Connect with us

Published

on

يقول المثل العربي المشهور: “أسد علي وفي الحروب نعامة”، ونحن نرى في هذه الأيام بأم أعيننا مدى انطباق هذا المثل على رئيس أوزبكستان الدكتاتور المتسمي بـ”إسلام كريموف” الذي خرج أمام شاشات الإعلام ليعلن بأن الذي يقف وراء الاضطرابات العرقية في جنوب قرغيزستان هو طرف ثالث وعبارة عن جهات خارجية، دون أن يجرأ على تسمية تلك الجهات.

نحن لا ننكر وجود الطرف الثالث الذي يثير الفتن بين الشعوب الإسلامية، ويزرع الشقاق والخلاف والحروب بينهم، بل نحن أول من يقول ذلك، وقد كتبت في ذلك مقالاً سابقاً، وقد وقع ما كنت توقعت، وللأسف، ولا نستبعد أن يكون الطرف الثالث مكوناً من عدة دول معروفة بمحاربتها الإسلام والمسلمين بمختلف الذرائع والأساليب، ولكن عجائب آخر الزمن لا تنقضي، فمِن ذلك أن يلقي المجرمون الحقيقيون باللائمة على الآخرين دائماً.

من المعلوم أن الهجمات الوحشية على القومية الأوزبكية في جنوب قرغيزستان (أوش، جلال أباد، بازارقورغان …) والتي بدأت في اليوم التاسع من إبريل الجاري أدّى إلى مقتل الآلاف منهم وإحراق منازلهم ومصادرة ممتلكاتهم وفرار مئات الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ إلى أوزبكستان المجاورة لارتباطهم بها قرابةً ودماً وبلداً وديانةً منذ قرون طويلة.

وبعد مرور أكثر من أسبوع على هذه المجازر يخرج علينا الدكتاتور الأوزبكي “إسلام كريموف” ليعلن وكأنه اكتشف معلومة لم يسبقه إليها أحد وهي أن جهات خارجية حاولت جرّ أوزبكستان إلى محاربة جارتها قرغيزستان، وأنهم فشلوا في ذلك، حيث إن أوزبكستان لا تتدخل أبداً في شئون الدول الأخرى، كذا قال.

ومن المعلوم أيضاً للجميع بأن الرئيس الأوزبكي ومنذ أكثر من عشرين سنة يحكم أوزبكستان بقبضة من حديد، وقد قتل جلادوه الآلاف من الشباب المسلم في السجون، كما ارتكبت قواته مجزرة بشعة في شوارع أنديجان قبل خمس سنوات فقط، مما جعل آلاف الأوزبكيين يهربون إلى قرغيزستان آنذاك.

كما قام كريموف بقمع كل الأحزاب السياسية المعارضة، بالإضافة إلى هروب مئات الآلاف بل الملايين من أبناء الشعب الأوزبكي إلى مختلف دول العالم بحثاً عن لقمة العيش أو عن أي دولة تحميهم من طغيان السلطات الأوزبكية.

وأما بقية الشعب الأوزبكي المسلم في داخل البلاد والبالغ عددهم أكثر من خمس وعشرين مليون نسمة فإنهم ما زالوا يعيشون في أوضاع مأساوية، وقد تحولت هذه الجمهورية المظلومة إلى سجن كبير.

الرئيس الأوزبكي الذي يتغطرس على شعبه لا يستطيع الآن أن يصدر أمراً واحداً فقط بعبور الجيش الأوزبكي البالغ عدده أكثر من مائة ألف جندي مجهزين بالطائرات والدبابات ومختلف الآليات العسكرية (أكثر من الجيش القرغيزي بمرات عديدة) إلى الحدود القرغيزية، لا للدفاع عن الأوزبك الذين يتعرضون للإبادة، ولا لقتال القرغيز، بل من أجل حماية مصالح حكومته على الأقل.

لأن كريموف في ظننا لم يفكر في يوم من الأيام في الدفاع عن الشعب الأوزبكي، ولكنه يفكر دائماً كيف يستطيع الجلوس في كرسيه أطول قدر ممكن من السنوات {يود أحدهم لو يعمر ألف سنة}.

ولكنه إن كان يفكر في كيفية الدفاع عن مصالح حكومته مرات ومرات، فإنه يفكر في تداعيات دخوله في حرب ما مع دولة ما أو في تجاوز حدودها ولو لضرورة قصوى يفكر فيها مليون مرة، حتى تمضي السنون تلو السنين.

فالمثل السابق (أسد علي وفي الحروب نعامة) ينطبق تماماً على حال الرئيس الأوزبكي وجيشه وحكومته الجبناء الذين يتذرعون ويعتذرون الآن لخورهم بأن طرفاً ثالثاً قد وضع فخاً لهم وكميناً محكماً إذا هم تجاوزوا الحدود، فيا له من عذر، عذر أقبح من الذنب !

ومن شدة جبنه وخوره لا يستطيع أن يفصح عما يقصد بكلامه هذا، فهل يقصد بالطرف الثالث الحكومة الروسية، كما يتوقع العديد من المحللين السياسيين، أو يقصد أمريكا والغرب، أو يقصد نفسه، وهو الأقرب للواقع في نظرنا، حيث إن الرئيس الأوزبكي نفسه من أكبر الأسباب التي أدت إلى جرأة سفهاء القرغيز على ارتكاب هذه المجازر الهمجية بحق الأوزبك، لأنهم أيقنوا تماماً بأن كريموف لا يمكن أن يعاقبهم بل ولا أن يفكر في ذلك “فمن أمن العقوبة أساء الأدب”.

بل على العكس تماماً، فقد كانت استخبارات كريموف وقواته السرية يساعدون أجهزة الأمن القرغيزية في قتل وتصفية واختطاف علماء أوزبكيين من مواطني قرغيزستان، ولم يسلم الصحفيون الأوزبكيون في قرغيزستان من طغيان الاستخبارات الأوزبكية التي تتحرك بكل حرية في حدود قرغيزستان.

فمن أشهر المشايخ الذين قتلتهم القوات القرغيزية بالتعاون مع الاستخبارات الأوزبكية الشيخ الداعية رفيق قاري كمال الدين، وذلك في عام 2006م ومن أشهر المشايخ المخطوفين الشيخ صادق جان الأوزجندي، وذلك في عام 2003م. وأما من الصحفيين الأوزبكيين فالشاب المشهور “عليشير صائبوف” الذي كان ينشر في جريدته السياسية المسماة بـ”السياسة” جرائم السلطات الأوزبكية، وقد قُتل على أيدي أناس مجهولين في وسط مدينة أوش في عام 2007م.

كما أن كريموف قد افتضح وحشيته وهمجيته في قمع شعبه وإبادتهم وجهوده المستمرة في ذلك منذ سنوات، فالرئيس الذي يقتل ويذبح قومه كيف يمكن أن يدافع عنهم ويحميهم؟!

وأما بعض الساذجين الذين انخدعوا بإيواء قرابة مائة ألف لاجئ أوزبكي هربوا من قرغيزستان إلى أوزبكستان، فإننا نتمنى منهم أن يدركوا الحقائق التالية جيداً:

1. إن الرئيس الأوزبكي لم يقدّم للنازحين سوى فتح الحدود أمامهم لفترة قليلة فقط بسبب التدفق الهائل للنازحين، ومعظمهم من النساء والأطفال والعجائز.

2. أراد كريموف بذلك أن يكتسب شهرة واسعة أمام العالم ليظهر بمظهر الرئيس الإنساني المشفق على شعبه وعلى الناس عموماً، وقد تحقق له ذلك بعد أن شكرته منظمة الأمم المتحدة وأثنت عليه أمام العالم.

3. أدرك كريموف بأن إيواء هؤلاء اللاجئين يُدِرّ عليه مساعدات مالية كبيرة من الأمم المتحدة والدول والمنظمات الغربية، مما يعزز اقتصاده وبالتالي مواصلة سيطرته وغطرسته في البلاد. وقد أعلنت حكومته وتشدقوا منذ الأيام الأولى بأنهم صرفوا خلال يوم أو يومين فقط أكثر من مليون دولار على اللاجئين.

4. كما سعى كريموف بالسماح لإيواء اللاجئين أن يستر عورته التي انكشفت بطريقة فاضحة حيث أثبت مدى وحشيته وطغيانه على شعبه، ومدى جبنه وخوره في مسألة الدفاع عنهم حين يتعرضون لأبشع أنواع التطهير العرقي.

5. الذين قاموا بإيواء النازحين هم الشعب الأوزبكي نفسه، المشهورون بكرمهم وحبهم للضيوف وإكرامهم، بشهادة القاصي والداني، وليس حكومة كريموف، فقد قام أهل أنديجان وسائر مدن وادي فرغانة بإيواء معظم اللاجئين في بيوتهم ودورهم، وهذا واضح من تصريحات صحفية لكثير من اللاجئين، حيث بينوا أن الأهالي أفسحوا لهم أماكن واسعة في بيوتهم، وأنهم يجهزون لهم ثلاث وجبات يومياً. وأما الخيام التي نصبتها السلطات للاجئين فهي قليلة لا تكفي إلا لعدد قليل منهم، ولذلك قامت السلطات الأوزبكية بإغلاق الحدود أمام بقية اللاجئين بعد أن سمح بدخول ما يقرب من ثلثهم فقط.

ومهما يكن من أمرٍ، فإن مئات الآلاف من اللاجئين الفارّين بأرواحهم وأطفالهم الرضّع وشيوخهم الركّع والأمهات المكلومات قد أصبحوا اليوم بلا مأوى يؤويهم، فقد بقوا عالقين في العراء قرب الحدود الأوزبكية التي سرعان ما أغلقت في وجوههم، فليس لهم دولة تحميهم، وليس لهم بيت يسكنونه ولا فراش يلتحفون به، بل يفترشون الأرض ويلتحفون بالسماء وبالخيام القديمة الممزقة، والله المستعان ، وإليه الشكوى، {وإنا لله وإنا إليه راجعون}.

أمريكا

أول رمضان لي كامرأة مسلمة

هذا العام خاص لأسباب عديدة. في حين أنها ليست السنة الأولى من صيامي ، إنها المرة الأولى التي أصوم فيها كامرأة مسلمة ، وهو أمر أنا ممتن له وفخور به. الظروف التي تكمن وراء صيام هذا العام لها نوع مختلف من الدلالات – على سبيل المثال ، أنا لا أصوم فقط بسبب الاختيار الغريب كما فعلت في العام الماضي ، بل بسبب الرغبة في الوفاء بالالتزام الديني

Published

on

هذا العام خاص لأسباب عديدة. في حين أنها ليست السنة الأولى من صيامي ، إنها المرة الأولى التي أصوم فيها كامرأة مسلمة ، وهو أمر أنا ممتن له وفخور به. الظروف التي تكمن وراء صيام هذا العام لها نوع مختلف من الدلالات – على سبيل المثال ، أنا لا أصوم فقط بسبب الاختيار الغريب كما فعلت في العام الماضي ، بل بسبب الرغبة في الوفاء بالالتزام الديني

Continue Reading

أخبار

أمريكا : حرق المركز الإسلامي بتكساس وتسويته بالأرض

Published

on

نيويورك – أمريكا | أحوال المسلمين

نشبت نِيران في المَركزِ الإسلامي بمدينة فيكتوريا بولاية تِكساس الأمريكية في تَمام الساعة الثانية من صباح أمس السَبت، مما أدت الى احتراقه بالكامل.

وقد تَمكنت قُوات الإطفاء من إخماد النِيران بعد حَوالي أربع ساعات من عمليات الإطفاء، و ذكرت السلطات حينها أنه لم يُسفِر الحَريق عن أية إصابات.

وقال شَهيد هاشِمي رئيس المَركز الإسلامي مُستنكرًا ما حَدث ” إنَّها دار للعِبادة”، وعلى الرَغم من تَعرض المَركز لِعملية سَطو في 21 يَناير الجاري إلا أن شَهيد رَفض التَكهُن بأن الحَريق كان عَمدًا وصَرح أنه لا يعَرف أسباب الحَريق.

يُذكر أنه في عام 2013 كُتب على أحد جِدران المَركز الإسلامي عِبارات الكَراهية ضد المسلمين و تدعوهم بالإرهابيين.

وقد أعلن القائِمون على المَركز أنهم سيُعيدوا بناءه من جديد، و قاموا بتدشين حَملة لجمع التبرعات عبر موقع GoFundMe، و يُمكن لمن أراد دَعم إعادة البِناء أن يعابن ذلك من هنا.

الجَديرٌ بالذِكر أن هّذا المركز الإسلامي هُو المَسجد الثاني الذي يتم تدميره في تِكساس خلال هذا الشَهر، حيث تَم إحراق مَسجِد تحت الإنشاء بالقُرب من بُحيرة ترافيس في أوستن.

Continue Reading

أخبار

أمريكا : هجوم وحشي على مسلمين اثنين خلال مغادرتهما المسجد في نيويورك

Published

on

نيويورك – أمريكا | أحوال المسلمين

تعرض أمس مسلمين اثنين ينشطان ضمن جمعية “المسلمون يردون الجميل” الى اعتداء وحشي من طرف مجهول خلال خروجهما من المسجد، و قد أصيب أحدهما بارتجاج في الدماغ نتيجة تعرضه للكمات شديدة على وجهه من طرف المهاجم، بينما أصيب الشاب الآخر بكدمات على مستوى الوجه.

المهاجم الذي صاح “ارهابيون” عندما كان يهاجم الشابين، لاذ بالفرار بعد الهجوم، ثم لحقه مجموعة من المسلمين في محاولة منهم للإمساك به.

صور الضحايا

امريكا هجوم امريكا عنصرية

Continue Reading

أخبار

أمريكا : طرد 190 عاملاً مسلماً من مصنع بولاية كولورادو بسبب أحتجاجهم علي منعهم من الصلاة

Published

on

By

أصدرت الصحيفة الأمريكية “يو إس إيه توداى” خبراً أن حوالى 190 من العمال المسلمين، أغلبهم مهاجرون قادمون من الصومال، تم طردهم من العمل فى مصنع يسمي “كارجيل” لتعبئة اللحوم بمدينة فورت مورجان بكولورادو، بعدما تركوا وظائفهم خلال نزاع على الصلاة فى مكان العمل

2FB65C1B00000578-0-image-a-40_1451612973625

جاء ذلك بعد أن غيرت الشركة المالكة للمصنع سياستها ضدهم، حيث كانت قد وفرت عام 2009 غرفة مخصصة للموظفين المسلمين من أجل أداء الصلاوات فيها، وبعد منع الشركة العمال من صلاة الجماعة قام العمال – أغلبهم صومالين- بتنظيم إضراب عبروا فيه عن أحتجاجهم في عدم كفاية وقت إقامة الصلاوات فقامت الشركة بطردهم جميعاً

2FB641F000000578-0-image-a-31_1451612797972

وصرح “جيلانى حسين” يعمل بـ “مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية” ، أن المسلمين يصلون خمس مرات فى اليوم، ويختلف موعدها حسب الفصول، مضيفا أن المصنع قام بطرد أغلب العمال الذين تركوا العمل

علي الصعيد الأخر أوضح العمال أنهم فى وقت مبكر من الشهر الماضى تم تغيير سياسة المصنع، فيما يتعلق بالسماح لهم بالصلاة خلال أداء عملهم، وجعل بعضهم غير قادرين على الصلاة على الإطلاق

2FB641EC00000578-0-image-m-34_1451612866660

من جانبها، ردت إدارة مصنع “كارجيل” على ذلك فى بيان، مؤكدة أنهم لم يغيروا سياستهم المعلقة بالحضور والتوفيق الدينى، مشيرة إلى أنه تم تأسيس منطقة يستخدمها جميع العاملين للصلاة فى إبريل 2009، ومتاحة خلال نوبات العمل بناء على قدرتهم على وجود عدد كاف من العاملين فى منطقة العمل، موضحة أنه رغم بذل جهود معقولة لجعل العاملين قادرين على القيام بالتزماتهم الدينية، إلا أن هذا ليس مضمونا كل يوم، ويعتمد على عدد من العوامل الذى يمكن أن تتغير من يوم إلى آخر، وأرجع المصنع فصل العمال إلى انتهاكهم لقواعد العمل الخاص به لغيابهم ثلاثة أيام متتالية دون إبداء أسباب

ولكن صرح “خضر دوكال”، وهو من يساعد العمال الصوماليين على التقدم بطلب إعانة البطالة، أن الصلاة هى الأولية الأولى لكل مسلم، مضيفاً أنه يمكننا أن نبقى بلا وظيفة ولا يمكن أن نستمر بلا صلاة ومحاولة تبرير الشركة ما فعلته بأنها تقوم بكل المحاولات لتوفير أماكن إقامة الشعائر الدينية لكل الموظفين بقد الإستطاعة شرط ألا يتسبب ذلك في إنقطاع العمل أمر غير منطقي، فأقصي مده لساعات العمل لا تزيد عن ثماني ساعات وهي مدة تضم ما بين صلاتين إلى أربع علي أكثر تقدير طبقاً لمواقيت الصلاة في ولاية كولورادو ومده الصلاة لا تزيد عن عشر دقائق، وأنه لو عرض علي العمال خصم لرحبوا بذلك لحرصهم علي أداء الصلاة

http://https://www.youtube.com/watch?v=yO9_fkAb-lE

تأتي الحادثة ضمن سلسلة من الوقائع المنتشرة في الولايات المتحدة وأوروبا في إطار تصاعد حدة ظاهرة الإسلاموفوبيا في الآونة الأخيرة، حيث يعاني المسلمون من التمييز والإضطهاد في أماكن العمل

هذا ويمثل المسلمون ما يزيد عن 8 مليون نسمة في المجتمع الأمريكي ومنهم أعضاء عاملون وفاعلون ويعتبر هذا الفعل العنصري يخالف كافة الأعراف والقوانين وحقوق الإنسان التي تنادي بها الولايات المتحدة

Continue Reading

أمريكا

أمريكا : بالتزامن مع قرار وزير الدفاع الأمريكي بالإفراج عن 17 من معتقلي غوانتانامو، عامر شاكر يحكي مأساته بالمعتقل

Published

on

By

أحوال المسلمين – واشنطن أمريكا

صرحت صحيفة ” نيويورك تايمز” يوم أمس، الأربعاء 21/12/2015، نقلاً عن مسؤول أمريكي أن وزير الدفاع الأميركي “اشتون كارتر” أبلغ الكونغرس مؤخرا أنه قد وافق على نقل 17 من المحتجزين بمعتقل غوانتانامو

وأضاف المسؤول الأمريكي قائلاً ” وجدنا أماكن لاستضافة المعتقلين الـ17 مشيرا إلى أن دولا عدة وافقت على استقبال هؤلاء المعتقلين ، ورفض كشف الدول التي وافقت على استقبال المعتقلين” وسيتم نقل المعتقلين منتصف كانون الثاني/يناير المقبل، أي بعد ثلاثين يوماً على إبلاغ الكونغرس بذلك

وعلى صعيد أخر جاء في بيان لــ ” نورين شاه” مديرة برنامج “أمن مع حقوق الإنسان” في فرع الولايات المتحدة لمنظمة العفو الدولية أن “نقل المعتقلين الـ17 سيكون قفزة إلى الأمام، بالمقارنة مع البطء في عمليات النقل في الماضي

وأضافت أن ذلك “سيشكل إشارة إلى أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، جاد في إغلاق غوانتانامو خلال ولايته، وهو أمر أساسي لأن الإدارة المقبلة يمكن أن تحاول إبقاءه مفتوحاً إلى ما لا نهاية”، على حد تعبيرها
يذكر أن المعتقلين الـ17، الذين سيتم نقلهم، هم جزء من مجموعة تضم 48 معتقلاً وافقت السلطات العسكرية الأميركية على الإفراج عنهم، شرط العثور على أماكن مناسبة لاستقبالهم، خصوصاً وأن عدداً كبيراً من هؤلاء يمنيون ولا تمكن إعادتهم إلى بلدهم في الوقت الراهن

ويذكر أن الرئيس الأمريكي “باراك أوباما”، قد صرح إنه يتوقع تقليل عدد معتقلي غوانتانامو إلى ما دون المئة مع حلول العام القادم 2016 وأكد في مؤتمره الصحفي الأخير لهذا العام أنهم سوف يستمرون في تقليص الأعداد (المعتقلين) في غوانتانامو بشكل ثابت

وتابع قائلا: “سوف نصل إلى نقطة لا يمكن معها تقليص العدد، لكونهم يشكلون” خطرا كبيرا “، علي حد تعبيره في إشارة إلى سجناء في غوانتانامو، تعدهم واشنطن يهددون مصالحها الأمنية ولا تنوي نقلهم إلى بلد آخر

ويرفض الكونغرس الأمريكي فكرة إغلاق المعتقل، ويعتبرها تهديدا للأمن الداخلي للبلاد، وعبر الرئيس الأمريكي أنه سيعمل مع الكونغرس لإغلاق المعتقل، مشيرا إلى “أنه من غير المنطقي بالنسبة لنا أن ننفق 100 مليون دولار إضافية، أو 200 مليون دولار أو 300 مليون دولار أو 500 مليون دولار أو مليار دولار لتأمين سجن لـ 50 أو 60 أو 70 شخصا

ولفت إلى أن الجماعات الإسلامية تستخدم خطابا ينطوي على أن “الظلم الفادح، هو أن الولايات المتحدة لاتطبق قيمها العليا التي تدعي تبنيها” ، وبيّن أن هذا السبب هو ما يدفع إلى محاولة غلق المعتقل سيئ الصيت

يذكر أنه تم الإفراج عن أخر سجين  “بريطاني الجنسية” سعودي المنشأ، بمعتقل غوانتنامو وهو “شاكر عامر” بعد 14 عاماً قضاها في المعتقل وذلك في أكتوبر من هذا العام

Picture: Craig Hibbert 8-12-15 Shaker Aamer talks with the Mail on Sunday's David Rose.

.

شاكر عامر يحكي مأساته في غوانتنامو

وقد قرر “شاكر عامر” الخروج عن صمته والكشف عما تعرض له من  تعذيب ومعاناة طيلة 14 عاما قضاها في هذا المعتقل سيئ السمعة، في سلسلة لقاءت مع وسائل الإعلام العالمية، بدأها مع صحيفة ديلي ميل الأحد 13 ديسمبر2015 والحلقة الأولى منها في هذا التقرير

بدأ روايته باليوم الذي وصل فيه جوانتانامو وتم وضعه في زنزانة صغيرة جدا، لا يستطيع حتى النوم فيها، قائلاً: إذا أردت النوم يصبح وجهك في المرحاض. وجاء الحراس الذين يصفهم بأنهم “مخيفون أجسامهم ضخمة مفتولو العضلات لا يتفاهمون ولا يترددون في إيذاء أي سجين” ، وطالبوا منه الانبطاح أرضا، ثم قاموا بضربه بالدروع التي يحملونها، وبعد ذلك جلسوا فوقه مما جعله لا يستطيع التنفس

ويصف عامر، حاله في تلك اللحظة بأنه كان عبارة عن قطعة لحم داخل سندويتش.فيقول إن الحراس ظلوا يصرخون “لا تقاوم.. لا تقاوم”، .. أنا لا أقاوم .. كيف لي أن أقاوم ؟

شاكر-عامر

ويتابع السجين السعودي الذي تم الإفراج عنه في 30 اكتوبر2015، أن الغريب أن جلسات التعذيب هذه كان يتم تصويرها، وكانت بعض هذه الجلسات تتم من أجل تدريب هؤلاء الحراس

وأضاف أنهم كانوا يعتبرون ذلك قتالا وحربا، إنهم يظلون يصرخون لا تقاوم يا سجين رقم “239”، حيث كان هذا الرقم التعريفي له منذ وصوله إلى المعتقل

2F521BBB00000578-3357700-image-a-29_1449958520954

ويقول عامر ان الطريقة المفضلة لهم في التعذيب والتي بدأت منذ اعتقاله في أفغانستان وحتى قبل وصوله إلى جوانتانامو هي تقييد السجين على طريقة تقييد الحيوانات، عبر إلقائه على الأرض على وجه وتقييد رجليه ويديه خلف ظهره معا ، وانه في احدى هذه المرات ظل مقيدا لنحو 45 دقيقة

وأضاف أنه خضع لنحو 200 جلسة استجواب طيلة 14 عاما، ولكنه في عام 2005 سئم من كثرة هذه التحقيقات، ورفض الإجابة عن أي أسئلة في الاستجوابات اللاحقة. وأوضح أنه كان يتم نقله من زنزانة لأخرى كل فترة من الزمن، وأن الزنازين كانت أشبه بأقفاص الحيوانات، مشيرا إلى أن الهدف من إنشاء هذا السجن هو كسر الإرادة الإنسانية بالكامل حتى أنهم يطلقون على منطقة داخل السجن Rodeo Rangeوهي تعني المكان الذي يتم فيه تكسير الخيول

ويعتبر عامر، أن عام 2005 كان محوريا في تاريخ جوانتانامو، عندما تزعم هو إضرابا جماعيًا عن الطعام وكانت تلك هي المرة الأولى التي يحدث ذلك في المعتقل، وبناء على ذلك تم منعه من التواصل مع السجناء الآخرين

وتابع عامر، المتزوج من بريطانية وله 4 أبناء، أنه بعد مرور شهرين تم نقله الى المستشفى وأجبر على شرب المياه وتناول الطعام وبعد ان وأوشك على الموت، ولكن تم الاتفاق مع مسؤولي المعتقل على السماح ببعض المزايا في السجن عقب هذه الواقعة وتخفيف جلسات التعذيب

Shaker Aamer with his sons out for a walk. and with David Rose. MAIL ON SUNDAY ONLY Copyright Photo by Les@leswilson.com. - November . 2015 ***Check if sons face's need to be coved*** Allowed to be syndicated BUT all request must go through his lawyers for approval first. His legal representatives are:- Irene Nembhard:- 0207-911-0166 / 07988-399809 And Gareth Pierce:- 0207-911-0166/ 0207-267-9896 / 07774-885130

وقال شاكر عامر الذي تم اعتقاله من أفغانستان عام 2001، أن الزنزانة كانت مزودة بجهاز للصوت يبث أوامر ونداءات الحراس وان هذا الجهاز كان يستخدم من أجل تعذيب السجناء بشكل غير مباشر؛ حيث يتم إجبارك على سماع تعليمات الحراس وصراخهم طوال الوقت وكذلك عندما يقومون بتعذيب آخرين. وقال إنه في ذات مرة استخدم شوكة الطعام وقام بتعطيلها، وفتح إطار النافذة، وبدأ في النداء على الحراس وهو ما دفع العديد من السجناء للقيام بالمثل

وتابع إنه في إحدى المرات تم إجباره على المكوث في غرفة باردة جدا تكاد تقترب من درجة التجمد لمدة 36 ساعة.. وقال عامر إنهم كانوا يتدخلون في كل كبيرة وصغيرة في حياتك حتى أنهم منعوني ذات مرة من استخدام قشة الفاكهة في تنظيف أسناني، وعندما رفضت تعرضت للضرب والتعذيب

وقال السجين السعودي الذي ترك المملكة وسافر إلى الولايات المتحدة في سن الـ17، إن هول التعذيب والمعاناة لمدة 14 عاما يصعب سردها في مقابلة صحفية، مؤكدًا أنه كابوس مرعب طيلة 14 عاما

وكان عامر يُقيم في المملكة المتحدة مع زوجته البريطانية وأولاده الأربعة في جنوب لندن، قبل ان يسافر إلى افغانستان للمشاركة في بعض الأعمال الخيرية؛ ولكنه اعتقل هناك عقب أحداث سبتمبر2001، وتم نقله الى جوانتاناموا.  وحصل على البراءة عام 2007 في عهد الرئيس جورج بوش، كما تمت تبرئته عام 2009 خلال الفترة الرئاسية الأولى للرئيس أوباما، ولم يخضع -طول مدة احتجازه- للمحاكمة، ولم تتم إدانته بأي جريمة على مدى 14 عامًا

 

Continue Reading
Advertisement
MEDIUM RECTANGLE