Connect with us

Published

on

 كوالالمبور – صهيب جاسم 

يعتبر العمل على توجيه ضربة قاسية لتيار مجموعات الكتائب الإسلامية المتواجدة في الساحة الإندونيسية أحد أبرز مجالات “استثمار” تفجيرات بالي في 12 أكتوبر 2002 من قبل واشنطن وحلفائها. وهو ما كان مستعصيا قبل بالي، وصار ممكنا بعدها. فمع أن أعداد المنضوين تحت ألوية هذه “الكتائب” أقل بكثير من عشرات الملايين المنضمين إلى الحركات الإسلامية الرئيسية بالبلاد، فإن وجودهم يقلق واشنطن وحلفاءها بما فيهم بعض القوى الإندونيسية المدنية والعسكرية.

فمما هو واضح في سياسية أمريكا تجاه إندونيسيا، محاولتها الاستفادة من أجواء “ما بعد بالي” لتعويق وصول قوى إسلامية تعتبرها واشنطن “راديكالية” إلى الحكم ومراكز النفوذ؛ خصوصا أن الإسلاميين من المعتدلين والعصريين والتقليديين، يحظون بتأثير شعبي واسع وحضور برلماني قوي.

ولأن كثيرا من أعضاء الكتائب الإسلامية كانوا سابقا على صلة بكبرى الحركات الإسلامية – التي بمجموعها تشترك في رفضها لسياسيات أمريكا تجاه بلادهم والعالم الإسلامي – فإن تحركات واشنطن تقلق أيضا الحركات الإسلامية “الأمهات” الكبرى التي يعتقد بعض قادتها بأن استهداف من يسمون غربيا بالراديكاليين هو استهداف لجميع طموحات وآمال الإسلاميين عموما بصورة غير مباشرة: كقضية تطبيق الشريعة، ووقف موجة التغريب، والإفساد، والتنصير، والنهوض بالبلاد اقتصاديا تحسينا لمعيشة عشرات الملايين من مسلمي البلاد، ووقف الدعم الخارجي لحركات التمرد والانفصال.

ولم يكن هذا الهدف خفيا، بل أعلن على لسان مسؤولين أمريكيين وعبر أبرز وسائل إعلام أمريكا وأوروبا وأستراليا، بقولهم: إنه من الضروري استهداف هذه التيارات الإسلامية، متعددة المجموعات، بتهمة تورطها فيما يصفونه بالإرهاب والتطرف.

وفي المقابل لا يخفي المسؤولون الأمريكيون رغبتهم في رؤية ما يعرف بتيار “الإسلام الليبرالي” ينمو في أكبر بلاد المسلمين. ومع أن المنضمين إليه أقلية “نادرة” في الشارع؛ فإنهم يتلقون دعما ماليا وفكريا من الخارج، بما في ذلك تأسيس جامعة وشبكة تنظيمة لهم في العامين الماضيين. وقد رفع قادتهم شعار “الإسلام اللطيف”، الأقرب إلى أمريكا والغرب!

وقد تحدث السفير الأمريكي بإندونيسيا “رالف بويس” في أكثر من مناسبة عن دعم هذا التيار وشخصياته؛ داعيا إلى إرسال المزيد من الطلبة المسلمين إلى الجامعات الأمريكية “لتحييد الإسلام الراديكالي” بتخريج طلبة “إسلاميين ليبراليين”، على حد قوله.

توسيع دائرة القهر

القلق مما تقدم عليه أجهزة الأمن الإندونيسية في المرحلة المقبلة، ينبع من كون التنظيم المدعو دوليا بـ”الجماعة الإسلامية”– المتهمة بالارتباط بالقاعدة– متواجدا على قائمة الإرهاب من قبل دول غربية والأمم المتحدة قبل تحديد حقيقتها. وهو ما جعل زعيم جمعية نهضة العلماء – صلاح الدين وحيد– يحذر من أن يكون اتهام تنظيم إسلامي بالتفجيرات مقدمة لوصم آخرين؛ قائلا: “إنني أخشى تكرار ما حصل في الستينيات عندما حظرت الحكومة الحزب الشيوعي الإندونيسي، ثم استهدفت أعدادا كبيرة من الأشخاص والمنظمات بتهمة الارتباط به”.

وقال زعيم جمعية محمدية د. أحمد شافعي معارف: “أصحاب العقول الضيقة هم فقط من يقولون بأن مسلمي إندونيسيا جزء من الجماعة الإسلامية. فهذه الجماعة، إن وجدت، لا تشكل إلا مجموعة صغيرة؛ وعلى الحكومة أن تدافع عن موقفها بشأن حملة الإرهاب”.

كما حذر قانونيون وأكاديميون من مغبة توسيع دائرة الاتهام والاشتباه، لتشمل تنظيمات وكتائب إسلامية ترفع شعارات مماثلة لما قيل من شعارات وأهداف عن تنظيم الجماعة الإسلامية.

وقال أحد المحامين المعروفين: “ما لم تكن هناك أدلة دامغة على تورط جماعة بعينها، فإن على الحكومة ألا تندفع بفعل الضغوطات الأمريكية.. وأن تكون حذرة للغاية”.

ظاهرة عامة ومعقدة

ظاهرة وجود “كتائب” و”ميليشيات مدنية” ليست خاصة بالإسلاميين في إندونيسيا، كما يتصور. فهناك على سبيل المثال كتائب مسيحية اشتُهرت باسم “جيش عيسى” وكذا “جبهة مالكو المستقلة” اللتين ظهرتا في جزر الملوك دعما لـ”حركة جمهورية مالكو الجنوبية” الانفصالية.

بل إن ظاهرة الكتائب والميليشيات المدنية تأصلت كجزء من الثقافة السياسية، وكصوت عال بين القوى الشعبية والسياسية في البلاد. وكان الرئيس السابق سوهارتو يستخدمها في حكمه العسكري كجدار أول يفصل بينه وبين حكومته وجيشه من جهة، والشعب من جهة أخرى.

ومن هذه القوى الشبابية: “شباب البانتشاسيلا” (أو شباب المبادئ الوطنية الخمسة)، التي ظلت إلى وقت قريب ذات نفوذ واسع للغاية، بالإضافة إلى “منتدى أبناء وبنات العسكريين المتقاعدين”، وغيرها من التنظيمات الكتائبية والميليشيات المدنية التي كانت تتهم في عصر ديكتاتورية سوهارتو بأنها وراء بعض الصراعات وأعمال العنف لأهداف سياسية.

ويقول المحلل الإندونيسي د.جفري وينترس بأنه في خضم الحملة على ما يسمى بالإرهاب، فإن نقطة هامة جدا تظل مهملة، وهي أن كثيرا من الكتائب والميليشيات المدنية ترتبط بالجيش. ولكن هذا لا يعني أن ظهور تنظيم ما هو نتيجة لموقف وسياسة جماعية في المؤسسة العسكرية؛ ولكن الوصف الأدق هو أن يقال: إنه تنظيم يرتبط بعدد من الجنرالات النشطين أو المتقاعدين.

ومع أن ارتباط الجيش بالعديد من الكتائب والتنظيمات – التي سنذكرها- ما يزال مثار جدل وبحث، فإن إندونيسيا – تاريخيا – شهدت مثل هذه الحالات على يد الكولونيل ذو الكفل لوبيس في الستينيات، والجنرال علي مويرتوبو في السبعينيات.

فقد نشط الأول في عهد الرئيس سوكارنو مؤسسا تنظيما سريا يرفع شعار الإسلام ليخدم أهدافا سياسية يسعى إليها، محاولا توريط شباب من “منظمة شباب مجلس شورى مسلمي إندونيسيا” المعروفة آنذاك، في نفس الوقت الذي سعى لتأسيس مليشيات “حركة معاداة الشيوعية”. وقد قبض على بعض الشباب الذين دفعوا للقيام ببعض الأعمال؛ وكانوا يعتقدون أنهم حقا يقومون بعمل جهادي إسلامي كما أكدوا على ذلك في المحكمة.

وتظل هذه الحالة محل اعتبار المراقبين؛ ولكن لا يمكن تعميمها في وصف جميع ما سنذكره من أسماء تنظيمات إسلامية يصعب فهمها بدقة من الوهلة الأولى.

الكتائب الإندونيسية المستهدفة

في الموضوعات التالية من هذا الملف سنتحدث عن أبرز الضحايا السياسيين لتداعيات تفجيرات بالي؛ وهما: جبهة الدفاع عن الإسلام (أو الجبهة الدفاعية الإسلامية)، وعسكر جهاد (أو جيش الجهاد)، ثم نذكر الكتائب الأخرى التي يسلط عليها الضوء في الأوساط الإعلامية والأمنية الأجنبية حاليا، مع التأكيد على وجود العشرات من هذه الكتائب الصغيرة والمتوسطة الأخرى من غير المشهورة.

وسنلاحظ أن هذه “الكتائب” عرفت في الساحة الإندونيسية من خلال قضايا مختلفة قد يتميز بالنشاط فيها أحدها؛ وقد يقوم التنظيم الواحد بالاهتمام بعدة قضايا؛ ومن ذلك:

* مواجهات مع النصارى أو مع الأقلية الصينية لأسباب دينية وسياسية واقتصادية.

* أعمال عنف وتفجيرات يتهمون بتدبيرها.

* محاربة الفساد الأخلاقي ومصادره، مع تهاون الحكومة وعدم قيامها بجهود عملية في ذلك؛ وغياب سلطة رقابية رسمية مسؤولة عن ذلك.

* أنشطة سياسية تتناول القضايا المحلية للمجتمع المسلم كتطبيق الشريعة والوقوف أمام التنصير.

* الاهتمام بما يدور في الساحة الدولية من قضايا المسلمين تعاطفا معها وتأييدا لها؛ وخصوصا قضية فلسطين ومعاداة الصهيونية، وكذا غيرها من القضايا الدامية ككشمير والشيشان والعراق والفليبين وغيرها.

* الاهتمام بالعلاقة مع واشنطن وغيرها من حلفائها؛ وهو ما قد يصل لحد التهديد بضرب المصالح الأمريكية والدعوة لمقاطعة المنتجات الأمريكية وإغلاق بعض المحلات الأمريكية.

* صراعات إثنية وعرقية ودينية في مناطق معينة خصوصا مع النصارى، أو حتى مواجهات مع تيارات منحرفة كالحديثيين من منكري القرآن والقاديانيين والأحمدية.

* المطالبة بالحصول على حقوق معينة عمالية أو اقتصادية أو غيرها.  

أمريكا

أول رمضان لي كامرأة مسلمة

هذا العام خاص لأسباب عديدة. في حين أنها ليست السنة الأولى من صيامي ، إنها المرة الأولى التي أصوم فيها كامرأة مسلمة ، وهو أمر أنا ممتن له وفخور به. الظروف التي تكمن وراء صيام هذا العام لها نوع مختلف من الدلالات – على سبيل المثال ، أنا لا أصوم فقط بسبب الاختيار الغريب كما فعلت في العام الماضي ، بل بسبب الرغبة في الوفاء بالالتزام الديني

Published

on

هذا العام خاص لأسباب عديدة. في حين أنها ليست السنة الأولى من صيامي ، إنها المرة الأولى التي أصوم فيها كامرأة مسلمة ، وهو أمر أنا ممتن له وفخور به. الظروف التي تكمن وراء صيام هذا العام لها نوع مختلف من الدلالات – على سبيل المثال ، أنا لا أصوم فقط بسبب الاختيار الغريب كما فعلت في العام الماضي ، بل بسبب الرغبة في الوفاء بالالتزام الديني

Continue Reading

أخبار

أمريكا : حرق المركز الإسلامي بتكساس وتسويته بالأرض

Published

on

نيويورك – أمريكا | أحوال المسلمين

نشبت نِيران في المَركزِ الإسلامي بمدينة فيكتوريا بولاية تِكساس الأمريكية في تَمام الساعة الثانية من صباح أمس السَبت، مما أدت الى احتراقه بالكامل.

وقد تَمكنت قُوات الإطفاء من إخماد النِيران بعد حَوالي أربع ساعات من عمليات الإطفاء، و ذكرت السلطات حينها أنه لم يُسفِر الحَريق عن أية إصابات.

وقال شَهيد هاشِمي رئيس المَركز الإسلامي مُستنكرًا ما حَدث ” إنَّها دار للعِبادة”، وعلى الرَغم من تَعرض المَركز لِعملية سَطو في 21 يَناير الجاري إلا أن شَهيد رَفض التَكهُن بأن الحَريق كان عَمدًا وصَرح أنه لا يعَرف أسباب الحَريق.

يُذكر أنه في عام 2013 كُتب على أحد جِدران المَركز الإسلامي عِبارات الكَراهية ضد المسلمين و تدعوهم بالإرهابيين.

وقد أعلن القائِمون على المَركز أنهم سيُعيدوا بناءه من جديد، و قاموا بتدشين حَملة لجمع التبرعات عبر موقع GoFundMe، و يُمكن لمن أراد دَعم إعادة البِناء أن يعابن ذلك من هنا.

الجَديرٌ بالذِكر أن هّذا المركز الإسلامي هُو المَسجد الثاني الذي يتم تدميره في تِكساس خلال هذا الشَهر، حيث تَم إحراق مَسجِد تحت الإنشاء بالقُرب من بُحيرة ترافيس في أوستن.

Continue Reading

أخبار

أمريكا : هجوم وحشي على مسلمين اثنين خلال مغادرتهما المسجد في نيويورك

Published

on

نيويورك – أمريكا | أحوال المسلمين

تعرض أمس مسلمين اثنين ينشطان ضمن جمعية “المسلمون يردون الجميل” الى اعتداء وحشي من طرف مجهول خلال خروجهما من المسجد، و قد أصيب أحدهما بارتجاج في الدماغ نتيجة تعرضه للكمات شديدة على وجهه من طرف المهاجم، بينما أصيب الشاب الآخر بكدمات على مستوى الوجه.

المهاجم الذي صاح “ارهابيون” عندما كان يهاجم الشابين، لاذ بالفرار بعد الهجوم، ثم لحقه مجموعة من المسلمين في محاولة منهم للإمساك به.

صور الضحايا

امريكا هجوم امريكا عنصرية

Continue Reading

أخبار

أمريكا : طرد 190 عاملاً مسلماً من مصنع بولاية كولورادو بسبب أحتجاجهم علي منعهم من الصلاة

Published

on

By

أصدرت الصحيفة الأمريكية “يو إس إيه توداى” خبراً أن حوالى 190 من العمال المسلمين، أغلبهم مهاجرون قادمون من الصومال، تم طردهم من العمل فى مصنع يسمي “كارجيل” لتعبئة اللحوم بمدينة فورت مورجان بكولورادو، بعدما تركوا وظائفهم خلال نزاع على الصلاة فى مكان العمل

2FB65C1B00000578-0-image-a-40_1451612973625

جاء ذلك بعد أن غيرت الشركة المالكة للمصنع سياستها ضدهم، حيث كانت قد وفرت عام 2009 غرفة مخصصة للموظفين المسلمين من أجل أداء الصلاوات فيها، وبعد منع الشركة العمال من صلاة الجماعة قام العمال – أغلبهم صومالين- بتنظيم إضراب عبروا فيه عن أحتجاجهم في عدم كفاية وقت إقامة الصلاوات فقامت الشركة بطردهم جميعاً

2FB641F000000578-0-image-a-31_1451612797972

وصرح “جيلانى حسين” يعمل بـ “مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية” ، أن المسلمين يصلون خمس مرات فى اليوم، ويختلف موعدها حسب الفصول، مضيفا أن المصنع قام بطرد أغلب العمال الذين تركوا العمل

علي الصعيد الأخر أوضح العمال أنهم فى وقت مبكر من الشهر الماضى تم تغيير سياسة المصنع، فيما يتعلق بالسماح لهم بالصلاة خلال أداء عملهم، وجعل بعضهم غير قادرين على الصلاة على الإطلاق

2FB641EC00000578-0-image-m-34_1451612866660

من جانبها، ردت إدارة مصنع “كارجيل” على ذلك فى بيان، مؤكدة أنهم لم يغيروا سياستهم المعلقة بالحضور والتوفيق الدينى، مشيرة إلى أنه تم تأسيس منطقة يستخدمها جميع العاملين للصلاة فى إبريل 2009، ومتاحة خلال نوبات العمل بناء على قدرتهم على وجود عدد كاف من العاملين فى منطقة العمل، موضحة أنه رغم بذل جهود معقولة لجعل العاملين قادرين على القيام بالتزماتهم الدينية، إلا أن هذا ليس مضمونا كل يوم، ويعتمد على عدد من العوامل الذى يمكن أن تتغير من يوم إلى آخر، وأرجع المصنع فصل العمال إلى انتهاكهم لقواعد العمل الخاص به لغيابهم ثلاثة أيام متتالية دون إبداء أسباب

ولكن صرح “خضر دوكال”، وهو من يساعد العمال الصوماليين على التقدم بطلب إعانة البطالة، أن الصلاة هى الأولية الأولى لكل مسلم، مضيفاً أنه يمكننا أن نبقى بلا وظيفة ولا يمكن أن نستمر بلا صلاة ومحاولة تبرير الشركة ما فعلته بأنها تقوم بكل المحاولات لتوفير أماكن إقامة الشعائر الدينية لكل الموظفين بقد الإستطاعة شرط ألا يتسبب ذلك في إنقطاع العمل أمر غير منطقي، فأقصي مده لساعات العمل لا تزيد عن ثماني ساعات وهي مدة تضم ما بين صلاتين إلى أربع علي أكثر تقدير طبقاً لمواقيت الصلاة في ولاية كولورادو ومده الصلاة لا تزيد عن عشر دقائق، وأنه لو عرض علي العمال خصم لرحبوا بذلك لحرصهم علي أداء الصلاة

http://https://www.youtube.com/watch?v=yO9_fkAb-lE

تأتي الحادثة ضمن سلسلة من الوقائع المنتشرة في الولايات المتحدة وأوروبا في إطار تصاعد حدة ظاهرة الإسلاموفوبيا في الآونة الأخيرة، حيث يعاني المسلمون من التمييز والإضطهاد في أماكن العمل

هذا ويمثل المسلمون ما يزيد عن 8 مليون نسمة في المجتمع الأمريكي ومنهم أعضاء عاملون وفاعلون ويعتبر هذا الفعل العنصري يخالف كافة الأعراف والقوانين وحقوق الإنسان التي تنادي بها الولايات المتحدة

Continue Reading

أمريكا

أمريكا : بالتزامن مع قرار وزير الدفاع الأمريكي بالإفراج عن 17 من معتقلي غوانتانامو، عامر شاكر يحكي مأساته بالمعتقل

Published

on

By

أحوال المسلمين – واشنطن أمريكا

صرحت صحيفة ” نيويورك تايمز” يوم أمس، الأربعاء 21/12/2015، نقلاً عن مسؤول أمريكي أن وزير الدفاع الأميركي “اشتون كارتر” أبلغ الكونغرس مؤخرا أنه قد وافق على نقل 17 من المحتجزين بمعتقل غوانتانامو

وأضاف المسؤول الأمريكي قائلاً ” وجدنا أماكن لاستضافة المعتقلين الـ17 مشيرا إلى أن دولا عدة وافقت على استقبال هؤلاء المعتقلين ، ورفض كشف الدول التي وافقت على استقبال المعتقلين” وسيتم نقل المعتقلين منتصف كانون الثاني/يناير المقبل، أي بعد ثلاثين يوماً على إبلاغ الكونغرس بذلك

وعلى صعيد أخر جاء في بيان لــ ” نورين شاه” مديرة برنامج “أمن مع حقوق الإنسان” في فرع الولايات المتحدة لمنظمة العفو الدولية أن “نقل المعتقلين الـ17 سيكون قفزة إلى الأمام، بالمقارنة مع البطء في عمليات النقل في الماضي

وأضافت أن ذلك “سيشكل إشارة إلى أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، جاد في إغلاق غوانتانامو خلال ولايته، وهو أمر أساسي لأن الإدارة المقبلة يمكن أن تحاول إبقاءه مفتوحاً إلى ما لا نهاية”، على حد تعبيرها
يذكر أن المعتقلين الـ17، الذين سيتم نقلهم، هم جزء من مجموعة تضم 48 معتقلاً وافقت السلطات العسكرية الأميركية على الإفراج عنهم، شرط العثور على أماكن مناسبة لاستقبالهم، خصوصاً وأن عدداً كبيراً من هؤلاء يمنيون ولا تمكن إعادتهم إلى بلدهم في الوقت الراهن

ويذكر أن الرئيس الأمريكي “باراك أوباما”، قد صرح إنه يتوقع تقليل عدد معتقلي غوانتانامو إلى ما دون المئة مع حلول العام القادم 2016 وأكد في مؤتمره الصحفي الأخير لهذا العام أنهم سوف يستمرون في تقليص الأعداد (المعتقلين) في غوانتانامو بشكل ثابت

وتابع قائلا: “سوف نصل إلى نقطة لا يمكن معها تقليص العدد، لكونهم يشكلون” خطرا كبيرا “، علي حد تعبيره في إشارة إلى سجناء في غوانتانامو، تعدهم واشنطن يهددون مصالحها الأمنية ولا تنوي نقلهم إلى بلد آخر

ويرفض الكونغرس الأمريكي فكرة إغلاق المعتقل، ويعتبرها تهديدا للأمن الداخلي للبلاد، وعبر الرئيس الأمريكي أنه سيعمل مع الكونغرس لإغلاق المعتقل، مشيرا إلى “أنه من غير المنطقي بالنسبة لنا أن ننفق 100 مليون دولار إضافية، أو 200 مليون دولار أو 300 مليون دولار أو 500 مليون دولار أو مليار دولار لتأمين سجن لـ 50 أو 60 أو 70 شخصا

ولفت إلى أن الجماعات الإسلامية تستخدم خطابا ينطوي على أن “الظلم الفادح، هو أن الولايات المتحدة لاتطبق قيمها العليا التي تدعي تبنيها” ، وبيّن أن هذا السبب هو ما يدفع إلى محاولة غلق المعتقل سيئ الصيت

يذكر أنه تم الإفراج عن أخر سجين  “بريطاني الجنسية” سعودي المنشأ، بمعتقل غوانتنامو وهو “شاكر عامر” بعد 14 عاماً قضاها في المعتقل وذلك في أكتوبر من هذا العام

Picture: Craig Hibbert 8-12-15 Shaker Aamer talks with the Mail on Sunday's David Rose.

.

شاكر عامر يحكي مأساته في غوانتنامو

وقد قرر “شاكر عامر” الخروج عن صمته والكشف عما تعرض له من  تعذيب ومعاناة طيلة 14 عاما قضاها في هذا المعتقل سيئ السمعة، في سلسلة لقاءت مع وسائل الإعلام العالمية، بدأها مع صحيفة ديلي ميل الأحد 13 ديسمبر2015 والحلقة الأولى منها في هذا التقرير

بدأ روايته باليوم الذي وصل فيه جوانتانامو وتم وضعه في زنزانة صغيرة جدا، لا يستطيع حتى النوم فيها، قائلاً: إذا أردت النوم يصبح وجهك في المرحاض. وجاء الحراس الذين يصفهم بأنهم “مخيفون أجسامهم ضخمة مفتولو العضلات لا يتفاهمون ولا يترددون في إيذاء أي سجين” ، وطالبوا منه الانبطاح أرضا، ثم قاموا بضربه بالدروع التي يحملونها، وبعد ذلك جلسوا فوقه مما جعله لا يستطيع التنفس

ويصف عامر، حاله في تلك اللحظة بأنه كان عبارة عن قطعة لحم داخل سندويتش.فيقول إن الحراس ظلوا يصرخون “لا تقاوم.. لا تقاوم”، .. أنا لا أقاوم .. كيف لي أن أقاوم ؟

شاكر-عامر

ويتابع السجين السعودي الذي تم الإفراج عنه في 30 اكتوبر2015، أن الغريب أن جلسات التعذيب هذه كان يتم تصويرها، وكانت بعض هذه الجلسات تتم من أجل تدريب هؤلاء الحراس

وأضاف أنهم كانوا يعتبرون ذلك قتالا وحربا، إنهم يظلون يصرخون لا تقاوم يا سجين رقم “239”، حيث كان هذا الرقم التعريفي له منذ وصوله إلى المعتقل

2F521BBB00000578-3357700-image-a-29_1449958520954

ويقول عامر ان الطريقة المفضلة لهم في التعذيب والتي بدأت منذ اعتقاله في أفغانستان وحتى قبل وصوله إلى جوانتانامو هي تقييد السجين على طريقة تقييد الحيوانات، عبر إلقائه على الأرض على وجه وتقييد رجليه ويديه خلف ظهره معا ، وانه في احدى هذه المرات ظل مقيدا لنحو 45 دقيقة

وأضاف أنه خضع لنحو 200 جلسة استجواب طيلة 14 عاما، ولكنه في عام 2005 سئم من كثرة هذه التحقيقات، ورفض الإجابة عن أي أسئلة في الاستجوابات اللاحقة. وأوضح أنه كان يتم نقله من زنزانة لأخرى كل فترة من الزمن، وأن الزنازين كانت أشبه بأقفاص الحيوانات، مشيرا إلى أن الهدف من إنشاء هذا السجن هو كسر الإرادة الإنسانية بالكامل حتى أنهم يطلقون على منطقة داخل السجن Rodeo Rangeوهي تعني المكان الذي يتم فيه تكسير الخيول

ويعتبر عامر، أن عام 2005 كان محوريا في تاريخ جوانتانامو، عندما تزعم هو إضرابا جماعيًا عن الطعام وكانت تلك هي المرة الأولى التي يحدث ذلك في المعتقل، وبناء على ذلك تم منعه من التواصل مع السجناء الآخرين

وتابع عامر، المتزوج من بريطانية وله 4 أبناء، أنه بعد مرور شهرين تم نقله الى المستشفى وأجبر على شرب المياه وتناول الطعام وبعد ان وأوشك على الموت، ولكن تم الاتفاق مع مسؤولي المعتقل على السماح ببعض المزايا في السجن عقب هذه الواقعة وتخفيف جلسات التعذيب

Shaker Aamer with his sons out for a walk. and with David Rose. MAIL ON SUNDAY ONLY Copyright Photo by Les@leswilson.com. - November . 2015 ***Check if sons face's need to be coved*** Allowed to be syndicated BUT all request must go through his lawyers for approval first. His legal representatives are:- Irene Nembhard:- 0207-911-0166 / 07988-399809 And Gareth Pierce:- 0207-911-0166/ 0207-267-9896 / 07774-885130

وقال شاكر عامر الذي تم اعتقاله من أفغانستان عام 2001، أن الزنزانة كانت مزودة بجهاز للصوت يبث أوامر ونداءات الحراس وان هذا الجهاز كان يستخدم من أجل تعذيب السجناء بشكل غير مباشر؛ حيث يتم إجبارك على سماع تعليمات الحراس وصراخهم طوال الوقت وكذلك عندما يقومون بتعذيب آخرين. وقال إنه في ذات مرة استخدم شوكة الطعام وقام بتعطيلها، وفتح إطار النافذة، وبدأ في النداء على الحراس وهو ما دفع العديد من السجناء للقيام بالمثل

وتابع إنه في إحدى المرات تم إجباره على المكوث في غرفة باردة جدا تكاد تقترب من درجة التجمد لمدة 36 ساعة.. وقال عامر إنهم كانوا يتدخلون في كل كبيرة وصغيرة في حياتك حتى أنهم منعوني ذات مرة من استخدام قشة الفاكهة في تنظيف أسناني، وعندما رفضت تعرضت للضرب والتعذيب

وقال السجين السعودي الذي ترك المملكة وسافر إلى الولايات المتحدة في سن الـ17، إن هول التعذيب والمعاناة لمدة 14 عاما يصعب سردها في مقابلة صحفية، مؤكدًا أنه كابوس مرعب طيلة 14 عاما

وكان عامر يُقيم في المملكة المتحدة مع زوجته البريطانية وأولاده الأربعة في جنوب لندن، قبل ان يسافر إلى افغانستان للمشاركة في بعض الأعمال الخيرية؛ ولكنه اعتقل هناك عقب أحداث سبتمبر2001، وتم نقله الى جوانتاناموا.  وحصل على البراءة عام 2007 في عهد الرئيس جورج بوش، كما تمت تبرئته عام 2009 خلال الفترة الرئاسية الأولى للرئيس أوباما، ولم يخضع -طول مدة احتجازه- للمحاكمة، ولم تتم إدانته بأي جريمة على مدى 14 عامًا

 

Continue Reading
Advertisement
MEDIUM RECTANGLE