
التواجد العلوي في تركيا وتأثيره بالساحة السياسية التركية والثورة السورية 1
لم يكن يدري العالم العربي تقريباً بوجود العلويين كطائفة في تركيا إلا بعد بدء الثورة السورية، فالتجهيل الإعلامي والحضاري والثقافي لتركيا وسكانها بأعراقها وطوائفها وقومياتها المختلفة وبعدها الاجتماعي لا زال مستمراً حتى الآن وإن أتخذ أبعاداً أخرى مشوهة عن ذي قبل بعد الثورات العربية والنمو الاقتصادي بتركيا.
هذا المقال الموجز هو تلخيص موجز لكتابة مطولة عن التواجد العلوي بتركيا لإزالة الكثير من الالتباس الذي يحدث لدي الكثير من العرب بخصوص التواجد العلوي بتركيا وتأثيره، وهو أيضاً لتصحيح بعض المفاهيم التي تلتبس على البعض بسبب شح المعلومات عن:
التأصيل التاريخي للتواجد العلوي بتركيا، الفرق بين العلوية والنصيرية، أنواع العلوية بتركيا، التأثير العلوي السياسي والإعلامي والتواجد الحزبي بتركيا.
مشاهدات من الواقع السياسي بتركيا:
أولاً: الاعتراض العلوي على تسمية الكوبري المعلق الثالث فوق مضيق البوسفور باسم السلطان سليم وتصدر الاعتراض أحد القادة العلويين بحزب العدالة والتنمية الحاكم وهو الحزب الذي ينتمي إليه أردوغان.
ثانياً: رئيس حزب ب ي د ” صالح مسلم ” وهو الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني وهو من الطائفة العلوية يؤكد أن زوال الأسد يعني ذبح العلويين. ” فما علاقة الأكراد بالعلويين؟ “.
ثالثاً: المؤتمر العلوي العالمي والذي كان في إسطنبول الأيام الماضية وحضره تثميل عن العلويين ب ١٨ دولة وتمثيل غير رسمي عن الطائفة الإسماعيلية وتبعه بأيام تظاهرة فلكور بميدان كادكوي للعلويين.
رابعاً: بدء فعاليات العلويين بجنوب تركيا المطالبة بحصة من الديموقراطية في الانتخابات ونسبة تشريعية خاصة بهم برغم تواجدهم في جميع الأحزاب التركية تقريباً بلا تمييز ولا تفريق إلا بحزب السعادة.
هذه بعض المشاهدات الحية من الواقع التركي للواقع العلوية فما الخلفيات التاريخية والطائفية للعلويين بتركيا؟ قبل الإجابة عن هذا السؤال يجب طرح الفرق بين العلويين والنصيرية.
الفرق بين العلوية والنصيرية:
العلوية المتواجدون بتركيا هم شيعة جعفرية وتتوطن بوسط الأناضول وغربه وشرقه حتى الحدود مع إيران وأذربيجان وهي طائفة غير النصيرية التي تتوطن الساحل السوري ولواء الإسكندرون التركي والتي دعيت بالعلوية إبان الاحتلال الفرنسي لبلاد الشام حيث منحوا دولة العلويين سنة ١٩٢٠، ولازال الخلط مستمر حتى الآن بين الطائفتين سواءً عربياً بسبب الاعتماد على اللقب الفرنسي أو بالداخل التركي بسبب عملية التمييع العقائدي ما بعد قيام الدولة التركية الحديثة.
العلوية التركية الجعفرية أو من لازال متمسكاً بعقيدته كشيعة جعفرية عددهم محدود بالمقارنة بالشريحة الكبرى العملاقة التي صارت تعتبر العلوية نوعاً من الانتماء كقومية أو كطائفة فلكلورية لا عقائدية بل من السهل أن يخلط أحدهم بين طائفته الجعفرية الشيعية وطائفة النظام السوري الحاكم النصيرية بسبب التراث المتراكم من التجهيل للعقيدة باعتبار العلوية الجعفرية المتدنية إرث رجعي على الدولة التركية وخصوصاً بعد قيام ما يعرف باسم الثورة الإيرانية ومقابلة العلويين الجعفرية المتدينين لها ببرود باعتبار أن العقائد الجديدة التي فرضها الخميني تتنافي مع مذهبهم الجعفري مما فتح حروباً داخلية للنفوذ الإيراني داخل العلوية الجعفرية بتركيا لا تزال مستمرة حتى الآن.
أنواع العلوية بتركيا
العلويون بتركيا تركيبة معقدة ومن الصعب عرض أنواعهن بدون عرض الأحداث التاريخية التي أثرت في تكوين هذه الأنواع ومجتمعاتها بالداخل التركي.
أحداث تاريخية أثرت في التواجد العلوي بتركيا:
أولا: استدعاء تيمورلنك:
أستنجد علويوا الشام والطائفة النصيرية بتيمورلنك بإرسال وفد من زوجة أحد قياداتهم مع العشرات من الفتيات العذراوات من بنات العلويين لينقذهم مما وصفوه بالخطر العثماني عليهم كشيعة، وبعد المعارك العنيفة التي خاضها تيمورلنك المغولي الشيعي المذهب والتي أنتصر فيها على السلطان العثماني بيازيد الذي مات في الأسر أو قتل أنسحب تاركاً خلفه النصيرية لمصيرهم بيد الأتراك والذي أدى إلى هروب النصيرية ومن تبعهم من علويي الشام إلى الاختباء بجبال الساحل السوري من طوروس شمالاً حتى عكار جنوباً واختبئ بعضهم بريفي حمص وحماه وريف دمشق.
ثانياً: مذابح السلطان ياوز سليم للشيعة والعلويين:
قبل نشوب الحرب بين الدولة العثمانية بقيادة السلطان العثماني ياوز سليم والدولة الصفوية بقيادة الشاه إسماعيل قام السلطان ياوز سليم بعملية قتل عامة للشيعة خصوصاً المجاورين للدولة الصفوية الذين كانوا يدعمون إثارة القلاقل بالأناضول وكان في ضمن الاستهداف الآلاف من الطائفة العلوية الجعفرية حينها، فقد كان يؤمن أن ترك هؤلاء وراء صفوفه خطر على مملكته في حالة نشوب الحرب مع الصفويين بإيران والعراق وشرق سوريا، لذلك يعتبر السلطان ياوز سليم مكروهاً لدي علوية تركيا على اختلاف أنواعهم.
ثالثاً: مذابح الأرمن:
في بدء الحرب العالمية الأولى بدأ التحريض الروسي والأوروبي للأرمن على الاستقلال بما يعرف بأرمينيا الآن، فبدأت سلسلة من المذابح استهدفت تهجير المسلمين بدعم ورعاية روسية، وهذه المذابح والتي استهدفت قوميات مثل الشركس والآذر أدت لتهجيرهم لم توثق بما يكفي إلا من جانب المنتصر باعتبارها حوادث فردية معزولة ولا تزال إرثاً تاريخياً للمسلمين المهجرين والهاربين مما عرف بأرمينيا لاحقاً، لكن هذا لم يمنع أنها تسببت بردود أفعال عنيفة للغاية في الأناضول من قبل الأتراك المسلمين إذ ما إن وصلتهم أنباء المذابح حتى بدؤوا بسلسة مروعة من المذابح للأرمن بالأناضول وتحديداً بشمال ووسط وشرق الأناضول حتى اسطنبول نفسها مرت بمذابح مروعه للأرمن، كانت الرسالة مرعبة للغاية وهرب عشرات الآلاف من الأرمن من المذابح التي كانت تفريغاً للغضب التركي بسبب انهيار الدولة والخسارات العسكرية اللاحقة والتدخل ألاجني وفقدان أجزاء الدولة بالمعاهدات، أدت هذه المذابح لتغيير ديموغرافي بهروب عشرات الآلاف من الأرمن إلى الدول العربية، ومنها بلاد الشام وفلسطين والأردن ومصر بينما من لم يستطع الهرب قام بتغيير اسمه وهويته ليستطيع التخفي من غوغائية الذبح على الهوية، فظهرت عائلات ادعت أنها كردية بأسماء كردية وتركية وهويات علوية فظهر ما عرف لاحقاً بالعلويين الأكراد من أصول أرمنية والذين صاروا قيادات لواجهات الأحزاب الكردية الانفصالية لاحقاً، ولم تظهر لهم صيغة مذهبية حقيقية كالعلوية الجعفرية أو النصيرية أو العلوية وهي العلوية الفلكورية.
أنواع العلوية بتركيا:
أولاً: وهم العلوية الجعفرية، وهم شيعة جعفرية ويشكلون الغالبية العظمي من إجمالي العلويين بتركيا، ويتركزون بالأناضول وسطه وغربه وشرقه ومدن شرق الجنوب التركي ويعتبر المتدينون منهم طائفة إسلامية صوفية متشددة بتركيا برغم أنهم متدينيهم يتمركزون بجماعات معزولة عن السياسة والتواجد العلوي.
ثانياً: العلوية النصيرية: وهم طائفة باطنية يتركزون بالساحل السوري وبأقصى الجنوب الغربي التركي فيما يعرف بلواء الاسكندرون.
أطلق الفرنسيس على نصيرية الشام لقب العلوية وهم يمنحونهم الدولة العلوية لتفتيت بلاد الشام، كانت الحماية لهم كمد طائفي خصوصاً مع التجهيل العنيف تحت غطاء العلوية الجعفرية التي تنتشر بتركيا خصوصاً بعد مذابح الأرمن على الهوية بالأناضول رداً على ذبح وتهجير المسلمين مما عرف بأرمينيا لاحقاً واضطرار عشرات الآلاف من الأرمن بالأناضول للتخفي تحت مسميات طائفيه كالعلوية وقومية كالأكراد، فكان الغطاء العلوي للنصيرية من قبل الفرنسيس غطاءاً طائفياًً خبيثاً حتى لا تشحن الجبهة الداخلية ضد النصيرية بتاريخهم المعروف من الخيانات فتم خلطهم بالعلوية الجعفرية المنتشرة بالأناضول للتميع الطائفي والقومي لاحقاً ولا تزال التسمية الفرنسية تطلق حتى الآن ويتم استغلالها كذباً بالداخل التركي في محاولة لرسم النصيرية جزء من الطائفة العلوية الجعفرية المنتشرة بتركيا مستغلين بذلك التمييع العقائدي للعلوية الجعفرية بالداخل التركي.
ثالثاً: العلوية الغير مذهبية والتي تكونت من الأرمن الذين غيروا أسمائهم لينجوا من المذابح التي حدثت بالأناضول ولكنهم ادعوا أيضاً أنهم عشائر كردية كنوع من الحماية القومية لهم ليكونوا تحت غطاء كردي قومي.
رابعاً: العلوية الفلكلورية: وهي ليست مذهباً وتعتبر نفسهاً ديناً مختلفاً تماماً عن الإسلام لها بعض العادات الفلكلورية التي تعتبرها عباداتها الرئيسية.
يتبع
تاريخ إسلامى
الصين : أجواء صلاة عيد الفطر 1437 في بيجين

بيجين – الصين | أحوال المسلمين
مع احكام قبضتها على المسلمين الأويغور في تركستان الشرقية، تترك السلطات مجتمع الهان المسلم، المقرب من الحكومة، يمارس عباداته بكل أريحية، حيث توافد الآلاف من المسلمين الهان الى مسجد نيوجيه التاريخي في العاصمة الصينية بكين لأداء صلاة عيد الفطر.
تاريخ إسلامى
إيران : 7 أيام في الحبس الانفرادي لرفضهم إهانة القاضي

طهران – إيران | أحوال المسلمين
أصدر القاضي “زارع” الذي تحال عليه قضايا معتقلي سجن “رجابي شهر” بمدينة كرج حكما بالحبس الإنفرادي بحق ثلاثة من السجناء السنة بسبب رفضهم تقبل إهانتهم و إذلالهم.
و قد حكم القاضي على “كاوه ويسي” و “كاوه شريفي” و “جمال قادري” بالحبس الانفرادي لمدة أسبوع، عند مطالبتهم بتصحيح تاريخ اعتقالهم في قوائم السجن، و يفترض أن تنتهي اليوم 22 رمضان مدة عقابهم في الإنفرادي.
يذكر أن “كاوه ويسي” و “كاوه شريفي” محكوم عليهما بالإعدام، أما “جمال قادري” فمحكوم عليه بالسجن 8 سنوات.
تاريخ إسلامى
شهيد بولسين يكتب : ما هي النيوليبرالية ؟

نتحدث كثيرًا عن النيوليبرالية، فهي النظرية الاقتصادية السائدة في العالم اليوم، وأكثر من كونها نظرية، فقد أصبحت القوة المهيمنة فيم وراء السياسة الاقتصادية، ولكن ما هي النيوليبرالية تحديدًا؟
لا أعتقد أنه من المهم بصفة خاصة أن نناقش تاريخ النيوليبرالية، أو من هم مفكريها الرئيسيين، أو متى وكيف نشأت، أو ما يميزها عن الليبرالية الكلاسيكية… الخ، إذ يكفي أن نقول أن النيوليبرالية تستقي اسمها من تركيزها على تحرير السوق، ولكن ماذا يعني هذا التحرير؟ هو يعني في الأساس الانسحاب من تحت سيطرة الدولة على المسائل المالية والتجارية، أي استقلال القطاع الخاص لإدارة شؤونه بالشكل الذي يراه مناسبًا، دون تدخل حكومي.
النيوليبرالية تستقي اسمها من تركيزها على تحرير السوق
على مستوى السياسة هذا يعني رفع القيود، أي رفع القيود المفروضة على التجارة، وخصخصة المؤسسات والخدمات الحكومية، وتخفيض الإنفاق العام من قبل الحكومة…الخ. إذا الفكرة في الأساس هي أن الدولة لا يجب أن يكون لها أي علاقة بالأعمال التجارية والتجارة.
لماذا يعتبر هذا الأمر مشكلة؟ حسنا، لعدة أسباب.
أولا وقبل كل شيء، فإن حياتنا اليومية في الغالب تتأثر بالقطاع الخاص أكثر مما تتأثر بالحكومة، فحصولنا على العمل والرواتب، وتكلفة المعيشة، وديوننا، وتكلفة المأوى والمأكل والملبس والدواء والتعليم، وكم الوقت الذي يتبقى لنا لكي نمضيه مع عائلاتنا، وقدرتنا على تطوير أنفسنا لكي نتعلم مهارات جديدة ونحسن من وضعنا الاجتماعي… إلى أخر هذه الأمور، تتحدد كلها إلى حد كبير من قبل القطاع الخاص، لا من قبل الحكومة. فنحن نقضي معظم يومنا في وظائفنا، أو في الانتقال من وإلى تلك الوظائف.
أما الشركات التي نعمل فيها، ففي أكثر الأحيان، نجد أنها لا تدار وفقًا لمبادئ ديمقراطية، فهي تملي علينا كم ما سنكسبه، وما سنقوم به، وما ليس علينا فعله، وكيف سنمضي كل ساعة من ساعات اليوم التي نقضيها في العمل، وفي بعض الأحيان يمكن للشركة أن تملي علينا ما يجب أن نرتديه، واذا كنا نستطيع أن نستخدم الهاتف أو لا، بل ويصلون إلى حياتنا الخاصة، فيملون علينا ما نستطيع وما لا نستطيع أن نقوله على الانترنت، نوعية الناس التي نستطيع أن نخالطها اجتماعيا… الخ. لذا، فالقطاع الخاص له تأثير كبير على حياتنا، وهذا التأثير يُمَارس حصريًا لصالح الشركات، أي أنه يُمَارس لصالح مالكي الشركات، لا لصالح المجتمع.
بعبارة أخرى، بدون ضوابط حكومية فإن تقريبًا كل جانب من جوانب حياتنا اليومية سيصبح تابعًا لمصالح أصحاب الشركات التي نعمل بها، وانسحاب الدولة من مسائل التجارة والأعمال سيعني سيادة مطلقة لما هو في الأساس مؤسسات استبدادية (الشركات) على الحياة اليومية للشعوب… حسنا، هذا ليس جيدًا على الإطلاق!
ولكن الأمر أكثر سوءا من هذا… فقد أصبحت الشركات كيانات اقتصادية قوية على نطاق واسع، فهي مؤسسات متعددة الجنسيات تتمتع بقوة خاصة، وغالبا ما تتفوق على القوة الاقتصادية للدول.
في الواقع، ما يقرب من نصف أكبر الكيانات الاقتصادية في العالم اليوم ما هي إلا شركات، لا دول! فعندما تنسحب الحكومة من إدارة أنشطة هذه المؤسسات، فهذا الأمر سيشكل أكثر بكثير من مجرد حكومة تتبع نهج “عدم التدخل” في الأعمال التجارية… لأنه سيشكل خضوع الحكومة لرجال الأعمال، وإذا سمحت الدولة للأعمال التجارية أن تفعل ما تريده، فبسرعة ستصبح الدولة غير قادرة على فعل ما تريده هي، وبهذا نجد أن الشركات حققت نوع فائق من السيادة المتجاوزة للحدود، مما يمنحها سلطة فوقية على السياسات الحكومية.
النيوليبرالية باختصار، هي استراتيجية للأعمال التجارية تهدف لتقويض منافستها الوحيدة على السلطة: الدولة، وفي العالم النامي، نجد أن هذا يرقى إلى نوع من الغزو الخفي، بدون أي جيوش أو قتال أو نقاط تفتيش؛ ومن خلال تنفيذ السياسات النيوليبرالية تصبح الحكومات في العالم النامي أدوات تابعة بالكامل لتعزيز سيطرة الشركات على الاقتصادات الوطنية، وعلى الحكومات وعلى الشعوب بأكملها.
مرة أخرى، هذه السيطرة تُمَارس لصالح أصحاب الشركات والمساهمين في هذه الشركات، لا لصالح المجتمع، وبالفعل سنجد في أكثر الأحيان أن مصالح أصحاب رؤوس الأموال العالمية تتصادم مع مصالح الشعوب.
هذا هو تحديدًا ما نقصده عندما نتحدث عن النيوليبرالية! فهي عبارة عن تفريغ كامل لدور الحكومة وإخضاع الدولة بالكلية للقطاع الخاص، وأكثر من أي شيء آخر، هي عبارة عن برنامج لإنشاء شكل جديد من أشكال الاستعمار نطلق عليه اسم “استعمار الشركات”، فقد خلقت امبراطورية لرأس المال، حيث لا يكون الامبراطور فيها هو رئيس دولة، وإنما مجموعة من الأفراد فاحشوا الثراء ليس لديهم أي ولاء (ولا يربطهم أي ولاء) لأي أمة على الأرض، ولكن ولائهم الأول والوحيد هو لمصالحهم الخاصة.
آسيا
الصين – تركستان الشرقية : منع و تهديد و اعتقالات و التهمة تحوم حول الصيام

الصين – تركستان الشرقية | أحوال المسلمين
أفاد مراسلنا من أرومتشي أن الشرطة وزعت بيانات صبيحة أول أيام رمضان الموافق للاثنين 6 يونيو على موظفي الخدمة المدنية والطلاب والأطفال تحمل عبارة “لن أصوم رمضان”، و أجبرتهم على التعهد به و الإمضاء عليه.
بيان ليس هو الأول الذي يخص شهر رمضان 1437 المبارك، إنما سبقه بأيام معدودة بلاغ وزع في أرجاء إقليم تركستان الشرقية يهدد أولياء الأمور و المسلمين الأويغور بعواقب تربية أبنائهم على الإسلام، و يجبرهم على تنميتهم وفق ما تمليه سياسة و أيديولوجية الحزب الشيوعي الحاكم.
لم يستثن من هذا القرار أعضاء الحزب الشيوعي و المسؤولين الأويغور عن الحكومة في تركستان الشرقية، إذ شملهم المنع من أداء الشعائر الدينية علانية، في حين تم الزامهم بالتعهد بتشجيع الأويغور على تناول الطعام خلال ساعات النهار.
كما أن الحكومة الصينية منعت المسلمين الأويغور من مغادرة أماكن إقامتهم في رمضان، علاوة على إرغامهم تقديم خط تجول و إعلام السلطات الأمنية بذلك؛ بالإضافة الى أن السلطت جندت العديد من العملاء كمخبرين أمنيين منتشرين داخل المساجد أو بين الأسواق و الأزقة خلال الشهر الفضيل، و ذلك لمعرفة هويات المصلين و الصائمين المشتبه فيهم و موقدي الأنوار في بيوتهم وقت السحور، خاصة بمدينة أورومتشي التي شهدت أحداث تطهير عرقي عام 2009م.
تهمة تمجيد رمضان !
السلطات الصينية التي حظرت رسميا الصيام على مواطني تركستان الشرقية طيلة 14 عاما، سنت منذ أيام قليلة قانون يقضي بـ”معاقبة الصائمين و معاقبة الداعين للصيام”، و الذي أدى الى اعتقال 17 مسلم أويغوري منذ بداية رمضان 1437 في أرجاء إقليم تركستان الشرقية.
و أضاف المؤتمر الأويغوري أن 12 مسلما أويغوريا اعتقلوا في مقاطعة كوكا على أبواب المسجد المركزي الكبير، و قد اتهمتهم الشرطة بتوزيع منشورات تشيد بالصوم و تدعوا المسلمين الى اغتنام شهر رمضان بالدعاء و التقرب الى الله.
و في مقاطعة ياتشين بالقرب من مدينة طريق الحرير بكاشغر، اعتقلت الشرطة يوم الجمعة 5 مسلمين آخرين لاستغلالهم فرصة تجمع المسلمين لأداء صلاة الجمعة و تحريضهم على مخالفة قوانين السلطات الصينية القمعية و صيامهم رمضان طاعة لأمر الله.
منع متجدد !

صلاة تراويح أولى أيام رمضان في كاشغر، تركستان الشرقية بتاريخ 4 غشت 2011
يذكر أن حكومة بكين شرعت في منع شعائر رمضان و صيام المسلمين منذ 2014-2015 الموافق ل 1435-1436 هـ، و عززت قرارها بمنع أي مسلم دون الـ 18 سنة من الصيام ومنع الأسر من تحفيظ القرءان للأشبال أو حضور الحلقات الدينية وإلا يتعرض الأطفال و آبائهم للعقوبة القاسية التي تتمثل في فرض غرامات باهظة أو عقوبات حبسية غير محددة.
و قد تمدد المنع مشتملا عقود الزواج، اذ منع الأويغور المسلمون من عقد قران على الطريقة الإسلامية، و باتوا مجبرين على تسجيله رسميا لدى السلطات، الأمر الذي يفرض قيودا كثيرة على المقبلين على الزواج من بينهم طلب تأشيرة من الأمن للسفر الى الهيئة الحكومية المكلفة بالأسرة و تكلفات أخرى تجبرها السلطات على الأويغور المسلمين خاصة، مع تحييد الجانب الديني سواءا في الزواج كان أو في الطلاق.
أرقام وضحايا
على الرغم من ادعاءات الصين بالحرية، لازال يعاني الأويغور في شينجيانغ من التمييز العرقي والقمع الديني والفقر والبطالة لسنوات عدة، ففي عام 2014م قتل أكثر من 5500 مسلم في مجزرة يكن ناجية لوحدها، و تبعتها مجزرة أقسو ناحية حيث قضى 28 مسلم بين جرح العشرات، أما في 2015م فقط قُتِل أكثر من 700 مسلم، بينما بلغ عدد المُعتقلين نحو 27 ألف مسلم بزيادة تُقَدّر بـ 95% مقارنة بأعداد المُعتَقَلين عام 2014 م، مع استمرار حظر النشر والإعلام.
يُذكر أن السلطات شرعت السنة الماضية في مراقبة صارمة لهواتف المواطنين الأويغور، غير أن هذه المراقبة ارتفعت حدتها في مطلع 2016م، إذ كَثَفت الشرطة حملات تفتيش أمنية على مستخدمي الهواتف الذكية والحواسب خاصة بمناطق شمال غرب شينجيانغ وهوتان وكاشغر بحُجَة الحد من انتشار التطرف والنصوص الدينية.
وفي نفس العام تم حظر ارتداء الحجاب في الأماكن العامة وبوسائل النقل العام مع دفع غرامة لمخالفة القرار تصل إلى 253 دولار، مع الرفض التام للانتقادات الموجهة من طرف الجمعيات الحقوقية العالمية بشأن ذلك، معللة (الحكومة) انها تواجه تهديدًا إرهابيا في شينجيانغ أو ما كان يطلق عليها سابقا تركستان الشرقية.
تضامن و احتجاج
جماعات الأويغور المغتربة لم تبق على الحياد، اذ استنكرت قرارات بكين المتناقضة مابين تهنئة مسلمي العالم برمضان “مثلما فعل تشانغ تشون شيان سكرتير اللجنة الإقليمية للحزب الشيوعي الصيني CPC” وبين حظره في تركستان الشرقية، و معاملة السلطات المختلفة و المتناقضة بين المسلمين الهان و المسلمين الأويغور، بينما تدعي مواد الدستور كذبًا الحرية الدينية، و قد حذرت الجماعات الأويغورية من الغضب الشعبي على إثر هذه القرارات التعسفية الذي بطبيعة الحال سوف يؤدي إلى مزيد من الاضطرابات.

جانب من تظاهرات التضامن مع قضية الاويغور بمختلف المدن التركية

جانب من تظاهرات التضامن مع قضية الاويغور بمختلف المدن التركية

جانب من تظاهرات التضامن مع قضية الاويغور بمختلف المدن التركية

جانب من تظاهرات التضامن مع قضية الاويغور بمختلف المدن التركية

جانب من تظاهرات التضامن مع قضية الاويغور بمختلف المدن التركية

جانب من تظاهرات التضامن مع قضية الاويغور بمختلف المدن التركية

جانب من تظاهرات التضامن مع قضية الاويغور بمختلف المدن التركية

جانب من تظاهرات التضامن مع قضية الاويغور بمختلف المدن التركية

جانب من تظاهرات التضامن مع قضية الاويغور بمختلف المدن التركية

جانب من تظاهرات التضامن مع قضية الاويغور بمختلف المدن التركية
و نظرا لمختلف القوانين التعسفية الذي يرضخ تحتها المسلمون الأويغور في تركستان الشرقية، انتهى الحال بالكثير منهم في السنوات الأخيرة الى الفرار من الصين لدول جنوب شرق آسيا عامة و تركيا خاصة، حتى بلغ عدد من استقبلتهم تركيا نحو 500 أويغوري مسلم عام 2015م مما أسفر ذلك عن توّتر العلاقات بين بكين وأنقرة .
يذكر أنه منذ احتلال الصين لتركستان بلغ عدد القتلى نحو 35 مليون مسلم، و قد بلغت ذروة التطهير ابتداءً منذ عام 1949م حيث حادى العدد 26 مليون ضحية، بينما في عام 1965 م خط عدد الضحايا عدد 8 ملايين نسمة.
المغرب العربي
تركيا : صلاة التراويح في مختلف مساجد تركيا
