال من الجنوب والجنوب الشرقي ، وتبلغ مساحة الحبشة والمناطق المستولى عليها 1,223,600 كيلو متر مربع ، وسكانها حالياً قرابة 31,5 مليون نسمة ، دون إرتريا والأوجادين ، والعاصمة ( أديس أبابا ) ، والأمهرية لغة البلاد ، رغم أنها لغة الأقلية وإلى جانبها عدة لغات محلية مثل التجرينية ، والتبداوية أو كما تسمى بداويت والأورومية ، وإلى جانب هذه اللغات توجد اللغة الإنجليزية .
الأرض :
أرض أثيوبيا إقليم يتميز بعدة ملامح طبيعية ، وهو في الجملة هضبة متسعة الأرجاء شاهقة الارتفاع ، تطل بحائط جبلي على سهول ساحلية في الشرق ، ويقسمها الأخدود الأفريقي إلى قسمين : يمثل كل منهم هضبة ، فهناك هضبة إثيوبيا الوسطى ، والتي تشغل القسم الأكبر من الحبشة ، وترتفع بعض قممها إلى أكثر من 4000م وتقطعها وديان عميقة تتصرف إلى النيل ، ومن أبرز أنهارها النيل الأزرق أهم المنابع الموسمية لنهر النيل ، ويليه نهر عطبرة.
أما القسم الآخر فهو الهضبة الصومالية ، وتوجد شرقي الأخدود الفاصل بين الهضبتين ، ومن هذه الهضبة ينبع نهر جوبا ونهر شبيللي ، ويتجهان إلى الصومال ، وهناك نهر أواش (هواش) في سهول الصومال ، وبالهضبة الإثيوبية العديد من البحيرات في النطاق الأخدودي وعلى المرتفعات ، وأبرزها بحيرة تانا حيث ينبع النيل الأزرق ، وتنقسم الهضبة إلى ثلاثة أقاليم مختلفة الارتفاع والمناخ والنبات .
المناخ :
من العوامل المؤثرة في مناخ أثيوبيا موقعها ضمن المنطقة المدارية ، ولكن تنوع تضاريسها أدى إلى تنوع أنماط المناخ بها ، فمن شديد الحرارة في السهول إلى نمط معتدل على المرتفعات ، والأمطار غزيرة في بعض المناطق ، وقليلة في مناطق أخرى ، والمطر يتساقط بين شهري يونيو وسبتمبر ويسمى هذا بفصل المطر الغزير ، وهناك فصل مطري قصير يمتد بين شهري مارس ومايو ومطره قليل .
وينقسم مناخ الحبشة إلى عدة أقاليم منها ، إقليم القلا الحار في السهول وإقليم الويناديجا ويسود فو ق المناطق المتوسطة الارتفاع وهو شبه معتدل ، ثم إقليم الديجا ويسود فوق المناطق الشديدة الارتفاع ويسوده طابع معتدل بارد .
السكان :
تتكون البنية البشرية في الحبشة من عناصر سامية وحامية ، وأقليات زنجية لذا تتعدد اللغات والأديان ، فمن سكان الحبشة قبائل التيجري ، والأمهرا ، والشوا ، وجوجا ، ولغتها التجرينية والأمهرية ، ويشكلون ثلثي السكان ، وتعيش معظم هذه المجموعة في الهضبة الوسطى ، قبائل الجالا (أورومو) التي تعيش في جنوب وشرق الحبشة ، وامتدت هجرتهم إلى وسط الحبشة والصوماليون والدناكل ، ويشكلون أغلب العناصر الحامية ويكونون أكثر من نصف السكان ، ويعتنق معظمهم الإسلام ، وهناك قبائل البجاة ومعظمهم من المسلمين ، وإلى جانب العناصر الرئيسية السابقة أقلية زنجية مختلطة منها الأجوا ثم أقلية من الفلاشا أي الأغراب وأغلبهم من اليهود . ويقدر عدد سكان أثيوبيا في سنة 1408هـ – 1988م (31,5) مليون نسمة .
النشاط البشري :
الزراعة والرعي حرفتان أساسيتان بأثيوبيا ، تعيش عليهما الغالبية العظمى من السكان ، والزراعة مبعثرة ، وتروى بالأمطار ، وتتنوع الحاصلات الزراعية ، وذلك بسبب تعدد الأنماط المناخية ، فتنتج الحبشة القمح ، والشعير من المناطق المرتفعة ، والذرة من المناطق المنخفضة ، كما تزرع البقول ، ومن الحاصلات النقدية البن (193 ألف طن) ، ويمثل أكثر من نصف صادراتها ، ويزرع في المناطق الجنوبية الغربية ، كما يزرع القطن ، وقصب السكر ، والموز ، أما الثروة الحيوانية في سنة 1408هـ – 1988م ، فتحتوي 31,5 مليوناً تقريباً من الماشية ، 23 مليوناً من الأغنام ، و17 مليوناً من الماعز ، وتشمل هذه الأرقام كل من إرتريا والأوجادين ، وإنتاج أثيوبيا من المعادن ضئيل ، فمن الذهب حوالي 1000 كيلو جرام ، ومن البلاتين 621 كج ، وإلى جانب هذا ثروة خشبية تنتج من مساحات واسعة ، تتمثل في الغابات المدارية والموسمية ولكن مشكلة الاستغلال تأتي من تخلف النقل بالبلاد .
كيف وصل الإسلام الحبشة ؟
تمثل أول وصول إلى الحبشة في عدد صغير من المهاجرين من الصحابة رضوان الله عليهم في العام الخامس من البعثة النبوية ، ولقد اختيرت الحبشة لأسباب عديدة ، منها عدل حاكمها ، ومنها الجوار الجغرافي ، وصلة القربى بها . وكان هذا الوصول هجرة عادت بعد تغيير أسبابها ، غير أن الوصول الفعلي للإسلام إلى الحبشة ، جاء عن طريق محورين رئيسيين أولهما محور بحري من بلاد العرب عبر البحر الأحمر ومضيق عدن ، فبعد أن استقر الإسلام بجزيرة العرب نقلت الدعوة خارج الجزيرة ، ففي سنة عشرين هجرية أرسل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه سرية بحرية لتأديب قراصنة البحر الأحمر من الأحباش ، ورغم عدم توفيق هذه السرية ، إلا أن الدولة الأموية أرسلت قوات بحرية احتلت جزر دهلك قرب الشاطئ الإرتري ، واتخذت الدعوة الإسلامية طرق التجارة ، فانتشرت تحت جناح السلم .
وظهرت جاليات عربية مسلمة في مدن الساحل مثل باضع وزيلع وبربرة ، وبدأ نفوذ الدعوة ينتقل إلى الداخل في السهول الساحلية ، وفي صلب الحبشة ، وما أن حل القرن الثالث الهجري حتى ظهرت أمارات إسلامية في النطاق الشرقي ، والجنوبي الشرقي من الحبشة ، ودعم هذا الوجود الإسلامي ، هجرة بعض الجماعات العربية . وزاد اعتناق أبناء البلاد للإسلام ، فظهرت سبع أمارات إسلامية في شرقي الحبشة وجنوبها ، فكانت أمارة شوا الإسلامية سابقة عليها جميعاً ، وتأسست شوا على أيدي نسل (هشام المخزومي) ، وكشفت عنها الوثيقة التي اكتشفها المستشرق الإيطالي (شيرولي) ونشرها في سنة 1355هـ – 1936م ، واستمرت هذه الأمارة من القرن الثالث ، وحتى نهاية القرن السابع ، وإليها يعود الفضل في وصول الإسلام إلى قلب هضبة الحبشة ، لذلك كانت هذه الأمارة في عزلة عن العالم الخارجي .
ولما ضعفت في أواخر أيامها برزت أمارات أخرى ، ولقد مدت أمارة شوا الدعوة إلى حوض النيل الأزرق ، وورثت دولة أوفات أمارة شوا ، ولقد برزت أوفات كأقوى الأمارات الإسلامية السبع بالحبشة ، وهي دوارو ، واربديني ، وهدية ، وشرخا وبالي ودارة ، ولو أتيح لهذه الأمارات الاتحاد لتغير وجه تاريخ الحبشة ، غير أن التفكك والضعف جعلها تخضع لملوك الحبشة ، وأمام التحديات ظهر حلف إسلامي من الأمارات السابقة ، وجند له ملوك الحبشة فلقد قضي الإمبراطور (عمد أصيون) على دولة أوفات ، في سنة 729هـ ، وأسفرت الاشتباكات عن عقد هدنة مع التحالف الإسلامي ، بعد تدخل المماليك وهددوا ملوك الحبشة ، ولم تدم الهدنة طويلاً ، واشتد الصراع مرة أخرى خصوصاً بعد عقد مؤتمر فلورنسا بين الكنيسة الغربية والكنيسة الشرقية في سنة 857هـ – 1453م ، وحضره مندوب عن الحبشة .
وتكرر الصراع عدة مرات وقامت أمارات أخرى في غمرة هذا الصراع ، وبرزت من بينها أمارة عدل الإسلامية ، ثم أمارة هرر ولما ضعفت حركة المقاومة ، قاد الأئمة الجهاد ضد الأحباش ، وظهر الشيخ أبو عبد الله الزيلعي وجمال الدين عبد الله بن يوسف ، ثم برز الإمام أحمد بن إبراهيم ، والذي لقب (الجري) أي (الأشول) وخاض غمار حرب عاتية ، استولى فيها على مناطق عديدة من الحبشة ، فبحلول سنة 942هـ – 1535م ، كان قد استولى على وسط الحبشة وجنوبها ، ثم استولى على عاصمة الحبشة ، وطارد ملكها ، الذي استعان بالصليبيين ، وكان ملوك الحبشة على صلة بهم منذ الحروب الصليبية بالشام ، وكانت الاتصالات تتم عن طريق دير حبشي في بيت المقدس ، وبعد هزيمة الصليبيين في الشام وفد عدد من جواسيسهم على البلاد الإسلامية في محاولات للاتصال بملوك الحبشة ، تمهيداً لعودة الحروب الصليبية وأسفرت الاتصالات عن تكوين حلف صليبي ، لعب البرتغاليون فيه دوراً رئيسياً .
ولقد تدخل البرتغاليون في الحرب الدائرة بين الإمام أحمد (الجري) والحبشة فوصلوا إلى ميناء مصوع في 948هـ – 1541م ، وأخذوا في شق طريقهم نحو الداخل بمعاونة أمراء الحبشة ، ونتيجة لهذا التحالف هزم الإمام أحمد في سنة (950هـ) ثم استعان الإمام أحمد بالأتراك العثمانيين فأرسلوا إليه نجدة من 900 جندي ، وأحرز انتصاراً على التحالف الحبشي البرتغالي ، ولكنه أخطأ في إعادة الأتراك ، وأتى غزو الإمام أحمد بنتائج عظيمة لانتشار الإسلام في وسط الحبشة وفي سائر أنحائها ، ومن أبرز هذه النتائج انتشار الإسلام بين قبائل الجلا ، أورومو وهكذا كانت ثمار المحور البحري الذي نقل الإسلام من جزيرة العرب إلى الحبشة .
أما المحور الثاني : فجاء بالإسلام من الشمال ، فبعد فتح مصر استمر تقدم الإسلام نحو الجنوب وقام البجاة الذين تمتد أرضهم من حدود مصر الجنوبية حتى حدود الحبشة بنقل الإسلام عبر هذا المحور الشمالي . ولقد انتشر فريق من التجار العرب عبره ، كانت منهم جماعات عديدة من جهينة وربيعة وقيس عيلان ، وانتشر الإسلام بين البجاة ، وقد أشار المسعودي إلى هؤلاء المسلمين عبر المحور الشمالي وتقدم الإسلام إلى عيذاب وسواكن وتجاوزهما إلى الجنوب ، والتقى المحوران في أرض الحبشة .
وساد الإسلام النطاق السهلي الساحلي في شرقي الحبشة ، والمعروف الآن باسم إرتريا ، كما توغل إلى المرتفعات الجنوبية ، بل وصل إلى وسط الحبشة ، واستمر الصراع بين المسلمين والمسيحيين ، بل انتقل بين المذهبين المسيحيين الكاثوليكي والذي وفد إلى الحبشة مع البرتغاليين ، والأرثوذكسي المذهب الأساسي للمسيحيين الأحباش ، وقد أدى هذا إلى مهادنة المسلمين بالحبشة ، فأخذ الإسلام يزداد انتشاراً في ظل السلام .
ثم عاد الاضطهاد في عهد الإمبراطور يوحنا في نهاية القرن الحادي عشر الهجري ، وفي القرن التالي سادت الانقسامات الحكم الحبشي ، وسيطر الجالا على الحكم وانتشر الإسلام في هذه الظروف بين قبائل التيجري في القسم الشمالي من هضبة الحبشة ، ثم تعرض المسلمون إلى الاضطهاد مرة أخرى في عهد الإمبراطور تيودور في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، وفي عهد يوحنا من بعده وقد دخل في صراع مع الثورة المهدية بالسودان ، وفي عهد منليك خليفة يوحنا ظهر النفوذ الاستعماري وأخذ في التدخل للسيطرة على العديد من مناطق شرقي أفريقيا . فإذا نظرنا إلى المنطقة ككل بما فيها إرتريا والأوجادين نجد المسلمين أغلبية ، ويشكل المسيحيون ثلث السكان ، وإن جاز وصفهم بالأقلية فإنما هذا ينطبق على وسط الحبشة فقط ، حيث يشكل المسلمون ربع سكان هذه المنطقة ، فالمسيحية تتغلب عددياً بين قبائل تيجري والأمهرا وجوجام ، أما وضع المسلمين في المنطقة ككل فيتمثل في النسب الآتية (51% مسلمون ، 40% مسيحيون ، 9% وثنيون) .
وبما أن المسلمين في إرتريا يشكلون الأغلبية وكذلك وضعهم في الأوجادين، وحيث أن المنطقتين من المعاقل الهامة للإسلام ، كما أن الوضع البشري والتاريخي بهما يختلف عن الوضع في وسط الحبشة ، لهذا تناولت وضع المسلمين في إرتريا والأوجادين كلا على حدة ، وتتشابه الأحوال في بعض الأوجه ، منها التحديات وظروف الانتشار والتعليم الإسلامي ، فهذه سمات مشتركة . لذا فضلت معالجتها مع قضية المسلمين بالأوجادين ، ومن أبرز ملامح قضية الإسلام بهذه المنطقة الكفاح المشترك ، فكما ظهرت جبهات تحرير إرتريا والأوجادين ظهرت جبهة تحرير أخرى في قلب إثيوبيا وهي جبهة تحرير التيجري في شمال وسط الهضبة الحبشية وبدأت جولتها مع المجلس العسكري الحاكم في إثيوبيا ، وخاضت معركة في مدينة ( تسيرغا ) ، كما استولت على مدينتي فريس ماي ، وإيداجا – أربي في سنة 1402هـ .
كذلك ظهرت الجبهة الإسلامية لتحرير أورومو ، وهكذا تعبر هذه الجبهات عن حقيقة الوضع المتدهور داخل الحبشة ، ولقد حدث تحسن ضئيل على أوضاع المسلمين بإثيوبيا ، فبدأ المسلمون في بناء بعض المساجد والمدارس الإسلامية ، وعاد التعليم الإسلامي إلى المدارس الملحقة بالمساجد ، وجدير بالذكر أنه في العاصمة 13 مسجداً أبرزها مسجد النور وملحق به مدرسة إسلامية ، ولقد تم إنشاء 600 مسجد ومصلى في خلال العشر سنوات الأخيرة ونأمل أن يستمر هذا التحسن في أحوال المسلمين وينالوا حقوقهم من السلطات الإثيوبية ، وتخف حدة التحدي والبطش بالمسلمين عامة وبرجال الدين خاصة وتتوقف حملات عرقلة العمل الإسلامي .
ظهرت محاولات للصلح بين الحكومة الإثيوبية وجهات التحرير في الحبشة وإرتريا ، ونقلت الأنباء أخبار عقد جلسات للمصالحة بين جبهة تحرير إرتريا ، والجبهة الإسلامية لتحرير أورومو ، وجبهة تحرير تجري وعقدت الجلسات في لندن ، ولقد أنهار الحكم الدكتاتوري في إثيوبيا أخيراً وفر منجستو من البلاد ، وسيطرت جبهات التحرير المختلفة على الحكم ، ونسأل الله أن يستعيد المسلمون في إثيوبيا كيانهم الإسلامي .
الهيئات الإسلامية :
توجد هيئات ومؤسسات في إثيوبيا 8 منها في أديس أبابا ، كما يوجد بعضها في ديرداوا وباتي ، ووالدايا .
المصدر : السكينة
تاريخ إسلامى
الصين : أجواء صلاة عيد الفطر 1437 في بيجين

بيجين – الصين | أحوال المسلمين
مع احكام قبضتها على المسلمين الأويغور في تركستان الشرقية، تترك السلطات مجتمع الهان المسلم، المقرب من الحكومة، يمارس عباداته بكل أريحية، حيث توافد الآلاف من المسلمين الهان الى مسجد نيوجيه التاريخي في العاصمة الصينية بكين لأداء صلاة عيد الفطر.
تاريخ إسلامى
إيران : 7 أيام في الحبس الانفرادي لرفضهم إهانة القاضي

طهران – إيران | أحوال المسلمين
أصدر القاضي “زارع” الذي تحال عليه قضايا معتقلي سجن “رجابي شهر” بمدينة كرج حكما بالحبس الإنفرادي بحق ثلاثة من السجناء السنة بسبب رفضهم تقبل إهانتهم و إذلالهم.
و قد حكم القاضي على “كاوه ويسي” و “كاوه شريفي” و “جمال قادري” بالحبس الانفرادي لمدة أسبوع، عند مطالبتهم بتصحيح تاريخ اعتقالهم في قوائم السجن، و يفترض أن تنتهي اليوم 22 رمضان مدة عقابهم في الإنفرادي.
يذكر أن “كاوه ويسي” و “كاوه شريفي” محكوم عليهما بالإعدام، أما “جمال قادري” فمحكوم عليه بالسجن 8 سنوات.
تاريخ إسلامى
شهيد بولسين يكتب : ما هي النيوليبرالية ؟

نتحدث كثيرًا عن النيوليبرالية، فهي النظرية الاقتصادية السائدة في العالم اليوم، وأكثر من كونها نظرية، فقد أصبحت القوة المهيمنة فيم وراء السياسة الاقتصادية، ولكن ما هي النيوليبرالية تحديدًا؟
لا أعتقد أنه من المهم بصفة خاصة أن نناقش تاريخ النيوليبرالية، أو من هم مفكريها الرئيسيين، أو متى وكيف نشأت، أو ما يميزها عن الليبرالية الكلاسيكية… الخ، إذ يكفي أن نقول أن النيوليبرالية تستقي اسمها من تركيزها على تحرير السوق، ولكن ماذا يعني هذا التحرير؟ هو يعني في الأساس الانسحاب من تحت سيطرة الدولة على المسائل المالية والتجارية، أي استقلال القطاع الخاص لإدارة شؤونه بالشكل الذي يراه مناسبًا، دون تدخل حكومي.
النيوليبرالية تستقي اسمها من تركيزها على تحرير السوق
على مستوى السياسة هذا يعني رفع القيود، أي رفع القيود المفروضة على التجارة، وخصخصة المؤسسات والخدمات الحكومية، وتخفيض الإنفاق العام من قبل الحكومة…الخ. إذا الفكرة في الأساس هي أن الدولة لا يجب أن يكون لها أي علاقة بالأعمال التجارية والتجارة.
لماذا يعتبر هذا الأمر مشكلة؟ حسنا، لعدة أسباب.
أولا وقبل كل شيء، فإن حياتنا اليومية في الغالب تتأثر بالقطاع الخاص أكثر مما تتأثر بالحكومة، فحصولنا على العمل والرواتب، وتكلفة المعيشة، وديوننا، وتكلفة المأوى والمأكل والملبس والدواء والتعليم، وكم الوقت الذي يتبقى لنا لكي نمضيه مع عائلاتنا، وقدرتنا على تطوير أنفسنا لكي نتعلم مهارات جديدة ونحسن من وضعنا الاجتماعي… إلى أخر هذه الأمور، تتحدد كلها إلى حد كبير من قبل القطاع الخاص، لا من قبل الحكومة. فنحن نقضي معظم يومنا في وظائفنا، أو في الانتقال من وإلى تلك الوظائف.
أما الشركات التي نعمل فيها، ففي أكثر الأحيان، نجد أنها لا تدار وفقًا لمبادئ ديمقراطية، فهي تملي علينا كم ما سنكسبه، وما سنقوم به، وما ليس علينا فعله، وكيف سنمضي كل ساعة من ساعات اليوم التي نقضيها في العمل، وفي بعض الأحيان يمكن للشركة أن تملي علينا ما يجب أن نرتديه، واذا كنا نستطيع أن نستخدم الهاتف أو لا، بل ويصلون إلى حياتنا الخاصة، فيملون علينا ما نستطيع وما لا نستطيع أن نقوله على الانترنت، نوعية الناس التي نستطيع أن نخالطها اجتماعيا… الخ. لذا، فالقطاع الخاص له تأثير كبير على حياتنا، وهذا التأثير يُمَارس حصريًا لصالح الشركات، أي أنه يُمَارس لصالح مالكي الشركات، لا لصالح المجتمع.
بعبارة أخرى، بدون ضوابط حكومية فإن تقريبًا كل جانب من جوانب حياتنا اليومية سيصبح تابعًا لمصالح أصحاب الشركات التي نعمل بها، وانسحاب الدولة من مسائل التجارة والأعمال سيعني سيادة مطلقة لما هو في الأساس مؤسسات استبدادية (الشركات) على الحياة اليومية للشعوب… حسنا، هذا ليس جيدًا على الإطلاق!
ولكن الأمر أكثر سوءا من هذا… فقد أصبحت الشركات كيانات اقتصادية قوية على نطاق واسع، فهي مؤسسات متعددة الجنسيات تتمتع بقوة خاصة، وغالبا ما تتفوق على القوة الاقتصادية للدول.
في الواقع، ما يقرب من نصف أكبر الكيانات الاقتصادية في العالم اليوم ما هي إلا شركات، لا دول! فعندما تنسحب الحكومة من إدارة أنشطة هذه المؤسسات، فهذا الأمر سيشكل أكثر بكثير من مجرد حكومة تتبع نهج “عدم التدخل” في الأعمال التجارية… لأنه سيشكل خضوع الحكومة لرجال الأعمال، وإذا سمحت الدولة للأعمال التجارية أن تفعل ما تريده، فبسرعة ستصبح الدولة غير قادرة على فعل ما تريده هي، وبهذا نجد أن الشركات حققت نوع فائق من السيادة المتجاوزة للحدود، مما يمنحها سلطة فوقية على السياسات الحكومية.
النيوليبرالية باختصار، هي استراتيجية للأعمال التجارية تهدف لتقويض منافستها الوحيدة على السلطة: الدولة، وفي العالم النامي، نجد أن هذا يرقى إلى نوع من الغزو الخفي، بدون أي جيوش أو قتال أو نقاط تفتيش؛ ومن خلال تنفيذ السياسات النيوليبرالية تصبح الحكومات في العالم النامي أدوات تابعة بالكامل لتعزيز سيطرة الشركات على الاقتصادات الوطنية، وعلى الحكومات وعلى الشعوب بأكملها.
مرة أخرى، هذه السيطرة تُمَارس لصالح أصحاب الشركات والمساهمين في هذه الشركات، لا لصالح المجتمع، وبالفعل سنجد في أكثر الأحيان أن مصالح أصحاب رؤوس الأموال العالمية تتصادم مع مصالح الشعوب.
هذا هو تحديدًا ما نقصده عندما نتحدث عن النيوليبرالية! فهي عبارة عن تفريغ كامل لدور الحكومة وإخضاع الدولة بالكلية للقطاع الخاص، وأكثر من أي شيء آخر، هي عبارة عن برنامج لإنشاء شكل جديد من أشكال الاستعمار نطلق عليه اسم “استعمار الشركات”، فقد خلقت امبراطورية لرأس المال، حيث لا يكون الامبراطور فيها هو رئيس دولة، وإنما مجموعة من الأفراد فاحشوا الثراء ليس لديهم أي ولاء (ولا يربطهم أي ولاء) لأي أمة على الأرض، ولكن ولائهم الأول والوحيد هو لمصالحهم الخاصة.
آسيا
الصين – تركستان الشرقية : منع و تهديد و اعتقالات و التهمة تحوم حول الصيام

الصين – تركستان الشرقية | أحوال المسلمين
أفاد مراسلنا من أرومتشي أن الشرطة وزعت بيانات صبيحة أول أيام رمضان الموافق للاثنين 6 يونيو على موظفي الخدمة المدنية والطلاب والأطفال تحمل عبارة “لن أصوم رمضان”، و أجبرتهم على التعهد به و الإمضاء عليه.
بيان ليس هو الأول الذي يخص شهر رمضان 1437 المبارك، إنما سبقه بأيام معدودة بلاغ وزع في أرجاء إقليم تركستان الشرقية يهدد أولياء الأمور و المسلمين الأويغور بعواقب تربية أبنائهم على الإسلام، و يجبرهم على تنميتهم وفق ما تمليه سياسة و أيديولوجية الحزب الشيوعي الحاكم.
لم يستثن من هذا القرار أعضاء الحزب الشيوعي و المسؤولين الأويغور عن الحكومة في تركستان الشرقية، إذ شملهم المنع من أداء الشعائر الدينية علانية، في حين تم الزامهم بالتعهد بتشجيع الأويغور على تناول الطعام خلال ساعات النهار.
كما أن الحكومة الصينية منعت المسلمين الأويغور من مغادرة أماكن إقامتهم في رمضان، علاوة على إرغامهم تقديم خط تجول و إعلام السلطات الأمنية بذلك؛ بالإضافة الى أن السلطت جندت العديد من العملاء كمخبرين أمنيين منتشرين داخل المساجد أو بين الأسواق و الأزقة خلال الشهر الفضيل، و ذلك لمعرفة هويات المصلين و الصائمين المشتبه فيهم و موقدي الأنوار في بيوتهم وقت السحور، خاصة بمدينة أورومتشي التي شهدت أحداث تطهير عرقي عام 2009م.
تهمة تمجيد رمضان !
السلطات الصينية التي حظرت رسميا الصيام على مواطني تركستان الشرقية طيلة 14 عاما، سنت منذ أيام قليلة قانون يقضي بـ”معاقبة الصائمين و معاقبة الداعين للصيام”، و الذي أدى الى اعتقال 17 مسلم أويغوري منذ بداية رمضان 1437 في أرجاء إقليم تركستان الشرقية.
و أضاف المؤتمر الأويغوري أن 12 مسلما أويغوريا اعتقلوا في مقاطعة كوكا على أبواب المسجد المركزي الكبير، و قد اتهمتهم الشرطة بتوزيع منشورات تشيد بالصوم و تدعوا المسلمين الى اغتنام شهر رمضان بالدعاء و التقرب الى الله.
و في مقاطعة ياتشين بالقرب من مدينة طريق الحرير بكاشغر، اعتقلت الشرطة يوم الجمعة 5 مسلمين آخرين لاستغلالهم فرصة تجمع المسلمين لأداء صلاة الجمعة و تحريضهم على مخالفة قوانين السلطات الصينية القمعية و صيامهم رمضان طاعة لأمر الله.
منع متجدد !

صلاة تراويح أولى أيام رمضان في كاشغر، تركستان الشرقية بتاريخ 4 غشت 2011
يذكر أن حكومة بكين شرعت في منع شعائر رمضان و صيام المسلمين منذ 2014-2015 الموافق ل 1435-1436 هـ، و عززت قرارها بمنع أي مسلم دون الـ 18 سنة من الصيام ومنع الأسر من تحفيظ القرءان للأشبال أو حضور الحلقات الدينية وإلا يتعرض الأطفال و آبائهم للعقوبة القاسية التي تتمثل في فرض غرامات باهظة أو عقوبات حبسية غير محددة.
و قد تمدد المنع مشتملا عقود الزواج، اذ منع الأويغور المسلمون من عقد قران على الطريقة الإسلامية، و باتوا مجبرين على تسجيله رسميا لدى السلطات، الأمر الذي يفرض قيودا كثيرة على المقبلين على الزواج من بينهم طلب تأشيرة من الأمن للسفر الى الهيئة الحكومية المكلفة بالأسرة و تكلفات أخرى تجبرها السلطات على الأويغور المسلمين خاصة، مع تحييد الجانب الديني سواءا في الزواج كان أو في الطلاق.
أرقام وضحايا
على الرغم من ادعاءات الصين بالحرية، لازال يعاني الأويغور في شينجيانغ من التمييز العرقي والقمع الديني والفقر والبطالة لسنوات عدة، ففي عام 2014م قتل أكثر من 5500 مسلم في مجزرة يكن ناجية لوحدها، و تبعتها مجزرة أقسو ناحية حيث قضى 28 مسلم بين جرح العشرات، أما في 2015م فقط قُتِل أكثر من 700 مسلم، بينما بلغ عدد المُعتقلين نحو 27 ألف مسلم بزيادة تُقَدّر بـ 95% مقارنة بأعداد المُعتَقَلين عام 2014 م، مع استمرار حظر النشر والإعلام.
يُذكر أن السلطات شرعت السنة الماضية في مراقبة صارمة لهواتف المواطنين الأويغور، غير أن هذه المراقبة ارتفعت حدتها في مطلع 2016م، إذ كَثَفت الشرطة حملات تفتيش أمنية على مستخدمي الهواتف الذكية والحواسب خاصة بمناطق شمال غرب شينجيانغ وهوتان وكاشغر بحُجَة الحد من انتشار التطرف والنصوص الدينية.
وفي نفس العام تم حظر ارتداء الحجاب في الأماكن العامة وبوسائل النقل العام مع دفع غرامة لمخالفة القرار تصل إلى 253 دولار، مع الرفض التام للانتقادات الموجهة من طرف الجمعيات الحقوقية العالمية بشأن ذلك، معللة (الحكومة) انها تواجه تهديدًا إرهابيا في شينجيانغ أو ما كان يطلق عليها سابقا تركستان الشرقية.
تضامن و احتجاج
جماعات الأويغور المغتربة لم تبق على الحياد، اذ استنكرت قرارات بكين المتناقضة مابين تهنئة مسلمي العالم برمضان “مثلما فعل تشانغ تشون شيان سكرتير اللجنة الإقليمية للحزب الشيوعي الصيني CPC” وبين حظره في تركستان الشرقية، و معاملة السلطات المختلفة و المتناقضة بين المسلمين الهان و المسلمين الأويغور، بينما تدعي مواد الدستور كذبًا الحرية الدينية، و قد حذرت الجماعات الأويغورية من الغضب الشعبي على إثر هذه القرارات التعسفية الذي بطبيعة الحال سوف يؤدي إلى مزيد من الاضطرابات.

جانب من تظاهرات التضامن مع قضية الاويغور بمختلف المدن التركية

جانب من تظاهرات التضامن مع قضية الاويغور بمختلف المدن التركية

جانب من تظاهرات التضامن مع قضية الاويغور بمختلف المدن التركية

جانب من تظاهرات التضامن مع قضية الاويغور بمختلف المدن التركية

جانب من تظاهرات التضامن مع قضية الاويغور بمختلف المدن التركية

جانب من تظاهرات التضامن مع قضية الاويغور بمختلف المدن التركية

جانب من تظاهرات التضامن مع قضية الاويغور بمختلف المدن التركية

جانب من تظاهرات التضامن مع قضية الاويغور بمختلف المدن التركية

جانب من تظاهرات التضامن مع قضية الاويغور بمختلف المدن التركية

جانب من تظاهرات التضامن مع قضية الاويغور بمختلف المدن التركية
و نظرا لمختلف القوانين التعسفية الذي يرضخ تحتها المسلمون الأويغور في تركستان الشرقية، انتهى الحال بالكثير منهم في السنوات الأخيرة الى الفرار من الصين لدول جنوب شرق آسيا عامة و تركيا خاصة، حتى بلغ عدد من استقبلتهم تركيا نحو 500 أويغوري مسلم عام 2015م مما أسفر ذلك عن توّتر العلاقات بين بكين وأنقرة .
يذكر أنه منذ احتلال الصين لتركستان بلغ عدد القتلى نحو 35 مليون مسلم، و قد بلغت ذروة التطهير ابتداءً منذ عام 1949م حيث حادى العدد 26 مليون ضحية، بينما في عام 1965 م خط عدد الضحايا عدد 8 ملايين نسمة.
المغرب العربي
تركيا : صلاة التراويح في مختلف مساجد تركيا
