Connect with us

Published

on

 بقلم : حسام الحفناوي

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله – صلَّى الله عليه وسلم – وبعد:

فإنَّ الموروث الشَّفهي التاريخي لدى الشُّعوب يحوي الكثير من القصص المُختلقة، والأكاذيب الملفَّقة حول بعضِ الشخصيات التاريخيَّة المشهورة؛ فيرفع أقوامًا ليسوا بأهلٍ للرفع، ويضعُ آخرين من أهل الرِّفعة والشرف، وينسج الكثير من المبالغات حول هؤلاء وأولئك مدحًا أو قدحًا، ولربَّما أراد المدح فآل إلى القدح، أو العكس.

وسوف نعرض – بإذن الله تعالى – لأمثلة من أولئك الذين تحرَّفت سيَرُهم في التَّاريخ الشَّعبي الشَّفوي، الذي يتلقَّاه الصغار عن الكبار، ويسمعه الجاهل والمتعلم من أفواه جهلة القُصَّاص والسُّمَّار، أو يقرؤونه في كتابات مُثقَّفيهم غير المتثبتين في الأخبار.

ولا أجد مناصًا من ذكر أمثلة مُتنوعة، يعرضُ كلٌّ منها لنوع من أنواع التَّحريف، الذي قد يلحقُ سير المشاهير والأبطال في التُّراث الشعبي.

ولا يخفى على القارئ الكريم – قَلَّت معارفه التاريخية أو كثرت – اسمُ عنترة بن شداد الفارسِ العربي الجاهلي، وبعضًا من سيرته التي سارت بها الرُّكبان، ولَهج بها في الحلِّ والترحال العربُ والعجم، المتأخرون منهم والأوائل، وهي من تلك السير التي تصلُحُ كأنموذج على ما يلحقُ سير الأبطال من مُبالغات تمجُّها كثير من العقول، حتَّى جَعَلت من شخصيته أسطورة أقرب للخيال منها للواقع[1]، لكن عنايتنا مصروفة – إن شاء الله تعالى – فيما نخطُّه هاهنا عن عنترة وأمثاله من الجاهليين إلى مشاهير العُصُور الإسلاميَّة؛ إذ دحض الأكاذيب وتعريتها عن أهل التَّوحيد أولى أن تُوجَّه لها الجهود، وتبذل في سبيلها الأعمار، وإن كان ترداد المختلقات مذمومًا في حقِّ مسلمِ المشاهير وكافرِهم.

ولسنا نُنكِر وُقُوع ما يعسر على بعض العُقُول تصديقه لبعض الشخصيَّات التَّاريخية، سواء ما وقع منها على سبيل الكرامة الخارقة للعادة؛ مِنَّةً من الله – تعالى – على بعض عباده، أو ما وقع على يد بعض مَنْ حباهم الله – تعالى – بقُوَّة تَفُوق عُمُوم الناس[2]، كمثل أولئك الذين يَجُرُّون الحافلات الضخمة بشُعُور رؤوسهم، أو يأكلون الزُّجاج، ويكون ذلك حقًّا لا كذب فيه، ولا مجال للتُّرَّهات والأسطورية في رسمه – ولا يخفى أنَّ بعض ذلك يكون بالحيل الشيطانيَّة والاستعانة بالجنِّ – لكن ذلك لا يبلغ مبلغ ما نقل عن الشخصيات التي صاغها القُصَّاص والسُّمَّار صياغة أسطورية، وأحبكوا من الملاحم، وافتعلوا من الوقائع ما يظهر منه لكلِّ سليم العقل، مطَّلع على تاريخ الأمم والشُّعوب – ما يحويه من المُحالات.

فمن أبطال هذه الأمَّة العظام، وفرسانها المغاوير الذين دوَّخوا الكُفَّار، وأرغموا أنوفهم، وأذاقوهم من الذُّل ألوانًا – القائد العسكريُّ الفذُّ، أبو مُحمَّد البطال، مقدم جيوش بني أميَّة في قتالهم للرُّوم، والمتولي لثُغُور المسلمين تجاههم، الذي قاتل الرُّوم نحو أربعة عقود، حتَّى صارت الأمَّهات في بلاد الرُّوم يُخوِّفْنَ أولادهنَّ به، إذا لم يطيعوهنَّ في تناول الطعام، أو الذهاب إلى النَّوم، تمامًا كما تفعل بعض الأمهات في عصرنا – وقبل عصرنا – مع أبنائهن من تهديدهم ببعض الشخصيات الوهميَّة المُخيفة، التي سَمع كثيرٌ منهُنَّ عنها أيَّام الطُّفولة، وفرق كبير بين الحالين[3].

لكن القُصَّاص وأصحاب السَّمر لم يرضَوا بِما أورده المُؤرِّخون الكِبار في ترجمته من قصص تدلُّ على إقدامه، وشجاعته، وعبقريَّته العسكريَّة، حتَّى ضمُّوا إلى ذلك الكثير من القصص المُخترعة، والحكايات المُبتكرة، حتَّى صنَّف بعضهم منها سيرة مطوَّلة، نص الذهبي – رحمه الله تعالى – على كونها موضوعة مكذوبة[4].

والظَّاهر أنَّ شخصية “البطال” كانت من الشُّهرة بمكان في الأزمان الغابرة، حين كان النَّاس يتوقون إلى سَماع قصص الأبطال، ويُربِّي كثير منهم الناشئة على كريم الخلال، وجميل الخصال، فاعْتَنَى القصَّاص بسرد قصَّة ذلك البطل بما حبكوه حوله من مُبالغات، وما تفتقت عنه أذهانهم من الوقائع والأحداث التي نسبوها إليه، وشاعت بينهم تلك السيرة المكذوبة التي أشرنا إليها آنفًا، فسامروا النَّاس بها، وأزجوا فراغ أوقاتهم بقَصِّها، مع كون الرجل – رحمه الله تعالى – في غنًى عن تلك الأكاذيب، وهاتيك القصص المحبوكات[5]؛ إمَّا أمثلة للأبطال الذين أضفى القُصَّاص وأهل السَّمر على أخبارهم المُبالغات؛ ليرقوا بهم إلى مَصَافِّ الأبطال الأسطوريين في تاريخ الشُّعوب، وإمَّا أمثلة لمن رَفَعهم التَّاريخ الشعبي الشَّفهي إلى مَرتبة الأبطال، وهم ليسوا كذلك.

فمن أمثلة الفُضلاء الذين حطَّ عليهم التاريخ الشعبي الموروث، وألصق بهم من النَّقائص ما هم منه برآء: القائد العسكري الفذُّ، ذو الأخلاق الحسان، والسجايا الكريمة، والهمَّة العالية، بهاء الدين قراقوش – رحمة الله عليه – الذي كان من خواصِّ السُّلطان العادل، والملك الفاضل، صلاح الدين الأيوبي – رحمه الله تعالى – وكان له دور كبير في جهاد الصليبيين، والباطنيَّة، وغيرهم[6].

ومثلما ساهمت سيرة البطال الموضوعة في إضفاء الأسطوريَّة على شخصيته، ساهم كتاب “الفاشوش في أحكام قراقوش” لأسعد بن مماتي، في تشويه سيرة الرجل، وهو كتاب مليء بالقصص العجيبة والحكايات الغريبة، التي لا تتواءم مع شخصيَّة الرَّجل وطبيعة عصره، التي عَمَّ العدل فيها أرجاءَ البلاد، حتَّى غدا مضربًا للمثل في ذلك، فأنَّى لصلاح الدين – وهو من هو في الحرص على نَشْر العدل ورفع الجور عن الرعيَّة – أنْ يُقرِّب مُتصفًا بالعسف والظلم والقهر، ويجعله من خواصِّه، ويُعطيه من الصَّلاحيَّات ما يُمكنه من سوم النَّاس الخسف والهوان؟!

لكن بعضُ العجب قد يزول، إذا علمنا أنَّ مبعث تشويه سير بعض الفضلاء يكمُن في رغبة بعض جُهَّال القُصَّاص في وضع فضائل مُفتعلة لهم، فينسبون إليهم من الأحكام ما قد يلوح لعُقُولهم الضَّعيفة أنَّه يمثل العدل في صورته المثلى، وهو في الحقيقة جورٌ وعسف، ولا يخفى أنَّ بعض الحكام في التاريخ قد خلطوا بين العدل والضبط من جهة، والظُّلم والعسف من جهة أخرى، فأرادوا الأوَّل بزعمهم، فآل أمرهم إلى الثاني.

قال ابن خلكان في “وفيات الأعيان”: “ويقال: إنَّ زياد بن أبيه أراد أنْ يتشبَّه بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رَضي الله عنه – في ضبطِ الأمور، والحزم والصَّرامة، وإقامة السياسات؛ إلاَّ أنَّه أسرف وتجاوز الحدَّ، وأراد الحجاج أن يتشبه بزياد، فأهلك ودمَّر”.

وقال الحافظ ابن كثير – رحمه الله تعالى – في “البداية والنِّهاية (9/138)” في ترجمة الحجاج بن يوسف الثَّقفي: “وكان – فيما يزعم – يتشبَّه بزياد بن أبيه، وكان زياد يَتَشَبَّه بعمر بن الخطَّاب فيما يزعم أيضًا، ولا سواءَ، ولا قريب”.

ولهذا نظائر أخرى في التَّاريخ ليس المقام مقامَ حشد لها، ولعلَّ الله – تعالى – يُيسِّر طرق ذلك فيما يأتي – بإذن الله تعالى – والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] لعنترة سيرة تكرَّرت طِباعتُها فيها كثيرٌ من الأشعار والأحوال، ولا يعلم واضعها على الحقيقة، وهي قصَّة خياليَّة، وتسمَّى بالسيرة الحجازيَّة، وله سيرة أخرى تُسمَّى بالسيرة الشاميَّة، ونُسبَ إلى يُوسف بن إسماعيل المصرى وَضْعُ سيرته، ونسبت سيرته أيضًا إلى الأصمعي، وأظنُّ ذلك بعيدًا، وقد نالت سيرته قدرًا كبيرًا من العناية، فاختصرت، وتُرجمت إلى الإنجليزيَّة، والفرنسيَّة.
[2] من شاء فليراجع – على سبيل المثال – إلى ما ذكره الإمام المقرئ، المؤرخ الأديب: اليسع بن حزم عن الأمير أبي محمد بن عياض، وابن مردنيش الجد والحفيد الأندلسيين، وقد صنَّف اليسع بن حزم تصنيفًا للسُّلطان صلاح الدين كتابًا سمَّاه: “المغرب في محاسن المغرب”، انظر: “سير أعلام النبلاء”، (20/232، 233)، و(20/237 – 239)، و(20/240 – 242)، وقد قصدت ذكر أولئك الأبطال لا غيرهم؛ لعدم اطِّلاع كثير من خواصِّ المسلمين – فضلاً عن عوامِّهم – على سيرهم وأخبارهم.
[3] روى ابن عائذ في “الصَّوائف”، ومن طريقه ابن عساكر في “تاريخ دمشق” (33/402)، عن الوليد بن مسلم، حدَّثني أبو مروان – شيخ من أنطاكية – قال: “كنت أغازي مع البطال، وقد أوطأ الرُّوم ذلاًّ، قال البطال: فسألني بعضُ وُلاة بني أميَّة عن أعجبِ ما كان من أمري في مغازي فيهم، فقلت: خرجت في سريَّة ليلاً، ودفعنا إلى قرية، وقلت لأصحابي: أرخوا لجم خُيُولكم، ولا تُحرِّكوا أحدًا بقتل ولا سبي حتَّى تشحنوا القرية؛ فإنَّهم في نومة، قال: ففعلوا، وافترقوا في أزقتها، ودفعت في ناس من أصحابي إلى بيت يزهر سراجه، وامرأة تسكت ابنها من بكائه، وهي تقول: اسكت وإلاَّ دفعتك إلى البطال يذهب بك، فانْتَشَلَتْهُ من سريره؛ فقالت: أمسك يا بطال، فأخذته”.
ولا شك أنَّ صنيع أولئك الأمهات مع أبنائهن من الأخطاء الشَّائعة في تربية الأطفال، والتي ينتج عنها من الآثار السلبيَّة على نفسيَّة الطفل الشيء الكثير.
وفي ترجمة البطال من “تاريخ دمشق” (3/401 – 408) سرْدٌ لبعض ما وقع له في الجهاد – رحمه الله تعالى – وقد وجدت الكثير من أخبار معاركه مع الرُّوم في كتاب “الفتوح” لابن أعثم الكُوفي، لكن كتاب ابن أعثم يتفرَّد بذكر كثير من التَّفاصيل والوقائع، ويخالفُ غيره من المصادر التاريخيَّة في سياق الأحداث، وكذا ترتيبها التَّاريخي، وهو في الجُملة من ذلك الصنف الذي يحبك القصص الطوال، ويسرد من الأشعار والحوارات ما يجعله في مَصافِّ كتب الملح والنَّوادر والأسمار، ولا يعوِّل عليه مُحقق في التاريخ، ولم أجد من المؤرخين القُدماء أحدًا ينقل عنه، أو يشيرُ إليه، خلا نُتفًا يسيرة ذكرها ابن العديم في “بُغية الطلب في تاريخ حلب”، وقد يُوجد في غيره مِمَّا لم أقف عليه.
[4] قال الذهبي في “العبر”: “وله حروبٌ ومواقف، ولكن كذبوا عليه فأفرطوا، ووضعوا له سيرةً كبيرة، كل وقت يزيد فيها من لا يستحي من الكذب، وعَدَّ في “السير” (10/604) نشرَ سيرته المختلقة من المحرمات، وقرنها بالأحاديث الموضوعة، ورسائل إخوان الصفا، والسحر، ونحو ذلك من العُلُوم المحرمة.
[5] مما تجدُر الإشارة إليه، وينبغي التَّنبيه إليه أنَّ القصص الخياليَّة – وإن حوت من الفضائل والقيم ما حوت – لا يكون لها من الأثر التَّربوي على نفسيَّة المستمع مثلما يكون للقصص الممكنة الوقوع.
[6] قال ابن خلكان في “وفيات الأعيان”: “والنَّاس ينسبون إليه أحكامًا عجيبة في ولايته، حتَّى إنَّ الأسعد بن مماتي – المقدم ذكره – له جزء لطيف سمَّاه “الفاشوش في أحكام قراقوش”، وفيه أشياء يبعد وقوع مثلها منه، والظاهر أنَّها موضوعة، فإنَّ صلاح الدِّين كان معتمدًا في أحوال المملكة عليه، ولولا وُثُوقه بمعرفته وكفايته ما فوَّضها إليه”. اهـ، ولم ينفرد ابن خلكان بتبرئة قراقوش مما نُسب إليه، بل كان هذا هو المسلك العام لدى المؤرِّخين؛ كالذهبي، والصفدي، وابن كثير، وغيرهم.

العالم الإسلامى

المغرب : عبد الله الحمزاوي يكتب : في انتظار اعتقالي

Published

on

كاتب اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين فرع سلا

عند آخر كل شهر دجنبر في السنوات الأخيرة، تقوم الأجهزة الأمنية في المغرب بحملة اعتقالات واسعة في صفوف المنتمين للتيار السلفي، وتصف هذا الإجراء بالروتيني والعادي تزامنا مع آخر السنة، واحتمال إحداث فوضى أو تفجيرات.

لكن هذا الإجراء بالنسبة لضحية هذه الحملة، لا يكون لديه الأمر عاديا، إذ كيف يكون عاديا ومع حلول الفجر يقتحم بيتك عدد من رجال الاستعلامات العامة والشرطة القضائية ويروعون مضجعك أنت وأهلك، ثم يصحبونك معهم ويتركون الخوف والحيرة وسط أسرتك، لا يعرف أفرادها هل ستعود لهم هذه المرة أم سيغيبونك وراء القضبان لسنوات.

لقد تم اقتحام بيتي واعتقالي لنهار كامل في أواخر شهر دجنبر سنة 2014 وكذلك الأمر سنة 2015 بذريعة جمع المعلومات، وكأن هذه المعلومات لا يمكن جمعها إلا بهذه الطريقة التي لا تراعي حقوقا ولا كرامة، وفيها اعتداء علي وعلى زوجتي وأبنائي بل وكل أفراد عائلتي ومعارفي.. يدقون باب بيتك بقوة يستيقظ معها زوجتك وأبناؤك على صوت دخول مجموعة من الغرباء لبيتهم ليصطحبوا أباهم وكأنه مجرم قاتل أو سارق أو عدو للأمن والبلاد.. حتى أصبح هذا الشهر شهر شؤم وخوف وترقب سيء عند أسرتي وأقاربي.

لقد قلتها لمعتقليَّ بصريح العبارة: هل مقصودكم من هذه الطريقة من الاعتقال هو أنا أم المقصود هو إرهاب عائلتي وتشوه شخصي أمام جيراني، وإعطاء الفرصة لبعض المنابر الإعلامية حتى يألفوا القصص والأخبار الكاذبة، كما حصل السنة الماضية عندما نشرت بعض الصحف أن اعتقالي جاء تزامنا مع اعتقال خلية داعشية كانت تنوي تفجير بعض الأماكن مع الاحتفال برأس السنة وتم الافراج عن أحد أعضائها (المقصود أنا)، والصواب إذا كان رجال المخابرات يريدون الاستفسار وجمع المعلومات عن تحركاتي ونشاطاتي الحقوقية وعلاقاتي مع الشخصيات الحقوقية والإعلامية يمكنهم إرسال استدعاء أو الاتصال بي ويطلبون مني الحضور عندهم، فسأحضر مجبرا ودون أي إضرار.

هذه الطريقة هل هي أصلا قانونية أم فقط هي من تسلط وتجبر القوة القمعية؟! كيفما كان الجواب فهي طريقة بعيدة كل البعد عن حقوق الإنسان التي من العجيب أنهم يحتفلون بها مع بقية العالم في هذا الشهر، وهم بهذا الأسلوب من الاعتقال يولدون البغض والكراهية في قلوب كل من مر من هذه التجربة، ومن عانا معه من عائلته وأبنائه.

فمع دخول هذا الشهر واقتراب رأس السنة صرت أتألم على الحالة التي تعيشها زوجتي وردة فعلها المليئة بالخوف والاضطراب والصدمة وهي تسمع صوت أي سيارة أو خربشة أو طقطقات أحذية مع الفجر، معتقدة أن رجال المخابرات قد جاؤوا في زيارتهم السنوية غير المرغوب فيها.

أما بالنسبة لي فمنذ أن اخترت طريق الدفاع عن المظلومين داخل السجون ومساعدة عائلاتهم بكل الطرق المشروعة أعلم أنها طريق مليئة بالصعاب والابتلاء، ولا أريد من وراء هذا العمل بعد الثواب من الله سبحانه سوى مد يد المساعدة والعون لإخواني، وهذا ما يجعل عائلتي وأصدقائي يساندونني ويتعاطفون معي، وكم أكون سعيدا وقويا عندما أكون سببا في تخفيف المعاناة عن المعتقلين وعوائلهم وعن أي مظلوم في هذا البلد.

لهذا أوجه رسالة أخيرة لهذه الأجهزة الأمنية: غيروا من أسلوب تعاملكم مع أبناء هذا الوطن، وارتقوا في التعامل معنا فنحن بشر ولنا حقوقنا التي لا يمكن أن نتخلى عنها.

Continue Reading

الأحواز

إيران : غوانتنامو مكرر : سجن الموت .. رجائي شهر

Published

on

الكرج – إيران | أحوال المسلمين

من أقسى السجون الإيرانية فتكا و عذابا للسجناء السنة منهم خصوصا، نظرا لحوادث التعذيب والاغتصاب والإهمال الطبي المتعمد والقتل، و هو السجن الذي شهد إعدام 26 شيخ و داعية سني.

يستقبل السجن كل المتهمين بالقتل، الاحتيال، السطو المسلح، التزوير، و محاولة نشر المذهب السلفي.

الموقع:

رجائي شهر

يقع سجن رجائي شهر في ضاحية من الضواحي الشمالية لمدينة الكرج ذات الأغلبية الكُردية السُنية، و تحديدًا على بُعد 20 كيلو متر من غرب طهران العاصمة .

يُسمى بعدة اسماء :

سجن جوهردشت.

سجن الكرج.

سجن رجائي شهر.

الإدارة السابقة :

مدير السجن السابق : محمد مردانی

محمد مردانی

محمد مردانی المدير السابق لسجن رجائي شهر

نائبه : علی خادم

2698_111

الصورة لمدير السجن محمد مرداني و نائبه على خادم في زيارة عباسعلی فراتی رئيس الهيئة الأمنية و القضائية المخولة بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر الى السجن.

مدير الأمن والمخابرات السابق : رسول خادمي سئ السمعة الذي تم تسريب مرئيات عن دوره في تعذيب السجناء بطرق وحشية كالحرق والكي والاغتصاب ,فضلا عن قيامه بأفعال فاحشة مع الفتيات السجينات كتصويرهن في الحمامات بكاميرات خاصة سرية بالقاطع الثاني من قسم النساء الذي يشرف عليه استخبارات الحرس الثوري الإيراني.

الإدارة الحالية :

مدير السجن:

535606771205480_125

علي حاج كاظم، هو مدير سجن رجائي شهر و أمين صندوق مجلس مدينة الكرج.

 نائب مدير السجن : علي مُحمدي

مدير الأمن والمخابرات الحالي: السيد كرماني والسيد فرجي ومساعده وجميعم  يتمتعون بحماية من الاعلام رغم تورطهم بأعمال منافية لحقوق الإنسان.

أقسام السجن :

رجاي

يحتوي سجن رجائي شهر على 7 أقسام، و هي كالآتي :

قسم (1) : قسم الإستقبال، و فيه يتم استقبال السجناء الوافدين الجدد.

77275_475

استقبال

قسم (2) و (3) : قسم خاص بالسجناء العمال الذين يعملون في مصانع وورش المعتقل.

1017026_193

قسم (4) : قسم خاص بالأنشطة التعليمية وتحفيظ القرءان، يُعقد بداخله مسابقات القرآن الكريم على مستوى سجون البلاد ودروس الفقه.

955_3

77285_191

77279_421

قسم (5) : قسم الصحة: يتكون قطاع الصحة والرعاية من غُرف مختلفة تعمل على مدار الساعة، و هي غرفة الطوارئ، صيدلية، غرفة الزيارات ، غرفة الآشعة، العلاج الطبيعي، الموجات فوق الصوتية، طب الأسنان و غرفة العمليات والمختبرات.

955_6

لكن الرعاية الطبية ممنوعة على أهل السنة، لذلك يتفشى بينهم الأمراض كالفشل الكلوي والأمراض الجلدية.

955_7

صالة استقبال القسم الصحي مكتوب على الجدران ” الحياة بدون عقار وشهادات صحية أجمل

955_8

صندوق حقوق المواطن للإعانات الطبية

و هناك أيضا حجز صحي، و هو مفتوح للشباب ذي الأعمار 18 – 20 سنة فقط.

513012-773888

الصيدلية “مخزن الادوية “الخاصة بالسجن

955_10

955_11

955_12

قسم (6) قسم الإذاعة الداخلية: و هي التي تَبُث برامجها مدة 14 ساعة، و تتكون من مُراسل واحد وقناة واحدة و هي “شبكة كربلاء المباشرة”.

كربلاء قناة

قسم الإذاعة والتليفزيون “شبكة كربلاء ” والتي تتكون من قناة واحدة

تلفاز

غرف مشاهدة التلفاز

قسم (7) قسم النساء : بالنسبة لعنبر النساء، فإنه يشمل مطبخ وعيادة خاصة نسائية، ممرضة، طبيب نفسي و طبيب أخصائي .

نساء

غرف النساء

955_15

مطبخ قسم النساء السجينات

أما عن وضع الأمهات السجينات واطفالهن، فيتم الفصل بينهم عند بلوغ الطفل سن 12 عاما، و يتم وضعه بقسم آخر خاص أقرب للحضانة، حيث يتوفر به حفاضات، لقاح، ألعاب، ملابس مع توفير مواقع خاصة بالتعليم والتدريب المهني والطعام .

955_16

زنزانة خاصة بأحد السجينات مع طفلها الرضيع مفترشا الأرض

ساحة التمارين الرياضية: تتسع لكرة القدم والسلة وتنس الطاولة وإمكانية التنافس في المسابقات المحلية والوطنية الخاصة بالسجون .

قيام السجناء بغسل ملابسهم والجلوس في ساحة التمارين الرياضية الخاصة بالسجن

قيام السجناء بغسل ملابسهم والجلوس في ساحة التمارين الرياضية الخاصة بالسجن

كما يتواجد داخل السجن:

اخصائي نفسي واجتماعي يعمل مع الجنائيين .

مختص في القانون الجنائي بدرجة دكتوراه .

طبيب عام مقيم غالبية ساعات اليوم داخل المركز الصحي يُراسل وزارة الصحة .

وبرغم وجود المركز الصحي إلا إنه يفتقر لقسم الجراحة وشهادة الأيزو نظرًا لعدم الامتثال للمعايير.

نظرة تاريخية سريعة

في اعقاب الثورّة الإسلامية كانت هناك العديد من عمليات الإعدام الممنهجة واستجواب أعضاء سابقين في النظام الملكي والجيش وأعضاء الليبرالية والمركسية من الطلاب وأنصار جماعة “خلق الايرانية”حيث تم إعدام مايقرب من 30 ألف ومن هنا تم بناء العديد من السجون السرية في كل مقاطعة ومدينة .

مجزرة السجناء 1988م

اعدامات ١٩٨٨

الإعدامات السياسية للسجناء الإيرانيين سنة 1988 (بالفارسية:۱۳۶۷) بدأت من 19 يوليو 1988 وإلى خمسة أشهر لاحقة تم إعدام الآلاف من السجناء السياسيين في جميع أنحاء إيران وكان أغلب السجناء من اليساريين ومعهم أقلية شيوعية. أدت هذه الإعدامات العشوائية إلى اندلاع أعمال عنف سجلها التاريخ الإيراني. وتشير التقديرات لأعداد السجناء الذين تم إعدامهم بالتراوح ما بين 8.000 إلى 30.000 سجين سياسي وقد حرصت السلطات على أن تتم عمليات الإعدام بتكتم وسرية تامة، وأن تنكر ذلك الحدث، ولكن لوسع نطاق العملية وبشاعتها تمكن الناجين ممن بقوا على قيد الحياة أن يدلوا بكلمتهم حول هذه الواقعة، التي على الرغم من وجود تبرير للسلطات الحاكمة لها بانتماء السجناء لحركة “مجاهدي خلق اليسارية “التي قامت بالهجوم على حدود إيران الغربية، إلا أن هذه التفسيرات غير مقبولة لكون عمليات الهجوم قد وقعت بعد بدء عمليات الاعدام، بينما لا يوجد تفسير قد يظهر بشكل مقبول لاعدام السجناء السياسيين التابعين للأحزاب اليسارية الأخرى التي تعارض انتهاكات منظمة مجاهدي خلق.

وقبل تنفيذ عمليات الاعدام بفترة قصيرة أصدر الخميني سراً فتوى لإعطاء الشرعية على عمليات الاعدام في رسالة جاء فيها إن أعضاء مجاهدي خلق يحاربون الله واليساريين مرتدين عن الإسلام.

اعدامات ٨٨

قدّر أحد السجناء السابقين حصيلة القتلى بالآلاف، وقدّر شاهد عيان آخر عدد القتلى ما بين 5000 إلى 6000 قائلاً 1000 من اليسار والبقية من مجاهدي خلق، علاوة على ذلك تشير إحدى التقديرات بأنهم بالآلاف فالقتلى فقط في سجن جوهر دشت”رجائي شهر” الذي كانت هناك سجون متعددة مثله قدّرتهم بحدود 1500 قتيل. وتشير دراسة متأخرة استخدمت معلومات متفرقة من أقاليم ومقاطعات مختلفة بأن عدد الذين تم اعدامهم هو 12000 سجين، أما منظمة العفو الدولية فتقدر المجموع بأكثر من 2500 وتقول إن الأغلبية الساحقة هي لسجناء الرأي الذين لم يقترفون أفعال حقيقية من تخطيطات وما أشبه ضد الدولة. ومن المقدر أن معظم الذين تم اعدامهم إما كانوا في المدرسة الثانوية وإما في الكلية أو من الخريجين الجدد، وأكثر من 10% منهم من النساء.

https://www.youtube.com/watch?v=WXPPcoOWQF4

واحدة من نتائج هذه الإعدامات العشوائية كانت استقالة نائب الخميني” حسين علي المنتظري” ولـيّ العهد والقائد الأعلى. حين سمع المنتظري عن الاعدامات أصدر ثلاثة رسائل عامة أرسل أثنين منها إلى الخميني وواحدة إلى اللجنة الخاصة استنكر وشجب فيها الاعدامات وحمـّل اللجنة الخاصة مسؤولية انتهاك حرمة الإسلام بإعدامهم التائبين والمذنبين القاصرين أيضاً.

و يقول شاهروز من منظمة كوزار أنه من المحـيّر أن هناك بكل بساطة أثنتين من أقوى منظمات حقوق الإنسان هما منظمة العفو الدولية ومنظمة مراقبة حقوق الإنسان لم يكتبا تقارير كاملة عن هذه الجريمة الواسعة النطاق والتي هي كالإبادة الجماعية في عام 1988

ووصفت منظمة مراقبة حقوق الإنسان الاعدامات بالمتعمدة والمنظمة خارج نطاق القضاء وادانتها باعتبارها جرائم ضد الإنسانية واتهمت وزير الداخلية الإيراني آنذاك “مصطفى محمدي” بالتورط المباشر في عمليات القتل.

وتتوالى سلسلة سفك الدماء حتي الآن على سبيل المثال لا الحصر في أغسطس عام 2010 م تم نقل الناشط “مجيد توكلي ” لسجن جوهردشت,وأثارت منظمة تحرير السجناء السياسيين قلقًا جديًا مع ممثلي البرلمان الأوروبي فالسجناء “محرم عليهم العناية العاجلة”.

الإنتهاكات في السجن

تعذيب

تتنوع لإنتهاكات في سجن الكرج بين تعذيب شديد و انتهاكات جنسية و أخرى حرمان من الرعاية الطبية، أما عن الاغتصاب في هذا السجن فهو شائع  كأسلوب تأديب خاصة للناشطين السياسيين فقد أشارت بعض التقارير الحقوقية عن قيام حراس الزنازين باطلاق الجنائيين ومعهم “الواقي الذكري” على غرف السجناء ويطلبون منهم القيام بذلك لبعض الشخصيات بعينها خاصة خلال فترة التمارين الرياضية .

و قد أصدرت منظمة العفو الدولية بتاريخ 25 سبتمبر 2015م بيانا كاملا عن وضع السجون الإيرانية، و جاء البيان في عدة توصيات ونقاط بعد وفاة الأسير “النقابي” وغيره من الأسرى  لمعالجة أوضاع السجون المزرية منها :

1- الإعلان عن فتح تحقيق في وفاة “النقابي” خلال شهر سبتمبر ٢٠١٥ بأسرع وقت .

2- كما ينبغي على الحكومة الإيرانية معالجة أحوال السجن.

3- فضلًا عن رفض إدارة سجن الكرج حصول السجناء والمعتقلين على الرعاية الطبية  وتوثيق ذلك من خلال المنظمة، مع ملاحظة تصريحات الناطق الرسمي باسم السلطة القضائية “غلام حسين محسيني” بتاريخ 20 سبتمبر 2015 م بشأن وفاة “شاه روخ زماني” الذي تعهد بفتح تحقيق ولكنها تحث السلطات القضائية إجراء التحقيق دون توجيه أو تحيز لطرف دون الآخر.

4- كان لوفاة “شاه روخ زماني”  الذي قضى 11 عام بالسجن مؤشرًا جليًا عن سوء أوضاع المعتقلات.

shahrokh-zamani1-300

شاه روخ زماني

الجدير بالإشارة أن زماني رسام وخبير ديكور يبلغ من العمر ٥١ عاما ،أُلقيّ القبض عليه لأول مرة في شهر آب-أغسطس 2011 م بتهم :

– العمل ضد الأمن القومي.

– اِنشاء جماعات معارضة لنظام ولاية الفقيه.

– زعامة أنشطة نقابية سلمية بمدينة تبريز .

أُطلق سراحه بكفالة مالية في أكتوبر 2011 م ، بعد ذلك تم اِعتقاله ثانية بمدينة تبريز في 14 يناير 2012 م ونُقِل لسجن الموت رجائي شهر في 13 تشرين الأول من نفس العام .

تبعه في مارس 2014 م حيث قام “زماني” بالإضراب عن الطعام تضامنًا مع زملائه السجناء لما يتعرضون له من تعذيب واحتجاجًا على سوء الأوضاع داخل هذا السجن.

وعلى نطاق أوسع دعت منظمة العفو الدولية السلطات الفارسية المعالجة الفورية للأوضاع الإنسانية داخل السجن بخلاف ظروف الاعتقال الغامضّة بما يتماشى مع حقوق الانسان الدولية وضمان العلاج لأولئك الذين يحتاجون علاج متخصص ،منح علاجية وإجازة مرضية.

في 13 سبتمبر 2015 تم العثور على جثة الناشط السياسي “شاه روخ زماني” في الزنزانة، ومع انتهاء الفحص على يد الطب الشرعي تقررت سبب وفاته في “السكتة الدماغية”، بينما رفقاء السجن عثروا على جثمانه بسريره بينما كان فمه مليئا بالدم وكدمة في رأسه.

طالبت عائلة “زماني”،تشريح الجثة قبل البدء بمراسم الجنازة التي عُقِدَت في 14 سبتمبر بمدينة “تبريز”.

هذا التشريح كان من المتوقع ألا ينتهي إلا بعد شهر واحد تقريبًا علمًا بأن  “زماني” صحيًا لم يكن معلول الجسد إلا خلال الفترة الأخيرة داخل المعتقل حيث طالبت عائلته موافقة الإدارة للحصول على فحص طبي بالرنين المغناطيسي فور شكواه بالدوار ونوبات الصداع المتكررة.

وعقب وفاة السجين السياسي شاه روخ زماني شنت عناصر مخابرات النظام  وغيرهم من العملاء في السلطة القضائية المتمركزون في السجن ، مداهمة على قاعة 12 عنبر3  في سجن كوهردشت في ليلة 22 إيلول/ سبتمبر 2015 بهدف خلق أجواء من الرعب والخوف وفرض مضايقات على السجناء السياسيين إلا ان السجناء منعوا دخولهم باجتماعهم أمام العنبر ما أدى إلى حدوث عصيان وهتافات ضد إدارة السجن الغاشمة .

5- مثال آخر للانتهاكات حالة “المدون محمد رضا البوشيزري” ، الذى قضى حكما بالسجن لمدة سنة واحدة بتهمة”نشر دعاية ضد النظام”، يعاني من مرض السكري، أمراض البروستاتا، وآلام أسفل الظهر. في رسالة مفتوحة التي نشرت على الانترنت في سبتمبر 2015م جاء  فيها:-

“التعذيب والضغط النفسي، الذي عانى منهما محمد ساهمت في تدهور حالته والعديد من الحالات الطبية ,ففي عام 2012، أُصيب بنوبة قلبية بينما يقضي عقوبة السجن السابقة و رفضت السلطات الامتثال لتوصية الطبيب باعطاءه إجازة طبية لتلقي العلاج خارج السجن، وبدلا من ذلك أجبروه على إكمال مدة عقوبته في السجن”.

6- “أفشين سوهراب زاده ” ، عضو الأقلية الكردية في إيران، يعاني من سرطان الأمعاء ويعاني من نزيف داخلي نتيجة لذلك. في 24 أغسطس عام 2015، تم نقله من سجن ميناب، جنوب إيران، إلى سجن إيفين في الظاهر لتلقي العلاج لمرض السرطان. ومع ذلك، عاد إلى سجن ميناب في 26 آب-أغسطس  دون أن يتلقى أي رعاية طبية.من طبيب واحد على الأقل.

7- التعذيب الوحشى : يتفنن جلادي السجن في انواع التعذيب المهينة والمنافية لكل دين فبعد كل حفلة تعذيب يقوم بها نائب مدير السجن ومديرمخابراته يتم تشديد الحصار ونشر سياج لزيادة التحصين . وقد سبق الدعوة من قبل ناشطين سياسيين لعمل مظاهرات احتجاجية بشكل يومي على ممارسات سجن رجائي شهر وسمعته في تعذيب الابرياء بالكي والصعق الكهربائي في الأعضاء الحساسة . الأمر لايقتصر على من يموت بداخل الزنزانة , هناك أُسر تموت كل يوم وأطفال ونساء لا عائل لهم غير الله .

قسم المعتقلين السياسيين:

سجناء سياسيين

قسم السجناء السياسيين

جناح المعتقلين السياسيين هو القسم الوحيد الخالي من وجود امكانية استخدام الهواتف الا انه توجد قليل من الهواتف مُسربة عن طريق حيل بعض المعتقلين للاطمئنان على أسرهم لاسيما أولئك الذين تعيش عائلاتهم بأماكن بعيدة يصعب الزيارة بانتظام.

ولدى منظمة العفو الدولية معلومات وتقارير تُفيد باستخدام سلطات السجن لأجهزة التشويش لمنع استخدام الهواتف النقالة والتي بأثرها عاني “زماني” وكثير من الأسرى من الغثيان والصداع المزمن.

أوضاع السجون المُزرية :

 

-بصفة عامة تكتظ المعتقلات الفارسية بالسجناء فمثلا في القسم الثالث من سجن تبريز المركزي الذي يحوي أكثر من 80 سجين في 3 غرف فقط سيئة التهوية مخصص لهم 10 مراحيض فقط .

– عدم كفاية الطعام.

1017027_921

– سوء الصرف الصحي

4005

أحد مواقد طهي الطعام بالسجن يظهر عليه أثار الصدأ والاحتراق وعدم النظافة الدورية

– سوء النظافة.

org-z13309134495721224a45fdd83b006acf21b67b83634a5de4ea

249315-511797

– إهمال طبي متعمد لأهل السنة يترتب عليه مشاكل صحية لهم.

– أغلب السجناء يفترشون الأرض أثناء النوم ووردت التقارير العديدة حول الاكتظاظ العددي داخل غرف الاعتقال بالاضافة إلى درجات الحرارة القصوى والمرافق غير الصحية.

0-kah-rizak-2

– عدم صلاحية الطعام المقدم في جميع السجون وخاصة “رجائي شهر”.

– التعذيب المبرح بالنار والكهرباء

– تفتيش الأغراض بشكل مفاجئ.

ecd100ea5462c4ae8e204e0aa24287601de2621918ba64d217421ed01b1f922d-300x225 e4145aa4b55529419f4775d039306e7906a9a7a82652b24f4223521943d3e744-300x225 117abf33006f9c29c970c4dd31d6f0b67dab58614845caebab26f798706187ef-300x225 8ea3cfc2a0a6405a9e478edfb70ed46c1e46310b1d532a4e9859a05a1b1b7e87-300x225

يُذكر أنه خلال السنوات الماضية، نُشرت تقارير كثيرة عن عمليات اغتصاب في سجون إيران خاصة خلال الفترة التي رافقت احتجاجات 2009، حيث وجّه المعارض المعتقل “مهدي كروبي” رسالة إلى “أكبر هاشمي رفسنجاني” أكد فيها أنه بحوزته شهادات لبعض النساء والرجال الذين تعرضوا للاغتصاب في السجون.

أحوال السنة في السجون :

عن أحوال أهل السنة داخل جحور الموت تتلخص في رسالة من السجين السياسي “صالح كهندل”، السجين الذي وصف حال مآسي الأسرى من أهل السنة بداخل رجائي شهر، و شرح فيها جانبًا مما يجري في هذه القلعة الخاصة، وبثها من خلال بعض المواقع المهتمة بالمعتقلين “كسني نيوز”، جاء فيها:

“إني أصرخ الآن من قعر سجن ”رجائي شهر” (جوهر دشت) ليصل صوتي إلى أسماع كل ممثلي الضمير الإنساني الحي الذين لا يزال الدم الإنساني يسيل لي عروقهم لأقول إن منفى ”رجائي شهر” يمر بفاجعة إنسانية لا يمكن تصورها، حيث توجد آلاف الآلام والأحزان والمعاناة العائدة إلى عصور الظلام.. واليوم تبلغ مساحة النوم لمائتين وخمسين سجينًا مائة متر مربع فقط، بحيث يضطر مئات السجناء إلى النوم متطابقًا ومتلاصقًا بعضهم مع بعض، و يضاف يوميًا حوالي ما بين أربعين وخمسين شخصًا إلى عدد السجناء، ويتم ترك السجين الجديد وسط السجناء من دون تزويده بالمستلزمات الضرورية».

ويشير صالح في جانب آخر من رسالته إلى الأضرار والأخطار الجسدية والنفسية نتيجة النقص في المستلزمات الصحية الضرورية، و كثرة انتشار أنواع الحشرات ومنها القملة والبقّة في فراش وألبسة السجناء، قائلاً: «هنا مرحاض واحد فقط لمئات السجناء، وحتى هذا المرحاض الواحد معطل.. هذا المكان مليء بالشبان والشيوخ الذين افترشوا الأرض وتسمروا فيه ولكن لا يوجد من ينقذهم من قسوة وعذاب الحياة”.

وفي جانب آخر من رسالته، خاطب السجين الهيئات والمنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان بقوله : «إن هذه الفاجعة و الكارثة الإنسانية تجري في بلد يدعي المسئولون فيه أنهم قادرون على إدارة العالم.. لا شأن لي بالنظام وعناصره ورجاله ولا خطاب عندي لهم، لأنهم ينجزون بدقة ما وعدوا به من العداء والمعاداة تجاه الشعب الإيراني وشعوب العالم، ولكن لي خطاب وحديث بعدة عبارات إلى الهيئات والمنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان، أنتم تتحدثون عن حقوق الإنسان ولكن هنا لا توجد أية حقوق للسجناء حتى بقدر ما يحظى به الحيوان من حق.. أنتم تتحدثون عن الإمكانيات الصحية ولكن ليست الصحة هنا إلا وهمًا وحلمًا، كون مختلف الأمراض أصابته العدوى، و تنتقل من سجين إلى سجين آخر. إن ما تتصورونه ويخطر في بالكم عن الألم الحقيقي للسجين هنا أصغر وأقل بكثير مما أراه.. ولكن هناك أسئلة أشغلت دومًا ذهني والجواب عليها قد يفرج عن الكثير من همومي وآلامي: هل يمكن إصلاح سجون مثل ”كهريزك” و”رجائي شهر” (كوهردشت) في ظل النظام الإيراني الحالي؟ هل يمكن للنظام أن يبقى على السلطة من دون هذه السجون الرهيبة؟ متى وكيف؟ وما هي الأفكار التي تفرز بناء سجون مثل ”رجائي شهر”؟.

Continue Reading

إثيوبيا

إثيوبيا : جماعة الأحباش

Published

on

بقلم الكاتب السوداني/ محمد خليفة صديق

مقدمة:

إثيوبيا دولة إفريقية تقع في القسم الأوسط الشرقي من القارة، وتبلغ مساحتها حوالى مليون و223 ألف كلم مربع، ويربو عدد سكانها على 83 مليون نسمة، ينتسبون لثلاثة أجناس رئيسة: عرب نسباً ولغةً هاجروا إليها بعد الفتوح الإسلامية، وجنس من نسل العرب الذين هاجروا إليها قبل الإسلام، بجانب العنصر الزنجي، فهي تمثل نقطة امتزاج العناصر السامية والحامية، وتشير بعض الدراسات الإنثربولوجية إلى أنه تعيش في إثيوبيا 85 قومية، وكل منها تتكلم لغتها الخاصة، وأغلب هذه القوميات تدين بالإسلام، وعلى سبيل المثال قومية سلطي، وهم مسلمون 100%، وقومية أورومو، أكثر القوميات من حيث عدد السكان ونسبة المسلمين منها 80% ، وقومية العفر وهم كذلك مسلمون 100% ، بجانب القوميات ذات الأصول الصومالية.

وإثيوبيا في حقيقتها بلاد إسلامية، تحكمها أقلية نصرانية، تشربت الحقد على المسلمين بفعل الصليبيين الأوربيين، وبحسب بعض الإحصائيات يمثل المسلمون 60% من السكان قبل إستقلال أرتريا، وطبقاً للتعداد الرسمي للدولة أخيرا في إثيوبيا تمثل نسبة السكان المسلمين 34% من إجمالي سكان البلاد، حيث يضع التعداد الأغلبية للنصارى من الطائفة المسيحية الأرثوذكسية، ويدحض مسلمو إثيوبيا المزاعم التي تقول إنهم أقلية، ويقولون إن أعدادهم لا تقل عن 50 بالمائة من المواطنين، والحكومة تتعمد التحريف في أعدادهم لكي تحافظ على توازن القوى لصالحها.

وقد أكدت بعض المصادر تزوير نتائج الإحصاء السكاني الأخير عام 2007م، من هيئة الإحصاء المركزية في إثيوبيا، حيث قدر نسبة المسلمين في إثيوبيا بنحو 33,9 %، وجعل إجمالي تعداد النصارى يُقدَّر بنحو 62,1 % من إجمالي عدد السكان، يمثل منها النصارى الأرثوذكس 43,5 %، والنصارى الكاثوليك 18,6 %. وهذا الإحصاء طالته انتقادات عديدة من أطراف كثيرة، تَذكر حدوث أخطاء في طريقة إجرائه، فضلاً عن تأثره بالانقسامات السياسية، والعِرقية، والدينية في هذا البلد. وقد تسرَّبت أخبار عن تأثير جمعية القديسين الأرثوذوكسية، وحصول تزوير في النتائج، قبل أن يتمَّ التصريح بها من قِبَل الحكومة.

ونشر في موقع “رسالة الإسلام” حينها انتقادُ المسلمين، وعدم رضاهم عن هذا التعداد، ووصفهم له بأنه غير دقيق، واعتباره تمهيدًا لإضعاف الإسلام، وإيقاف انتشاره في البلاد، وأكَّدوا أن تعداد المسلمين الحقيقي في هذا البلد يتراوح بين 45 و50 % من إجمالي عدد السكان على أقل تقديرٍ.

وقد رفَضت محطات الراديو الإسلامية التي تُبَثُّ من أوروبا، وهما: راديو النجاشي”، وراديو (الهجرة الأولى) “فرست هجرا”، مؤكدة أنه أسقط من حساباته ملايين المسلمين، ورغم الظلم البيِّن الذي طال المسلمين في هذا الإحصاء، ورفْع تَعداد النصارى، فإن النصارى البروتستانت لَم تُعجبهم أيضًا نتائج الإحصاء، وشكَّكوا في دقة أرقامه. ورفض بعض النصارى البروتستانت نتائج الإحصاء، زاعمين أن أرقام تعدادهم يجب أن تزيد عما جاء في الإحصاء بنحو 7 %؛ ليشكِّل عددهم نحو 25 % من تعداد السكان، وهذا يدل على التأثير الأرثوذكسي على النتيجة بشكل ظاهر؛ إذ لا يكاد يوجد في إقليم الجنوب من النصارى إلا البروتستانت. ومما يدل على عدم وجود الدقة – ومما لا شكَّ فيه – عدم وجود الكاثوليك في البلاد، إلا أفرادًا من بقايا الاستعمار الذي لم يكتب له النجاح.

وفي حقبة الاستعمار منحت بريطانيا منطقة الأوغادين الصومالية المسلمة لإثيوبيا عام 1899م، نظير مساهمة ملكها منليك في إخماد الثورة المهدية بالسودان، كما قدمت منطقة هود الصومالية هدية أخرى لإثيوبيا عام 1955م عدا أرتريا وغيرها من الأقاليم المسلمة، ومن أشهرها إقليم هرر، وفيه مدينة هرر عاصمة الإسلام ومدينة العلم والمساجد، التى أنشأها التجار المسلمون في القرن الأول الهجري، وقد خضعت لإثيوبيا عام 1896م. ومدينة هرر هي مسقط رأس عبد الله الحبشي مؤسس فرقة الأحباش التى نتحدث عنها في هذا المقال.

من هم الأحباش؟

الأحباش-إثيوبيا-لبنان

“الأحباش” هي فرقة باطنية تنسب إلى زعيمها عبد الله بن محمد العبدري الهرري الحبشي، ويُطلِق الأحباش على أنفسهم اسم جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية، ويقدّمون أنفسهم على أنهم من أهل السُنّة، إلا أنهم يخالفونهم في العديد من المسائل العقدية والفقهية.

يُعتبر عبدالله الهرري المولود عام 1910م في مدينة هرر الإثيوبية، هو المؤسس لحركة الأحباش، وقد درس أصول الفقه وحفظ القرآن وهو ابن سبع سنوات، واستقر في مكة المكرمة لفترة زمنية قصيرة، وتعرّف هناك على عدد من العلماء، ثم ذهب إلى الشام ودرس في المسجد الأموي في دمشق علوم الحديث، وظهر نشاطه في سوريا عام 1950م، ثم انتقل إلى لبنان، وهناك وجد المأوى والنصير، واستغل ظروف الحرب الأهلية اللبنانية وتمكن من بثّ سمومه وكوّن أتباعه المنتشرين في العالم اليوم، حيث أسس جمعية عالمية هي جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية عام 1983م، ولهذه الجمعية أكثر من 33 فرعا في أنحاء العالم خارج لبنان، بجانب فروعها بالداخل، وتعتبر جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية هي واجهة نشاط الأحباش.

عبدالله الهرري

عبدالله الهرري

وبرز نشاط «الأحباش» في بيروت مع مطلع الثمانينات إثر تنافسهم مع الرجبيين، وهم أنصار الشيخ رجب ديب الذي تتلمذ على يد مفتي سورية السابق الشيخ أحمد كفتارو، حيث أسس الرجبيون جمعية الفتوة الإسلامية، وهي موجودة حتى اليوم ويرأسها الشيخ زياد الصاحب، غير أن الصراع بين الاحباش والرجبيين حُسم لمصلحة الأحباش التي تعزز موقعها لاحقاً مع تعزيز سورية لنفوذها العسكري والسياسي في لبنان.

وشارك الأحباش في الحياة السياسية اللبنانية، حيث فازوا بمقعد واحد في مجلس النواب لدورة 1992 (عبر عدنان طرابلسي)، وهي الانتخابات البرلمانية الأولى بعد انتهاء الحرب الأهلية، ولكنهم في دورة 1996 لم يفوزوا بأي مقعد نيابي، كما كان للأحباش دور في المجالس البلدية والاختيارية خصوصاً في مناطق وجود السنّة المنتشرة بين بيروت وطرابلس. كما أسست جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية مراكز صحية وإعلامية ودعوية وتربوية، مع العلم أن للأحباش حضوراً ليس في لبنان فقط بل في سائر بلاد الشام، وبدأ في الانتشار أخيرا في إثيوبيا. كما أن لهذه الفرقة أعضاء سياسيين وبجانب النواب في البرلمان اللبناني، لهم نواب في بعض الدول الغربية، ولها إذاعات ومحطات تلفزيونية، ودور نشر ومراكز أبحاث، ومن أشهر إصداراتهم مجلة (منار الهدى).

ومن المعتقدات الباطلة لهذه الفرقة أنها لا ترى وجوب الصلاة على مشايخها، وترى وجوب الزكاة في غير الذهب والفضة، وتؤمن بخلق القرآن الكريم، وتدعو إلى عبادة القبور وتقديس أضرحة الأولياء من المسلمين والنصارى، وعرفت هذه الجماعة بالدفاع الشديد عن الشرك حتى استحق مشايخها ودعاتها لقب (عبدة الموتى)، كما أنها تشجع السفور والتبرج للنساء، وتتطاول بالسب والشتم على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلٌم وأمهات المؤمنين بصفة أخص.

ومن أقوال شيخهم عبد الله الحبشي إنه إذا كانت لك حاجة فعليك بالاستغاثة بعبد القادر الجيلاني فيخرج من قبره ويعطيك حاجتك ثم يعود إلى قبره. كما عرف الأحباش بتعطيل صفات الله تحت ذريعة ما يسمونه بتنزيه الله عما لا يليق به.

وعرفت هذه الفرقة بالغطرسة والوسوسة، والتنكيل والتهديد بالقتل، بل والمشاركة في القتل حيث اتهم بعض قادة هذه الجماعة بالتنسيق مع حزب الله وإيران في تفجير موكب واغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في فبراير 2005م، حيث وردت أسماء بعض أعضائها في التقرير الأول للمحقق الدولي السابق ديتيلف ميليس، وكان بين هذه الأسماء أحمد عبد العال مسؤول العلاقات العامة والعسكرية والاستخباراتية في الجمعية ومحمود، شقيق أحمد، ثم مورست ضغوط معينة ضد بعض السياسيين في لبنان لإخراجهم من السجن فخرجوا بكفالة، حيث توجهوا أخيرا إلى أثيوبيا – أو أتِيَ بهم- ليمارسوا الدور نفسه مع حكومة أثيوبيا.

وقد تنبهت لخطر هذه الفرقة وضلالها هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية وعلماء الأزهر الشريف حيث أفتوا بأن هذه الجماعة ضالة مضلة لا صلة لها بالإسلام البتة، نظرا لمعتقداتها الباطلة. وقد أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية فتوى بشأن (جماعة الأحباش) بعد تلقيها أسئلة واستفسارات حولها. وبعد تفصيل في عقائد هذه الجماعة، قررت اللجنة ما يلي:

1- أن جماعة الأحباش فرقة ضالة، خارجة عن جماعة المسلمين (أهل السنة والجماعة)، وأن الواجب عليهم الرجوع إلى الحق الذي كان عليه الصحابة والتابعون في جميع أبواب الدين والعمل والاعتقاد، وذلك خير لهم وأبقى.

2- لا يجوز الاعتماد على فتوى هذه الجماعة؛ لأنهم يستبيحون التدين بأقوال شاذة، بل ومخالفة لنصوص القرآن والسنة، ويعتمدون الأقوال البعيدة الفاسدة لبعض النصوص الشرعية، وكل ذلك يطرح الثقة بفتاويهم والاعتماد عليها من عموم المسلمين.

3- عدم الثقة بكلامهم على الأحاديث النبوية، سواء من جهة الأسانيد أو من جهة المعاني.

4- يجب على المسلمين في كل مكان الحذر والتحذير من هذه الجماعة الضالة، ومن الوقوع في حبائلها تحت أي اسم أو شعار، واحتساب النصح لأتباعه والمخدوعين بها، وبيان فساد أفكارهم وعقائدهم.

الأحباش في أثيوبيا:

CLV8iw7WcAAvWsA

 

بدأ مؤسس الأحباش نشاطا محدودا في أواخر الثلاثينات من القرن الميلادي الماضي في إقليم هرر بأثيوبيا (مسقط رأسه)، واشتهر بتحالفه مع النظام المسيحي الإمبراطوري الإثيوبي لهيلا سلاسي ضد المسلمين، وكان سببا لإغلاق عشرات المدارس الإسلامية، وقتْل عدد من العلماء وتهجير الكثير من رموز الدعوة الإسلامية في إثيوبيا إلى المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر فرارا بدينهم، وقد عرف الهرري في تلك الفترة (بالشيخ الفتّان).

أما الظهور الحديث للأحباش في إثيوبيا فكان قبل أربعة أعوام تقريبا، حيث تشير بعض التقارير إلى تنسيق الحكومة الإثيوبية الحاليَّة -بسُلطتها التنفيذية- مع “المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية”، الذي عُرِف بتعويق قضايا المسلمين، لا بتحقيقها ودعمها منذ أمد بعيد، وقد حصل هذا المجلس أخيرا بحسب بعض المصادر على مبلغ 15.5 مليون دولار أميركي مقابل تغاضيه عن إطلاق يد جماعة الأحباش في المسلمين في إثيوبيا، لفرض عقائدهم على المجتمع المسلم في البلاد؛ بحجة القضاء على “التطرف والإرهاب”، الذي يمثله أهل السنة كما يزعمون.

قسيس (الكابتن في البحرية الأمريكية) جون كاتلر، فرقة العمل المشتركة المختلطة – القرن الإفريقي (CJTF-HOA) لإدارة الشؤون الدينية بأفريقيا، الى جانب أحمد الدين عبد الله شيللو، رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الإثيوبي، مع كتاب المزامير التوراتية بعد لقائهما 29 أبريل.

يشهد التاريخ المعاصر أنه لم يُعرَف لفرقة الأحباش نشاط دعوي في الساحة الإثيوبية، كهذا الذي يجري الآن، رغم أن المؤسس إثيوبي مولدًا؛ وذلك أنه في هذه المرة وجدت هذه الفرقة متمثلةً في واجهة الأحباش (جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية)، قبولاً رسميًّا لدى الحكومة الإثيوبية في حملة تعتبرها الحكومة خطوةً في محاربة خطر التطرف والإرهاب بزعمهم.

ويتهم مسلمو إثيوبيا الحكومة المركزية في العاصمة أديس أبابا بتشجيعها جماعة الأحباش وترويج أفكارها وسط مسلمي إثيوبيا، وأنها تحاول زرع الفتنة بين أبناء المسلمين لتحقيق أهداف سياسية، حتى أصبح مسلمو إثيوبيا بين أنياب ثلاثة هي: تدخل الحكومة في شؤونهم الدينية، وتعاونها مع جماعة الأحباش، ودفاع المجلس الأعلى الإسلامي الإثيوبي عنها ضد المسلمين، إلا أن الحكومة الإثيوبية تنفي تلك الاتهامات جملة وتفصيلا، ولكن يمكن القول إنه من المؤكد أن جماعة الأحباش تتلقى دﻋﻤًﺎ حكوميا، والدليل أنها تمكنت من السيطرة على المجلس الأعلى للمسلمين ومجلس القضاء الإسلامي.

وقد حاول المسلمون إخماد الأزمة قبل اشتعالها، فقرروا فتح حوار مباشر مع الحكومة لاحتواء الأزمة، إلا أن الحكومة رفضت استقبال ممثلي المسلمين وتجاهلتهم، مما جعل المظاهرات تندلع في أديس أبابا، وعدة مدن إثيوبية، بسبب تجاهل الحكومة لمطالب المسلمين ومواقفها التي لا يمكن وصفها إلاّ بالعدوانية، فيما تتهم الحكومة منظمي المظاهرات بالارتباط بتنظيم القاعدة، وتقول إن عناصر ملثمة توجد في صفوف المتظاهرين، وتحرّض على العنف، وتقول إنها عازمها على منع امتداد ما تصفه بـ “التشدد الإسلامي” من السودان والصومال المجاورتين، وتتهم المتظاهرين باستخدام الدين كغطاء سياسي للانقلاب على الحكومة وزعزعة استقرار وأمن البلد والسعي لإنشاء دولة إسلامية.

ويلخص بعض المراقبين العوامل التي أدت إلى توتر الأوضاع بين المسلمين والحكومة بتدخل السلطات في الشؤون الدينية للمسلمين، وارتفاع نسبة التعليم بين الشباب، واستخدامهم شبكات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى انتشار الفقر والبطالة والتهميش والتضييق على الحريات العامة، يرى آخرون أن الدافع الأول الذي يحرك المسلمين هو دفاعهم عن الإسلام، ضد الأحباش وضغوط الحكومة.

وتنفي الحكومة الإثيوبية علاقتها بجماعة الأحباش وترويج مبادئها، بينما يطالب المسلمين بوقف تدخل الحكومة في الشؤون الدينية للمسلمين، واختيار أعضاء المجلس الأعلى من المسلمين، وتخلي جماعة الأحباش عن أساليبها التي أثارت حفيظة المسلمين، وعدم تدخل الحكومة في شؤون مسجد أوليا بأديس أبابا.

كبير أساقفة كيب تاون ديزموند توتو في لقاء مع أحمدين عبد الله شيللو

كبير أساقفة كيب تاون ديزموند توتو في لقاء مع أحمدين عبد الله شيللو

ويعد مركز “أوليا” الذي هو أكبر مركز إسلامي، وهو مقرَّ هيئة الإغاثة الإسلامية التابعة لرابطة العالم الإسلامي، وهو أكبر إنجاز حقَّقه أبناء المملكة العربية السعودية هناك، وهو مجمع إسلامي بجميع مرافقه، ودور تعليمه، من الروضة إلى الكلية الجامعية. ولكن المجلس الأعلى سلّم هذا المجمع للأحباش ليكون مركزًا لنشر الضلال والانحراف، بعد أن كان رمزًا لدعوة التوحيد والسنة على مرِّ العقود الماضية.

وفتح الأحباش لهم فروعاً رسمية في كثير من الأقاليم في إثيوبيا، وحصلوا على الرخص الرسمية لمزاولة أعمالهم من الدولة، بل وتمكن الأحباش من اختراق المجلس الأعلى لمسلمي إثيوبيا، بل إن رئيس المجلس الشيخ أحمد ديني من أتباعهم المخلصين، فالفرقة تقوم بتنفيذ أنشطتها بغطاء المجلس الأعلى لمسلمي إثيوبيا بكل سهولة ويسر، وتتستر بنشر الدعوة الإسلامية باسم أهل السنة والجماعة فهي ظاهرا: صوفية قادرية طريقةً، أشعرية عقيدةً، شافعية مذهباً، مسايرةً لعوام المسلمين وخداعهم، غير أنها حقيقةً فرقة باطنية مندسّة في المسلمين.

ونظراً لقرب مقر أصل الفرقة (مدينة هرر) من منطقة أوغادين الإثيوبية ذات الأغلبية المسلمة، فإن الجماعات الصوفية في أوغادين لها علاقات قديمة مع أتباع الهرري زعيم الطائفة، ونظرا لاختراق الفرقة لقيادة المجلس الأعلى لمسلمي إثيوبيا على المستوى الفدرالي والولائي، تمكنت بواسطة المجلس من تحجيم أو منع أنشطة أهل السنة والجماعة بزعم محاربة ما يسمونه بالوهابية، وتمكنوا من إغلاق 14 مسجدا في مدينة جكجكا وحدها، قبل عدة أعوام، بأمر من الشيخ ندير بن سيد نور رئيس المجلس الأعلى فى أوغادين آنذاك، وهذا الشيخ هو رأس الحربة في محاربة الدعوة الإسلامية في ذلك الإقليم، وهو ابن لشيخ طريقة صوفية مازال الناس يطوفون حول ضريحه، وتم ترشيحه من قبل طائفته مندوبا لإقليم أوغادين لدى اللجنة العليا للفتاوى الإسلامية في إثيوبيا بأديس أبابا، بعد طرده من رئاسة مجلس الإقليم من قبل الحكومة المحلية بسبب القلاقل والفتن التي ثارت بسبب إغلاق المساجد.

مسالك الأحباش لنشر أفكارهم بإثيوبيا:

لبنان-أحباش-إثيوبيا

تتخذ هذه الفرقة غطاء لنشر مذهبها بأسلوبين خطيرين يظهر للمتأمل بأنه تم دراستهما بدقة متناهية من قبل جهة استخباراتية عليمة، فحين تتعامل مع الأنظمة والدول فهي تستخدم شرعية المجلس الأعلى لمسلمي إثيوبيا، وتوظف قياداته ورموزه لتنفيذ معتقداتها وأفكارها، وترفع شعار محاربة القاعدة والجماعات الإرهابية. وحين تواجه العامة والمسلمين العاديين فهي ترفع شعار نشر دعوة أهل السنة والجماعة (مذهب الأشاعرة) وحماية أولياء الله وعلماء الطرق الصوفية من الوهابية والفرق المبتدعة حسب زعمهم، ويقصدون بذلك كل ما له صلة بأهل السنة، كما أن لهذه الجماعة مراكزها الخاصة بها المرخصة من قبل الحكومة رسميا، والتي تقوم بدورها السرّي لنشر مبادئها الخاصة وبرامجها التنظيمية.

وقد ضاعف الأحباش في الآونة الأخيرة أنشطتهم في إثيوبيا بصورة معلنة، فقاموا بجمع قيادات مختارة من كل الأقاليم الإثيوبية وعقدوا لهم دورات تنظيمية وإدارية فصلية باسم (دورات دعوية) استمر بعضها أكثر من شهر، وزودوا المتدربين بكتب ومذكرات علمية أعدت في لبنان، وكان كل القائمين بالتدريس وتأهيل القيادات أساتذة من لبنان وقد وصل عددهم في بعض الدورات 44 أستاذا ومحاضرا، وتم تغطية كل تكاليف هذه الدورات من تذاكر وفنادق وتكاليف المعيشة من قبل مركز الأحباش في أديس أبابا، وكان من بين هؤلاء المتدربين 45 قياديا صوفيا من إقليم أوغادين، تم انتقاؤهم بدقة من الطرق الصوفية المختلفة، وذلك لضمان ولاء جميع الطرق والأشاعرة للأحباش، كما قام الأحباش بجمع 90 شخصية من قيادات القبائل من المحافظات ذات الكثافة الإسلامية في مركز الأحباش في مدينة هرر وتم تدريبهم وتأهيلهم فكريا وعقديا، ووزعت عليهم هدايا رمزية بالإضافة لتغطية كافة التكاليف المرتبطة بالدورة.

وكل هذه الأنشطة والتحركات التنظيمية تكشف بلا شك أن كل هذه المبالغ التي تدفع بسخاء لا تأتي بصورة بريئة أو عشوائية، كما يظهر بوضوح بأنها لا تمت بصلة بالأنشطة التقليدية المعروفة من قبل أهل الطرق، وقد وعد الأحباش في كل دوراتهم بأنهم سيقومون بفتح مدارس نظامية في طول البلاد وعرضها، وأنهم سيفرغون جميع الدعاة والمدرسين بمرتب قدره 250 دولارا لكل داعية محلي ليست لديه (شهادة جامعية)، وأما من لديه شهادة جامعية فسيتم تعيينه في مهمة إدارية أو تنظيمية وبمرتب مغر حسب وصفهم.

ومن الأنشطة الدعوية المعلنة للدورات، دورة هرر الأولى التي في مركز الأحباش في مدينة هرر برعاية المجلس الأعلى لمسلمي إثيوبيا، وحضرها جمع كبير من كل الولايات، وكان من بينهم 120 شيخا من الطرق الصوفية النشطة في إقليم أوغادين في إثيوبيا بقيادة الشيخ ندير سيد نور، بالإضافة إلى هيئة تدريس الدورة وهم أستاذة لبنانيون من جماعة الأحباش، وتم تدريس مواد مختارة في الدورة، منها: حكم الذكر مع ضرب الدفوف، وفضل التوسل بالأنبياء والصالحين، وجواز تعليق التميمة، وجواز الاستغاثة بالمخلوق، والبيان بأن القرآن الكريم مخلوق، وفضل الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، وفضل زيارة القبور وشدّ الرحال إليها، وتم خلال هذه الدورة توزيع عدد من الكتب، منها كتاب عمدة الراغب، وكتاب فضائح الوهابية، وكتاب التعاون، وكتاب ضلالات ابن تيمية.

أما دورة أديس أبابا، فقد عقدت في مركز الأحباش في أديس أبابا، وحضرها 270 مندوبا من جميع الولايات الإثيوبية من بينهم 25 شيخا من إقليم أوغادين، وكان كل الأساتذة الستة من لبنان وقدموا للمتدربين أنشطة متنوعة من المحاضرات والمذكرات كما وزعوا كتبا منها: فضائح الوهابية، والهدي الواضح في عقيدة السلف الصالح، وضلالات ابن تيمية، وانتبه دينك في خطر، والحروريات الضالة على منهج ابن تيمية.

ثم عقد الاحباش مؤتمر هرر العام، بعد نجاح الدورات السابقة حيث خلا الجو لهم، وكان عقد هذا المؤتمر في مركزها في هرر، يشكل قفزة نوعية هي الأخطر من نوعها، فهذا المؤتمر دعي إليه أكثر من 2000 شخصية من كل الولايات الإثيوبية، وافتتحه وزير الشؤون الفدرالية الدكتور شفرو، ورئيس المجلس الأعلى لمسلمي إثيوبيا الشيخ أحمد ديني، وكان الدكتور سمير الرفاعي رئيس بعثة الأحباش من لبنان هو المسئول عن التحضير للمؤتمر، كما كان هو الشخصية الدينية والداعية الأهم للمؤتمر.

وقد أفتى الرفاعي علنا أمام الجميع في هذا المؤتمر، وبصورة لا حياء فيها بأنه لا تصح الصلاة خلف أئمة الحرمين الشريفين لأنهم ليسوا بمسلمين، وقد حضر المؤتمر جلّ رؤساء المجالس لدى الولايات من بينهم الصومالي شيخ جامح جوليد، ومندوب المجلس من الإقليم في أديس أبابا شيخ شريف عبد الله تمويني، وشيخ ندير وغيرهم من رؤساء المجلس لدى كل المحافظات، ومن بين الضيوف لهذا المؤتمر الملحق الثقافي للسفارة الإسرائيلية في أديس أبابا وجمع غفير من الشخصيات الدينية التقليدية من كل الولايات. وكل هذا يتم بدعم إعلامي ولوجستي ومالي سخي من فرقة الأحباش بلغت تكاليفه أكثر من 295 ألف دولار، وبغطاء رسمي من المجلس الأعلى لمسلمي إثيوبيا، ومن بين المحاور التى نوقشت في هذا المؤتمر الأخير في هرر: محاربة مبادئ التطرف الوهابي، وتكريس مبادئ الديمقراطية، وتقارب الأديان.

ورغم نجاح الأحباش في كسب تأييد الدولة لتوجهاتهم الموصوفة بالإسلام المعتدل، إلا أنهم ارتكبوا حماقات مكشوفة أظهرت لكثير من المسلمين نواياهم الخبيثة، ومن بين هذه التصرفات تكفيرهم لأئمة الحرمين، ودعوتهم لزيارة أضرحة القساوسة النصارى والمسلمين معا بدعوى أن الأولياء من الجانبين لا فرق بينهما، ومصادرة مراكز إسلامية كانت منارة للعلم والتعليم مثل المدرسة الأولية والكلية الأولية التابعتين لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بالمملكة العربية السعودية، بل يروي بعض من حضر دوراتهم أنهم لاحظوا وجود الصليب لدى بعض المحاضرين اللبنانيين مما يعني أن بعضهم على الأقل مستشرقون لا صلة لهم بالإسلام.

الأحباش والرافضة:

Hezbollah chief  Hassan Nasr and al-Ahbash leader Sheikh Hussam Qaraqira

زعيم “حزب الله” حسن نصر برفقة زعيم “الأحباش” حسام قراقيرة

 

قام الملحق الثقافي لدى السفارة الإيرانية في إثيوبيا أخيرا بافتتاح مركز ثقافي وأبرم اتفاقية تعاون مع المجلس الأعلى الإسلامي الإثيوبي، وبموجب هذه الاتفاقية يتلقى المجلس من السفارة الإيرانية سنويا دعما ماديا كبيرا، بجانب ما يقدمه حزب الله اللبناني وأغنياء الشيعة من دول الخليج.

كما تسعي إيران للحصول على ترخيص من قبل الحكومة الإثيوبية لافتتاح قسم للغة الفارسية بجامعة أديس أبابا، كبرى جامعات البلاد، وتقوم لأجل ذلك بمغريات متنوعة، في حين لا يجد أهل السنة في إثيوبيا مَن يغطي تكاليف القرطاسية التي لا تتجاوز 30000 دولار سنويا للقسم العربي لدى جامعتي أديس أبابا- كبرى الجامعات الإثيوبية التي تضم أكثر من 70 ألف طالب وطالبة، وجامعة جكجكا التي تضم 15 ألف طالب وطالبة- وهذا القسم العربي الذي افتتح بعد جهود مضنية من قبل أهل الخير أصبح من حيث الأهمية؛ القسم الثاني بعد القسم الإنجليزي متفوقا على كل الأقسام الأجنبية في فترة قياسية، ويواجه طلاب القسم صعوبة بالغة في الحصول على أجهزة الحاسوب والمكتبة العلمية، وكذلك وسائل المواصلات وخدمة الإنترنت، وتسعى السفارة الإيرانية لتبني القسم العربي نفسه حالياً بعد حالة الإهمال التى يعانيها.

ومن مظاهر علاقة الأحباش بالرافضة سبّهم لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، كما عرفوا باعتماد عبارات في العقيدة تبين أنها مأخوذة من كتب الشيعة الرافضة، وأهمها كتاب التوحيد لابن بابويه القمي الملقب بالصدوق.

ويرى بعض المراقبين أن هناك تنسيقا بين الرافضة في المنطقة عموما، حيث تزايد الوجود الرافضي في جمهورية الصومال المجاورة بعد المجاعة التى حدث خلال الأعوام الماضية في جنوبها، حيث تزايد التدخل الإيراني في العاصمة الصومالية، وقامت السفارة الإيرانية هناك بافتتاح مراكزها الثقافية والصحية والغذائية والتعليمية، مستفيدة من الحاجة والمأساة الإنسانية التي لا حدود لها، بسبب الفراغ الحكومي وانعدام الحسّ الشعبي بخطورة هذا التدخل الرافضي، ومعلوم أن المنطقة الصومالية (أوغادين) في إثيوبيا هي امتداد لشعب الجمهورية الصومالية المجاورة لها وتتأثر به ثقافيا نظرا لوحدة اللغة والدين والمذهب والنسب فهم شركاء في السراء والضراء.

خاتمة:

لا تزال فرقة الأحباش تصول وتجول في طول إثيوبيا وعرضها، وفي يدها زمام المجلس الأعلى لمسلمي إثيوبيا وهو المعترف به رسميا كممثل للشؤون الإسلامية على المستوى الفدرالي ويتحكم في كل الأمور بما يلزم كافة الولايات بالعمل تحت إدارته، رغم أن منطقة أوغادين قد طردت فرقة الأحباش ومجلسها من الولاية، مما جعل المجلس الأعلى يضايق المجلس المنتخب بمنطقة أوغادين وحرمه من مستحقاته المالية والإدارية والمنح الدراسية ونحوها مما أثر سلبا على عمله.

وقد لفت الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في بيان له قبل فترة لمحاولات الحكومة الإثيوبية لإحداث فتنة الأحباش التابعين للضال عبدالله الهرري، حيث تحاول أن تجعل الأحباش ذوي أغلبية في المجلس الأعلى للمسلمين وهذا ما يراه المسلمون تدخلاً صارخًا في الشؤون الدينية، وزرعًا للفتنة بينهم لتحقيق أهداف سياسية للحكومة ونتجت عنه موجة احتجاجات عارمة من المسلمين، منتقدا شنّ الحكومة لهجمة ضد الدعاة والشباب الملتزمين بتهمة “الإرهاب” والقاعدة، والزج بمئات منهم في السجون مع ممارسة التعذيب، وأُقحمت بعض مساجدهم وأغلقت معظم صحفهم ومجلاتهم”.

ودعا الاتحاد الحكومة الأثيوبية لرفع الظلم والحيف عن المسلمين، ومنح الحرية الدينية، وحق اختيار ممثليهم، وبتحقيق مساواتهم مع النصارى في الحقوق والواجبات، كما طالب الحكومة بالحوار مع ممثلي المسلمين من العلماء ورؤساء القبائل والمصلين للوصول إلى صيغة تعايش سلمي دائم يحمي الحقوق والحدود، محذرًا من أن المضي في سياسة العنف والبطش والسجن والاتهامات الباطلة لعموم المسلمين وإحداث الفتنة بينهم قد ثبت فشلها في العالم أجمع.

كما أبدى الاتحاد استعداده للقيام بزيارة إثيوبيا من خلال وفد رفيع المستوى برئاسة أمينه العام للاطلاع على أوضاع المسلمين على كثب، والحوار مع الحكومة ومع العلماء فيها لتحقيق الأمن والاستقرار والتعايش السلمي القائم على العدل والمساواة.

ويحتاج أهل السنة في إثيوبيا لإنشاء مراكز دعوية في البلاد لتتصدى لخطر الأحباش، وتفريغ دعاة من أبناء إثيوبيا بالجامعات الإسلامية في العالم ليقوموا بدورهم الدعوي هناك، والتصدى لشبهات الأحباش، بجانب إنشاء دور للنشر والتوزيع لطباعة المناهج والكتب العلمية لمواجهة منشورات وكتب الفرق الضالة.

كما يحتاج المسلمون إلى إنشاء معاهد وكليات إسلامية وتربوية ومدارس (على الأقل مدرسة واحدة) في كل محافظة من محافظات البلاد في المرحلة الأولى لاستيعاب طلاب كل المراحل التعليمية الضرورية قبل أن تنتشر المدارس التي وعدت فرقة الأحباش بافتتاحها، مع تأمين منح دراسية جامعية لخريجي الثانويات والجامعات الإثيوبية لتسليحهم بالعلم النافع وتحصينهم فكريا وعقديا، وإنشاء وتأسيس أوقاف إسلامية اقتصادية إستراتيجية ذات مردود مالي لتغطية احتياجات الدعوة سيما في أديس أبابا وغيرها من المناطق.

كما يعاني المسلمون في إثيوبيا من الربط الدائم بين المسلمين والإرهاب في وسائل الإعلام الحكومية في البلاد فهناك حملات إعلامية مكثفة حيث تعرض الحكومة أفلاما وثائقية مزورة وقائمة على البتر والتلفيق تصوّر أن “الوهابية” يخططون لإبادة غير المسلمين، وأنهم متطرفون بجميع مراكزهم ومؤسساتهم سوى مؤسسات الأحباش التي ترعاها الحكومة، وتسخّر لها كل ما تحتاج إليه من الوسائل والدعم المالي، ويأتون بوثائق مصورة لاعتداءات حصلت قبل سنين عديدة بالقتل وإحراق بعض الكنائس من قِبل البعض.

ومع كل يوم جديد نسمع أخبارًا سيئةً عن سيطرة الأحباش على مساجد أهل السنة، وعلى مؤسساتهم، أو إغلاق المساجد التي رفض أهلها تسليمها للأحباش، واعتقال بعض الدعاة والمسؤولين، وتهديدهم، وإغلاق المدارس والمؤسسات، لا سيما في المدن خارج العاصمة أديس أبابا.

مراجع:

0- موقع الراصد

1-  جميل عبد الله المصري، حاضر العالم الإسلامي وقضاياه المعاصرة، (الرياض: مكتبة العبيكان، 2001م).

2-  إبراهيم كنتاو، إثيوبيا بين مطرقة فرقة الأحباش وسندان التشييع، تقرير موجود على موقع المسلم.

3-  مسلمو إثيوبيا والحكومة يتبادلون الاتهامات، تقرير على موقع الجزيرة نت، على الرابط:www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2012/7/26

4-  أبو سالم عبدالله بن يوسف الإثيوبي، تقرير عن أهل السنة في أثيوبيا، منشور على موقع شبكة الألوكة.

5-   مقابلات مع طلاب مسلمين من جمهورية إثيوبيا بجامعة إفريقيا العالمية بالخرطوم.

Continue Reading

أخبار

كوبا: حصري/معتقل غوانتانامو.. مشهد يومي في رمضان، وفشل خطة إغلاقه المزعومة

Published

on

By

غوانتانامو – كوبا | أحوال المسلمين

معتقل غوانتانامو … مشهد يومي في رمضان الماضي

يتجهون لصلاة الفجر في صباح رمضان بالبناء المشترك بالسجن، واحداً تلو الأخر من المحتجزين داخل القسم وهم يرتدون زيّ لونه خليط من الأبيض، والبيج والبني، يقومون بتنظيف أسنانهم، استعدادًا لصوم يوم طويل

في معتقل غوانتانامو ينقلب نظام الحياة اليومية رأساً علي عقب في رمضان، حيث يقضي حوالي 116 أسير رمضانه الرابع عشر في هذا المعتقل بينما ولأول مرة وجود حراس من الجيش الأمريكي، يقومون بتأمين الأسرى

ramadan20wmm

دروس الفن لاتزال تقدم يوما بعد يوم، ولكن الحضور أقل، ولا يزال المحامون يحاولون ترتيب زيارات أسبوعية، ولكن القليل منهم يقوم بهذه المحاولة، مباني السجن تضج بالنشاط في الليل حيث يكون هناك فترات طويلة للصلاة، وبعض الأسرى يقوم بمشاهدة الفضائيات بحثا عن أخبار أو علماء تلقي الخطب الدينية، والبعض يلعبون كرة القدم في وقت متأخر من الليل أو قبل الفجر، ويتم إعطاء المضربين عن الطعام أنبوب تغذية في الليل، ويتم تسليم معظم الأدوية في الليل، أيضا

ramadan09wmm

يتم تسليم الوجبات وقت الغروب لكسر الصيام. ولكن هذا العام، لسبب غير مفهوم، لا يوجد لحم “ضأن” في الوجبات بالإضافة الي عدم وجود التمر والبقلاوة في وجبة الإفطار والتي تعتبر من العادات الثقافية في مجتمعهم، حيث كان يسلط الضوء في السنوات الماضية علي فريق المطبخ لإ\اهتمامهم بالناحية الإجتماعية للمعتقلين، وقد لامهم المستشار الثقافي للسجن لعدم وجود الضأن وهذا دليل أن قوائم الطعام لم يتم مناقشتها لاختيار محتواها

ramadan10wmm

يذكر التقرير أن الحالة النفسية للمعتقلين الـ 116 جيدة، وذلك بفضل إطلاق سراح ستة أسرى يمنيين قبل رمضان، يوم 13 يونيو وترحيلهم إلى عمان، وبرحيلهم يرتفع عدد المفرج عنهم من رمضان الماضي إلى 33 معتقل

ويقول ” زاك” وهو مستشار ثقافي مكلف من قبل وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) – مسلم أمريكي الجنسية – إن المعتقلين يبدون أكثر امتثالا وطواعية في رمضان ويأملون كل عام أن يكون هذا أخر رمضان يقضونه في السجن

ramadan18wmm

ولكن ” المعتقلين العدوانيين” – كما تم وصفهم – من تراكمت عليهم أيام تأديبية بسبب إلقاء فضلات علي الأرض أو إهانة الحراس وركلهم حصلوا علي صفحات بيضاء وأصبحوا مؤهلين للمكوث في زنازين جماعية، ولكن يستثني منهم المضربون عن الطعام حيث يمكثون في زنازين منفردة لأسباب صحية وأمنية. لا أحد يستطيع أن يقول كم عدد المضربين عن الطعام هناك لأنها قاعدة عسكرية سرية، وقبل يومٍ واحد من إصدارعفو من الكولونيل “ديفيد هيث” والذي يُطلَق عليه “عفو رمضان”، كان 12 من أصل 116 في حالة تأديبية، لعدم امتثالهم الأوامر وبحلول يوم 19 من شهر رمضان قام أربعة منهم بكسر القواعد ليعودوا مرة أخرى إلى الحالة التأديبية

وكان أحد المعتقلين قد قضى أكثر من 1500 يوما تأديبيا، وفقا لقائد المعسكر 5، ولكنه فقد الامتيازات في أيامه التأديبية. فبعد أن كانت لائحته تدل على أنه أصبح ممتثلا للأوامر، عاد في أقل من 24 ساعة في رمضان لفترة تأديبية مرة أخرى لرفضه أن يترك ساحة الترفيه، فتراكمت عليه أيام تأديبية إضافية، فيُمنع بذلك من الخروج، ويأخذ كتاب بدلاً من كتابين، ويأكل ويصلي في نفس المكان

ramadan22wmm

ولكن كما ورد بالتقرير، أن بحلول يوم 20 من شهر رمضان، قد أحسن 112 من الأسرى سلوكهم، وذلك يتناقض مع تصريحات الجنرال البحري للقيادة الجنوبية “جون كيلي” قبل أسبوع من صدور التقرير؛ إذ قال إن الأسرى في غوانتانامو مطيعون أحياناً، ولكن معظمهم يبدو عليهم التمرد والعنف، ومن بينهم أبغض وأعنف رجال على كوكب الأرض، حسب قول الجنرال. وود في التقرير أيضاً رفض ظابط في الجيش الأمريكي إعطاء أرقام دقيقة عن عدد المضربين عن الطعام قائلاً إن أقل من عشرة من المضربين يحتاجون أنابيب غذائية

ويقول ظابط في القوات البحرية الذي يدير برنامج الصحة النفسية في السجن، إن عدم الاستقرار في اليمن هو السبب وراء عدم استقرار الصحة النفسية للمعتقلين حيث أن 70 من الأسرى يمنيين، ويرون ما يحدث لأمتهم في التلفاز، ويتلقون مكالمات ورسائل من عائلتهم يصفون لهم ما يحدث في اليمن، وأضاف: “إننا نمضي وقتًا كثيرًا في معالجة هذا الأمر

1437586480049689400

ويقول “هيث” إن المعتقلين يستمتعون برمضان على ما يبدو، واصفًا المخيمات بأنها هادئة بشكل كبير ومنظمة، ويشير إلى أن المعتقلين يقضون الليل بطوله في إقامة الصلاة بينما نقوم نحن بتحضير جداولنا ويتم تقديم الوجبات والأدوية في الليل بالإضافة إلى وجبة خفيفة في منتصف الليل ووجبة أيضًا قُبَيل الفجر

يُذكر أن قادة من المجتمع الإسلامي قد دعت إدارة أوباما قبل شهر رمضان لإعادة النظر في سياستها ضد المعتقليين المضربين عن الطعام فيما يتعرضون له من تغذية قسرية خاصةً أثناء رمضان

فصرَّحت الحكومة الامريكية أنه سوف يتم إحترم نهار شهر رمضان وسيتم منع التغذية القسرية على أن يتم إجبار 45 من المعتقليين علي التغذية القسرية ليلاً فقط، ولكن ردَّت الجماعات الاسلامية على ذلك معتبرة رفض الولايات المتحدة طلبهم بمنع التغذية القسرية في رمضان بأنها تزيد الطين بلة

وصرَّح “إبراهيم هوبر” المتحدث الرسمي لمجلس العلاقات الأمريكية-الإسلامية (كير) قائلاً: “نحن نؤمن أنه من الخطأ إجبار المعتقلين في أي وقت ولكنه أمر محزن فعل ذلك لاسِيَّما في رمضان”، وأضاف: “إنها ليست مجرد قضية دينية، ولكنها أيضاً قضية تنتهك حقوق الإنسان، والمعايير الدولية وأخلاقيات مهنة الطب

وقد أعرب الدكتور عزام التميمي، أحد قياديّي الجالية الإسلامية في بريطانيا، عن أمله في أن تعيد إدارة أوباما النظر، قائلاً إنه مع بداية شهر رمضان، فإن هذه المسألة تضع الحكومة الأمريكية في وضعٍ محرج، وأنه يجب علي الرئيس أوباما إتخاذ قرار شجاع لإنهاء ذلك الوضع

يذكر أيضاً أن مغني الراب المسلم “ياسين باي”، المعروف باسمه “موس ديف”، قد خاض تجربة تطوعية مصورة لما يسمى بـ”التغذية القسرية” للمضربين عن الطعام داخل معتقل خليج جوانتانامو بكوبا، احتجاجاً على حبسهم دون محاكمة، الأمر الذي جعله ينفجر في بكاء شديد، جراء القسوة التي شهدها خلال التجربة
وبنيت التجربة، التي أشرفت عليها صحيفة “الجارديان” البريطانية، على تعليمات وثائق سرية نشرتها قناة “الجزيرة”، بعد تسريبها من داخل المعتقل، واحتوت الوثائق على تعليمات وتوجيهات توضح الطرق التي يجب اتباعها من قبل الفريق الطبي داخل المعتقل

Mos

وكانت صحيفة “الجارديان” نشرت في 2013 تقريراً عن عدد المضربين عن الطعام من سجناء المعتقل، والذين بلغوا بحسب مصادرها 45 من أصل أكثر من 100 معتقل، “وقد تزايد العدد بالطبع” وذكرت الصحيفة أن إجراء “التغذية القسرية”، يتم بإشراف من عناصر الجيش الأمريكي
ووصفت صحيفة “الهافينجتون بوست” الأمريكية هذا الإجراء بـ “القاسي” و”اللاإنساني”، نظراً لما يقتضيه الإجراء من تثبيت المعتقل في كرسي ثابت لأكثر من ساعتين، يتم خلالهما إمداده بمكملات غذائية سائلة بطرق وحشية

وبحسب الوثائق المسربة، يقوم مجموعة من حراس السجن بتثبيت المعتقل على كرسي طبي ثابت، وتوثيق يديه وقدميه ورأسه بأغلال جلدية حتى لا يتمكن من الحركة، ليأتي دور الفريق الطبي الذي يقوم بإدخال أنبوب بلاستيكي بطول 61 سم داخل التجويف الأنفي للمعتقل حتى يصل معدته، ومن ثم دفق السائل المغذي داخل جسمه

وتوضح الوثائق أن الإجراء يستغرق قرابة الساعتين، بعدها يتم حبس المتهم في زنزانة خالية من الماء، ومراقبته لمدة ساعة كاملة، حتى إذا ما حاول التقيؤ تتم إعادة الجلسة من جديد

وذكر “ياسين باي” أثناء تطوعه لخوض التجربة أنه لم يستطع إكمالها من شدة الألم الذي شعر به لحظة إدخال الأنبوب، واصفاً إحساسه بما يشبه الحريق داخل رأسه، إضافة إلى الرعب من الاختناق لحظة وصول الأنبوب إلى حلقه

هذا وتتعدد أسباب المعتقلين في الإقبال على الإضراب عن الطعام، من ضمن تلك الأسباب إبقائهم كل هذه السنوات دون محاكمة بل دون تهمة حقيقية مثبتة، أو احتجاجا على مصادرة حاجياتهم الشخصية بما فيها الصور والرسائل الشخصية، بالإضافة إلى سوء التعامل مع نسخ القرآن الكريم خلال تفتيش زنازينهم

ويكلف الإضراب عن الطعام الحكومة الأمريكية ما يقرب من 300 ألف دولار، لشراء المكملات الغذائية السائلة البديلة

هذا وقد تم الإفراج عن المعتقل السعودي الجنسية “عبد الرحمن شلبي” في يونيو من هذا العام بعد أن أضرب عن الطعام لمدة تسع سنوات احتجاجا على بقائه في غوانتانامو منذ 2002 ويعد من أوائل المعتقلين فيه

السعودي-عبد-الرحمن-شلبي-

وكان “شلبي” قد بدأ إضرابا عن الطعام في عام 2005، مع سجينٍ آخر أُفرج عنه، ليكون إضرابه عن الطعام هو الأطول بين جميع السجناء المحتجزين في القاعدة الأمريكية، وكان يتناول الطعام أحيانًا قليلة، حتى إن وزنه انخفض إلى أقل من 101 رطل، وقال محاميه إن اللجنة تعلم أن مسؤولي السجن قاموا بتغذيته عن طريق أنبوب أنفي مَعِدِي يوميًا لمدة تسع سنوات

وتشير تقارير إلى أن “شلبي” كان أحد الحراس الشخصيين لأسامة بن لادن، موضحةً أنه كانت تربطه علاقة بخالد شيخ محمد قائد العمليات الخارجية بالتنظيم؛ لذلك جرى اعتقاله وإدراجه في قائمة الشخصيات الخطرة التي لا يمكن الإفراج عنها

هذا وصرح المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إرنست، أن إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بدأت ما وصفها بـ”مرحلة نهائية”، ضمن خطتها لإغلاق معتقل “غوانتانامو”، التابع للجيش الأمريكي

وقال المتحدث الرئاسي، في تصريحات له يوم الأربعاء الماضي: “لقد كان ذلك أحد الأمور التي عمل عليها مسؤولو الأمن القومي في هدوء لبعض الوقت”، في إطار رده على سؤال حول تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” أشار إلى تعثر خطة إغلاق المعتقل سيء السمعة

وذكرت الصحيفة أن خطة إغلاق المعتقل الواقع في خليج غوانتانامو بكوبا، والتي كانت من أبرز وعود الفترة الرئاسية الأولى للرئيس أوباما في العام 2009، قد تداعت وانهارت مجدداً

Continue Reading

العالم الإسلامى

«هولوكست الجهاد» حماس و «الركن السابع» من الإيمان! بقلم/ د. أكرم حجازي

Published

on

بقلم/ د. أكرم حجازي في تاريخ 21/8/2009

الفرق بين البحث المؤصل والتحليل الموثق بأسانيده من جهة ورص الكلام، من جهة أخرى، على عواهنه بلا ضابط أو سند يوثقه ويدلل عليه كالفرق بين الضياء والظلام. لا يمكن أن يستويان. فالأول جلي واضح وضوح الشمس والثاني من قبيل الحشو والجهل المدقع إن لم يكن من الافتراء بعينه. هناك موضوع واحد لما جرى في مسجد ابن تيمية، وهو المذبحة ….

 

• مذبحة ارتكبت بدم بارد واستمرت وما زالت وقائعها جارية حتى اللحظة، وتكررت في غير زمان سابق.

• مذبحة ارتكبت عن سبق إصرار وترصد، واتخذ قرارها على أعلى المستويات السياسية في حماس من إسماعيل هنية فما دونه.

 

فهل يقتضي منا الإنصاف أن نصمت ونبرر وندفن رؤوسنا بالرمال بينما ثمة العشرات من الناس أزهقت أرواحهم ومثلهم جرحوا ومئات اعتقلوا وغيرهم أعدموا في سيارات الإسعاف والمستشقيات والمعتقلات وكأننا في ساحة حرب مع اليهود؟ هل هذا هو الإنصاف والعدل؟ وهل يكون الانتصار للحق والحقيقة فتنة وتحيزا؟ بينما الكذب والدجل والفجور والتباكي والنفاق هو الفعل الأولى والأوجب بالاقتداء بحجة دفن الفتنة؟ بأي عقل هذا؟ وبأي شرع يصح؟

 

كل ما فعلناه، كالعادة، أننا قمنا بالرصد والتقصي والتدقيق في كل كلمة وتصريح وإعلان وبيان وصورة وفعل وتسجيل. وأتينا بها دلائل ثابتة قاطعة من مصادرها بالذات دون أن نمسها إلا من التعليق عليها. فمن كان لديه ردّ على أي موضوع بحث أو نص فليفعل، إن استطاع دون تردد، لكن بنفس المنطق الملتزم بشروط المنهج في التقصي والبحث والنقد، وعبر الأسانيد والوثائق، وليس عبر الاتهامات الممجوجة التي حذرنا منها، وتلقينا منها، كما ونوعا، ما يفيض عن حاجة الشياطين حين تعزم على التحضير لفتنة ما. والعجيب أن أحدا من هؤلاء لا يتوقف للحظة عند الآلة الإعلامية الضخمة لحماس والإخوان المسلمين وكذا المساندة لهما وهي تسوق الأكاذيب بما تنوء من حمله الجبال، بينما يتربص هؤلاء بمجرد مقالة لكاتب أو تصريح فيه نوع من الإنصاف والحقيقة أو حتى النقد والنصح حتى ينفثوا ما في جعبهم من سموم وخواء وجهل مدقع.

 

مهما كانت الأسباب والمبررات، فلن نخوض في نقاشات فكرية عقيمة مع أحد على أي منبر كان. لكن حين يكون لزاما علينا أن ننتصر للحق والحقيقة فسنفعل دون تردد بقطع النظر عن هوية الظالم والمظلوم. فالعدل هو الأمر الرباني للمسلمين كافة في تعاملهم مع أنفسهم وغيرهم من الملل الأخرى. فلسنا أخفياء ولا نكرات. ولم نعتد التواري ولا النفاق فيما قلنا ونقول، وكنا صرحاء مع الجميع بلا استثناء. أما الجريمة فقد هزت الأمة في مشارقها ومغاربها، ومن يدافع عنها أو يبرر لها بغير حق فقد ظلم نفسه وخدع الأمة.

 

لذا فإننا نكرر القول أن موضوع البحث، فقط لا غير وبدون أي تعمية أو تخبيص أو تمييع أو تضليل، هو مذبحة مسجد ابن تيمية ولا شيء غيره. ولا يعنينا في هذا السياق المبدئي للمذبحة من هم أطرافها؟ وما هي خلفياتهم الأيديولوجية؟ أو ما هي خلفيات الصراع؟ لأننا لو قبلنا بهذا الطرح فسيكون لكل من امتلك ناصية السلطة والقوة الحق في استباحة الدماء على أدنى سبب وحجة، وهو ما لا يمكن أن نقبله أو ندافع عنه. ومثلما وقفنا ضد جماعة دايتون وأزلامه في غزة، زمن دحلان ورجاله، سيكون لزاما علينا أن نقف ضد من يفتك بالأنفس تعذيبا وقتلا، ويستبيح الدماء ويسترخص إهراقها من أية جهة كانت بغير مبرر شرعي أو حتى قانوني قاطع لا لبس فيه من عصبيات حزبية أو أيديولوجيات أو مصالح سياسية أو رؤى قاصرة وغيرها. لذا فإننا نتساءل بملء الفم: من الذي يأخذ القانون والشرع بيده في غزة؟

 

• الذين يكسرون الأرجل ويتلفونها بوحشية في الساحات العامة؟ ويكبرون عليها؟

• الذين يطلقون النار على الركب ويبترون الساقين؟

• الذين يسحلون خصومهم ويعدمونهم في الشوارع؟

• الذين يدفعون بآلاف المقاتلين لملاحقة فرد ثم يرتكبون مجزرة؟

• الذين يطلقون النار على أرجل النساء؟

• الذين يعدمون المعتقلين في المعتقلات والجرحى في المستشفيات وسيارات الإسعاف؟

• الذين يمارسون التعذيب الوحشي في السجون؟

• الذين هدموا البيوت على رأس ساكنيها؟

• الذين يمنعون الصلاة على الضحايا في المساجد؟ وكأنهم خارج الملة؟

• الذين يمنعون أهالي الضحايا من إقامة بيوت العزاء؟ ويصادرون أحزان الناس؟

• الذين ينتهكون حرمة البيوت والمساجد بالقصف والتدمير ورفع الأعلام التنظيمية على مآذنها وكأنها حررت من اليهود؟

• الذين يتسلطون على رقاب الناس والعباد؟

• الذين يضيقون على الناس حياتهم؟

• الذين أشاعوا الرعب بين الناس لدرجة ابتلاعهم السم الزعاف من الممارسات «الحمساوية» خشية أن يقتلوا أو يفقدوا بعضا من أعضائهم؟

 

 

هذه ومثلها الكثير من الممارسات ليست اتهامات ولا تلفيقات ولا شكوك ولا افتراءات ولا فتن. بل هي سياسات ممنهجة وحقائق دامغة ووقائع ثابتة تنذر بانفجار اجتماعي دموي في غزة إذا ما واصلت حماس التعامل مع المجتمع وكأنه خصم أو مخالف. فهل هذه الممارسات من ضمن الوقائع التي نص عليها القانون والدستور وأقسمت حماس على احترامهما؟ وهل الذين قبلوا بهذه الممارسات وبرروها سياسيا وإعلاميا وشرعيا أمام العالم أجمع اتخذوا قراراتهم طبقا للقانون؟ وهل صدر قرار موثق من محكمة ما ، ولو في واقعة واحدة، يجيز لهؤلاء ارتكاب جرائمهم؟ وهل هؤلاء الذين نفذوا هذه الجرائم قيّمون على القانون؟ من الذي يأخذ القانون بيده في غزة ويخرج عن المجتمع والشرع؟ من الذي اتهم الآخر، زورا وبهتانا، بتكفير المجتمع واستباحة دماءهم؟

 

على هذا الأساس رفضنا جريمة سحل سميح المدهون وإعدامه بوحشية ونشر الواقعة على تلفزيون الأقصى عدة مرات، ورفضنا المذبحة التي تعرضت لها عائلة حلّس في الشجاعية بصورة أجبرتهم على الفرار باتجاه العدو، ورفضنا سياسة تكسير الأرجل، ورفضنا التفنن في بتر الساقين عبر غضروف الركبة، ورفضنا التعذيب ومداهمات البيوت والاعتقالات الجماعية التي تنفذها حماس في غزة .. تلك الممارسات التي تذكر بزمن الاحتلال، ورفضنا السيطرة على المساجد بالقوة، ورفضنا سياسات البطش والإقصاء والاستعلاء والعنصرية التي تمارسها حماس مع غيرها .. رفضنا كل ذلك وأكثر.

 

وليعلم كل من يحاول، جاهدا أن يحشرنا، ظلما وزورا أو جهلا ورياء، بخانة الاتهامات المألوفة، أننا لن نقبل بطمس الحقيقة عبر جرّنا إلى الاختيار القسري بين باطل وباطل أو مجرم ومجرم. فالدماء التي أهرقت ليست من هذا الصنف ولا ذاك، وليس من العدل أو الأخلاق أو المسؤولية إدانة أصحابها وسفكها دون دليل أو حكم محكمة، أو المتاجرة بها، أو استرخاصها، في كل مرة، بحجة دفع الفتنة أو مكافحة الفلتان المزعوم. فالذي يتبجح بالقانون والأمن عليه أن يفهم أننا وغيرنا نفهم أن للقانون أدواته ومؤسساته ورجاله وشروطه وليس بلطجياته. وهنا، وكي تتبين له الحقيقة موثقة ناصعة لا غبار عليها وبلسان القوم أنفسهم، أحيل القارئ إلى مقالتنا السابقة عن حماس وشهادات الزور. فقط؛ ليعرف القارئ عن أي قانون تتحدث حماس؟ وكيف يطبق؟ وبأية وسائل؟ وهل هو قانون المحاكم والشرع؟ أم هو قانون السلاح والكذب والتشويه؟

 

إذن الموضوع، للمرة الألف، ارتكاب جريمة متعمدة عن سبق إصرار وترصد لا علاقة لها بـ «غلو» ولا بـ «تصلب» أو «قلة فهم» لا من قريب ولا من بعيد. أما وقائع الوساطة التي قادها مشايخ ألوية الناصر صلاح الدين فهي تثبت بالقطع أنه كان بالإمكان تفادي ما حصل. إلا أن حماس هي من أوقفت الوساطة، وهذا قول الألوية في بيانهم (15/8/2009) حتى لا يبقى أحد يحتج بمبررات واهية من نوع أن جماعة «جند أنصار الله» رفضت وساطة الألوية. فلنقرأ ما قاله البيان:

« ثانياً: رغم ما أبدته حركة حماس من تجاوب في بادئ الأمر معنا كوسطاء لحل الأزمة إلا أننا نعتقد أنه كان بالإمكان إعطاء الوسطاء فرصة أكبر حتى لا تنزف و تسفك هذه الدماء المسلمة».

 

فلماذا لم تعط الألوية وغيرها الفرصة؟ أم أن الوساطة أوقفتها حماس لأنها كانت مجرد خدعة لذر الرماد في العيون حتى يسهل الزعم، فيما بعد، بأنها سعت إلى تجنب سفك الدماء؟ أما الوساطات الأخرى من الخارج فالحقيقة الكاملة عند المرقعين خاصة ممن رفضوا التدخل أو ممن تعمدوا التهرب من المسؤولية لغاية في أنفسهم.

 

كل الذين استمعوا لتسجيلات وقائع المذبحة تأكدوا من كل الملابسات التي تتعلق بحقيقة ما جرى سواء فيما يتعلق بتفجير المنزل على رأس الشيخ أبو النور المقدسي أو بقصف المسجد أو بمصير المدنيين أو بإعدامات الأسرى والمعتقلين والجرحى. ولأنه من السهل الطعن بتسجيلات أجهزة اللاسلكي التابعة لـ «كتائب القسام» إلا أنها الحقيقة فيما جرى ويجري من جريمة ما تزال وقائعها سارية المفعول. وأيا يكن، فإن الطعن في المصادر لا يبرئ مجرما، ولا يخفي جريمة. وحتى تقرير منظمة العفو الدولية «أمنستي» الذي صدر في 21/8/2009 ووثق بعض وقائع المذبحة سيتعرض هو الآخر للطعن والتشكيك رغم أن بعض محتوياته جرى تناقلها منذ اليوم الثاني للمذبحة على لسان الشهود وتوافقت، في عدة مضامين، حتى مع التسجيلات فيما يتعلق بأخطر الانتهاكات والإعدامات والاستخفاف بالمدنيين. فهذه مؤسسة دولية تحظى ببعض المصداقية وليست مؤسسة «الضمير» الموالية لفتح.

 

ولأن التقرير ما زال «موضع تحقق» من «الأمنستي» فقد امتنعت «فيوليت داغر» رئيسة اللجنة العربية لحقوق الإنسان من التعليق عليه بانتظار التحقق من كل ما جاء فيه. لكنها أفضت بما هو أخطر من ذلك في تصريح مقتضب لوكالة «آكي» الإيطالية للأنباء قالت فيه: « لدينا معلومات خطيرة وحساسة ونحن بصدد التحقيق فيها … ومن السابق لأوانه إعطاء أية تفاصيل».

 

ومن باب الإطلاع والمعاينة نورد بعض ما ورد في التقرير الأولي لـ«الأمنستي» من خفايا وأرقام مفزعة. حيث جاء فيه بأنه:

 

«أصيب في الأحداث 286 منهم 75 من حماس 43 من جند أنصار الله، جميعهم اعتقلوا رغم إصابتهم، ولا يعرف مصيرهم، منهم 66 تم اقتحام منازلهم وإطلاق أعيره نارية على ركبهم من الخلف من قبل حماس، و102 أصيبوا جراء القصف العشوائي بقذائف الهاون والـ «آر بي جي» من قبل حماس في المنطقة المحيطة بالاشتباكات».

 

وأضاف التقرير بأن:

 

«الشرطة منعت الصحافيين أو أي شخص من الاقتراب من أي مستشفى في القطاع لمدة 48 بعد الاشتباكات»، وأنه: «لم يُسمح بالصلاة على أي من قتلى جند أنصار الله، وسمح فقط لـ 5 من عائلة كل مقتول بالدفن، كما تم منع إقامة أي بيت عزاء».

 

ووفق التقرير فإن المسجد:

 

« قصف بـ 25 قذيفة هاون»، وأن: «الذين كانوا في سيارات الإسعاف قد خرجوا من مخابئهم بعد أن تم ترتيب اتفاق وساطة عن طريق الصليب الأحمر بتسليم أنفسهم إلا أنهم أعدموا».

 

ووثق التقرير قائمة غير حصرية بأسماء 28 شخصا قضوا في تلك الأحداث الدامية، وظروف مقتلهم أو «إعدامهم بشكل وحشي». ومنهم من تم إعدامه: « في سيارات الإسعاف الحكومية وسيارات الإسعاف التابعة للصليب الأحمر، ومنهم من قضى من المارة، أو نتيجة إطلاق النار العشوائي أو بقذائف الهاون، أو نتيجة الاشتباكات، أو أعدم مباشرة بعد أن سلم نفسه، أو برميه بالرصاص داخل المستشفى، أو بتفجير».

 

الأمر المثير في تقرير «الأمنستي» أنه يطابق روايات شهود العيان وبعض المعلومات التي نشرتها مصادر سلفية من غزة سبق لها وأطلقت صيحة فزع تجاه المعتقلين والأسرى وجهتها كـ: «نداء لمن يهمه الامر» وخصت فيه بالذكر أهالي المعتقلين في 20/8/2009 بأن: «أدركوا أبناءكم قبل أن يقتلوا بدم بارد»، وأشار «النداء» إلى مجموعة من الأفراد بعضهم تم إعدامه والبعض الآخر مجهول المصير. ومن بين القائمة المهددة بالتصفية كل من:

 

• أحمد محمد رشدي المبيض – رفح – تل السلطان، تمت تصفيته بالفعل.

• الشيخ حسين الجعيثني – الوسطى – النصيرات: وهو حالياً محتجز تحت تعذيب شديد.

• الشيخ يوسف شراب – خانيونس. وتقول بعض الأنباء أنه تم نقله إلى المستشفى لخطورة حالته بعد التعذيب الشديد الذي تلقاه على أيدي أجهزة الأمن التابعة لحماس، وإطلاق النار على ركبه مما تسبب ببترها.

• أحمد يوسف شبات – بيت حانون.

• محمود أبو عودة – بيت حانون.

• عدنان أبو جبر – الوسطى – البريج.

• بلال أبو جري – النصيرات.

• الشيخ خالد عسقول – خانيونس.

• محمد يحيى جبريل – النصيرات: وهو الشاب المسلح الذي كان يقف أمام الشيخ بوجهه في الخطبة دون لثام.

• بالإضافة إلى ثلاثة آخرين على الأقل لم يتيسر الحصول على أسمائهم بعد.

 

 

وأورد «النداء» قائمة بأسماء القتلى الذين قضوا خلال وقائع المذبحة لافتا الانتباه إلى أن أي اسم لضحية جديدة خارج القائمة سيعني أنها أعدمت من بين المعتقلين أو ممن يجري اعتقالهم في حملات الاعتقال المتواصلة. أما قائمة الضحايا فتشمل كل من:

• أحمد السبع.

• أيمن أبو سبلة

• إيهاب القطروسي

• جهاد دوحان

• خالد بنات (السوري)

• رائد البلعاوي

• رائد أبو عريبان

• رفعت نظام أبو سليم

• رفيق أبو شبيكة

• شيماء جابر العالول

• عبد الرحمن موسى

• عبد اللطيف موسى

• عبد الله مصطفى عوض الله ( أعدم في سيارة الإسعاف)

• محمد الناطور(أبو جعفر)

• محمد إبراهيم كلاب

• محمد عبد الله غنيم

• محمود أبو ندى

• محمود صلاح أبو ندى

• محمود مصطفي مقداد

• يسرى حسين بكير

• أحمد جرهول (حماس)

• أحمد محمد جودة (حماس)

• محمد الشمالي (حماس)

• مصطفى اللوقة (حماس)

 

 

بالأمس دمر مخيم نهر البارد بعد أن تبرأت حماس من «فتح الإسلام» باعتبارها جماعة غير فلسطينية!!!! كما ورد على لسان أسامة حمدان ممثل «حماس» في بيروت آنذاك، ولم تأخذ بعين الاعتبار أن الذي يسلِّم مخيما بائسا لقتلة الجيش اللبناني وحزب الله لا يستطيع أن يستنكف عن تسليم أي مخيم آخر أو حي أو جماعة كلما دعت المصالح أو الحاجة. والحقيقة أننا رأينا بعد جريمة مخيم نهر البارد بحق «فتح الإسلام» وبحق سكانه جاء الدور على «حي الصبرة» فارتكبت جريمة جديدة ضحاياها هذه المرة فلسطينيون!!! والجماعة فلسطينية!!! ثم مذبحة «عائلة حلّس» في غزة، واليوم مذبحة «المسجد الأبيض». وكل هؤلاء، حسب علمنا، فلسطينيون، إلا إنْ رأت حماس غير ذلك.

 

والسؤال:

 

كم حي ستهاجم حماس؟ وكم جماعة ستقتل؟ وكم أسيرا أو جريحا ستعدم؟ وكم مخالفا ستزهق روحه أو تبتر ساقيه؟ أو يقتل؟ وكم مخيما سيهدم بعد؟ وكم مسجدا سيهاجَم؟ وكم بيتا سينسف على رأس ساكنيه؟ حتى الآن لا ندري. ولا ندري ماذا حلّ بمصير المعتقلين من ذبح وتعذيب على الطريقة المجوسية؟

 

كل دولة فيها آلاف السلفيين إن لم يكن عشرات الآلاف. وهم معروفون بأطروحاتهم العقدية ابتداء من الحكام بوصفهم «طواغيت» وانتهاء بالدولة ومؤسساتها، بل أن بعضهم نأى بنفسه عن محاكم الدول ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وبات لهم محاكم شرعية يحتكمون إليها في خصوماتهم الداخلية. فهل سمع أحد أنهم هددوا الدول التي يعيشون بها؟ وهل سمع أحد أو رأى حملات الاستئصال والتشويه والاستفزاز ضدهم؟ فلماذا يحق لحماس ما لا يحق لغيرها؟ لماذا يبيت نقد حماس أو التحذير من وحشيتها كمن مسّ «الهولوكست الصهيوني» المزعوم، حتى صار المنتقد لها أو المخالف، أو حتى الخصم كحال المنتقد لليهود في الغرب: «معادي للسامية»؟ هل بات جهاد حماس «مظلمة» مضروبة على الضحايا والناس والأمة؟ أم أن حماس أصبحت «الركن السابع من الإيمان» حتى تصبح من المحرمات وفوق النقد والتحذير؟

 

ما لكم كيف تحكمون؟

 

ثمة معتقلون بخطر شديد يتربصهم الموت والعَوَق من كل جانب على أيدي حماس. دماؤهم ومصيرهم في رقابكم. فمن ينقذ هؤلاء من مصير غامض؟ وما ذنب الذين قضوا إعداما بعد اعتقالهم أو إصابتهم؟ ما علاقة هذه الجرائم بالفتن؟ و«التصلب»؟ و«الغلو»؟ ما علاقتها؟ هل تنتظرون حتى تفتك بهم حماس وبغيرهم؟ متى تستفيقوا أيها المرقعون بحق الله؟ هل أنتم جهلة أم شركاء في الجريمة؟ أم أن علينا أن نتعايش معها، كل حين، طالما أن جهاد حماس منزّه لا يأتيه الباطل من تحته ولا من فوقه ولا من بين يديه؟

Continue Reading
Advertisement
MEDIUM RECTANGLE