Connect with us

Published

on

بقلم : أبو الحسين آل غازى

صراع الحق والباطل وصراع النور والظلمة وصراع الصدق والكذب وصراع الحلال والحرام وصراع الأبيض والأسود وصراع المرض والصحة وصراع الزهد والترف وصراع الفضائل والرذائل وصراع الأفضل والمفضول وصراع المستحب والمكروه كلها تبقي إلي يوم القيامة بإرادة الله سبحانه وتعالي ومشيئته وقضائه ، وليست بنغلاديش ولا أية بقعة من الأرض تخلو من هذه الصراعات .

المسلمون في بنغلاديش كالمسلمين في بلاد الحرمين أو في مصر أو في المغرب أو في الصومال أو في إندنوسيا ، فهم منقسمون بأفكار شتي وسياسات شتي ، لا أريد هنا التحدث عن التفاصيل ، وإنما أريد إلقاء الضوء علي السياسة التي يتبناها المسلمون هنا .

منذ أكثر من عقدين من الزمان تدور رحي السياسة هنا حول حزبين متباينين في الأفكار ، وهما حزب “الرابطة العوامية” وحزب “القومية البنغلاديشية” .

“الرابطة العوامية” هي أنشئها ثلة من السياسيين في العهد الباكستاني قبل 65 سنة منفصلين من “الرابطة الإسلامية” –مسلم ليغ- التي أنشأها المسلمون البنغال لاستعادة حقوقهم الدنيوية من الاستعمار البريطاني عام 1906م ، وليست لهذه “الرابطة الإسلامية” أي صلة بفكرة الأسلمة في يوم من الأيام ، بل كانت حزببا سياسيا ديموقراطيا ، وبقي بعض الأحزاب السياسية ينشط بهذا الإسم في باكستان حتي اليوم ، ومنذ عام 1960م كان كثير من قادة “الرابطة العوامية” يحلمون بانفصال بنغلاديش عن باكستان وسيطرتهم عليها بدل الباكستانيين الأردويين الذين اتهموهم بتهميش البنغاليين في مجال السياسة والتجارة، وكانت الهند عدوة لدودة لدولة باكستان لمطالبها بحقوق السيطرة علي دولة كشمير المسلمة ووقوعها في الحرب مع الهند من أجلها عام 1948م ، فاستغلت الهند فكرة انفصال بنغلاديش عن باكستان في الأجواء السياسية المتوترة التي خلقها الأردويون والبنغاليون معا ، فقد أصر الأردويون علي إبقاء سيطرتهم علي سياسة باكستان وتهميش البنغال فيها ، وأصر البنغال علي رفض هذا التهميش ، ما أدي إلي تحالفهم مع الهند سرا وبدأ حرب الاستقلال ، فحقا تسلَّط الأردويون في ليلة 26 مارس عام 1971م بأسلحتهم الثقيلة علي البنغال الرافضين لسيطرة الأردويين علي السياسة لتأديبهم حق التأديب حتي ينتهوا عن أي تمرد ضد الأردويين ، فقتلوا كثيرا من المعارضين من الرابطة العواميه وغيرها ، ما أدي أخيرا إلي حرب دامية استمرت 9 أشهر ، وقد دعمت الهند والاتحاد السوفيتي فيها المتمردين البنغال سياسيا وإعلاميا وعسكريا في حين كانت أمريكا والصين والمملكة العربية السعودية بل أكثر الدول الإسلامية والرأسمالية مؤيدة لسياسة القمع الباكستانية ، إلا أن الفكرة الباكستانية والأمريكية والصينية الاستكبارية باءت بالفشل وانهزم الجيش الباكستاني واستسلموا بأنفسهم رسميا للجيش الهندي في 16 ديسمبر من عام 1971م  في قلب عاصمة بنغلاديش داكا ، وقد قتل في هذه الحرب حوالي 30 ألف شخص ، معظمهم من البنغال ، إلا أن الإعلام العلماني واليساري جعلوا هذا العدد فيما بعد 30 مائة ألف .

وكان موقف أصحاب الإسلام السياسي -الذي نادي به الكاتب المعروف أبو الآلي المودودي في الهند في أربعينات القرن المنصرم- من الاستقلال مؤيدا لسياسة القمع الباكستانية ، الأمر الذي عيَّرهم فيما بعد الاستقلال بلقب “أعداء الحرية” وشجَّع موقفهم هذا ليتبني قادة الرابطة العوامية نفس الفكرة العلمانية المتشددة التي تتبعها الهند ، وقد فرضت حكومة الرابطة العوامية الأولي حظرا علي السياسة باسم الدين ، بل شجَّع هذا الموقف العلمانيين اليساريين من الساسة بإقامة الإسلام البريء من كل سوء كمعارض للحرية ومبادئ الدولة.

إلا أن الأمر انقلب وفرَّت العلمانية المتشددة إلي عقر دارها الهند في 15 أغسطس من عام 1975م ، حين ثارت عصبة من الجيش الرافض للعلمانية المتشددة علي الحكومة وقتلت رئيس الرابطة العوامية ورئيس الدولة الشيخ مجيب الرحمن بكامل أسرتها في ظلمة الليل ، وقد نجت بنته حسينة واجد -رئيسة الوزراء الحالية- لإقامتها حينذاك مع زوجها في ألمانيا.

بعد هذا الانقلاب المسلح حاول عصبة من الجيش مؤيدة للاشتراكية لانقلاب آخر للاعتلاء علي كراسي الحكم ، إلا أنهم فشلوا لكون عامة الجيش رافضة للفكرة الاشتراكية ، فانقلبوا علي الاشتراكيين وجاءوا بقائدهم اللواء ضياء الرحمن إلي الحكم في 7 نوفمبر عام 1975م ، وكان هذا اللواء من أبرز القادة  العسكريين لحرب الاستقلال ، وكان من المفتخرين بدينهم الإسلام ، الأمر الذي شجعه بحذف مبادئ علمنة الدولة وإضافة الثقة بالله مكانها ، ورفع اللواء ضياء الرحمن الحظر عن السياسة باسم الدين ، ما مكَّن أصحاب الإسلام السياسي لممارسة نشاطاتهم السياسية من جديد .

وقد أسس اللواء ضياء الرحمن حزب “القومية البنغلاديشية” عام 1977م –الحزب المعارض الحالي الذي تقوده أرملة اللواء خالدة ضياء- وانتخب رئيسا للدولة في انتخاب حر نزيه في نفس العام، وكان اللواء شديد الحب للوطن وللمواطن وقامعا متشددا للفساد ، الأمر الذي أسخط كثيرا من مقربيه ، فانقلب عليه بعض ضباط الجيش وقتله في مايو عام 1981م .

وبعد مقتله جلس علي كرسي رئاسة البلاد نائبا له من حزبه يسمي عبد الستار ، إلا أن قائد الجيش الجنرال حسين محمد إرشاد أطاح به عام 1982م متهما إياه بعدم صلاحية القيادة وجلس علي كرسي الحكم ، وإن كان الجنرال إرشاد من المفتخرين بدينهم الإسلام إلا أنه كان متساهلا في قمع الفساد ، بل اتهمه البعض بالفساد ، وبعد أيام من الحكم أسس الجنرال إرشاد حزبه المعروف بـ”الحزب الوطني” وانتخب في عام 1986 رئيسا للدولة في انتخاب متهم بالتزوير ، وقد أضاف الجنرال إرشاد الإسلام كديانة رسمية للدولة في الدستور عام 1989م كسبا لقلوب الشعب المسلم ، إلا أن التحركات الجماعية المتواصلة لجميع الأحزاب المعارضة أطاحت بحكمه في ديسمبر عام 1990م ، واضطر للاستقالة بضغط من قيادة الجيش، وألقي به إلي السجن مثل حسني مبارك جمهورية مصر العربية ، وعُيِّن رئيس القضاة رئيسا للحكومة المشرفة وانعقد بزعامته الانتخاب العام في فبرائر عام 1991م ، وتصدر فيه حزب “القومية البنغلاديشية” بقيادة خالدة ضياء ، ثم  حزب “الرابطة العوامية” بقيادة حسينة واجد ، ثم الحزب الوطني مع أن الجنرال إرشاد كان مسجونا ، وقد ترشح الجنرال إرشاد من السجن في خمسة مقاعد فاز في كل منها بأغلبية ساحقة ، وحصل علي الدرجة الرابعة جماعة الإسلام المودودية –أكبر الأحزاب الإسلامية- ، فازت بـ18 مقعدا من جملة 300 مقعد .

والجدير بالذكر هنا أن مشايخ ودعاة بنغلاديش انقسموا في هذا الانتخاب إلي ثلاثة أفكار رئيسية ، جزء صغير منهم صوتوا لجماعة الإسلام المودودية ، وجزء صغير منهم ينتمون إلي عدد من التيارات الصوفية صوتوا لحزب “الرابطة العوامية” ، ومعظمهم صوتوا لحزب “القومية البنغلاديشية” ، وهؤلاء يرفضون الإسلام السياسي والإسلام العلماني معا ، هم يفضلون التصويت لحزب “القومية البنغلاديشية” بزعم أنه أهون الأحزاب شرا في السياسة ، وفي نفس الوقت يكرهون سياسة جماعة الإسلام المودودية متهمين مؤسسها أبو الآلي المودودي بسب الصحابة وأئمة السلف والخلف وعلماء العصر ، والجدير بالذكر هنا أن أبو الآلي المودودي له انتقادات واسعة للصحابة وأئمة السلف والخلف ومشايخ العصر في كتبه خاصة في كتابه الأردي “الخلافة والملكية” بأنهم لم يفهموا الدين وما قاموا بإقامته ، وبيَّن في الكتاب المذكور بعد انتقاد الخليفة الثالث عثمان -رضي الله عنه- أن الصحابي معاوية رضي الله عنه هو الذي أسس الملكية في الإسلام وذهب بالحكم الإسلامي -الذي يفهمه أبو الآلي ومن علي شاكلته-.

والجدير بالذكر هنا أيضا أن 80% من مشايخ ودعاة بنغلاديش ينتمون إلي فكرة جامعة دار العلوم الديوبندية المعتدلة ، ويتهمهم غلاة الصوفية بالوهابية لكونهم يحاربون الشركيات والبدع .

بعد تشكيل حزب “القومية البنغلاديشية” الحكومة عقب انتخاب عام 1991م ثارت النخبة العلمانية بمطالب محاكمة أمير جماعة الإسلام المودودية الأستاذ غلام عزم وإبطال جنسيته ، لأنه أيَّد بشدة سياسة باكستان القمعية ضد شعب بنغلاديش في حرب استقلال عام 1971م ، فقامت الحكومة باعتقاله ومحاكمته في أمر الجنسية ، الأمر الذي أسخط طبيعيا جماعته ، وأخيرا خرج غلام عزم من السجن عام 1994م حاصلا علي الجنسية البنغلاديشية بحكم المحكمة العليا .

وفي هذا العام انتفض مشايخ ودعاة بنغلاديش بمطالب إعلان الطائفة القاديانية غير مسلمين رسميا وإيقاف النشاطات الإلحادية من بقايا الشيوعية المنهزمة ، إلا أن حكومة حزب “القومية البنغلاديشية” لم تعمل بهذه المطالب بجدية ، الأمر الذي كثَّر أعداء الحزب في ساحة السياسة والإعلام ، والجدير بالذكر هنا أن بقايا الشيوعية المنهزمة يفضلون التصويت لحزب “الرابطة العوامية” لكونه أقرب من منهجهم من حزب “القومية البنغلاديشية” .

وبعد خروج غلام عزم من السجن تناسي حزب “الرابطة العوامية” عدائه القديم مع جماعة الإسلام المودودية ونسيته الجماعة أيضا ، فتحرك حزب “الرابطة العوامية” والحزب الوطني للجنرال إرشاد وجماعة الإسلام المودودية معا لإسقاط حكومة حزب “القومية البنغلاديشية” واستقالوا جماعيا من البرلمان في نهاية عام 1994م .

إلا تحركات هذه الأحزاب الثلاثة المعارضةلم تتمكن من إسقاط حكومة حزب “القومية البنغلاديشية” قبل نهاية ميعاده ، إلا أن الحكومة اضطرت لتحقيق مطالب الأحزاب المعارضة بإدخال قانون الحكومة المشرفة المحايدة اللاحزبية في الدستور والتي تستولي علي عقد الانتخاب العام في مدتها الثلاثة أشهر بعد استقالة الحكومة السابقة الحزبية .

ومن جانب آخر اختار حزب “الرابطة العوامية” في طوال أيامها المريرة في ساحة السياسة منهج العلمانية المعتدلة ، وحسب القانون المذكور للحكومة المشرفة المحايدة اللاحزبية خاضت الأحزاب الأربعة المذكورة انتخاب عام 1996م ، تصدر فيه حزب “الرابطة العوامية” بفارق صغير من منافسه الرئيس حزب “القومية البنغلاديشية” ، وفاز الحزب الوطني للجنرال إرشاد بالمرتبة الثالثة ، وحصل علي الدرجة الرابعة جماعة الإسلام المودودية –أكبر الأحزاب الإسلامية- بـ3 مقاعد فقط من جملة 300 مقعد .

وقد انقسم مشايخ ودعاة بنغلاديش في هذا الانتخاب إلي ثلاثة أفكار رئيسية ، جزء منهم صوتوا للأحزاب الإسلامية الصغيرة ، وجزء منهم صوتوا لحزب “القومية البنغلاديشية” الوسط بين الإسلامية والعلمانية ، وجزء منهم صوتوا لحزب “الرابطة العوامية” المختار للعلمانية المعتدلة.

وكما هي طبيعة الأحزاب المعارضة في بنغلاديش فإن حزب “القومية البنغلاديشية” بدأ بالتحرك لإسقاط حكومة “الرابطة العوامية” من عام 1998م ، ووجدوا كثيرا من التهم ضد الحكومة لإثارة الشعب ضدها ، كان من بينها اتفاقية السلام مع البوذ المتمردين في مناطق شيتاغونغ الجبلية ، لتنازلها لهم أكثر من حقهم ، واتخاذ الإجراءات لإعطاء الهند فرصة المرور عبر بنغلاديش إلي أقاليمها الجنوبية-الشرقية النائية ، والتنازل المخزي للهند في كل أمر .

وفي عام 1999م تحالف حزب “القومية البنغلاديشية” والحزب الوطني للجنرال إرشاد وجماعة الإسلام المودودية وحزب إسلامي يعرف بـ “التحالف الإسلامي” -ينتمي إلي الفكرة الديوبندية- للتحركات الجماعية بغية إسقاط الحكومة وإثارة الشعب ضد الحكومة المتنازلة للأعداء ، إلا أن تحركات هذه الأحزاب الأربعة الجماعية لم تتمكن من إسقاط الحكومة قبل ميعادها.

وفي الأيام النهاية لحكومة “الرابطة العوامية” أصدر قاضيان علمانيان في بداية عام 2001م حكما قضائيا يحظر به تجريم الزانية ومعاقبتها من قبل رؤساء الأحياء ما يسمي في بنغلاديش بـ”الفتوي”.

وعقب هذا الرأي قام مشايخ وطلبة المدارس العربية التابعة للمناهج الديوبندية باحتجاجات عنيفة ، وتعاملت الحكومة معهم بقوة ما أدي إلي مقتل تسعة من الطلاب والشباب المتضامنين معهم ، الأمر الذي قلب الرأي العام علي حكومة “الرابطة العوامية” .

وفي نهاية المطاف اضطر الجنرال إرشاد للخروج من التحالف قبيل الانتخاب وبقي جزء صغير من حزبه الوطني مع التحالف يحمل اسم الحزب الوطني     N ، وانعقد الانتخاب العام في أكتوبر عام 2001م ، وخاض تحالف الأحزاب الأربعة بقيادة خالدة ضياء بـ 300 مرشح في 300 مقعد ، ما خصص منها 250 مقعدا لحزب “القومية البنغلاديشية” و30 مقعدا لجماعة الإسلام المودودية و10 مقاعد لحزب التحالف الإسلامي بقيادة الشيخ عزيز الحق  و10 مقاعد للحزب الوطني N بقيادة السيد ناجي الرحمن ، وخاض حزب “الرابطة العوامية” وحده بـ 300 مرشح في 300 مقعد ، وكذا الحزب الوطني للجنرال إرشاد ، وفي النتيجة تصدر تحالف الأحزاب الأربعة بـ222 مقعدا وحزب “الرابطة العوامية” بـ55 مقعدا ، والحزب الوطني للجنرال إرشاد بـ17 مقعدا.

وفي تشكيل الحكومة خصصت وزارتين كاملتين لجماعة الإسلام المودودية ، تفضل بإحداها أمير الجماعة الشيخ مطيع الرحمن ، وبالثانية أمينها العام السيد علي أحسن -وهما الآن في السجن يحاكمان من قبل عدوهم ثم صديقهم ثم عدوهم حزب “الرابطة العوامية” بتهمة جرائم ضد الإنسانية في حرب عام 1971م- .

وفي سنوات الحكم الخمس -2001-2006م- لتحالف الأحزاب الأربعة بقيادة خالدة ضياء اتهم حزب “الرابطة العوامية” وزراء ونواب حزب “القومية البنغلاديشية” بالفساد وسوء استغلال السلطة ، واتهم بعض المشايخ والدعاة قادة جماعة الإسلام المودودية باستغلال السلطة لصالح حزبهم بدل مصالح الإسلام العامة ، وقد خرج الشيخ عزيز الحق عن حكومة تحالف الأحزاب الأربعة معترضا علي عدم عناية الحكومة بالمصالح الدينية ، وبقي جزء صغير من حزب  التحالف الإسلامي بقيادة أمينه الشيخ فضل الحق الآمني مع الحكومة ، وقد مات رئيس الحزب الوطني N السيد ناجي الرحمن تاركا زعامة الحزب لابنه الشاب.

ومن جانب آخر تحالف حزب “الرابطة العوامية” بالحزب الوطني للجنرال إرشاد وعدد من الأحزاب اليسارية الصغيرة لخوض الانتخاب متحدين ، وفي الأيام النهاية -2006م- لحكومة تحالف الأحزاب الأربعة تنازعت الحكومة بقيادة خالدة ضياء والمعارضة بقيادة حسينة واجد في تعيين رئيس الحكومة المشرفة ورئيس لجنة الانتخاب ، وأصرت كلاهما علي موقفهما ، ما وتَّرت الأجواء كثيرا ، واستقال رئيس الحكومة المعين من الحكومة ، وبادرت قيادة الجيش بحل الأمة والتسلط علي الحكومة المشرفة ، إلا أن قيادة الجيش أقبلت إلي محاكمة السياسيين الفاسدين ونبذت عقد الانتخاب وراء ظهرها ، واعتقلوا كبار السياسيين بتهمة الفساد ما فيهم خالدة ضياء وابنها طارق ضياء وحسينة واجد وعدد من قادة حزبها ، ثم أفرج عن معظمهم بعد عدة أشهر .

وبعد حوالي سنتين بادرت قيادة الجيش بعقد الانتخاب ، ففي ديسمبر عام 2008م انعقد الانتخاب العام ، وخاض فيه تحالف الأحزاب الأربعة بقيادة خالدة ضياء بـ 300 مرشح في 300 مقعد ، ما خصص منها 255 مقعدا لحزب “القومية البنغلاديشية” و35 مقعدا لجماعة الإسلام المودودية و5 مقاعد لحزب التحالف الإسلامي بقيادة الشيخ فضل الحق الآمني و5 مقاعد للحزب الوطني N بقيادة عندليب بن ناجي الرحمن ، وخاض تحالف حزب “الرابطة العوامية” بقيادة حسينة واجد بـ 300 مرشح في 300 مقعد ، ما خصص منها 250 مقعدا لحزب “الرابطة العوامية” و40 مقعدا للحزب الوطني للجنرال إرشاد و10 مقاعد للأحزاب اليسارية .

وفي النتيجة تصدر حزب “الرابطة العوامية” بأكثر من 220 مقعد والمتحالفين معه بـ 40 مقعدا ، وحصل حزب “القومية البنغلاديشية” علي 33 مقعدا وجماعة الإسلام المودودية علي مقعدين فقط ، واتهم حزب “القومية البنغلاديشية” والمتحالفون معه قيادة الجيش بتزوير الانتخاب ، إلا أن المراقبين الدوليين لم يوافقوا هذه التهمة .

وبعد تشكيل الحكومة كوَّن حزب “الرابطة العوامية” محكمة جرائم الحرب الدولية المزعومة حسب مطالب اليساريين بغية قمع المعارضة ، واعتقلوا كبار قادة جماعة الإسلام المودودية التسعة واثنين من قادة حزب القومية البغلاديشية ، ثم ألغي قانون الحكومة المشرفة المحايدة اللاحزبية من الدستور بقصد التزوير في الانتخاب في القادم -2014م- ومنع المعارضة من الفوز عليه ، وغيَّر الدستور وحذف الكلمات المعبرة عن الثقة بالله وأضاف الكلمات المعبرة عن علمانية الدولة .

ومن جانب آخر ازدادت في عهد الحكومة العلمانية الحالية جرأة شباب الإلحاد من أبناء  بقايا الشيوعية المنهزمة وإسائتهم إلي الإسلام في منتدياتهم الشبكية ، الأمر الذي أغضب مشايخ ودعاة بنغلاديش اللاسياسيين ، فقاموا باحتجاجات عنيفة مطالبين بإنزال عقوبة الإعدام في كل من يتجرأ للإساءة إلي الإسلام وإعادة الكلمات المعبرة عن الثقة بالله في الدستور.

وفي 6 أبريل 2013م حشد هؤلاء المشايخ والدعاة بقيادة شيخهم الشيخ أحمد شفيع –رئيس مجلس المدارس العربية التابعة للمنهاهج الديوبندية- ملايين المسلمين في العاصمة داكا لإجبار الحكومة علي تحقيق مطالبهم الإسلامية.
وتسعي المعارضة -حزب “القومية البنغلاديشية” وجماعة الإسلام المودودية- استغلال موجة غضب هؤلاء المشايخ والدعاة لإسقاط الحكومة إلأ أنها لم تنجح حتي الآن .

ومن جانب آخر قام أصحاب الإسلام العلماني من بعض التيارات الصوفية بتنديد الاحتجاجات ضد الحكومة الشرعية وطالبوا المحتجين بالاتصال مع الحكومة لتقديم مطالبهم ، إلا أنهم لم يسمعوا لهم بحجة أن الحكومة لا تسمع لمطالبهم إلا إذا خرجوا للشوارع ، وما زالوا حتي الآن في موقف احتجاج علي سياسة الحكومة .

ويتهم مشايخ ودعاة بنغلاديش اللاسياسيين أصحاب الإسلام العلماني بأنهم عملاء الحكومة ، كما أن أصحاب الإسلام العلماني يتهمون المشايخ والدعاة اللاسياسيين بالتحرك لصالح المعارضة -حزب “القومية البنغلاديشية” وجماعة الإسلام المودودية – علي حساب الفلوس.

ومن المعلوم لكل بصير أن الغرب وأتباعهم في كل بلاد العالم الإسلامي ما فيها بنغلاديش يعملون ليلا ونهارا للقضاء علي الهوية الإسلامية للمرء المسلم وللمرءة المسلمة

ولا شك أن المعارضة في بنغلاديش ما فيهم أصحاب الإسلام السياسي في أصعب أيامها السياسية في تاريخ بنغلاديش ، والأيام القادمة إما سيكون أصعب من الآن ويأتي الجيش بحل النزاع ويذيقوا السياسيين ويلات السجن والمحاكمة أو ينجو شعب بنغلاديش من فتن السياسة السلطوية برحمة من الله . والله يعلم ما ذا ينتظر لهذا الشعب البالغ عددهم 180 مليون نسمة .

أخبار

السعودية تعتقل ناشطة لانتقادها التقارب السعودي الإسرائيلي

Published

on

 

الرياض – السعودية | أحوال المسلمين

اعتقلت السلطات السعودية الناشطة نهى البلوي على إثر مقطع لها على شبكات التواصل الاجتماعي تنتقد فيه التوجه الذي يسير عليه ولي العهد محمد بن سلمان بغرض التطبيع مع “إسرائيل”.

واستنادا على ما نشره حساب “معتقلي الرأي” على موقع تويتر يوم الخميس: “تأكد لنا (اليوم) اعتقال الناشطة السعودية نهى البلوي (الذي جرى بتاريخ 26/01/2018، فما تزال قيد الاعتقال إلى يومنا هذا.

نهى البلوي كاتبة وناشطة سعودية، لها إسهامات ومقاطع مرئية كثيرة في عدد من القضايا، خاصة الرامية للتحسيس وإدانة التطبيع مع “إسرائيل” وكذلك مواقف مشرفة للدفاع عن معتقلي الرأي بالمملكة العربية السعودية.

ويأتي هذا بعد تركيز الصحافة “الإسرائيلية” في الشهور الأخيرة على العلاقات بين السعودية والكيان الصهيوني وما بلغته من تطور، كما أن إحدى التقارير كشفت عن زيارة سرية لمسؤول سعودي لتل الربيع (تل أبيب) مع إمكانية كونه ولي العهد محمد بن سلمان أو شخص مقرب منه.

وبهذا تنضم نهى البلوي إلى لائحة طويلة من المعتقلين من طرف النظام السعودي بعدما كانت ممن يدافع عنهم في انتظار من يدافع عنها أيضا.

https://goo.gl/2AeA8F

https://goo.gl/97x8df
(more…)

Continue Reading

أخبار

السعودية تعتقل ناشطة لانتقادها التقارب السعودي "الإسرائيلي"

Published

on

 

الرياض – السعودية | أحوال المسلمين

اعتقلت السلطات السعودية الناشطة نهى البلوي على إثر مقطع لها على شبكات التواصل الاجتماعي تنتقد فيه التوجه الذي يسير عليه ولي العهد محمد بن سلمان بغرض التطبيع مع “إسرائيل”.

واستنادا على ما نشره حساب “معتقلي الرأي” على موقع تويتر يوم الخميس: “تأكد لنا (اليوم) اعتقال الناشطة السعودية نهى البلوي (الذي جرى بتاريخ 26/01/2018، فما تزال قيد الاعتقال إلى يومنا هذا.

نهى البلوي كاتبة وناشطة سعودية، لها إسهامات ومقاطع مرئية كثيرة في عدد من القضايا، خاصة الرامية للتحسيس وإدانة التطبيع مع “إسرائيل” وكذلك مواقف مشرفة للدفاع عن معتقلي الرأي بالمملكة العربية السعودية.

ويأتي هذا بعد تركيز الصحافة “الإسرائيلية” في الشهور الأخيرة على العلاقات بين السعودية والكيان الصهيوني وما بلغته من تطور، كما أن إحدى التقارير كشفت عن زيارة سرية لمسؤول سعودي لتل الربيع (تل أبيب) مع إمكانية كونه ولي العهد محمد بن سلمان أو شخص مقرب منه.

وبهذا تنضم نهى البلوي إلى لائحة طويلة من المعتقلين من طرف النظام السعودي بعدما كانت ممن يدافع عنهم في انتظار من يدافع عنها أيضا.

https://goo.gl/2AeA8F

https://goo.gl/97x8df
(more…)

Continue Reading

أخبار

الهند : الحكومة تُوقِفُ الدَّعم عن حُجَّاج المسلمين، لَكِن ماذا عن الهندوس؟

Published

on

نيودلهي – الهند | أحوال المسلمين

في قرارٍ جديدٍ لها، أعلنت الحكومة الهندية، الثلاثاء، إلغاء الدعم الحكومي الذي يُمنح – منذ عقودٍ طويلة – للحجاج المسلمين بشكلٍ سنويّ. يعادل هذا الدعم الذي رفعته الحكومة عنهم نصف القيمة الإجمالية لنفقة الحج. وادَّعَت الحكومة مُبَرِّرَةً هذا القرار أنها ستوجه أموال الدعم هذه لإعانة الأقليات المسلمة بالبلاد وتحسين التعليم والحالة الاجتماعية لديهم.

أما في السنوات الأخيرة فقد لاقى هذا القانون انتقاداتٍ بارزة من مختلف الأطراف. وفي عام 2012، قضت المحكمة العليا في الهند بإلغاء دعم الحج تدريجيا في غضون السنوات العشر المُقبِلة. ثُمَّ في عام 2017، عقدت اللجنة المركزية للحج اجتماعًا قررت فيه إلغاء الدعم نهائيا بحلول العام الجاري 2018.

ما هو الدعم الحكومي للحج ؟

المقصود بدعم الحج هو خصومات تكاليف تذاكر الطيران المقدمة من قبل شركة طيران الهند الحكومية. كما يشمل المساعدة المقدمة للحجاج المسلمين للسفر الداخلي للوصول إلى صالات المغادرة بالمطار المصممة خصيصا للحجاج، بالإضافة إلى السكن والرعاية الطبية والوجبات.

وبعد قرار المحكمة العليا لعام 2012 بإلغاء الإعانة تدريجيا في السنوات العشر المقبلة، كانت الحكومة تخفض باطّراد مقدار الإعانة المقدمة لمؤدين الحج سنويا. في عام 2014، كانت تكلفة السفر المدعومة للحج 35.000 روبية لكل حاج. وبحلول عام 2016، ارتفع المبلغ الذي دفعه كل حاج إلى 45.000 روبية. وصولا إلى عام 2017، حيث خفضت إعانات الحج بنسبة 50% تقريبا من التكلفة المتوقعة.

متى بدأ قانون الدعم ؟  

يعود أول تطبيق لقانون دعم المسلمين في السفر لتأدية الحج إلى عام 1932، وذلك عندما قدمت الحكومة البريطانية دعمل ماليا للجنة ممولة من الحكومة خاصة بالحج، وحددت مدينتي بومباي وكلكتا الهنديتين ميناءين بحريين يستطيع المسلمون الانطلاق منهما في رحلة الحج.

وقد تم سن قانون لجان الحج مع قانون الأحوال الشخصية الإسلامي من قبل الحكومة للوفاء بالمطالب الإسلامية في أيام ما قبل التقسيم. بعد الاستقلال، في عام 1959 ألغت الحكومة القانون السابق. ووفقا للقانون الجديد، أنشئت لجنة في بومباي لرعاية جميع شؤون الحجاج، بما في ذلك ترتيبات السفر أثناء الحج ولتغطية النفقات العامة.

وقد خضع هذا القانون لتعديلاتٍ عِدَّة خلال العقود التالية لذلك وصولا إلى عام 1995 حيث تم إلغاء السفر للحج بحريا بعد ارتفاع أسعار النفط والاقتصار على نقل الحجاج جوا. 

ما هي الانتقادات الموجهة إلى دعم الحج ؟

قد تعرض قامون الدعم الحكومي للحج لانتقادٍ شديد، خاصةً بسبب احتكار شركة طيران الهند لنقل الحجاج على متن طائراتها. وحسب التصريحات، فإن الدعم الحكومي أسفر عن تحقيق أرباح كبيرة لشركة طيران الهند، مما أفاد الخطوط الجوية أكثر بكثير من الحجاج وجعلها المستفيد الأكبر.

ووفقا للانتقادات الكثيرة للدعم، فإنه إذا تم الحجز مُقدَّماً قبل أشهرٍ من السفر، فمن الممكن شراء تذاكر طيران أرخص، وبالتالي التخلص من الحاجة إلى الدعم. وقد هاجمت بعض الأحزاب السياسية أيضا الدعم ووصفته بأنه “استرضاء” للأقلية المسلمة سياسيا.

هل تقدم حكومة الهند الدعم لشعائرٍ دينيةٍ أخرى ؟

حج المسلمين ليس هو الحج الوحيد المُدَعَّم ماليا من قِبَل الدولة، بل هناك عدد من الجولات الدينية الأخرى تدعمها الحكومية.

فعلى سبيل المثال، تُنفق الدولة والحكومة المركزية أموالًا ضخمة لتقديم التسهيلات للجولات المليونية لمهرجان “كومبه ميلا” الهندوسي الذي يُقام بالتناوب في أربع مدن هي هاريدوار وأوجاين وناشيك و مدينة الله أباد.

كما تنظم الحكومة حجا هندوسيا آخر هو “كايلاش ماناساروفارياترا” الذي ينطللق من شمال الهند إلى جبال التبت وتتخذ تدابير السلامة والرعاية الصحية للحجاج الهندوس.

وبينما توقف الحكومة الدعم عن حج المسلمين، نجد أنها وافقت مؤخرا، في هذا الشهر يناير/ 2018، على زيادة الدعم المالي لحج “ياترا” الهندوسي من 25.000 روبية إلى 30.000 روبية !

Continue Reading

أخبار

الصين – تركستان الشرقية : إجبار المسلمين الأويغور على ضيافة الصينيين 14 يوم شهريا

Published

on

كاشغر – تركستان الشرقية | أحوال المسلمين

 أصبحت حياة 11 مليون مسلم أويغوري في تركستان الشرقية مكتنفة بالرعب و الخوف بسبب الإجراءات القمعية المتجددة و المتنوعة التي تفرضها السلطات الصينية اتجاههم.

وصل الإضطهاد حد المذابح الجماعية و حظر اللُحى و الحجاب الشرعي و الإكراه على الشرك و المحرمات، مرورا بمنع الصلاة في بعض الأوقات، و وصولا لمنع الصيام و مختلف الأنشطة الدينية على الطلبة و الموظفين، و لم تتوقف الإجراءات عند هذا الحد، بل استمرت الى إجبار المسلمين على شرب الخمر خلال شهر رمضان و الرقص في الأماكن العامة.

فوق كل ما سبق، أفاد مراسلنا من تركستان الشرقية أن السلطات الصينية أمرت أكثر من مليون مسؤول شيوعى صينى بالانتقال الى منازل المسلمين الأويغور في برنامج أسمته “الأسرة المتحدة” تحت شعار “غرس قيم مؤيدة للحزب”.

نص قرار السلطات الصينية عن مشروع “الأسرة المتحدة”

برنامج “الأسرة المتحدة” الذي أطلقته السلطات الصينية حديثا يحض المسؤولين الذين يعيشون مع الأسر على ضمان ولائهم للحزب، وطبقا لوسائل الاعلام الحكومية، فانهم يعلمونهم “ممارسة روح المؤتمر الوطنى التاسع عشر للحزب الشيوعى الصينى”.

و قد أبلغت السلطات الأسَرَ الأويغورية بوجوب عرض صورة الرئيس شي في غرف المعيشة الخاصة بها والمشاركة في احتفالات رفع العلم الوطني وأداء الولاء.

أما “الأقارب” الشيوعيون، المصطلح الذي أطلقته السلطات على المسؤولين المقتحمين بيوت المسلمين الأويغور، فيشجعون “عائلاتهم البديلة” على إبلاغ السلطات بأي شخص يشتبه في انتمائه لـ”قوى الشر الثلاث”، و هي حسب زعمهم الإرهاب، الانفصالية والتطرف.

رعب الحكومة من أن تقوم قائمة للمسلمين الأويغور في تركستان الشرقية دفعها لتكرار حملات القمع بوتيرة مرتفعة باضطراد، كما تم اتخاذ تدابير مراقبة ومتابعة أمنية دقيقة، علق عليها كثير من السكان المسلمين أن المنطقة تحولت بشكل أساسي إلى ولاية بوليسية.

البروبغندا الإعلامية الحكومية في سعي منها لتجميل البرامج الإجرامي بحق الأويغور المسلمين، ذكرت أن المسؤولين يناقشون مشروع المؤتمر الوطنى التاسع عشر للحزب الشيوعى الصينى مع العائلة المسلمة بلغتهم الأم و هي الأويغورية بدلا من الصينية، و يقنعونهم أن التغييرات الجيدة فى حياتهم جاءت من الحزب والحكومة، وان عليهم العمل بجد، والاستماع للحزب ومتابعة قراراته، و من أجل ترسيخ هذا الأمر، يعتمدون على طرق عدة :

  • المساعدة : و تشتمل على مساعدة المسؤولين الحكوميين للأطفال على تأدية واجباتهم المنزلية.

  • تودد : تشجيع العائلة على سرد قصصها و تبادلها عن الجنود و المزارعين الصينيين المخلصين.

  • إغراء : و ذلك عبر هدايا تقدم للأطفال أو للعائلة بأكملها من قبيل تذاكر سفر و رحلات.

  • إجبار : و ذلك بإشغال المسلمين عن ممارسة الشعائر الدينية من أذكار و تسبيح، انتهاءا من حرمانهم أداء الصلاة و ارتداء الحجاب.

  • تهديد : و يكون هذا إن تم منع المسؤول الوافد للعائلة المسلمة من البقاء في المنزل، سواءا من أول يوم أو قبل انتهاء المدة التي حددتها السلطات ب14 يوم، و عقاب العائلة غرامة بالإضافة الى السجن.

يذكر أن أول تطبيق لمشاريع إقامة المبعوث الحكومي مع الأسر الأويغورية بدأت في عام 2016، ولا زالت مستمرة إلى يومنا هذا، إضافة الى ذلك، أفادت إذاعة آسيا الحرة، أن في أكتوبر الماضي، قام المبعوثون المستوطنون في منازل الأويغور المسلمين بإيقاف مضيفينهم المسلمين من ممارسة الدين و إقامة الشعائر الإسلامية.

Continue Reading

أخبار

مصر : وفاة حامد مشعل بسجن طرة نتيجة الاهمال الطبي

Published

on

القاهرة – مصر | أحوال المسلمين

ذكرت وسائل إعلام مصرية، الأربعاء، أن القيادي في حزب الراية، حامد مشعل، توفي في محبسه بسجن طرة جراء تفاقم المرض والإهمال الطبي المتعمد بحقه.

قضية حامد حظيت بتضامن شعبي و إصرار من عائلته على براءته، خصوصا في بيانها الذي أصدرته في أيلول/ سبتمبر 2015 بعد إحالة أوراقه للمفتي في قضية اتهم فيها بأنه ينتمي لخلية إرهابية، و أن النيابة تتعنت في القضية والمحكمة لا تستمع لمرافعة محاميه.

من يكون حامد مشعل

اسمه الكامل هو حامد محمد علي مشعل، من مواليد 3 يناير 1972، و كان يقيم في مدينة نصر مع عائلته.

حصل على بكالوريوس الهندسة المعمارية في جامعة الأزهر سنة 1997، و اشتغل بعدها مهندسا معماريا،  و ترأس شركة مقاولات وإنشاءات.

مضايقات في السعودية

سافر حامد لأداء العمرة بتاريخ 15 أغسطس 2011، و أثناء عودته من أداء العمرة وبتوصيات من أمن الدولة في مصر، تم اعتقاله في السعودية، وكان ذلك قبل حفل زفافه بأسبوع، وبعد تحقيق السلطات السعودية معه لم تجد أي دليل لإدانته فقامت بالإفراج عنه وتعويضه عن فترة احتجازه لمدة عشرة أيام.

همته لنصرة المسلمين

بعد الإفراج عنه من قبل السلطات السعودية قرر م. حامد مشعل أن لا يدع مظلوما إلا ويسانده، وباطلا إلا ويدفعه بكل الوسائل المشروعة، فتجده تارة يطالب بالإفراج عن المصريين المعتقلين بالسعودية، وتارة أخرى رافضا لواقعة كشوف العذرية، ومرة أخرى تجده واحدا من ثوار محمد محمود ومدافعا عنهم، ومدافعا بشدة عن “ست البنات” ومهاجما كل من أساء إليها أو أيد وبرر الاعتداء عليها حتى من أبناء التيار الإسلامي.

مضايقات السلطات المصرية المتكررة

بعد حل مجلس الشعب ووجود فراغ برلماني وحرصا منه على مشاركة الثوار في تحقيق أهداف ثورة 25 يناير قام بالاشتراك في تأسيس حزب الراية حتى جاءت أحداث 3 يوليو وتم القبض عليه في 16 نوفمبر 2013 بأمر ضبط وإحضار على ذمة محضر تظاهر امام الأمن الوطني بتاريخ 2 مايو 2013.

حصل على قرار باخلاء سبيله يوليو 2014 في قضية التظاهر أمام أمن الدولة ولم ينفذ القرار وتم احتجازه في قسم ثاني مدينة نصر بدون وجه حق.

تم تجديد اعتقاله على ذمة قضية أخرى بعد عرضه على أمن الدولة.

القضية الجديدة بدأت تحقيقات النيابة فيها في شهر مايو 2014 وتم إدراجه بها وبدء التحقيق معه في نهاية يوليو 2014.

القضية الجديدة المتهم بها، كل أوراقها هي محضر تحقيقات لضابط أمن دولة يتهمه بالاشتراك مع خلية بالزقازيق.

– القضية لا يوجد بها أي أحراز أو مبالغ مالية، ولا يوجد بها أي جرائم حدثت تضر بالمجتمع.

المتهمون بالقضية لا يعرفون بعضهم من الأساس.

عند سماع شهادة ضابط الأمن الوطني بالمحكمة أعطى م. حامد دليل براءته من القضية حيث أن م. حامد مشعل كان متهما بالتمويل في هذه القضية،

– وعندما سئل ضابط الأمن الوطني عن التمويل قال بأنه يأتي من خارج مصر،
وسأله القاضي هل قبضتم على أحد من الممولين قال الضابط لا لم نقبض على أحد منهم!
وعندما سأل القاضي الضابط عن م. حامد مشعل قال الضابط لا أعرفه !!

– تقرير البنك المركزي أثبت عدم وجود أي تحويلات خارجية تم تحويلها للمهندس حامد مشعل.

لم يسمح القاضي للمحامي بالترافع أمامه أو تقديم أي مذكرات دفاع.

في 12 سبتمبر 2015 كان لحامد جلسة الحكم مع 11 آخرين تم إصدار الحكم فيها عليه و ال11 شخص آخرين بالإعدام، بعد أن تمت إحالة أوراقهم للمفتي بالجلسة السابقة 27 أغسطس 2015.

وفاته

بقي المهندس حامد في محبسه يقاسي المرض و الإهمال و التعذيب الى أن وافته المنية أمس في سجن طرة سيء السيط.

Continue Reading
Advertisement
MEDIUM RECTANGLE