Connect with us

Published

on

العلامة محمد البشير الإبراهيمي هو الرجل الثاني في تاريخ الدعوة الإسلامية المعاصرة في الجزائر وجمعية العلماء المسلمين فيها، بعد العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس.

وقد مرت حياة البشير بعدة محطات، هي: النشأة والهجرة لخارج الجزائر، العودة للجزائر والتعاون مع العلامة ابن باديس، تولي رئاسة جمعية العلماء المسلمين بعد وفاة ابن باديس، مغادرة الجزائر ودعم الثورة الجزائرية، العودة للجزائر بعد الاستقلال.

وقد ركز في كتاباته المعمقة عن دوره في الثورة الجزائرية ورفضه لانحراف جبهة التحرير عن المبادئ الكبرى وهي الإسلام والعدل والحرية .

المحطة الأولى:

ولد محمد البشير الإبراهيمي سنة (1306هـ /1889م) بمواطن قبيلة «أولاد إبراهيم» غرب مدينة قسنطينة بالجزائر، في بيت علم ودين، ويرجع نسبه إلى إدريس بن عبدالله مؤسس دولة الأدارسة بالمغرب الأقصى.

حفظ القرآن الكريم ودرس علوم العربية وحفظ الكثير من الشعر على يد عمه الشيخ “محمد المكي الإبراهيمي” الذي كان من أبرز علماء الجزائر في زمانه، ومن هنا جاء نبوغ الإبراهيمي في الأدب واللغة، بعد وفاة عمه خلفه في التدريس الإبراهيمي وكان بالكاد يبلغ الرابعة عشرة من عمره حتى جاوز عمره عشرين سنة في 1912.

وكان والده قد غادر الجزائر سنة 1908 إلى المدينة المنورة هربا من ظلم الفرنسيين له، فلحقه محمد البشير سنة 1911، وفي طريقه للالتحاق بوالده أقام بالقاهرة ثلاثة أشهر والتقى العلماء فيها وزعماء النهضة الفكرية والأدبية، ومن هؤلاء مشايخ الأزهر: سليم البشري ومحمد بخيت، وحضر عدة دروس في مدرسة الدعوة والإرشاد التي أسسها العلامة محمد رشيد رضا صاحب المنار، والشاعران شوقي وحافظ، ومن ثم واصل سفره عن طريق البحر إلى حيفا، ومنها بالقطار للمدينة المنورة.

في المدينة المنورة لازم الشيخ عبد العزيز الوزير التونسي والشيخ حسين أحمد الفيض أبادي الهندي، وكان يقضي جل وقته في إلقاء الدروس والمطالعة في مكتبة شيخ الإسلام عارف حكمت وأمثالها.

وهناك في المدينة سنة 1913 التقى الإبراهيمي بالشيخ عبد الحميد بن باديس والشيخ الطيب العقبي وكان قد سبقهما في الهجرة إلى المدينة، فكانوا يلتقون للبحث في شؤون الجزائر وسبل النهوض بها ومن هذه اللقاءات تأسست جمعية العلماء المسلمين بعد سبعة عشر عاماً كما مر معنا في ترجمة ابن باديس.

بعد قيام الثورة العربية بقيادة الشريف حسين في سنة 1917 قامت السلطات العثمانية بترحيل سكان المدينة المنورة إلى دمشق، لعجزها عن توفير الطعام للجيش والسكان، فرحلت أسرة الإبراهيمي فيمن رُحل.

في دمشق تعرف البشير الإبراهيمي على عدد وافر من العلماء على رأسهم علامة الشام الشيخ بهجة البيطار، وهناك باشر الإبراهيمي بالوعظ والإرشاد في الجامع الأموي، والتدريس بالمدرسة السلطانية (مكتب عنبر)، فتخرج على يديه عدد من فطاحل الشام وقادته مثل د.جميل صليبا، ود. عدنان الأتاسي.

وقد شارك الإبراهيمي في جهود الإصلاح والنهضة من خلال مشاركته في الندوات والمجالس والنوادى التي كانت تسعى إلى توحيد العرب والمسلمين.

ولما دخل الأمير فيصل دمشق طلب من البشير الإبراهيمي أن يعود للمدينة وأن يتولى إدارة المعلاف بها، لكنه فضل العودة إلى وطنه الجزائر.

المحطة الثانية:

عاد الإبراهيمي إلى الجزائر في مستهل سنة 1920، وكانت لا تزال تحت الاحتلال الفرنسي الظالم، والذي قام البشير دائما بالكتابة عن شروره وأخطاره وعدوانه على الجزائريين، ومما قال فيه: “جاء الاستعمار الفرنسي إلى هذا الوطن كما تجيء الأمراض الوافدة، تحمل الموت وأسباب الموت،… والاستعمار سلّ يحارب أسباب المناعة في الجسم الصحيح وهو في هذا الوطن قد أدار قوانينه على نسخ الأحكام الإسلامية، وعبث بحرمة المعابد، وحارب الإيمان بالإلحاد، والفضائل بحماية الرذائل، والتعليم بإفشاء الأمية، والبيان العربي بهذه البلبلة التي لا يستقيم معها تعبير ولا تفكير”.

 وقال أيضا: “جاء الاستعمار الدنس الجزائر يحمل السيف والصليب، ذاك للتمكن وهذا للتمكين”، وقد قام بـ الاحتلال “استقدام عدد كبير من الرهبان والمعلمين والأطباء، فالراهب ينشر النصرانية ويشكك المسلمين في عقيدتهم، والمعلم يفسد العقول ويبعد الأمة عن لغتها ويشوه التاريخ ويزهد في الدين، والطبيب يداوي علة بعلل، ويقتل جرثومة بجراثيم”، أما فظائع الاحتلال الفرنسي فقد سبق الحديث عنها في ترجمة ابن باديس.

وعقب عودته للجزائر تعاون الإبراهيمي مع ابن باديس في استكمال المشروع الذي بدأه لنشر العلم الديني واللغة العربية بحسب جلساتهما في المدينة المنورة، فبدأ الإبراهيمي بالتعليم في مدينة «سطيف»، وكانت له لقاءات دورية مع ابن باديس لمتابعة أخبار النشاط الإصلاحي وتأثيره على الشعب، يقول الإبراهيمي: “فنزن أعمالنا بالقسط، ونزن آثارها في الشعب بالعدل، ونبني على ذلك أمرنا، ونضع على الورق برامجنا للمستقبل بميزان لا يختل أبداً، وكنا نقرأ للحوادث، والمفاجآت حسابها، فكانت هذه السنوات العشر كلها إرهاصات لتأسيس جمعية العلماء الجزائريين”، يقول الإبراهيمي: “كان من نتائج الدراسات المتكررة للمجتمع الجزائري بيني وبين ابن باديس منذ اجتماعنا بالمدينة المنورة (1331هـ – 1913م) أن البلاء المنصب على هذا الشعب المسكين آت من جهتين متعاونتين عليه، وبعبارة أوضح من استعمارين مشتركين يمتصان دمه ويتعرقان لحمه ويفسدان عليه دينه ودنياه:

1- استعمار مادي هو الاستعمار الفرنسي يعتمد على الحديد والنار.

2- واستعمار روحاني يمثله مشائخ الطرق المؤثرون في الشعب، المتجرون بالدين، المتعاونون مع الاستعمار عن رضىً وطواعية… فكان من سداد الرأي وإحكام التدبير بيني وبين ابن باديس أن تبدأ الجمعية بمحاربة هذا الاستعمار الثاني”.

وهذا كله يدل على أن ابن باديس والإبراهيمي كانا يتصفان بأعلى مهارات التخطيط الاستراتيجي، وكانا يضعان الخطة والخطة البديلة، ولم يكن عملهما ردة فعل، بل فعلا محسوبا ومقدرا، ولذلك يقول: “كانت الحكومة الفرنسية في ذلك الوقت تستهين بأعمال العالم المسلم، وتعتقد أننا لا نضطلع بالأعمال العظيمة، فخيبنا ظنها والحمد لله”، وهذه المنهجية الاستراتيجية المستقبلية ستتضح أكثر بعد رئاسته للجمعية وتوسع نشاطها.

وفي سنة 1924 حثه ابن باديس على تأسيس جمعية «الإخاء العلمي» ورغم أنها كانت محاولة غير ناجحة، لكنها أكسبت الإبراهيمي خبرة وضع قانون جمعية العلماء المسلمين بعد عدة سنوات، والتي تأسست في سنة 1931 كردة فعل على الاحتفال المئوي لاحتلال فرنسا للجزائر، واختير الإبراهيمي نائبا لرئيسها ابن باديس، وأنيطت به مهمة الإشراف على نشاط الجمعية في الغرب الجزائري، فرحل إلى تلمسان العاصمة العلمية القديمة وسكن فيها.

ولذلك تعد هذه المرحلة (1931-1940) من عمر جمعية العلماء الجزائريين مرحلة تأسيس للثورة الجزائرية ضد فرنسا، فرغم أن الجمعية كانت تعلن عدم الاشتغال بالسياسة، إلا أن مطالب وأهداف الجمعية على الحقيقة “هي نصف الاستقلال” بتعبير الإبراهيمي.

في تلمسان سرعان ما نجح الإبراهيمي في إنشاء دار الحديث والتي ضمت مسجداً وقاعة للمحاضرات وأقساماً لطلبة العلم، والتي كانت أول مدرسة للجمعية تبنى بالكامل وليست مبنى مستأجراً أو قائماً، وقد شيدت على الطريقة الأندلسية، وحضر حفل افتتاحها 3000 شخص منهم 700 من الضيوف على تلمسان في مقدمتهم ابن باديس.

وكان الإبراهيمي يلقي فيها عشرة دروس في اليوم، وبعد العشاء يقدم محاضرة في أحد النوادي عن التاريخ الإسلامي، هكذا كان الإبراهيمي يفهم منهج التربية والتعليم!!

ذلك كله والإبراهيمي عرضة لكثير من المضايقات من الفرنسيين، ولذلك كان يتظاهر بالعمل بالتجارة حتى يبعد أنظار الاحتلال عن دروسه وطلابه.

فلما جاءت نذر الحرب العالمية الثانية يقول الإبراهيمي: “اجتمعت بالشيخ ابن باديس في داري بتلمسان، فقررنا ماذا نصنع إذا قامت الحرب، وقررنا من يخلفنا إذا قبض علينا، وقلبنا وجوه الرأي في الاحتمالات كلها، وقدرنا لكل حالة حكمها، وكتبنا بكل ما اتفقنا عليه نسختين”.

وفعلاً فما نشبت الحرب سنة 1940 إلا وصدر القرار بالإقامة الجبرية على ابن باديس ونفي الإبراهيمي إلى الصحراء الجنوبية بقرية آفلو، لأنه رفض أن يلقي أحاديث في الإذاعة لتأييد فرنسا في الحرب، وكان ابن باديس والإبراهيمي قد استبقا الأحداث بتعطيل جرائد الجمعية وجريدة الشهاب الخاصة بابن باديس حتى لا يتعرضا للضغط بتأييد فرنسا، فكان القرار “لتعطيل خير من نشر الأباطيل” في سنة 1939.

وقد كتب ابن باديس للإبراهيمي حين علم بنفيه رسالة قال فيها:

“الأخ الكريم الأستاذ البشير الإبراهيمي – سلمه الله –

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد

فقد بلغني موقفكم الشريف الجليل العادل فأقول لكم: (الآن يا عمر)[1].

فقد صنت العلم والدين، صانك الله وحفظك، وتَرِكَتـَك، وعظَّمتها عظَّم الله قدرك في الدنيا والآخرة، وأعززتهما أعزك الله أمام التاريخ الصادق، وبيضت محُيَـَّاهما بيض الله محياك يوم لقائه، وثبتك على الصراط المستقيم، وجب أن تطالعني برغباتك، والله المستعان.

والسلام من أخيك عبد الحميد بن باديس”.

وبعد أسبوع من نفيه توفي ابن باديس، فانتخبه إخوانه في الجمعية رئيساً للجمعية في غيبته، لكن لأنهم يعلمون مكانته ومنزلته، كما سبق أن انتخبوا ابن باديس رئيساً للجمعية عند تأسيسها في غيبته ودون علمه، فتولى إدارة الجمعية بالمراسلة من منفاه لثلاث سنوات حتى أفرج عنه سنة 1943.

وقد كتب الشيخ العربي التبسي باسم إدارة الجمعية برقية تعزية للإبراهيمي بابن باديس وتنصيبه رئيسا للجمعية قال فيها: “… وإن إخوانك أعضاء الإدارة المجتمعين هنا بقسنطينة، قد أسندوا إليكم رئاسة الجمعية، كما أحلوك محل أخيك الراحل في إدارة الجمعية بقسنطينة، وبتولي الإشراف على ما هو للجمعية، وما أمكنها أن تتوصل إليه، على معنى أنك تحل محله في كل الأعمال العلمية والإدارية التي كان هو متوليها..”، وهذا يدل على مقدار مكانته عند أعضاء الجمعية، ومقدار إخلاص وتفاني بقية الأعضاء واحترامهم لرموزهم وقادتهم.

وفي ذلك المنفى لم ينقطع عن العلم والتعليم بقدر ما سمح له من لقاءات ومراسلات، وقد أنتج فيها بعض الأعمال العلمية والتي لم تنشر مثل: رواية الثلاثة وهي مسرحية شعرية في 881 بيتاً، وملحمة شعرية على وزن الرجز في 36 ألف بيت، ورسالة الضب.

المحطة الثالثة:

 بعد إطلاق سراحه في أوائل سنة 1943، وضع تحت المراقبة الإدارية حتى انتهت الحرب العالمية الثانية، فانتقل الإبراهيمي إلى العاصمة الجزائر ليتولى إدارة الجمعية مباشرة، ورعاية مدارسها الحرة، ومساجدها الحرة التي لا تتبع للاحتلال، والنوادي والصحف.

فعمل على تنشيط إنشاء مدارس للجمعية جديدة، فأنشأ بدعم من الشعب في سنة واحدة 73 مدرسة بتصميم موحد، في رسالة “للأجيال أنها نتاج فكرة واحدة”، وتواصلت المسيرة حتى بلغ عدد المدارس التابعة للجمعية 400 مدرسة فيها مئات الآلاف من الطلبة بنين وبنات، ويعلّم فيها أكثر من ألف ومئتي معلم، حتى بلغت ميزانية مدارس الجمعية لوحدها في سنة 1952 مئة مليون فرنك فرنسي.

ولم يمض على رجوعه من المنفي بضعة سنوات حتى سيق الإبراهيمي للسجن مرة أخرى ضمن 70 ألف جزائري أغلبهم من أتباع الجمعية فضلاً عن 60 ألف قتيل جزائري، قتلتهم فرنسا في ثورة مدبرة لعقاب الشعب الجزائري سنة 1945م، وبقي في السجن قرابة السنة، لقي فيها أهوالاً ومتاعب شديدة، ونقل للمستشفى عدة مرات خلالها.

وخرج من السجن بعزيمة قوية، فأعاد المدارس والاجتماعات والمجلات التابعة للجمعية، وفرعها في باريس، فتولى إدارة مجلة البصائر مع إدارته للجمعية، وكان على طريقة رشيد رضا في مجلة المنار فيقوم بكل أعمال المجلة من كتابة ومراجعة، رغم سفراته المتعددة في داخل الجزائر لمتابعة فروع الجمعية ومدارسها، حتى كان يمر عليه عدة ليال لا ينام فيها!!

وقام بتأسيس (لجنة التعليم العليا) لوضع برنامج التعليم ومتابعة تطبيقه في مدارس الجمعية، فكان نتاج هذه الجهود العظيمة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين أن أصبح هناك عشرات الآلاف من الطلبة الذين أنهوا المرحلة الابتدائية ويطلبون الزيادة في العلم، ولذلك خطت جمعية العلماء في سنة 1948م خطوة رائدة في مجال التربية والتعليم بافتتاح «معهد عبد الحميد بن باديس» للتعليم الثانوي في قسنطينة وذلك اعترافاً بفضل ابن باديس، وكان الطلاب قبل ذلك يوفدون إلى «الزيتونة» بتونس و«القرويين» بفاس، وكانت أولى البعثات العلمية الجزائرية إلى الجامعات في المشرق العربي من خريجي معهد ابن باديس.

وبلغ عدد طلاب المعهد في السنة الأولى أكثر من ألف طالب من مختلف مناطق الجزائر، وكان يتبع المعهد سكن يستوعب 700 طالب، وهو مجهز بالكامل من أسرة ودواليب ومطابخ ومرافق صحية.

وقد تنبه الإبراهيمي لضرورة حماية هذا المعهد من عدوان الاحتلال الفرنسي، فطلب من شيخ جامع الزيتونة الطاهر بن عاشور أن يكون معهد ابن باديس تابعا لجامع الزيتونة، فوافق وكتب لهم خطاباً رسميا بذلك.

والذي تولى التنسيق مع شيخ الزيتونة هي جمعية الطلبة الجزائريين بالزيتونة، والذين هم مبتعثون من جمعية العلماء الجزائريين، وهذا جانب آخر من نشاطات الجمعية واهتمامات الإبراهيمي، والذي كان يرسل الطلبة لإكمال دراستهم ويتابعهم ويحثهم على تكوين هيئات ومؤسسات لهم تحفظهم وتقويهم.

وأيضاً تابع الإبراهيمي مراكز الجمعية وفروعها بفرنسا والتي كانت أول مراكز إسلامية في أوروبا، والتي تعطلت بسبب الحرب العالمية، فأوفدت الجمعية سنة 1947 مراقبها العام الشيخ سعيد صالحي إلى فرنسا “ليدرس الأحوال ويمهد الأمور”، وسرعان ما عاد النشاط وتوسع ولم يقتصر على العمال الجزائريين بل شمل حتى طلبة الكليات بفرنسا من أبناء الجزائر.

واهتمام الإبراهيمي بالجزائر لم يصرفه عن متابعة قضايا المسلمين، ولذلك نجده في سنة 1948م عضواً في جمعية إعانة فلسطين مع قادة الجزائر، فجمعت التبرعات وأوفدت حوالي 100 مجاهد إلى فلسطين، والعديد من البرقيات لنصرة فلسطين للجهات الدولية والعربية، وقام الإبراهيمي بكتابة الكثير من المقالات في القضية الفلسطينية.

ولم تتوقف مكائد الإدارة الفرنسية ضد الجمعية، مما استدعى سفر الإبراهيمي لفرنسا سنة 1950 لبحث قضيتين، قضية رفع يد الحكومة الفرنسية عن القضايا الدينية الإسلامية وحرية التعليم العربي للجزائريين، لأن فرنسا ترفع راية العلمانية، ومع ذلك فالصلاة والحج والإفتاء والوقف كله يخضع لفرنسا!!

ولبحث قضية حق الجزائريين في فرنسا بتعلم دينهم ولغتهم في فروع الجمعية بفرنسا، والتي سبق أن تأسست في عهد ابن باديس سنة 1936 حين زار فرنسا بصحبة الإبراهيمي، وكانت له لقاءات بالجالية الجزائرية ومحاضرات.

وقد زار الإبراهيمي فرنسا مرة ثانية سنة 1952 لحضور اجتماع الدورة السادسة للجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة، واللقاء بالوفود المشاركة، ولذلك استضاف الوفود العربية وشرح لهم مأساة الجزائر على مأدبة عشاء في فرع الجمعية بباريس.

ومن عناية الإبراهيمي بفرع الجمعية بباريس أنه رشح الشيخ الربيع بوشامة للسفر لباريس وتولي العمل هناك قبل سفره للمشرق، لأن الربيع سبق له العمل في فرع باريس من قبل ولأهمية دور مكتب باريس.

ولأن الإبراهيمي رجل استراتيجي من الطراز الرفيع فقد تنبه لضرورة البحث عن مستقبل جهود جمعية العلماء الجزائريين، كي يحافظ على مئات المدارس الموجودة والتي تضم آلاف الطلبة والذين يحتاجون إلى نفقات كبيرة لا يمكن للجزائريين وحدهم توفيرها، كما أن الطلبة الذين لم تشملهم مدارس الجميعة هم أضعاف مضاعفة، وكان الإبراهيمي يعرف أن الاحتلال ينتظر اللحظة التي تصل فيها الجمعية لمرحلة العجز المالي فيتوقف عملها دون تدخل منه، وبذلك ينهار المشروع الإصلاحي كاملا وتعود الجزائر لمرحلة الضياع.

وقد قدر الإبراهيمي ورفاقه حاجة الجزائر في السنوات الخمس القادمة إلى 150 مدرسة ابتدائية على الأقل في كل سنة ليصل المجموع إلى ألف مدرسة، وثلاثة معاهد ثانوية للذكور ومعهدين، ومعهدين كبيرين للمعلمين ومعهد للمعلمات، أما رجال التعليم العالي فهذه تتكفل بها البعثات.

وتدارس الإبراهيمي ورفاقه في الجمعية وتوصلوا لضرورة طلب العون من الحكومات العربية بالدعم المالي وتقديم المنح للطلبة في بلدانهم، فتقرر سفر الإبراهيمي للمشرق العربي للتعريف بالجزائر ومشكلتها والبحث عن يد العون، فغادر سنة 1952، ومكث ثلاث سنوات في هذا المسعي زار فيها مصر والسعودية والكويت والعراق والأردن وكانت سمعة الرجل قد سبقته، فكان، حيثما حلّ، مثار الإعجاب والاعتزاز ومحل الترحيب والإكرام.

وكانت الحصيلة بضعة عشر ألف جنيه مصري لا تبني مدرسة واحدة، ومائة منحة للطلبة الجزائريين لا تكفيهم منحهم مصاريف الحياة فينفق عليهم الإبراهيمي آلاف الجنيهات كل سنة!!

وخلال سفرته هذه قامت الثورة الجزائرية ولم يستطع الإبراهيمي العودة للجزائر، فاستقر بالقاهرة مشرفاً على مكتب «جمعية العلماء» ساهراً على البعثات العلمية الجزائرية إلى عواصم العالم العربي، وكان منزله بمصر الجديدة ملتقى العلماء والأدباء وقبلة طلبة العلم وأبناء الثورة الجزائرية وقادتها.

وكان الإبراهيمي موضع إجلال واحترام لسعة علمه وجهاده الكبير، فتوسط حين وقع الخلاف سنة 1954 بين الإخوان المسلمين وجمال عبد الناصر، لكن لم تنجح محاولته؛ وبدأت مرحلة جديدة.

المحطة الرابعة:

 مع قيام الثورة ضد فرنسا بالجزائر في 1/11/1954، أصبحت مهمة الإبراهيمي الكبرى دعم الثورة والتحريض على نصرتها، فكان أول قائد جزائري يحتضن الثورة ويؤيدها، مما كان بمثابة الفتوى الشرعية بالنفير العام والجهاد بالمال والنفس والولد، وكان في طليعة من وقع على ميثاق جبهة تحرير الجزائر، لأن الإبراهيمي كان يعتقد أن الثورة هي النتيجة الطبيعية لجهود جمعية العلماء طيلة ثلاثين سنة بتعليم الشباب وبث المعرفة بينهم، إن مكانة الإبراهيمي في الثورة الجزائرية لا يمكن وصفها إلا بأنه «روح الثورة».

ولقد شهد رئيس الوفد العراقي في لأمم المتحدة د. فاضل الجمالي أن الإبراهيمي قال في كلمة له بمناسبة استقلال ليبيا في عام 1951: «إنّ الجزائر ستقوم قريبا بما يدهشكم من تضحيات وبطولات في سبيل نيل استقلالها، وإبراز شخصيتها العربية الإسلامية»، وذلك أنه كان يتلمس الانفجار الشعبي في أية لحظة.

وشارك الإبراهيمي في تأسيس مكتب المغرب العربي بالقاهرة والذي يضم تونس والمغرب والجزائر للتحرر من قبضة فرنسا، وافتتاح إذاعة صوت الجزائر من الإذاعة المصرية، وقد كان أول صوت يصدر من هذه الإذاعة هو صوت البشير الإبراهيمي مناديًا الثوار: “لا نسمع عنكم أنكم تراجعتم، أو تخاذلتم”، وأصبح الإبراهيمي لسان الثورة في المقابلات الصحفية والإذاعة المصرية والمنتديات والدول التي زارها داعيا لدعم الثورة، فالتقى بالملوك والرؤساء العرب والشعوب والعلماء والمفكرين، وحين زار باكستان لهذا الغرض أصيب بحادث سيارة وكسر عموده الفقري وألزمه الفراش شهوراً، فطلب أن لا ينشر خبر إصابته فتشمت فرنسا بالثورة الجزائرية.

ولدور الجمعية المحوري والهام في الثورة الجزائرية فقد كان أفراد الجمعية هم نواة جيش التحرير الجزائري، وقد أعلنت الجمعية بيانا رسمياً عن دعمها للثورة في مجلتها (البصائر) في عدد 7/1/1956، فقام الاحتلال الفرنسي بحل الجمعية وسحب ترخيصها سنة 1956م.

وقد شارك فرع فرنسا بدعم الثورة من خلال تنظيم الجالية المتواجدة في فرنسا وتأطيرها لصالح الثورة.

وبقي الإبراهيمي في مصر حتى تحقق الاستقلال وعاد للجزائر سنة 1962، وطيلة تلك الفترة بقي الإبراهيمي شعلة حماس للإسلام والعروبة والجزائر، وشارك مع عدد من العلماء والمفكرين بعقد ندوة أسبوعية فكرية وثقافية بعنوان ندوة الأصفياء، وتم تكريمه بمنحه عضوية مجمع اللغة العربية بالقاهرة سنة 1961م، بعد أن كان عضوا مراسلا منذ سنة 1954، وسبق ذلك أن كان عضوا مراسلا لمجمع اللغة العربية بدمشق منذ سنة 1945.

أما العناوين الكبرى التي عمل الإبراهيمي للدفاع عنها فهي: الدين، اللغة، الوطن. واصطدم  من أجل ذلك بالاحتلال والطرق الصوفية المتعاونة معه، والمنبهرين بالغرب من المتفرنسين وغيرهم.

المحطة الخامسة:

 عاد الإبراهيمي إلى بلده الجزائر بعد انتصار الثورة الجزائرية وإعلان الاستقلال، وألقى خطبة أول جمعة تقام في جامع «كتشاوة» في العاصمة وهو المسجد الذي حوله الاحتلال الفرنسي إلى كاتدرائية ضمن سياسته بحرب الإسلام وتنصير الجزائر، حيث  داهمت الجيوش الفرنسية الجامع يوم جمعة وهو غاص بالمصلين، فاحتلته وحوّلته إلى كاتدرائية، فكانت خطبته بمثابة إنهاء للمشروع الفرنسي بتنصير الجزائر، ولكن بقي الصراع على هوية الجزائر ومكان الإسلام فيها بين الجمعية وقادة جبهة التحرير، وللأسف فإن المعلومات عن الخلاف بين الإبراهيمي والجمعية من جهة، وقادة جبهة التحرير من جهة أخرى ليست متوفرة وواضحة.

فعقب انتصار الثورة الجزائرية وقعت في صفوفها خلافات واسعة، لم يحسمها إلا انحياز هواري بومدين رئيس قيادة الأركان لأحمد بن بلة وتنصيبه رئيساً للجزائر، ومن هنا حصلت القطيعة بين الإبراهيمي والجمعية بسبب هوس بن بلة بالفكر الاشتراكي اليساري، فحصلت القطيعة عندما اتهم الابراهيمي أحمد بن بلّة بتغييب الإسلام عن معادلات القرار الجزائري وذكّر بن بلة بدور الإسلام في تحرير الجزائر والجزائريين من ربقة الاستعمار الفرنسي, وبسبب هذا التصادم وضع الإبراهيمي تحت الإقامة الجبرية وقطع عنه الراتب الشهري وبقي كذلك بدون راتب وتحت الإقامة الجبرية إلى وفاته.

فلازم الإبراهيمي بيته، لكن الوفود لم تنقطع عن زيارته، ومع ذلك فقد كتب الإبراهيمي رسالة لقادة الجزائر في سنة 1964 بسبب تفاقم الخلافات فيما بينهم وبسبب الانحراف عن منهج الإسلام الذي عمل في سبيله طيلة عمره، فكتب إليهم يقول:

بسم الله الرحمن الرحيم

كتب الله لي أن أعيش حتى استقلال الجزائر ويومئذ كنت أستطيع أن أواجه المنيّة مرتاح الضمير, إذ تراءى لي أني سلمت مشعل الجهاد في سبيل الدفاع عن الإسلام الحق والنهوض باللغة- ذلك الجهاد الذي كنت أعيش من أجله – إلى الذين أخذوا زمام الحكم في الوطن ولذلك قررت أن ألتزم الصمت.

غير أني أشعر أمام خطورة الساعة وفي هذا اليوم الذي يصادف الذكرى الرابعة والعشرين لوفاة الشيخ عبد الحميد بن باديس – رحمه الله – أنّه يجب عليّ أن أقطع الصمت, إن وطننا يتدحرج نحو حرب أهلية طاحنة ويتخبط في أزمة روحية لا نظير لها ويواجه مشاكل اقتصادية عسيرة الحل, ولكنّ المسؤولين فيما يبدو لا يدركون أن شعبنا يطمح قبل كل شيئ إلى الوحدة والسلام والرفاهية وأن الأسس النظرية التي يقيمون عليها أعمالهم يجب أن تبعث من صميم جذورنا العربية والإسلامية لا من مذاهب أجنبيّة.

لقد آن للمسؤولين أن يضربوا المثل في النزاهة وألاّ يقيموا وزنا إلاّ للتضحية والكفاءة وأن تكون المصلحة العامة هي أساس الاعتبار عندهم, وقد آن أن يرجع إلى كلمة الأخوة التي أبتذلت –معناها الحق – وأن نعود إلى الشورى التي حرص عليها النبيّ صلىّ الله عليه وسلم, وقد آن أن يحتشد أبناء الجزائر كي يشيّدوا جميعا مدينة تسودها العدالة والحرية, مدينة تقوم على تقوى من الله ورضوان .. إ.هـ

وفاته:

وفي يوم الجمعة من 20 محرّم سنة 1385 هجرية الموافق لـ 21 مايو – أيّار سنة 1965 توفي الإبراهيمي عن ستة وسبعين سنة في الجزائر ودفن في مقبرة «سيدي أمحمد» في جنازة مشهودة.

آثاره:

للإبراهيمي خمسة عشر مؤلفاً في اللغة والأدب والدين ذكرها في ترجمته لنفسه، وفي حفل عضويته بمجمع اللغة العربية بالقاهرة، ولكن أكثرها فُقد.

وقد جمع هو وبعض أحبابه تراثه في أربعة مجلدات، منها كتاب «عيون البصائر» وهو ما جمعه الإبراهيمي من مقالاته الافتتاحية بجريدة «البصائر».

بعض من كلماته:

* كيف يشقى المسلمون وعندهم القرآن الذي أسعد سلفهم؟ أم كيف يتفرقون ويضلون وعندهم الكتاب الذي جمع أولهم على التقوى؟ فلو أنهم اتبعوا القرآن وأقاموا القرآن لما سخر منهم الزمان وأنزلهم منزلة الضعة والهوان. ولكن الأولين آمنوا فأمنوا واتبعوا فارتفعوا، ونحن فقد آمنا إيماناً معلولاً، واتبعنا اتباعاً مدخولاً، وكل يجني عواقب ما زرع.

* تدبر القرآن واتباعه هما فرق ما بين أول الأمة وآخرها وإنه لفرق هائل، فعدم التدبر أفقدنا العلم، وعدم الاتباع أفقدنا العمل. وإننا لاننتعش من هذه الكبوة إلا بالرجوع إلى فهم القرآن واتباعه. ولا نفلح حتى نؤمن ونعمل الصالحات. }فالذين آمنوا به وعزّروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون{.

* أسوأ ما وقع فيه دعاة الثقافة الغربية من عيوب هو الجهل المطبق بحقائق الإسلام، وأن أسوأ ما وقع فيه أنصار الثقافة الإسلامية هو الجهل المطبق بمشاكل العصر ومستلزماته.

* إن الأوطان تجمع الأبدان، وإن اللغات تجمع الألسنة، وإنما الذي يجمع الأرواح ويؤلفها ويصل بين نكرات القلوب فيعرّفها هو الدين، فلا تلتمسوا الوحدة في الآفاق الضيقة ولكن التمسوها في الدين والتمسوها من القرآن تجدوا الأفق أوسع.

* إذا كان الإسلام دينا وسياسة، فجمعية العلماء دينية وسياسية، قضية مقنعة لا تحتاج لسؤال وجواب، وجمعية العلماء ترى أن العالِم الديني إذا لم يكن عالما بالسياسة ولا عاملا بها، فليس بعالم، وإذا تخلى العالم الديني عن السياسة فمن يصرفها و يديرها.

* وإنك لتسمع بعض الألسنة التي تترجم عن قلوب جاهلة أو مريضة تردد هذا السؤال: ما معنى مشاركة العلماء في مؤتمر سياسي؟ كأنهم يريدون تخويفنا بهذا الغول الموهوم “غول السياسة” وتفويت الفرصة علينا بمثل هذه الترهات، وكم أضاعت هذه الترهات على الغافلين من فرص؟

* إنَّنا نجتمع مع الوهابيين في الطريق الجامعة من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونُنكر عليهم غلوَّهم في الحقِّ، كما أنكرنا عليكم غلوَّكم في الباطل، فقعوا أو طيروا، فما ذلك بضائرنا، وما هو بنافعكم.

أعلام الإسلام

الصين – تركستان الشرقية : صوت تركستان الشرقية الحر .. عبد القادر يبتشان

Published

on

الصين – تركستان الشرقية | أحوال المسلمين

ولد عبد القادر يبتشان  بتاريخ 10 أكتوبر 1958 في بلدة يبتشان التابعة لمحافظة كاشغر ضمن قسم تركستان الشرقية، من عائلة تعتمد على الفلاحة و تربية المواشي.

بدأ عبد القادر الدراسة في سنة 1966، و كان من الأوائل في صفه، و ما إن بلغ 15 سنة حتى اعتقلته السلطات الصينية بدعوى تنظيم مجموعة من تلاميذ الثانوية و انشاء عصبة، و كان ذلك بتاريخ 8 نونبر 1973، ليتم بعد ذلك تقديمه للمحكمة و الحكم عليه بقضاء 10 سنوات من الأعمال الشاقة، ليتم لاحقا ارساله الى مخيم العمل.

بعد وفاة الدكتاتور الشيوعي ماو زيدونغ (Mao Zedong)، تم تخفيف الحكم على عبد القادر و أطلق سراحه في 8 أكتوبر 1979، و بذلك قضى 6 في المعتقل.

خلال إقامته في السجن تعرف عبد القادر على الشيخ العالم عبد الحكيم محسوم، المشهور في تركستان الشرقية بسعة حفظه و اتقانه للأمور الدينية، و بدأ في تحصيل العلم منه بطرق سرية.

بعد مغادرته السجن، قصد عبد القادر مقر مدرسة الشيخ عبد الحكيم محسوم في بلدة كاجالك التابعة لمحافظة كاشغر في سبيل إتمام طلب العلم و أصبح لاحقا مهتما بالدعوة و الإرشاد.

في الخامس من أبريل/نيسان 1990 قام القائد المجاهد زيدين يوسف بانتفاضة ضد الظلم الصيني في بلدة بارين التابعة لمحافظة أرتوج الملاصقة لمحافظة كاشغر، و على إثر ذلك قام القوات الجوية و البرية الصينية بمحو المدينة من الخريطة.

في خضم ذلك، أرسل القائد عبد القادر يبتشان الى مكتب كاشغر رسالة من 8 مواد، يطلب فيها السلطات الصينية الإلتزام بها و هي :

1- التوقف عن “تحديد النسل” في تركستان الشرقية

2- البدأ في إيذاع دروس إسلامية في التلفاز

3- تحرير جريدة في سنجان تخاطب المسلمين و تعرف بهم

4- إنشاء معاهد لتدريس الأئمة

5- تخصيص صفحة من جريدة سنجان للحديث عن الأمور الدينية

6- تخصيص ساعة كل أسبوع في المدارس لتعليم الأطفال أمور دينهم

7- حذف الماركسية من المناهج الدراسية للطلبة المقيمين في تركستان الشرقية

8- حذف القوانين التي تواجه الدعاة و ناشري الإسلام.

بعد اجهاض الإنتفاضة، ادعت السلطات الصينية أن لعبد القادر علاقة بالمجاهد يوسف، و حكمت عليه بالسجن 3 سنوات، و تم إطلاق سراحه في سنة 1993، غير أنه لم ينعم بالحرية مدة حتى أعيد سجنه بتهمة المشاركة في جنازة العالم عبد الحكيم محسوم بتاريخ 19 يونيو 1993.

بعد خروجه من السجن في 25 يناير 1996، و في إطار القيام بواجبه الديني، قصد مكة للحج، و في نفس الرحلة بدأت هجرته و تغربه عن بلده.

بعد قضائه فريضة الحج، زار القائد عبد القادر مدن آسيا الوسطى ذي العرق التركي، و هي كل من قرغيزستان، كازاخستان و أوزبكستان، و مع ارتفاع التأثير الصيني على تلك البلدان، هاجر عبد القادر الى باكستان.

خلال إقامته في باكستان، أنشئ عبد القادر “الحزب الإسلامي لشرقي تركستان” و واصل الدفاع عن حقوق المسلمين الأويغور و التعريف بمحنتهم، و بقي هناك الى غاية أواخر سنة 2002.

بعد هجمات الـ 11 سبتمبر/أيلول بدأت كثافة الصينيين في باكستان ترتفع، عندها قرر عبد القادر الهجرة الى تركيا، باعتبارها ديار الإسلام و الأتراك، و أنها بر الأمان، و منذئذ لازال مقيما فيها.

يشهد للقائد التركستاني عبد القادر درايته العميقة في الدين، و حرصه على العمل به، و تعليمه للمسلمين.

بعد قدومه الى تركيا، و تعرفه على حقوقه التي يكفلها له القانون التركي، قام القائد عبد القادر باستعمال كافة حقوقه للدفاع عن المسلمين المضطهدين في تركستان الشرقية، وذلك بتقديم طلب لجوء في تركيا الى الأمم المتحدة، و الذي سرعان ما تم قبوله باشرت السلطات الصينية في بث العديد من الإفتراءات على عبد القادر في سبيل الضغط على الأمم المتحدة لترحيله الى الصين، لكن مكتب الهجرة أعلن أن كل هذه الاداعات زائفة و عارية من الصحة، و بذلك لم تبطل الأمم المتحدة حق اللجوء على القائد عبد القادر.

قام عبد القادر بانشاء مجموعة من المشاريع الاقتصادية و الدورات الدينية و قناة إعلامية في سبيل نصرة الأويغور المسلمين و كشف الهم عليهم.

و في سبيل ذلك، أنشئ عبد القادر مع شراكة العديد من الزعماء، مؤسسة إعلامية تدعى “إعلام الأويغور”، دشنت كلا من نسختي الموقع الإلكتروني و قناة فضائية “إستقلال TV” تحرص على البث باللغتين الأويغورية و التركية، و على التعريف معاناة المسلمين في تركستان، بالإضافة للمجازر و الجرائم التي يتعرضون لها.

%d9%82%d9%86%d8%a7%d8%a9-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%82%d9%84%d8%a7%d9%84

و مع استمراره و كفاحه في هذا الطريق أصبح القائد عبد القادر يبتشان مشهورا بين التركستانيين في الخارج و الداخل، و يكنى بـ”صوت تركستان الشرقية الحر”، و أصبح إسمه بالمقابل في مقدمة اللائحة السوداء للسلطات الصينية الى جانب 14 أويغوري آخرين.

و في سبيل تركيعه و دفعه للتنازل على القضية، قامت السلطات الصينية بسجن والدته ذي 70 عاما، و تم تهديده أكثر من مرة، لكن كل هذا لم يمنع القائد عبد القادر يبتشان من التخلي عن القضية.

طالب عبد القادر غير مرة بمراجعة طلب الجنسية التركية، لكن طلبه رفض في كل مرة، مع أن زوجته و ابنته يحملان الجنسية التركية.

في يونيو 2003 قامت الشرطة التركية في منتصف الليل باعتقال عبد القادر و اخضاعه للمراقبة، مما استرعى تدخل المؤسسات و الجمعيات التركستانية للدفاع عنه، الأمر الذي أدى الى إطلاق سراحه صبيحة تلك الليلة.

قبيل الألعاب الأولمبية المنعقدة في بكين سنة 2008، تم اعتقال عبد القادر و اخضاعه للمراقبة مجددا، و لاحقا تم الحكم عليه بقضاء إقامة جبرية في مدينة يوزقاط المحاذية للعاصمة أنقرة.

قضت محكمة غول باشي للصلح و الجزاء ضمن قسم المعلومات التقنية و التواصل، بتاريخ 1 سبتمبر/أيلول 2016، إقفال قناة “إستقلال TV”، و تم مباشرة توقف البث بها.

abdulkadir_yapcan_dogu_turkistan_3-768x499

أما بتاريخ 31 غشت/أغسطس 2016 احتجزت السلطات التركية عبد القادر من إقامته في صفاكوي، و وضعته تحت المراقبة، و في 1 سبتمبر/أيلول تم إطلاق سراحه، ليصدر في نفس اليوم قرار من لدن محكمة بكر كوي باحتجازه و اخضاعه للمراقبة، الأمر الذي أثار حنق و أسف التركستانيين المقيمين في داخل تركيا و خارجها.

و يعتقد التركستانيون أن اعتقال عبد القادر يبتشان قبيل قمة العشرين التي نظمت في مدينة هانجو في الصين، تم بضغط صيني على تركيا، و أن أبعاد هذه الضغوط ضبابية، قد تصل الى درجة تسليم القائد عبد القادر الى السلطات الصينية في سبيل إرضائها.

Continue Reading

أعلام الإسلام

سوريا : سيرة شيخ الإسلام إبن تيمية

Published

on

 ولادته و نسبه

نسبه ومولده

 

هو أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله تقي الدين أبو العباس النميري العامري، ولد في حران يوم الاثنين العاشر من ربيع الأول سنة 661 هـ ،وهي بلدة تقع حاليا في الجزيرة الفراتية بين دجلة والفرات.

 

يرجع نسب اسرته إلى جده الأكبر محمد بن الخضر، ولم يذكر المؤرخون اسم قبيلته بل ينسبونه إلى حران والبعض ينسبه إلى قبيلة نمير، حاله كحال كل القبائل العربية التي أخفت انسابها في تلك المنطقة خوفا من العقاب والتهجير من قبل الشعوبيين اثناء حكم بني العباس الذين كانوا يحقدون على العرب ويضطهدونهم.

وأما سبب شهرة الأسرة بإبن تيمية؛ فهو أن جده محمد بن الخضر حج وله امرأة حامل ومر في طريقه على درب تيماء فرأى هناك جارية طفلة قد خرجت من خبائها فلما رجع إلى حران وجد امرأته قد ولدت بنتا فلما رآها قال: ياتيمية فلقب بذلك. وقيل أن جده محمدا هذا كانت أمه تسمى تيمية، وكانت واعظة فنسب إليها هو وبنوه .

 

نشأته

حياة بن تيمية عصره سجنه جهاده مشايخه تلاميذه

 

نشأ ابن تيمية بين أسرة معروفة بالعلم والصلاح ، كانت لهم الصَّدارة في المسجد الجامع، وكان من أسرته الإمام مَجْد الدين بن عبدالسلام، وولده الإمام الشيخ عبدالحليم والد الإمام أحمد ابن تيمية ، فشرِب العلمَ منذ نعومة أظفاره في حجْر أبيه، فكان للعلم تقديرٌ خاص لديه؛ بسبب إجلال أسرته للعلم، وشهرتها به، فدرس علومَ الشريعة المختلفة منذ صِغَره فختَم القرآن صغيرًا، ثم اشتغل بحِفظ الحديث و دراسة الفِقه والعربية، حتى برع في ذلك، مع ملازمة مجــالس الذِّكْر وسمــاع الأحاديث والآثار.حتى إنَّه تولَّى الدرس بعد موت أبيه وكان عمره اثنتان وعشرون سَنة فكان يناقش ويردّ ويفتي وهو في ريعان الشباب.

ويُذكر أنه حين استولى المغول على بلاد حران وجاروا على أهلها، انتقل ابن تيمة مع والده وأهله إلى دمشق سنة 667 هـ فنشأ فيها وتلقى على أبيه وعلماء عصره العلوم المعروفة في تلك الأيام.. وقدم مع والده إلى دمشق وهو صغير. قرأ الحديث والتفسير واللغة وشرع في التأليف من ذلك الحين. بَعُدَ صيته في تفسير القرآن واستحق الإمامة في العلم والعمل وكان من مذهبه التوفيق بين المعقول والمنقول. يقال عنه أنه كان مقترحا متحمسا للجهاد والحكم الشرعي, وقد كان أيضا شخصا مؤثرا في نمو حركة الإسلام السياسي.

وكانتْ أسرته تسلك في التدليلِ على المسائل العقدية والفقهية مسلكَ الحنابلة ومع أنه نشَأ وتربَّى وتعلَّم على أصول المذهب الحنبلي، فأبوه وجَدُّه – بل أسرته – أعلامُ الحنابلة في دمشق والشام، لكنَّه لم يقتصرْ في دراسته على المذهب الحنبلي؛ بل درس المذاهب الفقهية الأخرى، ثم آل أمره في آخر حياته إلى عدم التقيُّد بمذهب معيَّن، بل كان يُفتي بما يترجَّح له دليلُه.

وكان يذكُر أنَّ اختلاف العلماء رحمةٌ واسعة، فقال: ولهذا كان بعضُ العلماء يقول: إجماعهم حُجَّة قاطعة، واختلافهم رحمة واسعة.

مشايخه

عن شيوخ الذين تلقى على أيديهم العلم يقدرون بأكثر من مائتي شيخ منهم أربع شيخات ..

الإمام ابن عبدالدايم.

الشيخ عفيف الدين عبدالرحمن بن فارس البغدادي.

الشيخ علي الصالحي.

والشيخ محمَّد بن عبدالقوي.

الشيخ محمَّد بن إسماعيل الشيباني.

ويعد أيضا والده شِهاب الدين أبو المحاسن هو أحد شيوخه الذيت تعلم على أيديهم.

ومن الشيخات :

فعمته ست الدار.

والشيخة أمُّ الخير الدمشقية.

والشيخة أمُّ أحمد الحرانية.

والشيخة أم محمَّد المقدسية.

عصره

عاش ابن تيمية في عصر كثرت فيه البدع والضلالات، وسادت كثير من المذاهب الباطلة، واستفحلت الشبهات، وانتشر الجهل والتعصب والتقليد الأعمى، وغزيت بلاد المسلمين من قبل التتار والصليبيين

ومن صور الضلالات في عصره على سبيل المثال :

كثرة البدع والشركيات، خاصةً حول القبور والمشاهد والمزارات المزعومة، والاعتقادات الباطلة في الأحياء والموتى، وأنهم ينفعون ويضرون، ويُدعون من دون الله.

انتشار الفلسفات والإلحاد والجدل.

هيمنة التصوف، والطرق الصوفية الضالة على العامة من الناس، ومن ثَمَّ انتشار المذاهب والآراء الباطنية.

توغل الروافض في أمور المسلمين، ونشرهم للبدع والشركيَّات، وتثبيطهم للناس عن الجهاد، ومساعدتهم للتتار أعداء المسلمين.

عزوفه عن الزواج

لمّا كان ابن تيمية عالما ربانيّاً مجاهداً أخذ على عاتقه عدة أدوار منها الدور الدعوي والإصلاحي، وتربية النشء، ودَوْره الجهادي، فتعرض للحبس والترسيم، وتنقّل من مكان لآخر، واغتراب عن الوطن والأهل، مجاهدًا وداعيًا ومعتقلاً، ومدافعًا عن المسلمين وديارهم.

كل هذه الأمور جعلت ابن تيمية وغيرَه من كبار العلماء مِن صالحي هذه الأمة يعزفون عن الزواج، لا رغبةً عنه ورهبنة ولكنه مسلك شخصي اختاروه لأنفسهم مايزوا فيه ببصيرتهم الخاصَّة بيْن خير الزواج وخير العلم الذي يقومون به، فرجح لديهم خيرُ العلم على خير الزواج لهم، فقدَّموا مطلوبًا على مطلوب، ولم يَدْعُوا أحدًا من الناس إلى الاقتداءِ بهم في هذا المسلَك.

ودليل ذلك أن ابن تيمية رحمه له لهم في مصنَّفاته كلامٌ رصين أبان فيه أحكامَه الشرعية؛ بل وتكلَّم على سائر الموضوعات التي لها علاقةٌ بالزواج، سواء من قريب أو من بعيد، بمعرفةٍ فاحصة، وعِلم غزير كما في مصنفه “فتاوٍ عن النِّكاح” و صفحاته 362 صفحة.

خدمته للإسلام و المسلمين

ابن تيمية

مِن مِحْراب العلم إلى مَيْدان القتال كتاب يهدي وسيف ينصر .. لابن تيمية مواقف مشهودة في مجالات أخرى عديدة ساهم فيها مساهمة قوية في نصرة الإسلام وعزة المسلمين؛ فإن العالِم الربَّاني عابدٌ لله – تعالى – في كـل وقت، وعلى أيِّ حال، فإنْ كان في المسجد فهو المعلِّم الواعظ المرشِد، وإنْ كان على مِنبر فهو الخطيب المصقاع، وإنْ كان في الطريق، فهو ذاكِرٌ لله – عز وجل – آمِرٌ بمعروف أو ناهٍ عن منكر أو ناصح، وإنْ دعا داعي الجهاد كان أوَّلَ الملبِّين، وإنِ التحم الصفَّان كان هو المقاتلَ الصنديد، والمدافعَ المِقْدام الشجاع، وإنْ كان هناك مكانٌ شاغر من أماكن المرابطة، كان السابقَ إليه؛ وكان هذا حالَ الإمام ابن تيمية، فمَع أنه يعلِّم، فهو يقاتل، ولقد كان الإمام ابن تيمية عاكفًا على الدَّرْس والفَحْص، والوعظ والإرشاد، وبيان الدِّين صافيًا نقيًّا، كما نزَل على النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – وكما تلقَّاه السلف الصالح – رضوان الله سبحانه وتعالى عليهم أجمعين.

مع عُكوفه على الدَّرْس، كان متصلاً بالحياة والأحياء، يُقيم الحسبة، ويبلغ ولاة الأمر إن رأى أمرًا يُوجِب تبليغهم، ما كان يشغله درسُه عن شؤون الدِّين العامَّة، والقيام على حِراسته وحمايته مِن المتهجِّمين عليه، وأنه في سبيل حمايته لا يخشَى في الله لومةَ لائم وإنَّ وقوفه في مَيْدان القِتال وشجاعته، قد ضُرِبت بها الأمثال، وهذا مما لا يختلف فيه اثنان، سواء ممَّن عاصروه أو تَرْجموا لـه، فكان ينزل منزلَ الموت عندَ اللِّقاء، ولا يراه المحارِبون إلا بعدَ انتهاء المعركة، وفي أثنائها مَن يراه يرى أسدًا هَصورًا مندفعًا، يصول ويجول، ويقاتل الأعداء طالبًا الشهادةَ، وإنْ رأى من الجنود وَهنًا أو ضعفًا أو جبنًا، شجَّعهم وثبَّت قلوبَهم مِن خلال تلاوته عليهم آياتِ الجهاد، وبما يرونه مِن قتاله وبسالته، وإنَّ تتبُّع كلِّ المعارك والوقائع التي شهِدها الإمام، أو حصْر مواقفه الشُّجاعة، ليست من السهولة بمكان، وبفَرْض حصرها، فجمُعها وسردها يحتاج إلى كتابةٍ مسهبة، ولكن الذي يُمكِنُنا هو الإشارةُ إلى بعض تلك المواقِف، الدالَّة على شجاعته وجرأته مع الأعداء على اختلاف مشاربهم وتنوُّعهم، كما يلي:

1- جهاده وقتاله ضدَّ التتار – وهو الأغلب.

2- جِهاده وقتاله ضدَّ النَّصارَى.

3- جهاده ضد الروافض والمعتدين.

جهاده ضد التتار

 

أمَّا جِهاده ضدَّ التتار، فمعروفٌ ومشهور، فمِن ذلك موقفُه من غازان ملك التتر، حيث ذهب إليه هو ووفدٌ من أعيان دمشق في 699هـ، حيث أغلَظ له القول، وكان ذلك الموقف سببًا في عدم اعتداء ذلك الملِك على دمشق، وكذلك بعدَ رحيل التتار خاف الناس مِن عودتهم مرَّةً أخرى، فاجتمعوا حولَ الأسوار لحِفظ البلاد، وكان الإمام يدور عليهم كلَّ ليلة يُثبِّت قلوبهم ويصبِّرهم، وبعد ذلك في سنة 700هـ لما طارتْ شائعة قدوم التتار مرَّةً ثانية لغزو الشام، وخاف الناس وهَرَب كثيرٌ من الأعيان والأُمراء والعلماء، ولكن الإمام ابن تيمية جلَس في الجامِع يحرِّض الناس على القِتال، وينهاهم عن الفرار، ويحثُّهم على فضْل الإنفاق في سبيل الله.

ولما انتشر خبرعزم المغول على غزو الشام تسامعتِ الأخبار بأنَّ السلطان تراجَع عن الحرْب انتدبه الناس للسفر إلى مصر لملاقاة سلطانها الناصر محمد بن قلاوون فسافر إليه ليحثَّه على الجهاد ويثبِّت قلْبه، ووعْده بنصْر الله – عز وجل – ثم خاطَب السلطان بلهجةٍ غليظة قائلاً لـه: “إنْ كنتم أعرضتم عن الشام وحمايته، أقمْنا سلطانًا يحوطه، ويستغلُّه في زمن الأمْن.
عندما أقنع شبخ الإسلام إبن تيمية السلطانَ بضرورة المواجهة مع التتار واجتمعت الجيوش المصرية والشامية في جنوبي دمشق، برزت وقتها مشكلة فقهية. إذ قال الناس (وبعض الفقهاء) كيف نحارب هؤلاء التتار وهم مسلمون؟، فقال لهم ابن تيمية: هؤلاء من جنس الخوارج الذين خرجوا على عليّ – رضي الله عنه ـ وقال لهم : إن كل طائفة خرجت عن شريعة من شرائع الإسلام الظاهرة المتواترة فإنه ـ يجب قتالها، وإن تكلموا بالشهادتين ـ وقال: لقد شاهدنا عسكرهم (التتار) فرأينا جمهورهم لا يصلي وهم يقاتلون على ملك جنكيزخان ويقدسون تعاليمه، وإذا رأيتموني والمصحف على رأسي في ذلك الجانب (مع التتار) فاقتلوني.

ولقد ظهرتْ شجاعة الإمام ابن تيمية، ولمعَتْ في جهاده في نوبة شَقْحب سنة 702هـ، بتحريضه على القِتال، وبتثبيت السلطان والأمراء والجنود، ووعْده إيَّاهم بالنصر، وكان يقبل على الخليفة تارةً، وعلى السلطان أُخْرى، ويربط جأشهما ويشجعهما، حتى كتَب الله النصر للمسلمين، فارتفعتْ منزلة الشيخ، وعلا قدرُه عند العامَّة والخاصَّة، وعرَفوا فضله، ودوره في إحراز النصْر.

جهاده ضد النصارى

 

وأمَّا جهاده ضدَّ النَّصارى، فقد حكَى تلميذه وصاحبه الحافظ البزَّار عمَّن رأَوا الشيخ وشاهدوه في جهاده ضدَّ النصارى، فقال: “وحدَّثوا أنهم رأَوْا منه في فتْح عكة أمورًا من الشجاعة يُعجَز عن وصفها. قالوا: ولقد كان السببُ في تملُّك المسلمين إيَّاها بفِعْله ومشورته”، وكان ذلك في سَنة 690هـ، وكان عمره أقلَّ من ثلاثين سَنة، واشتهر في تلك المعركة لَمَّا نادى منادي الجهاد، فاستعدَّ المسلمون للقِتال “ونُودِي في دمشق: الغزاة في سبيل الله إلى عكة… وخرجت العامَّة والمتطوِّعة يجرون في العجل حتى الفقهاء والمدرِّسين والصلحاء وخرج الناس من كل صوب.

ومِن جهاده ضدَّهم أنه “لمَّا ظهر السلطان غازان على دمشق المحروسة، جاءه ملِك الكَرَج وبذَل له أموالاً كثيرةً جزيلةً؛ على أن يمكِّنَه من الفتْك بالمسلمين من أهل دمشق، ووصل الخبرُ إلى الشيخ، فقام من فوْره، وشجَّع المسلمين ورغَّبهم في الشهادة، ووعدهم بالنصر والظفر، والأمن وزوال الخوف، فانتُدب منهم رجالٌ مِن وجوههم وكبرائهم وذوي الأحلام منهم، فخرجوا معه إلى حضرةِ السلطان غازان، فلما رآهم السلطان، قال: من هؤلاء؟ فقيل: هم رؤساء دمشق، فأذن لهم، فحَضَروا بيْن يديه، فتقدَّم الشيخ – رضي الله عنه – أولاً، فلمَّا أن رآه، أوقع الله له في قلْبه هيبةً عظيمة، حتى أدناه وأجلسه، وأخذ الشيخ في الكلام معه أولاً في عكس رأيه عن تسليط المخذول ملِك الكَرَج على المسلمين، وضَمِن له أموالاً، وأخبره بحُرْمة دماء المسلمين، وذكَّره ووعَظه، فأجابه إلى ذلك طائعًا، وحُقِنت بسببه دماءُ المسلمين، وحُميت ذراريهم، وصِين حريمُهم، فكان جهاده ضد النصارى مباشرةً بالسيف، كما كان غيرَ مباشر عن طريق دفْع ضررهم، إحباطا لمحاولتهم الفاشلة في الاستيلاء على المسلمين من قِبَل التتار.

جهاده ضد الروافض

 

وأمَّا جهاده ضدَّ الروافض والمعتدين، فمِن ذلك في سنة 704 هـ، حيث إنَّه “لم يزل الشيخ – رحمه الله – قائمًا أتمَّ قيام على قِتال أهل جبل كِسْروان، وكتب إلى أطراف الشام في الحثِّ على قتالهم، وأنها غزاة في سبيل الله، ثم توجَّه هو بمَن معه لغزوهم بالجبل، وبصُحبته ولي الأمر نائب المملكة، وما زال مع وليِّ الأمر في حِصارهم، حتى فتح الله الجبل، وأجلى أهله ونصَره الله عليهم، وأخْمد فِتنتهم، وألْزمهم اتِّباعَ الشريعة المطهَّرة قولاً وعملاً واعتقادًا.

وعن الروافض جاء في مجمع فتاواه : أما إعانتهم لهولاكو ابن ابنه لما جاء إلى خراسان والعراق والشام فهذا أظهر وأشهر من أن يخفى على أحد , فكانوا بالعراق وخراسان من أعظم أنصاره ظاهرا وباطنا , وكان وزير الخليفة ببغداد الذي يقال له ابن العلقمي منهم , فلم يزل يمكر بالخليفة والمسلمين ويسعى في قطع أرزاق عسكر المسلمين وضعفهم وينهى العامة عن قتالهم ويكيد أنواعا من الكيد حتى دخلوا فقتلوا من المسلمين , ما يقال إنه بضعة عشر ألف ألف إنسان , أو أكثر أو أقل , ولم ير في الإسلام ملحمة مثل ملحمة الترك الكفار المسمين بالتتر , وقتلوا الهاشميين وسبوا نساءهم من العباسيين وغير العباسيين , فهل يكون مواليا لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم من يسلط الكفار على قتلهم , وسبيهم وعلى سائر المسلمين.

ومن اهم أقواله في الروافض ما قاله في كتابه “منهاج السّنة : الرافضة , إنما نقابلهم ببعض ما فعلوه بأمة محمد صلى الله عليه وسلم سلفها وخلفها , فإنهم عمدوا إلى خيار أهل الأرض من الأولين والآخرين بعد النبيين والمرسلين , وإلى خيار أمة أخرجت للناس , فجعلوهم شرار الناس , وافتروا عليهم العظائم , وجعلوا حسناتهم سيئات , وجاءوا إلى شر من انتسب إلى الإسلام من أهل الأهواء , وهم الرافضة بأصنافها غاليها وإماميها وزيديها , والله يعلم وكفى بالله عليما ليس في جميع الطوائف المنتسبة إلى الإسلام مع بدعة وضلالة شر منهم , لا أجهل ولا أكذب ولا أظلم ولا أقرب إلى الكفر والفسوق والعصيان وأبعد عن حقائق الإيمان منهم.

تلاميذه

شخصيةً كشخصية الإمام ابن تيمية لا بدَّ وأن يكون لها آثارٌ بارزة؛ لهذا فقد تأثَّر به وبمنهاجه الكثيرُ، ، ، وتتلمذوا على يديه، ونهلوا من مَعِينه ، بحيث أصبح الواحدُ منهم بعد ذلك إمامًا في فنِّه، ومن أهم تلاميذه :

لإمام ابن قيِّم الجوزية، والإمام الذهبي، والإمام ابن كثير، والحافظ البزار، والإمام ابن عبدالهادي ،والشيخ الواسطي، والشيخ ابن الوردي ، والشيخ ابن رشيق، والإمام ابن مُفلِح وغيرهم الكثيرين .

سجنه

سجن بن تيميه

 

لما كان ابن تيمية رحمه الله صادعاً بالحق لا يخشى أحد مدافعاً عن القرآن والسنة، كانت ضريبة ذلك أنه دخل حرب متعدِّدةِ الجبهات مع خُصومَه من المذاهب والطرق، وسلطان زمانه الذي أدْخله سجنَه، حتى مات فيه.

فكانت حياته منظومة مِن المِحن تتابعتْ عليه، حيث إنَّه سُجِن سبع مرَّات : أربع مرات بمصر، بالقاهرة والإسكندرية، وثلاث مرَّات بدمشق، وكانت بداية السجن له حينما بلَغ الثانية والثلاثين من عمره

حيثث بدأ تعرُّضه لأخبئةِ السجون، وبلايا الاعتقال والترسيم عليه؛ “أي: الإقامة الجبرية” خلالَ أربعة وثلاثين عامًا، ابتداءً من عام 693هـ إلى يوم وفاته في سجن القلعة بدمشق، يومَ الاثنين 20 ذي القعدة سنة 728هـ، ولسجناته أسباب متعدِّدة:

أما السجنة الأولى، فكانتْ بدمشق عام 693 هـ لمدة قليلة.

وأمَّا السجنة الثانية، فكانتْ بمصر بسبب مسائلَ في الصِّفات؛ كمسألة العرْش والنزول، حيث عقدوا له محاكمة كان يظن شيخ الإسلام رحمه الله أنها مناظرة، فامتنع عن الإجابة حين علم أن الخصم والحكم واحد، فتم سجنه لمدة سَنَة وسِتَّة شهور مِن رمضان 705هـ – شوال ربيع الأول 707 هـ.

وأما السجنة الثالثة، فكانتْ بمصر بسبب مسألة منْعِه الاستغاثةَ والتوسل بالمخلوقين، وكلامه في ابن عربي الصوفي، وكانت هذه المدة يسيرة، ابتداءً من أول شوال 707 هـ – 18 شوال 707 هـ.

وأمَّا السجنة الرابعة، وكانتْ بمصر، وهي امتدادٌ للثالثة لمدَّة تزيد على شهرين من آخر شوال 707 هـ أول سنة 708 هـ.

وأما السجنة الخامسة، فكانت بمصر، وهي امتدادٌ للرابعة، حيث وقَع الترسيم عليه بالإسكندرية لمدة سبعة شهور وأيام، من غرة ربيع الأول 709 – شوال 709هـ، وكان ذلك بإيعازٍ من بعض المغرِضين.

وأما السجنة السادسة، فكانتْ بدمشق بسبب مسألة الحَلِف بالطلاق، وأنه من الأَيْمان المُكفَّرة، وكانتْ لمدة خمسة شهور وثمانية وعشرين يومًا من 12 رجب 720 هـ – إلى 10 محرم 721 هـ.

وأما السجنة السابعة والأخيرة، فكانت بدمشق بسببِ مسألة الزِّيارة السُّنية والبدعية للمقابرحيث زوّر خصومه كلاماً له حول زيارة القبور، وقالوا بأنه يمنع من زيارة القبور حتى قبر نبينا محمد صلّى الله عليه وسلّم، فكتب نائب السلطنة في دمشق إلى السلطان في مصر بذلك، ونظروا في الفتوى دون سؤال صاحبها عن صحتها ورأيه فيها فصدر الحكم بحقه في شعبان من سنة 726هـ بأن ينقل إلى قلعة دمشق ويعتقل فيها هو وبعض أتباعه ودام سجنه لعامين وثلاثة أشهر وأربعة عشر يومًا، ابتداءً من يوم الاثنين 6 شعبان 726 هـ – إلى ليلةِ وفاته ليلة الاثنين 20 ذي القعدة 728 هـ.

وفاته

مكث شيخ الإسلام في سجنه الأخير الذي كان في(شعبان سنة 726هـ ) حتى مرض بعد أيّاماً يسيرة، ولم يعلم أكثر الناس بمرضه حتى فوجئوا في ليلة الاثنين لعشرين من ذي القعدة من سنة (728هـ) بخبر وفاته بقلعة دمشق التي كان محبوساً فيها حيث ذُكر خبر وفاته مؤذن القلعة على منارة الجامع وتكلم به الحرس على الأبراج فتسامع الناس بذالك واجتمعوا حول القلعة حتى أهل الغوطة والمرج وأذن للناس بالدخول فيها، ثم غُسل فيها وقد اجتمع الناس بالقلعة والطريق إلى جامع دمشق، وصُلي عليه بالقلعة، ثم وضعت جنازته في الجامع والجند يحفظونها من الناس من شدة الزحام، ثم صُلي عليه بعد صلاة الظهر، ثم حملت الجنازة، واشتد الزحام، و أغلق الناس حوانيتهم، ولم يتخلف عن الحضور إلا القليل من الناس، أو من أعجزه الزحام، وصار النعش على الرؤوس تارة يتقدم، وتارة يتأخر، وتارة يقف حتى يمر الناس، وخرج الناس من الجامع من أبوابه كلها وهي شديدة الزحام ،وكانت جنازته عظيمة جدا وأقل ما قيل في عددهم خمسون ألفا والأكثر أنهم يزيدون على خمسمائة ألف . وقال العارفون بالنقل والتاريخ لم يسمع بجنازة بمثل هذا الجمع إلا جنازة الامام احمد بن حنبل الشيباني

وعن رثائه قال الإمام ابنُ فضْل الله العمري : “رثاه جماعاتٌ من الناس بالشام ومصر، والعراق والحجاز، والعرب من آل فضل” بِمَراثٍ كثيرة، نثرًا ونظمًا، وقد قال الإمامُ ابن حجر العسقلاني: “ورَثَاه شهابُ الدين بن فضل الله بقصيدة رائية مليحة… ورثاه زَينُ الدين ابن الوردي بقصيدة لطيفة طائية”

مؤلفاته

مؤلفات بن تيمية

 

لشيخ الإسلام ابن تيمية كتب وؤسائل ومؤلفات لا حصر لها ولكن سنذكر لكم بعض منها :

الاستقامة.

بيان تلبيس الجهمية.

الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح.

درء تعارض العقل والنقل.

الصفدية.

منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية.

النبوات.

الصارم المسلول على شاتم الرسول.

الواسطة بين الحق والخلق.

الجواب الباهر في زوار المقابر.

اقتضاء الصراط المستقيم.

وله من الكتب والرسائل الكثير جداً مما طبع بعضه مستقلاً، وبعضه في مجاميع كبيرة وصغيرة، والكثير منه لا يزال مخطوطاً سواء كان موجوداً أو في عداد المفقود .

أقوال العلماء فيه

اقوال العلماء

 

لَقَدْ أثْنى كِبارُ علماء عصْر الإمام ابن تيمية عليه، وأكثروا من ذلك؛ لِمَا لمسوه من جَمْعه بيْن القول والعمل، وبيْن الإمامة في الدِّين والزهد في الدنيا بزَخارِفها، وبما رأَوْا منه من موافقة للسلف الصالح، وإحيائه لهَدْيهم، وحمْله رايةَ الجهاد في سبيل الله.

فقال عنه الإمام ابن الزملكاني: “مَـاذَا يَقُـولُ الْوَاصِفُونَ لَـهُ وَصِفَـاتُهُ جَلَّتْ عَـنِ الْحَصْـرِ”

قال عنه الإمام الذهبي: “كان آيةً من الذكاء وسُرْعة الإدراك، رأسًا في معرفة الكتاب والسُّنة والاختلاف، بحرًا في النقليَّات، هو في زمانه فريدُ عصْره علمًا وزهدًا، وشجاعةً وسخاءً، وأمرًا بالمعروف ونهيًا عن المنكر، وكثرةَ تصانيف

قال الإمام عَلم الدِّين البِرْزَالي: “كان إمامًا لا يُلحق غبارُه في كل شيء، وبلغ رُتبةَ الاجتهاد، واجتمعت فيه شروطُ المجتهدين”

وقال الإمام ابن الحريري: “إنْ لم يكن ابن تيمية شيخَ الإسلام، فمَن هو؟!”

وقال عنه الإمام ابن حجر العسقلاني : “قرَأ بنفسه ونَسَخ سُنن أبي داود، وحصَّل الأجزاء، ونظر في الرجال والعِلل وتفقَّه وتمهَّر، وتميَّز وتقدَّم، وصنَّف ودرَّس وأفْتى، وفاق الأقران، وصار عجبًا في سُرعة الاستحضار، وقوَّة الجَنان، والتوسُّع في المنقول والمعقول، والاطلاع على مذاهب السَّلَف والخَلَف”

وقال عنه الإمام الشوكاني : “شيْخ الإسلام، إمام الأئمَّة، المجتهد المطلق”
الحافظ البزار: “وأمَّا تواضعه فما رأيتُ ولا سمعتُ بأحد من أهل عصره مثله في ذلك، كان يتواضع للكبير والصغير، والجليل والحقير، والغني والصالح والفقير، وكان يُدني الفقيرَ الصالح، ويكرمه ويؤنسه، ويباسطه بحَديثه المستحلى زِيادةً على مثله مِن الأغنياء، حتى إنه ربما خدَمه بنفسه، وأعانه بحَمْل حاجته؛ جبرًا لقلْبه، وتقربًا بذلك إلى ربِّه، وكان لا يسأم ممن يستفتيه أو يسأله؛ بل يُقبِل عليه ببشاشة وجه، ولِين عَرِيكة، ويقف معه حتى يكونَ هو الذي يفارقه؛ كبيرًا كان أو صغيرًا، رجلاً أو امرأةً، حرًّا أو عبدًا، عالمًا أو عاميًّا، حاضرًا أو باديًا، ولقد بالَغ معي في حال إقامتي بحضرتِه في التواضُع والإكرام، حتى إنه لا يذكرني باسمي؛ بل يُلقِّبني بأحسن الألقاب.

وعن إيثاره رغم فقره قال الحافظ البزار في الأعلام العلية : انه ذات مرة رأى محتاجًا إلى ما يعتمُّ به، فنزع عمامته من غير أن يسألَه الرجل ذلك، فقطعها نِصفين، واعتمَّ بنصفها، ودفع النصف الآخر إلى ذلك الرجل.

من أقواله

من اقوال بن تيمية

 

“المـؤمن مأمورٌ بأن يفعـل المأمور، ويترك المحظور، ويصبر على المقدور”

” إنَّ في الدنيا جَنَّةً مَن لم يدخلها لا يدخُل جَنَّةَ الآخرة”
” ولا أنفع للقلب من التوحيد وإخلاص الدين لله ، ولا أضر عليه من الإشراك “

“ما يَصنع أعدائي بي؟! أنا جَنَّتي وبُسْتاني في صدري، أين رحتُ فهي معي لا تُفارقني؛ إنَّ حبسي خلوة، وقتْلي شهادة، وإخراجي مِن بلدي سياحة”

“لن يخاف الرجلُ غيرَ الله إلا لمرَض في قلبه”
” وبالجملة فالشرك والدعوة إلى غير الله وإقامة معبود غيره أو مطاع متبوع غير الرسول هو أعظم الفساد في الأرض، ولا صلاح لها ولأهلها إلا أن يكون الله وحده هو المعبود والدعوة له لا لغيره والطاعة والاتباع لرسول الله”

“مَن فارق الدليل ضلَّ السبيل، ولا دليل إلا بما جاء به الرسول – صلَّى الله عليه وسلَّم”

“لا تجعل قلْبك للإيرادات والشُّبهات مِثل السفنجة فيتشربها، فلا ينضح إلا بها، ولكن اجعلْه كالزُّجاجة المصمَتة، تمرُّ الشبهات بظاهرها، ولا تستقرُّ فيها، فيراها بصفائه، ويدفعها بصلابته”

“المؤمن تجب موالاته وإن ظلمك واعتدى عليك والكافر تجب معاداته وإن أعطاك وأحسن إليك ; فإن الله سبحانه بعث الرسل وأنزل الكتب ليكون الدين كله لله فيكون الحب لأوليائه والبغض لأعدائه والإكرام لأوليائه والإهانة لأعدائه والثواب لأوليائه والعقاب لأعدائه

وإذا اجتمع في الرجل الواحد خير وشر وفجور وطاعة ومعصية وسنة وبدعة : استحق من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير واستحق من المعادات والعقاب بحسب ما فيه من الشر فيجتمع في الشخص الواحد موجبات الإكرام والإهانة فيجتمع له من هذا وهذا كاللص الفقير تقطع يده لسرقته ويعطى من بيت المال ما يكفيه لحاجته “

الحرب على ابن تيمية حيّاً وميتاً

الحرب على بن تيميه

 

كما حورب ابن تيمية في حياته من أصحاب المناهج الفاسدة ..تحاربه حكومات اليوم، حيث انتشرت في الآونة الأخيرة حملات شنّتها بعض الحكومات العربية والغربية ضد مؤلفات شيخ الاسلام ابن تيمية وجاء ذلك في سياق انخراط الحكومات في الحرب على ما أسموه “الإرهاب”متمثلاً تحديداً في الحرب على “الدولة الإسلامية” التي ترى الحكومات انها تستند في أعمالها على فتاوى ابن تيمية

ففي 8 يونيو 2015 قررت دائرة المطبوعات والنشر الأردنية التحفظ على مؤلفات ابن تيمية، حيث صرّح مصدر مطلع من دائرة المطبوعات والنشر (الجهة المخولة بإجازة دخول الكتب إلى المملكة الأردنية) إن “القرار يقضي فقط بالتحفظ على مؤلفات ابن تيمية، إلى حين صدور قرار نهائي يتضمن المنع أو السماح بدخولها”، و المفارقة أن الكثير من هذه المؤلفات يتم تدريسها في كليات الشريعة بالجامعات الأردنية.

وفي مصر تعرض شيخ الإسلام ابن تيمية إلى حملة ضارية في الإعلام المصري تتهمه فيها بأنه أحد مرجعيّات تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية.

ففي 23 فبراير 2015 قام نائب مستشار مفتي مصر بكتابة مقال بعنوان “ابن تيمية شيخ الإسلام أم شرخ الإسلام” زعم فيه أن من يقرأ فتاوى ابن تيمية يعلم جشداً أنه شرخ في الإسلام وليس شيخاً للإسلام.

وفي25 يونيو للعام الحالي 2015 وزارة الأوقاف المصرية قامت بشن حملة تفتيشية على عدد من مساجد القاهرة، صادرت خلالها كتبًا لشيوخ التيار السلفي، وفي مقدمتها كتب: ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب.

أما في كردستان العراق وبالتحديد في العاشر من مايو لعام 2015 فقد قامت السلطات في وزارتي الأوقاف والثقافة بمنع تداول عدد من الكتب لعشرات المؤلفين بدعوى أنها “تحض على التطرف” واحتلت مؤلفات لابن تيمية رأس القائمة.

وفي 23 أبريل 2015 قامت دار الإفتاء في القرم -التابعة للحكومة الموالية لروسيا- بنشر قائمة من الكتب المحظورة داخل القرم وحثت المواطنين على عدم انتشار تلك الكتب بينهم، أو تواجدها في المنازل ،وكانت القائمة تتضمن أكثر من 75 كتابًا من كتب الإسلام وعلومه وكان من ضمن الكتب المحظورة كتباً لابن تيمية .

وسبقتهم في ذلك الجزائر والسعودية، حيث قامت الحكومة الجزائرية في الرابع من نوفمبر لعام 2011 فيما أسمته (حربها على الوهابية) بمنع إدراج الكتب التي أسمتها (سلفية) في معرض الكتاب منها كتب لابن تيمية والألباني وغيرهم.

أما في السعودية، فقد أصدرت وزارة التربية والتعلي بتاريخ 14 فبراير 2011 قراراً بسحب كتبٍ تحوي “فكراً مخالفاً وتحريضياً” من مكتبات المدارس العامة التابعة لها، ومنعت الوزارة قبول أي إهداءات أو تبرعات بالكتب إلا بموافقة مسبقة.
وفي مداخلة مع قناة “العربية” قال الدكتور محمد الزلفى، عضو مجلس الشورى سابقاً، إن تلك الخطوة متأخرة جداً، وإن الجميع يعلم أن مكتبات المدارس في المملكة موبوءة بكتب تحرض على التشدد والتزمت، لدرجة أن بعض مكتبات المدارس الابتدائية توجد بها كتب فتاوى ابن تيمية وهي فوق مستوى استيعاب التلاميذ، ناهيك عن كتب سيد قطب والإخوان الذين سيطروا على توجيه وسياسة التعليم في السعودية على مدى ثلاثة عقود.

Continue Reading

أعلام الإسلام

داغستان: القائد الداغستاني الذي جمع بين الأدب و السياسة في سبيل نصرة الإسلام و المسلمين علي عدلو

Published

on

محج قلعة – داغستان | أحوال المسلمين

لا تكاد تسأل أحد من الداغستانيين عن شخص شاعر و صحفي و عضو نشط في اتحاد الكتاب الا أجابك على الفور قائلا إنه علي ييف (علي) عدلو ، فهو بذلك شخصية عامة وشهيرة في داغستان، أديب لم يمنعه الأدب من عدم التدخل في الحياة السياسية و التأثير بها في سبيل صحوة المسلمين و الذب عنهم، المفكر الإسلامي الذي اقتحم مدارات السياسة حتى جعلته محط أنظار الحكومات مما أدى لإعتقاله وقضاء حياته وسط ضغط أمني .. من هو ؟  تعريف له ومقتطفات من سيرته العطرة

مولده

  ولد الأديب المسلم علي عدلو في 15 فبراير 1932 بمقاطعة جيداتل، حي شامل ييفسكوغو (المقاطعة السوفياتية أوراد سابقا) داغستان، بدأت تنتشر أشعار علي ييف في المجلات المحلية و الوطنية خلال سنوات ثانويته، أما بعد تخرجه من معهد موسكو للأدب الذي يدعى مكسيم غوركيو، فقد هم بالإشتغال في عدة مؤسسات في داغستان.

حياته المهنية

احدى منشوراته و كتبه في بداية رحلته المهنية

احدى منشوراته و كتبه في بداية رحلته المهنية

اشتهر في أوساط المجتمع الداغستان بالشاعر الأواري (من اللغة الأوارية التي تهم المجتمع الأواري و هو شعب قوقازي يسكن في شمال شرق القوقاز في جمهورية داغستان بروسيا الاتحادية. ويبلغ إجمالي عددهم حوالي المليون نسمة)، و قد ألف في زمن السوفييت أكثر من ثلاثين كتابا في الشعر باللغتين الأوارية و الروسية، و كان إنتماء تلك الكتب الى الشعر الأواري الكلاسيكي، و قد نشرت ترجمات لأشعاره في موسكو وقتئذ، ودٌرست في المناهج الدراسية.

في أواخر الثمانينيات صنف الشاعر علي ييف من أكثر الناشطين في برنامج الإصلاحات الاقتصادية “بيريسترويكا” (يعني إعادة بناء) الذي أطلقه رئيس الإتحاد السوفييتي ميخاييل غورباتشوف، و تم في 1985 انتخاب علي ييف رئيسا لحركة “الجماعة” التي تهتم بالسياسة و الثقافة الإجتماعية الوطنية للشعب الأواري.

في سنة 1992 خرج علي ييف من اتحاد الكتاب الداغستاني برسالة مفتوحة الى رفقائه الأعضاء و إلى العامة، في طريقة لجذب انتباه الشعب الى ما يقع فعلا في داغستان، مميطا الغطاء على إستبداد نومنكلاتورا خروجها ن القانون.
أما في 1994 فقد أصبع علي ييف رئيس المحررين في الصحيفة المستقلة “لواء الإسلام” التي شغلت دور مهم و نشيط في الحياة السياسية للمنطقة، و منذئذ أصبح الشاعر علي ييف يتنقل كثيرا الى الشيشان، و التي أتاحت له إقامة علاقة وطيدة مع القادة الرسميين و الغير الرسميين لإشكيريا.
في اواخر ابريل و أوائل شهر مايو من عام 1999 بادر القائد الميدانى شامل باسييف إلى انشاء علاقات ماراطونية خلصت الى الإجتماع مع قادة داغستان وتم تشكيل اتحاد شعبى الشيشان وداغستان و الاعلان عن جمعية تأسيسية له، تم تنصيب الشيخ المجاهد شامل باسييف رئيسا له و تنصيب الأديب الباحث علي عزلة النائب الأول للرئيس، ويرمي هذا الاتحاد إلى ترسيخ وحدة الشعبين الداغستانى والشيشانى وبقية شعوب القوقاز، وقد شارك فى هذة الجمعية التاسيسية التى عقدت اجتماعاتها فى غروزنى مسؤولون شيشانيون وداغستانيون.

في 7 أغسطس 1999 بدأت الحرب الداغستانية، عندما شن اللواء الإسلامي الدولي بقيادة شامل باساييف وخطاب، هجوم على جمهورية داغستان الروسية لدعم حركة مجلس شورى داغستان التي تدعو للتحرر من احتلال روسيا، و انتهت الحرب بانتصار روسي كبير، وانسحاب اللواء الإسلامي الدولي، و كان من آثار ذلك زج الكثير من المسلمين في لائحة المطلوبين للأنتربول، من بينهم علي عدلو، و زج باسم علي عدلو في قائمة المطلوبين الاتحادية والدولية، وعلى اثر ذلك غادر روسيا لمدة خمس سنوات (1999-2004)، كان لاجئا خلالها في جورجيا، ثم انتقل الى تركيا.

https://www.youtube.com/watch?t=332&v=52H4qCS2lVs

 

قامت السلطات الداغستانية في ذلك الوقت باتخاذ عدة تدابير في سبيل تشويه سمعته و كتم صوته، و من بين تلك التدابير حذف جميع اقتباساته و أشعاره من المناهج بالإضافة الى سحب جميع جتبه من الكتبات و حرقها، بالاضافة الى تدمير جميع سجلاته الصوتيه التي احتفظ بها في المكتبة الإذاعية الجمهورية، و بالموازاة أصدر عدلو عدى كتب في الخارج، من بينها باللغة التركية و الإنجليزية.

عودته الى داغستان و محاكمته

view_adallo (1)

في سنة 2004 الحافلة بالعمليات القتالية بين الحكومة الموالية لروسيا و المجاهدين، و التي كان أهمها اغتيال الرئيس الشيشاني الداعي للاستقلال زليم خان يانداربييف في منفاه بقطر، و اعقبه اغتيال الموالي لروسيا الرئيس الشيشاني أحمد قاديروف (أب الرئيس الشيشاني الحالي رمضان قاديروف) في 9 ماي 2004 خلال مهرجان له في غرونزي، خلال هذه الأحداث حظي علي عدلو بموافقة إدارية من داغستان بالعودة إليها من دون التعرض إليه، و بمساندة عدد كبير من الشعراء و الكتاب الروسيين، و الأعضاء في مجمع القلم الروسي، أمثال أندري فوزنيسنسكي، أندري بيتوف، فاضل اسكندر و آخرون، في حين نادى وزير الداخلية أديلجري محمد تاغيروف مرارا و تكرارا و في العموم الى عدم السماح لعدلو بالعودة الى داغستان، و في أوائل يوليو 2004 عاد علي طواعية الى داغستان، غير أن السلطات اعتقلته حين عودته في داغستان

في أكتوبر 2004 تم تقديم علي عدلو الى المحكمة العليا في داغستان، و حكم عليه بالسجن لثماني سنوات (معلقة)، وقد اتهم بموجب ثلاث مواد من القانون الجنائي، وهي قيامه بالتمرد المسلح، المشاركة في جماعة مسلحة غير مشروعة والحيازة غير المشروعة على الأسلحة.

огрызко

في أوائل أغسطس 2007 نشر الأديب علي عدلو كتاب جديد بعنوان “حوارات مع عدلو” (الكتاب الثاني). و قد التقى علي عدلو كثيرا مع رئيس داغستان موهو علي ييف، حول عدة قضايا، من بينها مراقبة مجهولين لإبنيه الإثنين، و الذي كان يعتبرهم عدلو عملاء للسلطة.
علي عدلو و جريدة العقدة القوقازية
خلال حواره مع جريدة “العقدة القوقازية” بتاريخ 23 ديسمبر 2009، وصف علي جمهورية داغستان أنها تعيش “حرب أهلية شاملة”، لافتا الى أنه “لا ينبغي أن يكون المسؤولون محميون بحواجز ضخمة تفصلهم عن الشعب” و ذلك من اجل تحسين الوضع الاجتماعي والسياسي في المنطقة، و أضاف “يجب أن يكون قانون واحد للجميع، و يجب علينا حقا أن نكافح الرذائل، مع عدم ذكر حسن نواياهم.

و قد حصلت أحوال المسلمين على حواره الكامل و المثير مع جريدة العقدة القوقازية و ستنشر ترجمته الكاملة في الأيام القليلة المقبلة

استهداف و تضييق له و لعائلته

adallo

في ديسمبر 2010، أدلى علي عدلو بتصريح لـ “العقدة القوقازية” معلقا على رسالة الرئيس الروسي السنوية إلى الجمعية الاتحادية، وذكر عدلو أنه فوجئ بأن الرئيس لم يشر الى شمال القوقاز أو يتناول محنتها ضمن رسالته وفي العام نفسه صرح الشاعر علي أن أبناءه تعرضوا لظغوط مهولة من لدن قوات الأمن

وفي يوم 4 يوليو 2010 ألقي القبض على “غامزت” نجل الشاعر الداغستاني علي مع أقارب زوجته، شقيقها “عبد الكريم موف رمضان” في نقطة تفتيش للشرطة الجمهورية بمنطقة جامبيت، و قد جدت المحكمة “غامزت علي ييف” و “عبد الكريم موف رمضان” مذنبين بارتكاب جريمة بموجب الفصل 1 الجزء 19.3 من القانون الإداري، وحكمت المحكمة عليهم بالاعتقال الإداري لمدة خمسة أيام لكل منهما و في ال 10 يوليو 2010، أطلق سراح المحتجزين لاحقا.
في مارس 2012، اشتكى علي عدلو إلى “العقدة القوقازية” من زيارة ضابط شرطة لبيته، و ذكر أن الزيارة و سببها لا يمكن تبريره، و قد كان سبب الزيارة ما ادعاءات ضابط الشرطة ان لديه “بيانا تتهم في الشرطة الشاعر عدلو بأنه كان يعتنق “الوهابية” في عام 1983

وفاته

logo_company_orig_aliev_adallo_magomedovich

أصدرت جريدة “العقدة القوقازية” خبر عن وفاة الشاعر الداغستاني المسلم ” علي عدلو” وذلك يوم 30 أغسطس 2015 عن عمر يناهز 83 عاماً، و قد حضر جنازته الكثير من أحبائه و معجبيه، موارينه الثرى في العاصمة محج قلعة.

Continue Reading

أعلام الإسلام

داغستان: القائد الداغستاني الذي جمع بين الأدب و السياسة في سبيل نصرة الإسلام و المسلمين "علي عدلو"

Published

on

محج قلعة – داغستان | أحوال المسلمين

لا تكاد تسأل أحد من الداغستانيين عن شخص شاعر و صحفي و عضو نشط في اتحاد الكتاب الا أجابك على الفور قائلا إنه علي ييف (علي) عدلو ، فهو بذلك شخصية عامة وشهيرة في داغستان، أديب لم يمنعه الأدب من عدم التدخل في الحياة السياسية و التأثير بها في سبيل صحوة المسلمين و الذب عنهم، المفكر الإسلامي الذي اقتحم مدارات السياسة حتى جعلته محط أنظار الحكومات مما أدى لإعتقاله وقضاء حياته وسط ضغط أمني .. من هو ؟  تعريف له ومقتطفات من سيرته العطرة

مولده

  ولد الأديب المسلم علي عدلو في 15 فبراير 1932 بمقاطعة جيداتل، حي شامل ييفسكوغو (المقاطعة السوفياتية أوراد سابقا) داغستان، بدأت تنتشر أشعار علي ييف في المجلات المحلية و الوطنية خلال سنوات ثانويته، أما بعد تخرجه من معهد موسكو للأدب الذي يدعى مكسيم غوركيو، فقد هم بالإشتغال في عدة مؤسسات في داغستان.

حياته المهنية

احدى منشوراته و كتبه في بداية رحلته المهنية

احدى منشوراته و كتبه في بداية رحلته المهنية

اشتهر في أوساط المجتمع الداغستان بالشاعر الأواري (من اللغة الأوارية التي تهم المجتمع الأواري و هو شعب قوقازي يسكن في شمال شرق القوقاز في جمهورية داغستان بروسيا الاتحادية. ويبلغ إجمالي عددهم حوالي المليون نسمة)، و قد ألف في زمن السوفييت أكثر من ثلاثين كتابا في الشعر باللغتين الأوارية و الروسية، و كان إنتماء تلك الكتب الى الشعر الأواري الكلاسيكي، و قد نشرت ترجمات لأشعاره في موسكو وقتئذ، ودٌرست في المناهج الدراسية.

في أواخر الثمانينيات صنف الشاعر علي ييف من أكثر الناشطين في برنامج الإصلاحات الاقتصادية “بيريسترويكا” (يعني إعادة بناء) الذي أطلقه رئيس الإتحاد السوفييتي ميخاييل غورباتشوف، و تم في 1985 انتخاب علي ييف رئيسا لحركة “الجماعة” التي تهتم بالسياسة و الثقافة الإجتماعية الوطنية للشعب الأواري.

في سنة 1992 خرج علي ييف من اتحاد الكتاب الداغستاني برسالة مفتوحة الى رفقائه الأعضاء و إلى العامة، في طريقة لجذب انتباه الشعب الى ما يقع فعلا في داغستان، مميطا الغطاء على إستبداد نومنكلاتورا خروجها ن القانون.
أما في 1994 فقد أصبع علي ييف رئيس المحررين في الصحيفة المستقلة “لواء الإسلام” التي شغلت دور مهم و نشيط في الحياة السياسية للمنطقة، و منذئذ أصبح الشاعر علي ييف يتنقل كثيرا الى الشيشان، و التي أتاحت له إقامة علاقة وطيدة مع القادة الرسميين و الغير الرسميين لإشكيريا.
في اواخر ابريل و أوائل شهر مايو من عام 1999 بادر القائد الميدانى شامل باسييف إلى انشاء علاقات ماراطونية خلصت الى الإجتماع مع قادة داغستان وتم تشكيل اتحاد شعبى الشيشان وداغستان و الاعلان عن جمعية تأسيسية له، تم تنصيب الشيخ المجاهد شامل باسييف رئيسا له و تنصيب الأديب الباحث علي عزلة النائب الأول للرئيس، ويرمي هذا الاتحاد إلى ترسيخ وحدة الشعبين الداغستانى والشيشانى وبقية شعوب القوقاز، وقد شارك فى هذة الجمعية التاسيسية التى عقدت اجتماعاتها فى غروزنى مسؤولون شيشانيون وداغستانيون.

في 7 أغسطس 1999 بدأت الحرب الداغستانية، عندما شن اللواء الإسلامي الدولي بقيادة شامل باساييف وخطاب، هجوم على جمهورية داغستان الروسية لدعم حركة مجلس شورى داغستان التي تدعو للتحرر من احتلال روسيا، و انتهت الحرب بانتصار روسي كبير، وانسحاب اللواء الإسلامي الدولي، و كان من آثار ذلك زج الكثير من المسلمين في لائحة المطلوبين للأنتربول، من بينهم علي عدلو، و زج باسم علي عدلو في قائمة المطلوبين الاتحادية والدولية، وعلى اثر ذلك غادر روسيا لمدة خمس سنوات (1999-2004)، كان لاجئا خلالها في جورجيا، ثم انتقل الى تركيا.

https://www.youtube.com/watch?t=332&v=52H4qCS2lVs

 

قامت السلطات الداغستانية في ذلك الوقت باتخاذ عدة تدابير في سبيل تشويه سمعته و كتم صوته، و من بين تلك التدابير حذف جميع اقتباساته و أشعاره من المناهج بالإضافة الى سحب جميع جتبه من الكتبات و حرقها، بالاضافة الى تدمير جميع سجلاته الصوتيه التي احتفظ بها في المكتبة الإذاعية الجمهورية، و بالموازاة أصدر عدلو عدى كتب في الخارج، من بينها باللغة التركية و الإنجليزية.

عودته الى داغستان و محاكمته

view_adallo (1)

في سنة 2004 الحافلة بالعمليات القتالية بين الحكومة الموالية لروسيا و المجاهدين، و التي كان أهمها اغتيال الرئيس الشيشاني الداعي للاستقلال زليم خان يانداربييف في منفاه بقطر، و اعقبه اغتيال الموالي لروسيا الرئيس الشيشاني أحمد قاديروف (أب الرئيس الشيشاني الحالي رمضان قاديروف) في 9 ماي 2004 خلال مهرجان له في غرونزي، خلال هذه الأحداث حظي علي عدلو بموافقة إدارية من داغستان بالعودة إليها من دون التعرض إليه، و بمساندة عدد كبير من الشعراء و الكتاب الروسيين، و الأعضاء في مجمع القلم الروسي، أمثال أندري فوزنيسنسكي، أندري بيتوف، فاضل اسكندر و آخرون، في حين نادى وزير الداخلية أديلجري محمد تاغيروف مرارا و تكرارا و في العموم الى عدم السماح لعدلو بالعودة الى داغستان، و في أوائل يوليو 2004 عاد علي طواعية الى داغستان، غير أن السلطات اعتقلته حين عودته في داغستان

في أكتوبر 2004 تم تقديم علي عدلو الى المحكمة العليا في داغستان، و حكم عليه بالسجن لثماني سنوات (معلقة)، وقد اتهم بموجب ثلاث مواد من القانون الجنائي، وهي قيامه بالتمرد المسلح، المشاركة في جماعة مسلحة غير مشروعة والحيازة غير المشروعة على الأسلحة.

огрызко

في أوائل أغسطس 2007 نشر الأديب علي عدلو كتاب جديد بعنوان “حوارات مع عدلو” (الكتاب الثاني). و قد التقى علي عدلو كثيرا مع رئيس داغستان موهو علي ييف، حول عدة قضايا، من بينها مراقبة مجهولين لإبنيه الإثنين، و الذي كان يعتبرهم عدلو عملاء للسلطة.
علي عدلو و جريدة العقدة القوقازية
خلال حواره مع جريدة “العقدة القوقازية” بتاريخ 23 ديسمبر 2009، وصف علي جمهورية داغستان أنها تعيش “حرب أهلية شاملة”، لافتا الى أنه “لا ينبغي أن يكون المسؤولون محميون بحواجز ضخمة تفصلهم عن الشعب” و ذلك من اجل تحسين الوضع الاجتماعي والسياسي في المنطقة، و أضاف “يجب أن يكون قانون واحد للجميع، و يجب علينا حقا أن نكافح الرذائل، مع عدم ذكر حسن نواياهم.

و قد حصلت أحوال المسلمين على حواره الكامل و المثير مع جريدة العقدة القوقازية و ستنشر ترجمته الكاملة في الأيام القليلة المقبلة

استهداف و تضييق له و لعائلته

adallo

في ديسمبر 2010، أدلى علي عدلو بتصريح لـ “العقدة القوقازية” معلقا على رسالة الرئيس الروسي السنوية إلى الجمعية الاتحادية، وذكر عدلو أنه فوجئ بأن الرئيس لم يشر الى شمال القوقاز أو يتناول محنتها ضمن رسالته وفي العام نفسه صرح الشاعر علي أن أبناءه تعرضوا لظغوط مهولة من لدن قوات الأمن

وفي يوم 4 يوليو 2010 ألقي القبض على “غامزت” نجل الشاعر الداغستاني علي مع أقارب زوجته، شقيقها “عبد الكريم موف رمضان” في نقطة تفتيش للشرطة الجمهورية بمنطقة جامبيت، و قد جدت المحكمة “غامزت علي ييف” و “عبد الكريم موف رمضان” مذنبين بارتكاب جريمة بموجب الفصل 1 الجزء 19.3 من القانون الإداري، وحكمت المحكمة عليهم بالاعتقال الإداري لمدة خمسة أيام لكل منهما و في ال 10 يوليو 2010، أطلق سراح المحتجزين لاحقا.
في مارس 2012، اشتكى علي عدلو إلى “العقدة القوقازية” من زيارة ضابط شرطة لبيته، و ذكر أن الزيارة و سببها لا يمكن تبريره، و قد كان سبب الزيارة ما ادعاءات ضابط الشرطة ان لديه “بيانا تتهم في الشرطة الشاعر عدلو بأنه كان يعتنق “الوهابية” في عام 1983

وفاته

logo_company_orig_aliev_adallo_magomedovich

أصدرت جريدة “العقدة القوقازية” خبر عن وفاة الشاعر الداغستاني المسلم ” علي عدلو” وذلك يوم 30 أغسطس 2015 عن عمر يناهز 83 عاماً، و قد حضر جنازته الكثير من أحبائه و معجبيه، موارينه الثرى في العاصمة محج قلعة.

Continue Reading

أعلام الإسلام

سوريا : من كبار رواد الأدب الإسلامي الكاتب الأديب محمد الحسناوي

Published

on

دون سيرة حياته : زوجته هيفاء علوان، عضو مؤسس في رابطة أدباء الشام

مولده و نشأته

ولد محمد حسناوي في مدينة جسر الشغور وهي مدينة تقع على نهر العاصي وهي مدينة من أعمال محافظة إدلب ، ودرس الابتدائية فيها ، وأكمل دراسته الثانوية في مدينة اللاذقية .

تعليمه

تخرج بالليسانس في كلية الآداب قسم اللغة العربية بجامعة دمشق عام 1961 ، وفي كلية التربية بدبلوم عامة عام 1962 ثم حصل على الماجستير من كلية الأداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية –ببيروت بشهادة الماجستير في موضوع ( الفاصلة في القرآن ) ، وسجل لنيل الدكتوراة في معهد الآداب الشرقية ببيروت عام (1973 ) بعنوان ( السورة في القرآن ) ، ولكن قدر الله لم يمكنه من متابعة هذا الأمرإذ حالت ظروف قاهرة دون استكمال هذا الشوط – وإن كان بعلمه وسعة اطلاعه يوازي أو يفوق بعض الحاصلين على الدكتوراة .

عمله و حياته الأدبية

درّس في أكثر من مدينة ، في عفرين لبعض الوقت، وفي حلب وثانوياتها عبد الرحمن الكواكبي طوال ثمانية عشر عاماً إلى أن اضطر أن يغادر سوريا حيث كانت البيئة السياسية في سورية تتلوى على الجمر.

بدأ حياته الأدبية بنظم الشعر وصدر له بعض المجموعات الشعرية ، ثم أضاف إلى ذلك في السبعينات كتابة القصة وانقطع عن كتابة الشعر حوالي عشرة سنوات من 1980- 1990-لانشغاله المكثف بقضايا أمتنا العامة . أما الكتابات النقدية ، فكانت في مراحل كتابة الشعر الخصبة ، وإن لم ينقطع عنها في المراحل كلها لاسيما المراحل الأخيرة .

في مراحل حياته الأدبية الأولى تابع الحركة الأدبية المحلية والعربية ، وكتب في المجلات الأدبية والإسلامية المعروفة مثل (مجلة الآداب ، والأديب والفكر) اللبنانية ومجلة ( حضارة الإسلام والمعرفة ومجلة مجمع اللغة العربية) الدمشقية و( مجلة البعث الإسلامي) الهندية ومجلة (المشكاة) المغربية ومجلة ( الفكر) التونسية وغيرها .

كان وما يزال يتطلع إلى التجديد في الشكل والمضمون ، من خلال إفادته من تراث أمتنا العظيم ومن معطيات الآداب الغربية والشرقية .

ومن ذلك اهتمامه بحركة الشعر الحديث ( شعر التفعيلة ) ومؤسسه الأديب الرائد الكبير علي أحمد باكثير .

اهتمّ – رحمه الله- بالدراسات القرآنية من خلال كتابه الفاصلة وكتابه الذي كتبه في السنة الأخيرة من حياته العامرة ( دراسة جمالية بيانية في أربع سور ) .

في دراسته للفاصلة في القرآن –وهي كلمة آخر الآية كقافية الشعر وسجعة النثر – اكتشف آثاراً مهمة للموسيقى القرآنية على شعر الموشحات والشعر الحديث من خلال الأديب باكثير . وقد أجرى الأديب رشيد العويد مقابلة معه –رحمه الله – في جريدة الرأي العام الكويتية عام 1978 تحت عنوان في حوار مع الشاعر محمد الحسناوي ( ظاهرة الشاعر الناقد ليست بدعا في أدبنا ) ومما قال في هذه المقابلة رحمه الله ( معظم آرائي في الشعر والنقد مشابهة لآراء الشاعرة نازك الملائكة. )

ولما سأله الأستاذ رشيد العويد عن “سبب اتجاهه إلى النقد الأدبي الذي تجلى في كتاب الفاصلة” أجاب :

(في الحقيقة هناك أكثر من سبب ، لعل في مقدمتها التحدي الكبير الذي يواجهه الشاعر المعاصر لاسيما الشاعر المسلم، فهناك الحاجة إلى إبداع شكل فني متميز في هوية الشعر العربي الإسلامي ، وهناك الحاجة إلى تعميق البعد الإسلامي لاستيعاب الالتزام الإسلامي ونظرته إلى الإنسان والكون والحياة) .

وقد نُشِر في مجلة البيان العدد0 (209) عام 2005 مقال للأديب عباس المناصرة بعنوان ( الخطاب الأدبي في القرآن الكريم والسؤال الغائب)كتب الأديب الأستاذ عباس المناصرة في هذا المقال :

(ولا يسعني في هذا المجال إلا أن أذكر بجهد رائد ، قدمه لنا الناقد الإسلامي الكبير محمد الحسناوي في كتابه الرائع ( الفاصلة في القرآن ) حيث كشف أمورا كثيرة تخص تطور الشعر والنثر وكيف تغلغل التأثير القرآني في أساليب الأدباء ،كما ناقش فرضيات كثيرة حول تطور الشعر الحديث والموشحات وربط ذلك بتاثير لغة النبأ العظيم عليها. لذلك نحن بحاجة إلى استمرار جهد الحسناوي وجهد غيره في هذا المجال لاستخراج نظريتنا الأدبية من داخل مرجعيتنا وذاتنا الحضارية المستقلة عن حضارة العقل الشرقي( الصوفي) وحضارة العقل الغربي ( الفلسفي) . انتهى

قدم شاعرنا –رحمه الله تعالى – عشرات المحاضرات في رابطة ألأدب الإسلامي العالمية أحدها تحت عنوان (قوانين الجمال في الفاصلة القرآنية ) ففي صحيفة اللواء الأردنية في 5 3 2003 وتحت عنوان ” قوانين الجمال في الفاصلة القرآنية محاضرة للأديب الإسلامي محمد الحسناوي ” والتي قدم لها الأديب نعيم الغول ومما قاله :

وقد قدم لهذه المحاضرة د. عودة أبو عودة وبعد أن عرض السيرة الذاتية للحسناوي تحدث للحاجة إلى فهم القرآن فهما سلوكيا في وقت عجز فيه كثير من الناس عن تطبيقه ، ثم عرض إلى مفهوم الفاصلة في القرآن وقال أي د” عودة أبو عودة أنه بعد قراءته الكتاب ” الفاصلة في القرآن ” علم أن للفاصلة القرآنية أحكاماً وأقساماً أكثر بكثير مما كان يظن ، فقد كنا نظن أن الفاصلة هي الكلمة الأخيرة في الآية وإذا بالأستاذ الحسناوي يقدم تفصيلاً وآراء وتقسيماً للفاصلة القرآنية مرتبط با لدلالة القرآنية والإيقاع ، ويذكر بأن تلاوة القرآن بهذا الوعي لتقسيم دلالاته يمكن أن تؤدي لقراءة دلالات جديدة لم تحظَ بالانتباه من قبل .وذكر الدكتور عودة بأن المرحوم الحسناوي عرض لدراسات قديمة وحديثة مثل دراسة عبد الكريم الخطيب وسيد قطب ومصطفى صادق الرافعي .

ثم تكلم د. كمال رشيد – رحمه الله – ومما قال إن مسألة الترادف في القرآن لايستقيم في وضع مفردة مرادفة بدل مفردة في القرآن الكريم لأن الكلمات فيه تأتي منسجمة من حيث المعنى والصوت .

مما ذكره د. مأمون جرار تعليقا على هذه المحاضرة وقال إنه عرض إلى مصطلح جديد يراوده وهو هندسة النص القرآني مثل الوقوف على بدايات ونهايات الآيات وهذا يعني الربط بين الآية والآية والسورة والسورة وقال إن كل بحث من هذا القبيل هو بحث في وجه من وجوه الإعجاز في القرآن الكريم

وتحت عنوان ” ومضات قرآنية : تطبيقات على موضوعات الفاصلة القرآنية” وفي موقع نبض العربية الألكتروني ، كان فيه تعليق على قصة النبي موسى مع أخيه هارون من كتاب الفاصلة في القرآن وكثيرة هي الشواهد التي استفادت من هذا الكتاب المرجع .

لابد لي من القول بأن واقع الأمة انعكس على مرآة بحر أشعاره ، وقد زغردت أشعاره ونطقت زمرداً وعسجداً في ديوانه الأول” ربيع الوحدة” .

لقد كان متعاطفا مع قضايا أمته وناطقاً بلسان حالها في حس إنساني متدفق ، مشجعا وداعياً إلى الوحدة العربية المنشودة .

استمد –رحمه الله – ثقافته مما قرأه من الأدب العربي القديم ،كان منذ نعومة أظفاره يمتح من معين أدب الأجداد ، فكان يستعير وقد يستأجر الكتب والقصص في مراحل دراسته المتقدمة ، وكان لايُشفى ظمؤه من القراءة والمطالعة .

ومما لمسته منه – أنا زوجته ورفيقة دربه – أنه لايدع دقيقة في حياته إلا وخليله الكتاب بين يديه ، في الطائرة وفي السيارة وعلى الشرفة إلا في الحديقة فهو يدع لنفسه فرصة للتأمل في كتاب الله المفتوح ، وللتخطيط لأعماله حيث الصفاء وخلو البال والمناظر الخلابة التي تُجلى فيها الخواطر وتنساب فيها الإبداعات .

وكان تأثره واضحاً بأدباء العربية، فقد بدأ نظم الشعر في المرحلة الإعدادية

وشارك في الساحة الأدبية المحلية مشاركة واسعة ، وكان له نصيب في المهرجانات وهو حينها في سني الجامعة الأولى .

أسهم في مهرجان عكاظ الأدبي الذي أقيم في دمشق في الستينات وقد فاز بالجائزة الأولى.

وشارك في مهرجانات ومؤتمرات .

المؤتمرات الأدبية :

اشترك بمهرجان الشعر : دورة الشاعرأبي فراس الحمداني-بقصيدة ميزان السماء- عن الصحابي عبد الله بن أم مكتوم 1962 .

اشترك في الملتقى الدولي الأول للفن الاسلامي في جامعة الأمير عبد القادر الجزائري في قسنطينة –الجزائر- ببحث( العواطف البشرية في الأدب والتصور الإسلامي ).

وشارك في عام 1999 بالمؤتمر الثاني لكلية الآداب في جامعة الزرقاء الأهلية –الأردن ببحث عنوانه ( توظيف التراث في الشعر الإسلامي الحديث) وبأكثر من قصيدة .

وبالملتقي الدولي الثالث للأدب الإسلامي دورة محمد مختار السوسي- كلية الآداب والعلوم الإنسانية –أغادير ببحث ( خماسيات عمر بهاء الدين الأميري ) ولم يتم نشره بعد، وشارك أيضا بقصيدة عن الشهيد ( محمد الدرة)عام (2001) .

وكذلك شارك بالملتقى الدولي للأدب الإسلامي في المغرب دورة محمد المختار السوسي في موضوع (النقد التطبيقي بين النص والمنهج) عام (2001) في يناير .

وشارك أيضاً في العام نفسه في مهرجان الإسراء برعاية جامعة الموصل بكلية الحدباء ببحث( تجليات الشكل في القصة الإسلامية الحديثة ) وبقصيدة أيضاً عن الشهيد محمد الدرة .

– وقد قدم بحثاًَ عن الحركة الإصلاحية عند المرحوم الشيخ د. مصطفى السباعي ليقرأ نيابة عنه في ملتقى للأدب الإسلامي في المغرب.

وقد دعته مديرية الثقافة ليشارك في مدينة معان في المملكة الأردنية في أمسية قصصية سنة- 2001-

كتب –رحمه الله – القصيدة والقصة والمسرحية والمقالة والرواية ، وأبدع في شعر التفعيلة والمقالة الأدبية والسياسية ، وقد قدم أوراقاً لتشجيع المبدعين من هواة الأدب الإسلامي والأقلام الواعدة فكتب لهم :

( كيف تكتب مقالاً ؟) و( كيف تكتب رسالة ؟)

وله مقالات قيمة في التحليل السياسي تفرد بها عن معاصروه . وكانت اهتمامته عالمية سياسية داخلية وخارجية تشمل جميع الدول عربية وأجنبية ، واتسمت كتاباته بدقة الحدْس ، وكان بارعاً في تحليل الأحداث .

وكان كثيرا ما يشجع من يجد عندهم الإبداع كما ذكر الأديب د. محمد بسام يوسف في مقالة في تأبينه للمرحوم الحسناوي وكما ذكر ذات الكلام الأستاذ المهندس الطاهر إبراهيم . ولقد ساعد الكثيرين في وضع أفكار وخطط لأطروحاتهم الجامعية وأعمالهم الأدبية . في كل بلد يحل فيه .

نفح المرحوم محمد الحسناوي أطفال المسلمين في آخر سني حياته كثيراً من بوحه ، فقدم لهم أناشيد رائعة لحنت في أشرطة أربعة ، وقصائد أخرى مازالت خبيئة تنتظر الخروج إلى النور ، كما كتب قصصاً للأطفال .ومسرحيات شعرية للأطفال أيضاً تذكرنا بمسرحيات أمير الشعراء أحمد شوقي .كتب قصيدة عن الأسد ، وعن القطة والغزال وعن القرد والدلفين وغيرها .

اهتم بالدراسات القرآنية وكان أولها ( كتاب الفاصلة في القرآن )رسالة ماجستير(1973).

وثانيها (دراسات جمالية في أربع سور)1906-1907 . وكان قرر في آخر أيام حياته أن يصب اهتمامه على الدراسات القرآنية .

وقد برع وأبدع في مجال النقد وله فيه (في الأدب والأدب الإسلامي)1986 و(دراسات في القصة والرواية في بلاد الشام ) والذي علق عليه الأديب الدكتور عبد الباسط بدر في رسالة بعثها للمرحوم قائلاً فيها :

“الأخ الكريم محمد الحسناوي –حفظه الله ورعاه- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وأسأله تعالى أن تكونوا على خير ما نحبه لكم صحة وسعادة ورضوانا من الله أكبر وبعد:فقد تسلمت هديتكم القيمة كتاب ( دراسات في القصة والرواية في بلاد الشام)وقرأت صفحات منه أول ما استلمته ، وأشهد أنه شغلني عما كنت فيه من عمل إلى أن رفعته –مضطرا- إلى خلوة استرقها قريباً من زحمة المشاغل لأنعم بما فيه من علم و ذائقة نقدية عالية وأسلوب رفيع عذب .بارك الله في مواهبك الكثيرة وزادك عطاء وتقبل منك .”

– صدر كتاب ( في الأدب والحضارة ) 1985-

– وصدر له كتاب ” صفحات في الفكر والأدب ” في دار القلم ببيروت . ويضم هذا الكتاب دراسات ومقالات حول التصور الإسلامي للفنون ، وحول العواطف البشرية في القرآن الكريم ، أو في أدب علي أحمد باكثير، ويضم أيضا مراجعات نقدية لثلاثة كتب حول السنن الإلهية في الأمم والجماعات والأفراد ، و حول انهيار الحضارة الغربية ، و الجريمة والعقاب على الطريقة الروسية . وفي الوقت نفسه يكشف النقاب عن حذف فصل مهم من كتاب “السلام العالمي” والإسلام لسيد قطب ويعيد نشره لما ينطوي عليه من أهمية مصيرية .

وله أيضا( دراسات جمالية في أربع سور ) وبمناسبة صدوره أجريت مقابلة في برنامج المرصد الثقافي أجرته الأستاذة سميرة ديوان في إذاعة حياة إف إم بتاريخ 5 8 2006 ومما ذكر في هذه المقابلة

( لم يكن هذا الكتاب المشع كباقي الكتب ، فكان تعاملنا معه ليس بالكم وبالكيف المثيرين للأعجاب والدهشة ، التي تدفع قارئ الكتاب نحو الإغراق والاسترسال والتمعن في كل حرف وكل كلمة في كتاب ماهو إلا شرح لجمال أعظم كتاب في تاريخ الأمم على الإطلاق ، وهو قرآننا العظيم .

وله دراسات كثيرة في الأدب العربي والغربي لم يجمعها كتاب بعد . وله كتب في السيرة الذاتية التي تميز بها عن كثيرين غيره بشهادة العديد من الأدباء منها رواية (خطوات في الليل 1997). وقد نشرت دراسة لها في مجلة المجتمع الكويتية في أربع حلقات تفضَل بدراستها الدكتور محمد حلمي القاعود وكانت بحق دراسة قيمة ورائعة ، وهذه الرواية تركز على أحداث سورية في الثمانينات.

وله مجموعات قصصية لها نكهة خاصة ،إذ تكاد تكون حلقات متتابعة متكاملة زمنياً وفنيا ، ًفالبطل (حامد) وهو المؤلف نفسه تدور حوله أقاصيص “بلد النوابغ” ذات الطابع الاجتماعي ، و”قصص راعفة” ذات الطابع السياسي. وبذلك توطئ القصص القصيرة لتشكيل نوع من الرواية المؤلفة من حلقات قصصية ،وهذا الصنيع يشهد للمرحوم بقصب السبق والابتكار في هذا الميدان .

ومجموعة ( بلد النوابغ ) صدرت في( 1999) نشرت في دار عمار ودار الشهاب ، وهذه المجموعة هي قصص قصيرة وهي في الوقت نفسه شكل من أشكال الرواية الحديثة ، وهي نصوص منفصلة ومتصلة بآن واحد، نصوص مستقلة من جهة ومتكاملة من جهة ثانية. إن شخصية حامد عبد الواحد هي الشخصية الأولى في طفولتها وفتوتها وشبابها وكهولتها تنمو فنياً أحاسيسها ومشاعرها وخبراتها كما تنمو شبكة العلاقات حولها ومعها ، فتتحول التراكمات الكمية إلى نقلة نوعية في آخر المطاف .

تغطي هذه الأقاصيص –الرواية- مساحة أربع وخمسين سنة من حياة المؤلف ، وهي مرآة المجتمع السوري بوجه عام ، ولمسقط رأس المؤلف مدينة جسر الشغور-( بلد النوابغ). وهي بذلك وثيقة أدبية تاريخية لنصف قرن من حياة مجتمع زاخر بالحيوية والمفارقات والتفاعلات المتنوعة والعطاء لايقدر على سبرها بعمق وجمالية إلا أديب متميز . أما إذا كان هذا القاص شاعراً فسوف تزداد الشفافية وتتآلف اللوحات والتصورات ،هكذا يبدو النبض المحلي رؤيا إنسانية عالمية .

وللحسناوي مجموعة ( بين القصر والقلعة ) التي أصدرها في عام(1988) وهي مجموعة قصصية إحداها قصة بين القصر والقلعة والتي سميت المجموعة باسمها، ويربط بين هذه القصص خط واحد وهمّ واحد ، وهذه المجموعة أيضا هي وثيقة أدبية لمرحلة معينة من عمر الأديب الشاعر ، وهذا ما عودنا عليه الأديب الرائع محمد الحسناوي .

أما مجموعة “قصص راعفة ” القصصية فهي قصص قصيرة وفي الوقت نفسه شكل من أشكال الرواية الحديثة كما هي (بلد النوابغ) منفصلة ومتصلة ومتكاملة تنمو كما تنمو شبكة العلاقات والأزمات من حولها ومعها لتتحول التراكمات في النهاية إلى نقلة نوعية .

تغطي هذه الأقاصيص الرواية مساحة ربع قرن من حياة المؤلف وهي مرآة للمجتمع السوري بوجه عام وللنخبة المثقفة بوجه خاص ، وهي بذلك وثيقةأدبية تاريخية للربع الأخير من هذا القرن في بعده السوري ، إنه ربع قرن حافل بالحيوية والمفارقات والتفاعلات المتنوعة العطاء يعكسه أديب شاعر مفكر ، كان فيه شاهدا وضحية ومرآة ورقماً غير مستهلك .

ولعل إحدى هذه المعطيات التي يكشفها هذا العمل الأدبي التاريخي أن المثقف السوري لم يكن غائباً عن مجريات الأحداث الداخلية والخارجية في بلده في يوم من الأيام ، كما يكشف الحقائق بوجهها الإنساني الذي لايقبل التزييف .

سمة أخرى في هذه المجموعة أنها حلقة فنية من سلسلة المؤلف القاص الشاعر مضافة إلى ديوانه في “غيابة الجب”وروايته “خطوات في الليل ”

للتاريخ غير المعلن للمجتمع السوري .

بدأ الشاعر –محمد الحسناوي – نشرقصائده وهو في المرحلة الثانوية ثم الجامعية ،وكتب في العديد من الصحف والمجلات والدوريات، منها مجلة المجتمع الكويتية حضارة الإسلام الدمشقية، وقد أصبح رئيسا للتحرير فيها لفترة .ونشر في مجلة الآداب اللبنانية ومجلة الأحمدية القطرية الدورية والمنار السعودية , والشقائق والدعوة والبيان السعودية ، وفي مجلة آفاق الأردنية التي كانت تصدر من جامعة الزرقاء الأهلية وفي مجلة الفرقان الأردنية ، التي نشرت له الدراسات القرآنية والنصوص الشعرية . ونُشِر له في مجلة أفكار وفي مجلة جذور الدورية دراسة أدبية عن أدب الديارات . ونشر له كثير في مجلة منار الإسلام .

ونشر لمحمد الحسناوي الكثير في مجلة الوعي الإسلامي الكويتية ونشر في كثير من الصحف .

وله بحوث كثيرة متميزة عن المرحوم علي أحمد باكثير ، وعمر بهاء الدين الأميري وعن الأستاذ الشيخ مصطفى السباعي وعن أبي الأعلى المودودي ، وله جهود كبيرة في الدفاع عن الأديب الكبير علي أحمد باكثير .كتب أكثر من مسرحية ومن مسرحياته :

– ” ضجة في مدينة الرقة ” كتبت عام ” 1993″،

– المكيدة “وتصور العهد الجاهلي كتبها عام 2000″

– ” ألا من يشتري سهرا بنوم ” كتبها عام 2000

– “الحنيفية ” أيضا في عام 2000

– “إبراهيم هنانو في جبل الزاوية”1993 .

خصائص أدبه :

إن شعره كان مواراً صخّاباً، يشحذ الهمم ويقوي العزائم ومن أجمل ماكتب في ديوانه (عودة الغائب) ويريد به الإسلام تميزشعره بالجزالة والقوة والسيرورة . وتميز بالنقد البناء

كان من أنصار الفن للحياة ، كان مثل باكثير على غزارة علمه كان يشعر محدثه أنه أعلم منه ، فمنهم من يقدر له ذلك ، ومنهم من يتغافل تواضعه فيدعي علو الباع والتقدم والنجاح .

كان محمد الحسناوي رائداً للأدب الإسلامي في العصر الحديث وقد ذكر الدكتور عبد الباسط بدر في مقدمة كتاب ( دليل مكتبة الأدب الإسلامي في العصر الحديث مايلي :

” لايفوتني في ختام هذا التقديم أن أشير إلى الريادة الكبيرة في هذا الميدان ، ميدان التعريف بمكتبة الأدب الإسلامي ريادة الأديب الناقد الأستاذ محمد الحسناوي ، الذي كان له فضل السبق ، عندما نشرعام 1989ه/ 1969 مقالا عرض فيه أسماء الكتب والبحوث التي نشرت حتى ذلك الوقت ، وقد استفدت من مقاله ذاك ، كما استفدت من إبداعه ومنهجه المتميز من قبل ”

هذه واحدة من الشهادات التي تلقي ضوءا على الحسناوي في مضمار الأدب الإسلامي إبداعاً ونقداً .

لابد من القول بأن أديبنا كان يعبر عن قضايا أمته بصدق وأصالة .

ولا بد أن نذكر تقديم الأديب الكبير عبد الله عيسى السلامة لرواية خطوات في الليل تحت عنوان (أجنحة الفن والواقع في رواية خطوات في الليل لمحمد الحسناوي ) نقتطف منها :

( إن المؤلف بطل هذه الرواية قد يكون مكرهاً في تمثيل دور البطولة على أرض الواقع . أو مكرهاً في صناعة بعض أحداثها على الأرض . . فإذا كان مكرها هناك في واقع الحياة على تمثيل دور البطولة ، أو تمثيل بعض أدوارها كدور السجين أو المنفي عن بلاده، فهل هو مكره حقيقة على تمثيل دور البطل في الرواية المكتوبة ؟

لا نظن بل نظنه اختار هذا الدور عن وعي وقصد ، وبعيد عن كل ضغط وإكراه ، بعيد عن فوهة المسدس وجدران الزنزانة ).

تعالوا نتابع ما قاله الأديب الشاعر القاص عبد الله عيسى السلامة عن الرواية :

( هذه الرواية ميدان خصب مثير لتحليلات أنماط من المحترفين والهواة ولغير هؤلاء وأولئك من القراء . .

كما يفيد المرء منها بطرائق شتى ، القارئ – أي قارئ الذي لم يقيد مزاجه بنموذج معين من نماذج الرواية . . القارئ الباحث عن المعرفة الممزوجة بمتعة فنية قصصية ، معرفة ما جرى ويجري . . معرفة بعض مسارات الحركة والفكر لشرائح من الدعاة ، على مستوى الفرد والمجموعة . . معرفة مايجري في الأقبية والسجون لرجال الفكر معرفة طعم البعد عن الأهل والوطن . . ثم معرفة أحلام الداعية ، أحلام اليقظة وأحلام النوم . . ومعرفة أنماط من الصراعات والمفارقات والموافقات بين أنواع من الشرائح الاجتماعية والسياسية . ومعرفة كيف يفكر ابن الخمسين الإنسان والرجل والولد والداعية والمفكر والأديب والمنفي والسجين . ثم معرفة أسلوب جديد من أساليب الكتابة الروائية ) .

كان الحسناوي من أنصار نظرية الفن للحياة ، وكان الحسناوي مثل باكثير على غزارة علمه كان يشعر محدثه أنه أعلم منه

ومن الذين أثنوا عن المرحوم محمد الحسناوي بعد وفاته الأديب فاروق صالح باسلامة من المملكة العربية السعودية الذي نشر في جريدة ( البلاد ) السعودية مقالاً اقتطف منه :

( والحسناوي في هذه السبيل يذكرني برعيل الأدب الإسلامي الراحلين مثل الأستاذ علي باكثير وأمين يوسف غراب وعبد الحميد جودة السحار الذين ينتجون أكثر مما يتكلمون وهذا ديدن المؤمنين العاملين والفضلاء الجيدين )

وسرني أن قرأت للأديب الشاعر (يحي حاج يحيى ) مقالاً عن الفقيد الأديب محمد الحسناوي وشعر الأطفال، وقد سررت كثيرا لهذا الطرح

لكونه أول أديب تنبه لهذا اللون من الأدب الذي برز فيه الفقيد- رحمه الله – هذا اللون من الأدب الذي قد يكون قد خفي على الأدباء وهو أول من كتب عن أدب الأطفال عند محمد الحسناوي فجزاه الله كل خير ، والسبب بيّن وهو تأخر نشر ديواني الأطفال ( العصافير والأشجار تغرد مع الأطفال )

والديوان الثاني ( هيا نغني ياأطفال ) تسع سنوات تقريباً . وعدم إلمام الأدباء بالأشرط التي أنشدت لأحبائنا الأطفال .

وقد نشر كثيرا من قصائد الأطفال في مجلة الشقائق السعودية وكذلك الفرقان الأردنية وفي بعض المواقع الالكترونية .

لقد أتحفنا – رحمه الله – بنظريات ضمّنها كتابه الفاصلة في القرآن ، هذا الكتاب المرجع في الدراسات القرآنية والذي كان ثمرة معاناة عاشها الباحث في فكره ووجدانه إلى أن أتيح له هذا البحث الأكاديمي ، وخير ما نستضيء به ماكتبه الدكتور العلامة ( صبحي الصالح –رحمه الله -) في مقدمته لكتاب الفاصلة في القرآن الكريم للمرحوم ( محمد الحسناوي )

( قيل إن الناقد فنان في الأصل ، فإذا كان الناقد الأدبي شاعرا موهوباً بالفعل أوفى على الغاية . ذلك ماخطر لي وأنا أشرع القلم لتقديم هذا البحث الجاد وهذا البحث ثمرة معاناة عاشها الباحث في فكره ووجدانه إلى أن أتيح لها هذا المسار الأكاديمي الطريف . فصارت معلماً من معالم حركة الأحياء المعاصرة في عالمنا الواعد بالكثير .

وأهمية هذا البحث لا تتأتى من مؤهلات صاحبه الخصبة ، بقدر ما تتصل أسبابه بقضايانا الكبرى في الثقافة والحياة : من دين وفن ، فهو ينطلق من قمة التراث

( القرآن الكريم ) وينتهي إلى معاركنا النقدية الجديدة مروراً بالنقد القديم وبفنوننا الأدبية التليدة كالشعر والسجع والموشحات .

منذ زمن بعيد سئمت حياتنا –بله الأدب والنقد – أساليب الوعظ والخطابة ، وقد آن الأوان لتأخذ الانجازات العلمية المعافاة مواقعها الجديرة بها .

وما أحرى هذا البحث وصاحبه أن يحلهما الدارسون محلهما اللائق .

إخالني لم أسرف في الثناء على البحث وصاحبه ، وإن كانا غرساًُ من غراسي التي أعتز بها ، وأحتسب أجرها عند الله .

وإخالني أكون منصفاً إذا جعلت البحث شاهدا على ما أقول ، أما صاحبه فقد أخرجت له المطبعة العربية دواوين شعرية ودراسات في المجلات والدوريات المعروفة ) .

وقد ورد في ترجمة لمعجم من معاجم الأدباء عن المرحوم مايلي : ” كان لجمال مرابع طفولته أثر كبير في لغته الشعرية والنثرية ، ولاشك أن الشعر له حس مرهف لذا فمن طبيعته أن يحب الطبيعة والجمال ويمكن أن نطلق عليه شاعر الطبيعة والجمال .وقد تجلت هذه السمة في ديوان شعره الذي نظمه للأطفال ( العصافير والأشجار تغرد مع الأطفال ) الذي سينشر بعون الله ، وجاءت في مفردات الطبيعة في ديوانه “عودة الغائب ” ويضم أربع عشرة قصيدة من الشعر العمودي تجسيدا للأفكار المجردة وكتب مقدمة له بلغت عشرين صفحة بعنوان “في الشعر والشعر الإسلامي عبر فيها عن معاناة الإنسان المعذب المقهور الجسمية والنفسية من خلال تجربته في ديوان ( في غيابة الجب المنشور (1968) تجربة عبر عن معاناتها بديوان كامل ( شعر حديث ) واضطر حينها لنشر الديوان باسم مستعار ( محمد بهار ) ويضم إحدى وثلاثين قصيدة من شعر التفعيلة ويتكون من قسمين : الأول في السجن والثاني بعد الإفراج .أما روايته (خطوات في الليل ) 1994 فتجربة من الرعب ، وأصدر ديوان (ربيع الوحدة) -1958- وملحمة النور -1974- ”

صدر للفقيد بعد وفاته –رحمه الله- مجموعة قصص ومسرحيات ( بطل في جبل الزاوية ).

كتب رحمه الله في التاريخ (ذكرياتي عن السباعي )

وبالاشتراك مع الاستاذ عبد الله الطنطاوي ( في الدراسة الأدبية )

-و بالاشتراك مع آخرين أصوات –مجموعة قصصية-

ومع آخرين كتب -عالم المرأة –

كذلك كتب مع آخرين مجموعة (خط اللقاء )

ومع الدكتور عماد الدين خليل ( مشكلة القدر والحرية )

وكتب للأطفال (هيا نغني يا أطفال ) ديوان شعر . لم ينشر

و( العصافير والأشجار تغرد مع الأطفال ) لم ينشر .

له من الأعمال المخطوطة :

رسائل وأغان : ديوان شعر .

قصص راعفة : مجموعة قصصية–

كتاب عن الشيخ مصطفى السباعي .

جوائز المسابقات الأدبية :

– فاز بالجائزة الأولى لمهرجان عكاظ الجامعي .1960 .

– الجائزة الثانية في أدب الأطفال من رابطة الأدب الإسلامي عن ديوان ( العصافير والأشجار تغني مع الأطفال) عام 1999 .

-الجائزة الأولى في القصة الإسلامية من مهرجان الإسراء في الموصل

عام -2001-

شارك في الحفل الختامي لجمعية المركز الإسلامي لليتيم وشارك في تحكيم القصة القصيرة في هذا المهرجان سنة 2003- وكذلك سنة 2004 .

وقد كتب عنه كثيرون :

شعراء الدعوة الإسلامية ( أحمدالجدع وحسني أدهم جرار) ج4.

دواوين الشعر الإسلامي –أحمد الجدع .

شعراء وأدباء على المنهج الإسلامي – د. محمد عادل الهاشمي ج2

محاولات جديدة في النقد الإسلامي – د عماد الدين خليل

في الأدب الإسلامي المعاصر – محمد حسن بريغش .

في جماليات الأدب الإسلامي .

الشعر السوري في شعر أعلامه .

دليل مكتبة الأدب الإسلامي ( المقدمة ) د. عبد الباسط بدر نظرية نشأة الموشحات الأندلسية بين العرب والمستشرقين –مقداد رحيم –

الرؤية والفن في رواية( خطوات في الليل ) لمحمد الحسناوي ( رسالة جامعية ) لمنصورة الزهراء من المغرب .

القصص الإسلامي المعاصر – يحيى حاج يحيى ,

القبض على الجمر – د محمد حوّر .

الأندلس في الشعر العربي المعاصر د . عبد الرزاق حسين (دراسة)

الأندلس في القصيدة العربية المعاصرة د. عبد الرزاق حسين – مختارات.

– أصدر الأديب التركي المعروف الأستاذ علي نار رئيس المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية بتركيا كتابا بعنوان ” ثلاثة وثلاثون شاعرا” عن منشورات مجلة الأدب الإسلامي باستانبول 2004، رصد فيه مسيرة ثلاثة وثلاثين شاعراً عربياً حديثاً ومعاصراً من المشرق والمغرب، مع مختارات شعرية. وتضمن الكتاب تقديما بقلم الأستاذ علي نار ودراسة بقلم الأستاذ عبد الهادي دمرداش

والشعراء الذين تناولهم الكتاب هم:محمود سامي البارودي، احمد شوقي، حافظ إبراهيم، مصطفى صادق الرافعي، أحمد محرم، محمود أبو النجا، محمد المجذوب، علي أحمد باكثير، محمد محمود الزبيري، محيي الدين عطية، أحمد فرح عقيلان، عدنان النحوي، عمر بهاء الدين الأميري، وليد الأعظمي، عبد القدوس أبو صالح، صالح آدم بيلو، حسن بن يحي الذاري، هاشم الرفاعي، عبد الرحمن بارود، محمد منلا غزيل، محمد الحسناوي، احمد محمد صديق، كمال رشيد، محمود مفلح، مصطفى أحمد النجار، عبد الله عيسى السلامة، يحي حاج يحي، عصام العطار، عبد القادر حداد، يوسف أبو هلالة، حسن الأمراني، مأمون جرار، عبد الرحمن العشماوي.

ليس لنا في ختام هذه المقدمة للأعمال الكاملة للمرحوم محمد الحسناوي إلا أن نشد على أيدي الأدباء وبالأخص رواد الأدب الإسلامي ، أن يدرسوا أعمال هذا الأديب الكبير وفاء منهم لريادته ولما قدم لهذا الأدب من نظريات وأعمال ، راجية منه – سبحانه- أن يجعلها في ميزان حسناتهم وحسناته – رحمه الله- .

Continue Reading
Advertisement
MEDIUM RECTANGLE